الرياض تستضيف معرض سيتي سكيب العالمي..نوفمبر
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
البلاد ــ الرياض
تستضيف الرياض معرض سيتي سكيب العالمي في نسخته الثانية برعاية وزارة البلديات والإسكان وبدعم من الهيئة العامة للعقار وبرنامج الإسكان، وبتنظيم من شركة تحالف، بين 11 و 14 نوفمبر القادم في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات في ملهم شمال مدينة الرياض تحت شعار “مستقبل الحياة”.
ويستهدف المعرض الحفاظ على مكانته كأكبر معرض عقاري من نوعه على مستوى العالم، مع التركيز على الأعمال التجارية والاستثمارات والمشاريع التنموية الضخمة والحراك العقاري في جميع مناطق المملكة خلال نسخته السنوية الثانية، الذي يضم ما يزيد على 400 جهة عارضة و500 متحدث و7 منصات، ويحتوي المعرض على مجالات جديدة ضمن القطاع والتي تشمل كلاً من الملاعب والمرافق، والأبنية الذكية المستدامة، والفنادق الذكية، وشركات التطوير العقاري.
ويُعد معرض سيتي سكيب العالمي 2024 منصة للتعاون الدولي وتبادل المعارف، بهدف بناء مدن مستدامة ومواكبة للمستقبل داخل المملكة وخارجها.
وقال معالي وزير البلديات والإسكان الأستاذ ماجد بن عبدالله الحقيل: ” يشهد القطاع العقاري في المملكة العربية السعودية تحولاً هائلاً مدفوعًا برؤية المملكة 2030، حيث تهدف الإستراتيجية الشاملة للقطاع العقاري إلى تحقيق مستهدفات الرؤية من خلال بناء اقتصاد مزدهر ومتين، ومجتمعات حيوية متكاملة في وطن طموح”.
كما يُعد معرض سيتي سكيب العالمي حافزاً رئيسياً لهذا التحول في القطاع العقاري، إذ يجمع هذا الحدث الضخم المستثمرين والمطورين ورواد الصناعة، لعرض واستعراض المشاريع العقارية الكبرى وتعزيز التعاون الدولي بين الشركات العاملة في القطاع، سعياً للإسهام في صنع مستقبل مشرق حيث الفرص والازدهار في متناول الجميع.
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز والشريك في شركة تحالف فيصل الخميسي: “تماشياً مع رؤية 2030 التي وضعها سمو ولي العهد لقطاع الإسكان، نسعى في معرض سيتي سكيب العالمي 2024 لجذب المستثمرين والمطورين والمبتكرين والجهات المعنية من مختلف أنحاء العالم لاستعراض مشاريعهم وتبادل المعارف وإقامة الشراكات والتعاون في بناء مدن الغد على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي لإحداث نقلة نوعية في مستقبل الحياة”.
وتوفر النسخة الأضخم من معارض سيتي سكيب حول العالم فرصاً استثمارية مميزة من خلال برنامج مستثمرين متخصص وفرص تواصل مناسبة، وتستعرض حلول البنية التحتية الذكية والحلول القائمة على التقنية والتخطيط المرتكز على البيانات، التي تكتسب أهمية في إنشاء بيئات حضرية فعالة ومستدامة وصالحة للعيش، كما يسلط المعرض الضوء على تطوير البنية التحتية الرياضية في المملكة العربية السعودية، مع التركيز على الملاعب الثمانية التي تم الإعلان عنها حديثاً، حيث سيضم جزءاً خاصاً للملاعب والفعاليات الضخمة.
ونجحت النسخة الأولى من معرض سيتي سكيب العالمي في عام 2023 في الحصول على جائزة أفضل افتتاح معرض عالمي في حفل توزيع جوائز التميز لعام 2024 من جمعية منظمي المعارض في لندن، وتمكنت من استقطاب أكثر من 300 جهة عارضة؛ 55% منها جهات عالمية، بالإضافة إلى 160 ألف زائر من 170 دولة وأكثر من 10 آلاف مستثمر دولي.
وكشفت نسخة 2023 من المعرض عن مشاريع عقارية بقيمة 18.3 مليار دولار في المملكة، الأمر الذي نال استحسان اللورد آلان شوغر، أحد المتحدثين في المؤتمر ورجل الأعمال البريطاني ومقدم برنامج ذا أبرينتيس على قناة بي بي سي، حيث قال: “أثارت إعجابي الرؤية الطموحة وحجم وأهمية المشاريع التي يتم تنفيذها في المملكة العربية السعودية”.
وتأسست شركة تحالف كمشروع مشترك بين الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز وصندوق الفعاليات الاستثماري وشركة إنفورما العالمية، أكبر شركات تنظيم مؤتمرات سياحة الأعمال في العالم. ولمزيد من المعلومات عن المعرض، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: www.cityscapeglobal.com .
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: معرض سیتی سکیب العالمی
إقرأ أيضاً:
معرض مسقط للكتاب وضيف الشرف
في هذا الأسبوع يُفتتح العرسُ الثقافي السنوي العماني أي معرض مسقط للكتاب في دورته التاسعة والعشرين، وهو عرس سنوي منتظر بشوق من محبي الثقافة بجميع تشكلاتها، كما تهاجر إليه الثقافات والأفكار والعلوم من أقطار عديدة في العالم لتجدها قريبة منك في بلدك بفضاء إنساني مفتوح أمام نتاج الإنسان وتقدم إبداعاته واختراعاته، وتعدد ثقافته وميولاته.
لقد كتبتُ في السنوات الماضية كثيرا عن معرض مسقط للكتاب إعجابا ونقدا، فلا أريد هنا تكرار ما كتبت، بيد أني مضطر أن أعقب على البرنامج الثقافي للمعرض، الذي لم تظهر الصورة النهائية – حسب تصوري - بَعد، ونحن على بُعد يومين من افتتاح المعرض، عدا تضمينه ضمن بيانات دورة المعرض والذي انتشر عقب المؤتمر الصحفي لمعرض مسقط للكتاب الأربعاء الماضي، وحتى الآن لم نرَ البرنامج في صورة تصميمية جاذبة تليق بمعرض الكتاب، والأصل أن يكون ذلك بشكل مبكر يخلق دعاية ضمنية للمعرض، كما أنه يعطي صورة فخرية له نباهي بها المعارض الأخرى إذا ما أحسن اختيارات برامجه، وانطلقت من العموميات إلى الإبداع والإحكام، وهذا لا أجده بصورة ظاهرة في الجدول المنتشر، مقارنة بمعارض قريبة منا، والتي تصاحبنا هذه الأيام أيضا.
هناك 3 جوانب ممكن أن نحاكم بها جاذبية البرنامج، وهي الثيمة وخيط الثقافة ومدار البرنامج ذاته، بمعنى ليست العبرة بكثرة الفعاليات، وإنما بمدى حضور الإبداع والإحكام فيها، فهناك فعاليات رئيسة تكون مدار البرنامج تُسلط عليها الأضواء بشكل أكبر، فلكل يوم مثلا فعاليته الرئيسة، تحوي رموزا ثقافية كبيرة لها ثقلها المعرفي وليس الإعلامي فحسب على المستوى المحلي أو العربي والعالمي، لتكرم بالتفاعل من حيث الحضور والصحافة والتوثيق، وهناك فعاليات مصاحبة، يجمع هذا ثيمة لها علاقة بالثقافة، ويدرك المتابع مدى حضور خيط الثقافة فيها بشكل أعمق.
والبرنامج له مدارات لأن الناس بطبيعتهم يعيشون عوالم مختلفة، فهناك مثلا مدار من حيث الفعاليات كندوات وحوارات، ومدار من حيث الفنون كالموسيقى والرسم والمسرح، وهكذا من حيث الطفل والمرأة وغيرها، كل مدار له فعالياته الرئيسة من جهة والثانوية المصاحبة من إدارة البرنامج أو المؤسسات الثقافية من جهة أخرى، بيد أن تداخل البرنامج بدون إحكام يؤدي إلى طغيان البرامج المصاحبة على البرامج الرئيسة، والتي في الأصل يكون الاهتمام والإنفاق عليها بشكل أكبر، كما يؤدي إلى عدم ظهور الخيط الثقافي خصوصا فيما يتعلق بثيمة المعرض ورسالته المخصصة لكل عام.
ما قلته سلفا لا يعني انتقاصا من برنامج العام، أو من الجهة المنظمة له، حيث يبذلون جهدا كبيرا في إعداده وتطويره يشكرون عليه، إلا أنني كمتابع أقرأ من الخارج، وأزعم أنني لصيق المعرض منذ سنوات خلت لأكثر من عقد، كما أزعم أنني متابع للعديد من المعارض العربية من حيث التأمل والحضور، لكن في الوقت نفسه أسعد كثيرا عندما نباهي بمعرض مسقط عربيا ودوليا لما يصل إلى درجة الإحكام والريادة والإبداع، فالمعرض ليس بيعا وشراء فقط، بل هو تظاهرة ثقافية، وسوق ثقافي مفتوح بكل ما تعنيه الثقافة وسبلها من معنى، فهو لا يمثل الجهات المنظمة بل يمثل عُمان جميعا، ورغم الكثافة السكانية القليلة في عُمان مقارنة مثلا بمصر أو المغرب أو الجزائر، أو بالسعودية في الخليج؛ بيد أنه اليوم يعتبر من المعارض العربية التي تحمل بُعدا ثقافيا مهما، ويشكل إضافة في المشهد الثقافي بشكل واسع.
الأمر الآخر والذي أتعجب منه كل عام وهو ضيف الشرف، وعُمان اليوم لها حضورها العربي والدولي والحمد لله - كما ندرك ذلك في السنوات الخمس الأخيرة من النهضة المتجددة من خلال زيارات السلطان - حفظه الله - وعادة يكون ضيف الشرف دولة ما تهاجر إليك بثقافتها وفنونها وإبداعها، وتعرفك على كتابها ومبدعيها وفنانيها، كما أن معرض الكتاب يهاجر بشكل غير مباشر إلى تلك الدولة عن طريق الإعلام والصحافة والكتابة، فلا معنى أن يكون ضيف الشرف محافظة عمانية، فهذا ممكن تحققه عند المعارض المحلية، أو في مهرجان مسقط أو خريف صلالة؛ لأنه يحمل أبعادا اقتصادية واستثمارية أكثر منه ثقافية بمفهومها التقني الدقيق.
هذا الأمر يؤدي إلى مطاطية ثيمة المعرض ذاته، وفق فعاليات عمومية، قد يفهم منها التكثير وملء الجدول أكثر من الإبداع والإحكام .
كما أسلفت -، من خلال العموميات بلا ثيمة ثقافية جامعة، تارة في عمومية الاقتصاد أو الاستثمار أو الأدب أو التراث مثلا، وهنا أتحدث عن البرنامج الرئيسي وليس عن البرامج المصاحبة، فقد يعذر الثاني لأن رؤيتها وفق المؤسسة بهويتها الخاصة والثابتة حسب اشتغالاتها ما لا يعذر الأول لأنه يخلق هوية معينة للمعرض، وهي هوية متحركة كل عام يشعر بها الزائر بشكل واضح.
ما قلته سلفا يمثل وجهة نظري، وهي في الأصل نظرة محدودة لأني أنظر من زاوية محدودة، بينما صاحب الشأن ينظر من زاوية واسعة وفق الإمكانات المتاحة، كما أنني أقرأ من الخارج بينما هو خبير من الداخل والخارج، بيد هذا لا يمنع من التدافع والنقد، وهي الحالة الصحية لتقدم المجتمعات، بدل المبالغة في الإطراء، ولكن أيضا لا نبخس ما يقومون به، فعملهم عظيم وإن كان تكليفا وظيفيا غير تطوعي من حيث الابتداء، إلا أنهم يبذلون أوقاتهم لرقي المعرض وتقدمه، وهذا يشكرون عليه، وهو واقع ملموس، ونحن ننتظر بشغف هذا العرس الثقافي، والذي بلا شك له مميزاته هذا العام، كما سيخلق إضافة في المشهد الثقافي محليا وعربيا ودوليا، وهذا ما نرجوه لعمان، فأي تقدم فيها تقدم للجميع نباهي وفخر به.