أكتوبر القادم.. انطلاق قمة مصـر الدولية لوسائل التنقل الكهربائية برعاية مجلس الوزراء
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
أعلن التحالف المكون من شركتى ترايتك للتقنية والحلول المتقدمة وبرانديت كايرو الرائدتان في مجال تنظيم الفاعليات الدولية، عن إطلاق “قمة مصـر الدولية لوسائل التنقل الكهربائية”، الحدث الأول من نوعه في مصر، وهو مؤتمر ومعرض دولي متخصص في تقديم تكنولوجيا المستقبل للمركبات الكهربائية بجميع أنواعها، ويقام الحدث بمركز مصر للمعارض الدولية خلال الفترة من 10 إلى 12 أكتوبر 2024، تحت رعاية رئاسة مجلس الوزراء المصـري ووزارة التجارة والصناعة ووزارة البيئة ووزارة التموين والتجارة الداخلية والهيئة العربية للتصنيع والهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة والهيئة العامة للرقابة علي الصادرات والواردات والجهاز الوطني للإدارة والاستثمار وجهاز تنمية التجارة الداخلية، وذلك في إطار خطة الدولة لتحقيق الحياد الكربوني وتعزيز انخراط الكيانات الاقتصادية في أنشطة خفض الانبعاثات الكربونية ، وتحقيق خطوات نحو مستقبل أكثر استدامة تماشيا مع رؤية مصر 2030.
تعد قمة مصـر الدولية لوسائل التنقل الكهربائية فرصة مثالية للشركات لعرض منتجاتها وخدماتها، وتتيح للمستثمرين استكشاف فرص الاستثمار في صناعة النقل الكهربائي المتنامية بسرعة، كما تُعتبر منصة مهمة للحكومات والجهات الرسمية لتعزيز سياسات الاستدامة ودعم التحول نحو استخدام وسائل النقل البديلة والنظيفة، وتولي الحكومة أهمية قصوى لدراسة كيفية توطين صناعة السيارات الكهربائية في مصر مع تقديم كل الدعم اللازم لذلك في ظل اتساع فرص مصر لتكون مركزا إقليميا لصناعة وتصدير السيارات الكهربائية للمنطقة، وتزايد الطلب على هذه المركبات في أفريقيا والوطن العربي.
وتعليقا على الحدث صرح محمد الصعيدي رئيس التحالف المنظم للقمة قائلاً: ” الطاقة النظيفة هي مستقبلنا، ونؤمن إن التحول نحو المركبات الكهربائية ليس مجرد خيار، بل ضرورة ملحة للحفاظ على بيئتنا ومواكبة التطورات العالمية، ومن هنا تأتي أهمية “قمة مصر الدولية لوسائل التنقل الكهربائية”، لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة والتحول نحو النقل المستدام، وهي ما تعكس حرصنا على تنفيذ رؤية مصر 2030 لبناء جمهورية جديدة مزدهرة ومستدامة”.
توجيهات القيادة السياسية
وأضاف “إن توجيهات القيادة السياسية الحكيمة بالمضـي قدما في إبراز جهود الدولة الحثيثة نحو الوفاء بالتزاماتها تجاه الإنسانية بحماية البيئة، وتشجيع التجميع المحلي للسيارات الكهربائية وتوطين صناعة السيارات الكهربائية في مصـر من مرحلة التجميع والانتقال إلي مرحلة حديثة الجوانب بشكل أعمق كانت الدافع الرئيسي وراء تنظيم هذه القمة”.
وتجمع قمة مصـر الدولية لوسائل التنقل الكهربائية مجموعة متنوعة من الشركات الرائدة والمهتمين في مجال وسائل التنقل الكهربائية وعلي رأسها السيارات ووسائل النقل البديلة ، مصنعي البنية التحتيه اللازمة لها ، ومقدمي الحلول التمويلية بكافة أشكالها ، وستتيح الفرصة للمشاركين لحضور محاضرات وورش عمل تفاعلية تغطي مختلف جوانب تطور صناعة النقل الكهربائي الذكي وأثرها على المستقبل البيئي والاقتصادي ، كما سيتم تنظيم فعاليات شبكية لتعزيز التواصل وتبادل الخبرات بين المشاركين من خلال مناقشات وجلسات ومحاضرات يلقيها خبراء متخصصين على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي، بمشاركة الشركات الدولية والإقليمية والمحلية ذات الصلة ، وبما يخدم المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص في مواكبة التطور الهائل في هذا المجال.
ويمثل تعاون شركتي ترايتك وبرانديت، خطوة تعزز ريادتهما في مجال إدارة الفعاليات، في ظل توحيد جهودهما رسميًا بعد مسيرة حافلة بالنجاح لقيادات وممثلي الشركتين لمسيرة امتدت لـ 25 عامًا، وتجمع الشركتان رؤى مشتركة تتمثل في تقديم فعاليات استثنائية تساهم في بناء جسور التواصل وتعزيز التعاون، والتزامهما بتقديم قيمة مضافة لعملائهما، بفضل فريق عمل متخصص، يضمن تقديم خدمات عالية الجودة وتجارب لا تُنسى في كل فعالية، وتهدف الشركتان إلى رسم معايير جديدة في مجال إدارة الفعاليات، وتقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات العملاء المتطورة، حيث ترى الشركتان أن هذه النوعيه من الفعاليات الهادفة منصات حيوية لتبادل المعرفة، وبناء العلاقات، ودفع عجلة النمو الصناعي والتجاري.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قمة مصـر الدولية لوسائل التنقل الكهربائية مجلس الوزراء التحالف السيارات الكهربائية الشركات صناعة السيارات الكهربائية فی مجال
إقرأ أيضاً:
القوة الفاعلة في صناعة القرار السياسي المُنعكس على العلاقات الدولية
ديسمبر 14, 2024آخر تحديث: ديسمبر 14, 2024
د. مها أسعد
يمر صانع القرار كإنسان بتجارب سابقة في حياته، تؤثر بشكل كبير في عملية أتخاذ قرارات السياسة الداخلية وكذلك الخارجية تجاه الدول والقضايا المُشتركة التي تجمع دولته معهم، وان هذه التجارب الشخصية سوف يستفاد منها كدروس تجعله يعرف كيف يفسر سلوك الأطراف الأُخرى ويتعامل معها، وتتطلب معرفة التجارب السابقة لصناع القرار دراسة كُل شيء عنه من مرحلة الطفولة والتكوين الأجتماعي والتعليم كما وتتبع مسيرته الحياتية، لأن كُلها ستكون مُجتمعة مؤثرة عليه عند أتخاذ القرار السياسي في المسرح الدولي.
يتأثر الدور الذي يلعبه صانع القرار بعدد من العوامل منها:
البحث في التاريخ، إذ يلجأ بعض صُناع القرار للبحث في التاريخ، لمعرفة كيف تصرف القادة تجاه أزمات وقضايا مُتشابهة، من أجل التنبؤ بسلوك الأطراف الأخرى هذا من جانب، ومن جانب أخر لأجل التعرف على السلوك الأمثل الذي يمكن أن يتبعه؛ كما وان طبيعة الدور تتأثر بما يفكر به الأشخاص القريبون من صانع القرار، والذين يكونون مؤثرين بشكل كبير في تحديد سياسات وسلوك دولهم، من خلال تأثيرهم في صانع القرار وسياساته بحكم القرب والعلاقات المُتينة المؤثرة، أما بما يخص المُعيقات الرئيسية التي تُعيق ميدان العلاقات الدولية والسياسة الخارجية من تطوير التفسيرات والتنبؤات، يتمثل في تقاعس كثير من الأكاديميين في هذا الميدان عن النظر بجدية إلى الدور الذي تلعبه العوامل النفسية في صنع القرارات الفردية لصاحب القرار وبالتالي القرارات التي تخص العلاقات بين الدول، ويُعطي البحث في هذين المجالين الدليل على وجود تحيزات ممنهجة، وشائعة تعود إلى مُحددات معرفية وحاجات أنفعالية لدى مُتخذي القرار، وستظل الألغاز الكبرى من دون حل إذا لم نقم بدمج الإستبصارات النفسية في الأطر التحليلية التي نستخدمها لحل هذه الألغاز، وتمثل دراسة الجوانب النفسية للعلاقات الدولية جزءاً مهماً لأسباب عديدة منها أنها ترصد التفسيرات المُوقفية، كما إنها تُشخص سلوك الخصم، فضلاً عن إنها تُرغمهُ على القيام بأفعال أو التعبيرعن آراء لا تعكس حقيقة نزعاته، أو قيمه، أو تفضيلاته..
أن الموقفية في العلاقات الدولية تأخذ أشكالاً متنوعة فكل ما هو فوق مستوى النزعات الفردية يكون موقفياً، حيث يُمكننا النظر إلى هذه الأنواع المُختلفة من الموقفية كشيء مشابه لدمية روسية (ماتريوشكا) يؤدي فتح جزء منها إلى جزء أصغر وهكذا..، فمثلاً عندما نفتح النظام الدولي نجد دولاً، وعندما نفتح الدولة نجد بيروقراطيات وعندما نفتح البيروقراطيات نجد جماعات، فهذا الخط ينقلنا من مستوى موقفي إلى مستوى موقفي آخر، ولكننا حين نأخذ الجماعات بعين الأعتبار نصل عند ذلك إلى مستوى الأفراد والنزعات، وعندما ننتقل عبر سُلم التحليل من النظام الدولي إلى الأسفل نصل إلى أشكال أقل عمومية من المواقف التي تؤثر في السلوك؛ حيث نجد نظريات موقفية تركز على البيئة الاجتماعية، ونظريات تتعامل بشكل أكثر مباشرة مع المُعيقات التنظيمية والبيروقراطية التي تؤثر في السلوك في السياسة الخارجية، وضمن الصنف الأخير من النظريات، كان لأعمال غراهام أليسون (Graham Allison) تأثيراً مميزاً، وخصوصاً كتابه الكلاسيكي الذي ألفه مع فيليب زيليكوف بعنوان جوهر القرار (Essence of Decision) وفي معرض الحديث عن المستويات المُختلفة للموقفية لا بد من الإشارة إلى أن ضغوط الجماعة تمثل مستوى موقفياً آخر، وعلى غرار والتز (Waltz) يفسر أليسون سلوك القادة تفسيراً موقفياً متجاوزاً أي أعتبار سيكولوجي، ولكن التشابه بينهما ينتهي عند هذه النقطة، ويعتمد أليسون وزميله زيليكوف (Zelikow) تفسيراً بيروقراطياً للسياسة الدولية يُشار إليه غالباً في أدب الموضوع بنظرية السياسة البيروقراطية حيث ينظر أليسون وزميله إلى سلوك صُناع القرار على أنه يتحدد في الغالب وليس حصرياً بالمواقع المعينة لهم داخل البيروقراطية، وتعتبر مقولة إن موقفك يعتمد على موقعك مقولة معبرة تماماً عن وجهة النظر هذه وبناء على ذلك، فإن وجهات نظر أولئك الذين يحتلون مواقع بيروقراطية، تصطبغ إلى حد بعيد برؤية الكيانات البيروقراطية التي يعملون فيها ورسالتها، فوزراء الخارجية يدفعون باتجاه المفاوضات الدبلوماسية، لأن هذه هي وزارة الخارجية؛ أما وزراء الدفاع فيدفعون باتجاه الحلول العسكرية التقليدية، الوقت ذاته يدعو ممثلو الـ سي آي أي (CIA) إلى القيام بعمليات سرية، غير أن هذا الجانب من نموذج أليسون وزيليكوف لم يحظ بأدلة داعمة في السنوات الأخيرة، لأنه يُهمل قوة الاعتقادات القائمة لدى الأفراد الذين يحتلون المواقع البيروقراطية المختلفة، والشخصيات والقيم الأخرى التي يمتلكونها، فعندما كان كولن باول رئيساً لهيئة الأركان أثناء حرب الخليج الأولى، كان آخر المتمسكين بالرأي المعارض للتدخل الأميركي، بينما دافع دين راسك بحماس عن تصعيد التدخل الأميركي في فيتنام؛ وفي كلتا الحالتين كان الموقف الفلسفي المُعلن يتعارض إلى حد كبير مع أدوارهما البيروقراطية (حيث كان کولن باول وزير دفاع وكان دين راسك وزير خارجية)، ويفيد كثير من النقاد أن الموقع البيروقراطي أو الموقف أقل دقة، كمتنبئ بالآراء المتصلة بالسياسة الخارجية من نزعات القادة الشخصية، ولكن تنبؤات هذه المقاربة تصدق أحياناً، فعلى الرغم من أن كولن باول كان يعارض غزو العراق عام 2003، ويؤكد ضرورة الأستمرار بالنهج الدبلوماسي إلا أنه بدى داعماً لقرار الحرب في ما بعد، مما يعطي دليلاً على صدق النظرية، لكن ما يبدو دعماً لقدرة النظرية على تفسير السلوك قد يأتي من قبيل المصادفة أو ضغوط الواقع، وما يمكن أن نقوله بشأن كولن باول هو أنه ظل متحفظاً بشدة على قرار الحرب بغض النظر عن الموقع البيروقراطي الذي كان يحتله.
إِن أحد الأهداف المتوخاة من المُمارسة الأنثروبولوجِية بهذا الصدد هو توكيد أهمية معارف غير المُختصين وتبصراتهم وخبراتهم التي تسهم في إسباغ السلطة على أحكام السكان العاديين والذي يتوافق مع تحليل الخطاب الذي يُناقش كيف تقدم الجماعات فكرها بأسلوب يدعم وجهات نظرها ويعزز مصالحها وتأثيرها في عملية وضع السياسات وتنفيذها، وهنا يصعب أثبات العقلانية بالنسبة لأفعال صناع القرار لآن جميع القرارات التي يتم أتخاذها يتم تبريرها وفقاً للمصلحة العامة وضرورة حمايتها، فمن الناحية العلمية يتطلب تحديد الأهداف وتحقيقها من قبل صناع القرار أختيار أكثر الوسائل الملائمة لتنفيذها، وتحديد القيم والممارسات المُعينة والنتائج المُتوقعة منها من أجل الحديث عن سياسة خارجية أكثر توازن، وأخيراً يبقى الدور الشخصي لصانع القرار بمثابة المحدد أو العامل الأكثر تأثيراً في العلاقات الدولية، من خلال تأثيرها في السلوك الخارجي للدول باعتباره نقطة البداية في العلاقات الدولية.