صحيفة البلاد:
2025-03-04@04:52:10 GMT

القراءة وجدلية المعرفة الرقمية

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

القراءة وجدلية المعرفة الرقمية

في حين يعتقد بعض اليافعين، الذين تفتحت أعينهم على الحياة في العصر الرقمي، وسيطرة الإنترنت على مناحيها، أنهم يقرؤون حين يمررون أعينهم على الشاشات التي بين أيديهم، فإن ما يفعلونه لا يعدو كونه قراءة سطحية.

هذه الجملة، هي جزء من عدة أفكار وردت في بيان أصدره عدد من العلماء والمكتبات وجمعيات النشر العالمية، الذين اجتمعوا في عاصمة سلوفينيا ليوبليانا (10 أكتوبر 2023)، وسُمّي “بيان ليوبليانا للقراءة”.

وقد حذّر البيان من تعرُّض “القراءة عالية المستوى”، للخطر على نحو متزايد، رغم الإغراءات التي يقدمها العالم الرقمي، وتعدُّد خيارات القراءة فيه. ويقصد البيان بالقراءة عالية المستوى، القراءة المعمَّقة، وقراءة الكتب ذات الصفحات الكثيفة، والأفكار العميقة.
وأشار إلى انخفاض القراءة الطويلة، والمتأنية، والنقدية، وتزايد ما يمكن تسميته بالنظرة الخاطفة على النصوص، وتمرير الصفحات بسرعة. وتحدث عن أن فقدان مهارة القراءة، يؤدي إلى فقدان مهارة التفكير، ويعيد القراءة في عالمنا، إلى قراءة نخبوية، كما كانت عندما اخترع البشر الكتابة.

ويعدّ هذا البيان مهمًّا للغاية؛ لأهمية الجهات المشاركة فيه، وهي: جمعية الناشرين الدوليين، والأكاديمية الألمانية للغة والأدب، واتحاد الناشرين الأوروبيين، وتحالف منظمات تحفيز القراءة الأوروبي (EU-READ)، والاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات، ومؤسسة (PEN) الدولية، والمجلس الدولي لكتب الشباب (IBBY)، ووكالة الكتاب السلوفيني.

ومن النقاط المهمة التي أشار إليها البيان، إيجابيات القراءة عالية المستوى، ومن بينها أنها تدرِّب على ما يسمى الصبر الذهني، وتوسِّع القدرة على الفهم والإدراك، كما تنمِّي القدرة على التعاطف مع الآخرين، إضافة إلى أنها أداة مهمة للتفكير، والتحليل الاستراتيجي، ومن دونها، سوف يتعرَّض الناس لما يسمى التبّسيط الشعبوي، ونظريات المؤامرة، والمعلومات المضلِّلة، ويصبح الناس حينها عرضة للتلاعب. وأشار البيان إلى أن “القراءة عالية المستوى، كانت دائمًا ضرورية لنمو الحضارات، وساهمت إلى حد بعيد في التنوير، والديمقراطية عالميًّا”.

وقال أحد الأربعة الذين شاركوا في كتابة البيان، ميها كوفاك، إن الناس لا يستطيعون فهم تعقيدات مشكلات زمننا، إذا لم يستطيعوا أن يقرؤوا الكتب المعقّدة. وحذّرت آن بيرمان، رئيسة اتحاد الناشرين الأوروبيين، من أن ربع الأوروبيين لا يستطيعون قراءة النصوص الطويلة.

وختاماً، فخلاصة الكلام: إذا كان هذا هو حال الأوروبيين، الذي يحتلون مكانة متقدمة بين أمم العالم في القراءة، فكيف بشعوب العالم الثالث؟ وهو ما يجب أن يدفعنا لإعادة النظر في بعض جوانب المناهج الدراسية، ومستويات القراءة الحرة في المجتمعات العربية، وانعكاس ذلك كله على ترتيبها في سلم الأمم المعاصرة.

* لا تكن قارئا متعاليا على ما تقرأ، ولا حتى قارئا مثاليا يعيش طوباويَّة الفكرة.. كن فقط قارئًا طفلًا يتجول في شوارع المعرفة ويدخل في حوانيت الدهشة ويقتني ما شاء من تُحف الأفكار والمعاني.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

مذكرة تفاهم بين "عُمان المعرفة" و"الجامعة الوطنية" لتمكين الطلاب بمهارات المستقبل

 

 

 

 

 

مسقط- الرؤية

 

وقعت عُمان المعرفة، المنصة الرائدة لمشاركة المعرفة المجتمعية، والجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا مذكرة تفاهم رسمية تهدف إلى تزويد الطلاب بالمهارات الأساسية المطلوبة لمواكبة سوق العمل المتطور. تم التوقيع بحضور كبار أعضاء الهيئة الأكاديمية وفريق عُمان المعرفة.

وقَّع الاتفاقية كل من البروفيسور الدكتور علي البيماني رئيس الجامعة الوطنية، والمهندس طارق البرواني مؤسس عُمان المعرفة. وتهدف هذه الشراكة الاستراتيجية إلى سد الفجوة بين الدراسة الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل من خلال توفير تجارب تعليمية عملية، ورؤى متعمقة حول سوق العمل، وفرصاً للتطور المهني.

وقال البروفيسور فالافاراج عميد كلية التكنولوجيا المتقدمة: "ملتزمون بتوفير تعليم لطلابنا يتجاوز حدود الكتب الدراسية. إن شراكتنا مع عُمان المعرفة تتيح لنا تقديم رؤى عملية وتدريب تطبيقي، مما يمكن طلابنا من اكتساب المهارات المطلوبة لسوق العمل المستقبلي. وهذه المبادرة ستعزز قدرات طلابنا وترفع من فرص توظيفهم في سوق العمل المتغير باستمرار."

وكجزء من الاتفاقية، ستقوم "عُمان المعرفة" بتنظيم سلسلة من الندوات، والمبادرات المجتمعية، والعروض التقديمية التي يقودها خبراء الصناعة؛ وذلك لتقديم جلسات تطبيقية تتماشى مع أحدث متطلبات السوق. وستضمن هذه المبادرات حصول الطلاب على المعرفة النظرية إلى جانب المهارات العملية الضرورية للنجاح في بيئة عمل تنافسية.

وفي هذا السياق، قالت بلقيس الحسنية رئيسة عُمان المعرفة: "مهمتنا في عُمان المعرفة هي تمكين الجيل القادم بالمعرفة والمهارات التي تعزز الابتكار والنجاح. من خلال هذه الشراكة، نحن متحمسون لتقديم خبراء الصناعة، والجلسات العملية، والمبادرات المجتمعية للطلاب، مما يضمن استعدادهم لمواجهة تحديات وفرص المستقبل."

وتُمثِّل مذكرة التفاهم بداية سلسلة من المبادرات المصممة لتعزيز التعاون بين الطلاب، والمهنيين في القطاع الصناعي، والقادة الأكاديميين. ومن خلال الجلسات التفاعلية، وفرص التواصل وبناء العلاقات، ومنصات تبادل المعرفة، ستلعب هذه الشراكة دورًا حيويًا في تشكيل مستقبل الشباب العُماني.

وتعكس هذه الاتفاقية التزام المؤسستين بتعزيز الاقتصاد المعرفي في السلطنة، ودعم الجيل القادم من المبتكرين، ورواد الأعمال، وقادة المستقبل.

مقالات مشابهة

  • المجال المعرفي في برامج التعليم العالي
  • اتحاد الناشرين يفتح فتح باب الاشتراك لـ معرض فيصل الرمضاني للكتاب
  • مديرة الاستخبارات الأمريكية تهاجم الأوروبيين وتوجهاتهم بشأن أوكرانيا
  • بعد لقاء ترامب وزيلينسكي.. ستارمر يحشد الأوروبيين في بريطانيا
  • مذكرة تفاهم بين "عُمان المعرفة" و"الجامعة الوطنية" لتمكين الطلاب بمهارات المستقبل
  • بمناسبة مرور (١٧٧) عاما على صدور البيان الشيوعي
  • وزير البريد يشارك في اجتماعات وزارية عالية المستوى بإسبانيا
  • بمناسبة مرور «177» عاماً على صدور البيان الشيوعي
  • «إسلامية دبي» تطلق سلسلة محاضرات رمضانية
  • جنبلاط ينشر صورة جديدة.. هذا ما قاله عن البيان الوزاري