خبراء ومسؤولون عرب: مصر خير من يمثل الدول العربية والإفريقية عالميًا بمقعد دائم بمجلس الأمن
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه العالم اليوم، تبرز أهمية وجود دول ذات ثقل سياسي واقتصادي كبير في مجلس الأمن. ومن هنا، تأتي المطالب بعضوية مصر الدائمة في مجلس الأمن الدولي كخطوة نحو تعزيز دور الدول العربية والأفريقية في صنع القرار الدولي، وتحقيق توازن أكبر في النظام الدولي.
ولم تقتصر المطالب على الدول العربية والأفريقية فقط، بل حصلت مصر على دعم دولي واسع من دول أخرى ترى في مصر شريكاً استراتيجياً في تحقيق السلم والأمن الدوليين، وقد أشار سامح شكري وزير الخارجية المصري السابق في أكثر من مناسبة إلى أن مصر لم تكتف بالنقاش حول المفاهيم والسياسات، بل امتدت مساهماتها إلى المشاركة الفعلية بالقوات والأفراد في عمليات حفظ السلام.
وفي هذا السياق ، قال المحلل السياسي اللبناني د.خالد زين الدين إن ترشيح مصر كدولة عضو دائم في مجلس الأمن مهم للدول العربية وخاصة في الظروف التي يفقد العرب دورهم وقوتهم، ولا يملكون أي تأثير في القرارات الاستراتيجية والدولية ولا حتى في المشاركة.
وأضاف زين الدين في تصريحاته الخاصة لـ"الوفد" أن الظروف التي تمر بها المنطقة تحتاج دائما لراعي لهم من الدول الكبرى، فلذلك ترشيح واختيار مصر هو الأمثل، قائلا: "مصر هي الدولة القادرة على حماية الأمن القومي العربي ولديها القدرة بما تمثله من مكانة اقتصادية و جيوسياسي وجغرافية وعسكرية"، لافتا إلى القدرات التي تمتعت بها مصر في صد الغزاة على مر التاريخ، ودعم حركات التحرر العربي، ودعم القضايا العربية والقضية الفلسطينية، ودورها الحواري العالمي، لافتا إلى أن مصر تعد نقطة تهدئة للحروب ونشر السلام .
وأضاف زين الدين أن مصر تعد من المؤسسين لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة وعضو في الإتحاد الإفريقي ومنظمات واتحادات دولية ولديها العديد من العلاقات الدبلوماسية مع أغلب دول العالم ودورها في قلب العالم حيث تربط آسيا وأفريقيا وأوروبا وتطل على بحرين الأحمر والمتوسط ولديها قناة السويس المجرى الأهم عالميا وخليجي العقبة والسويس، كل هذا يجعل مصر تلعب دور قوي في صياغة السياسات الإقليمية والدولية في الحرب والسلم وتعد من كبار اللاعبين في المنطقة.
وعن انعكاس قبول عضوية مصر بشكل دائم في الأمم المتحدة، قال المحلل اللبناني أن ذلك سيخدم القضية اللبنانية والفلسطينية ، حيث يمكنها أن تكون الصوت المؤثر لمنع الفيتو والوصول إلى حل الدولتين ، بالإضافة لدعم لبنان بتحرير مزارع شبعا ونشر قوات سلام دائمة على الحدود ودعم بصوتها المؤثر كافة القضايا العربية العالقة.
دول الجوار
ومن جهته قال المحلل السوداني عوض حسين بكاب رئيس مركز العمل العربي المشترك إن مصر هي الأجدر بمقعد دائم في مجلس الأمن لقوتها وحنكتها الدبلوماسية ، بالإضافة انها تعتبر أكبر قوة عسكرية في المنطقة ، لافتا أنه في حالة حصول مصر على مقعد دائم يعد انتصارا للسودان ، موضحا أن مصر أكثر حليف للسودان حيث انها تعلم جيدا مشاكل السودان ، موجها الشكر لمصر لاستضافتها أكثر من 6 مليون مواطن سوداني هربوا من الحرب والنزاعات المسلحة والسرقة والنهب .
وأضاف " كاب " في تصريحاته لـ " الوفد " أن مصر خير من يمثل دول المنطقة لما تمتلكه من مقومات عسكرية ودبلوماسية ، قائلا : " أن جيشها من اعظم واقوى الجيوش في افريقيا والوطن العربي و حرصها على مواصلة جهودها لصون السلم والأمن الدوليين، واهتمامها على مواصلة جهودها لدفع قضايا العالم الثالث وافريقيا والدول النامية للأمام، خاصة القضايا المرتبطة بإصلاح الأمم المتحدة وتوسيع مجلس الأمن لتصبح أكثر ديمقراطية وتمثيلا للدول النامية ومصالحها، فضلا عن الاهتمام بقضايا نزع السلاح ومنع الانتشار النووي، بالإضافة إلي اهتمام مصر بقضايا التنمية وتمويل أهداف الألفية، وتسوية القضايا الإقليمية في إطار احترام القانون الدولي وعلى رأسها الحرب السودانية ودعمها للقوات المسلحة السودانية بوصفها الشرعية والقضية الفلسطينية والأزمة الليبية ، بالإضافة إلي نجاح جهود مصر المتواصلة في محاربة الإرهاب باعتباره ظاهرة عالمية
وفي ذات السياق ، قال المحلل السياسي الفلسطيني علي وهيب أن مصر تقوم بمزيد من الجهود على المستوى الإقليمي و مع كافة الأطراف الدولية لإحداث التهدئة ووقف الحرب في غزة ، مؤكدا أن مصر ركيزة أساسية وهامة في أي أمر يتعلق بهذا الإقليم ،وتابع: " أن الحديث الآن يدور بشأن إصلاح مجلس الأمن بتوسيع العضوية به، لذلك تحدثت العديد من دول العالم بشأن أهمية أن يكون لمصر مقعد دائم في المجلس باعتبارها ممثل عن القارة الأفريقية والمنطقة العربية"
الدور المصري في الأمم المتحدةمنذ تأسيس الأمم المتحدة في عام 1945، كانت مصر من بين الدول المؤسسة للمنظمة، ولعبت دوراً بارزاً في مختلف هيئاتها. وقد شغلت مصر عضوية غير دائمة في مجلس الأمن ست مرات، كان آخرها في الفترة من 2016 إلى 2017، حيث ترأست المجلس وناقشت العديد من القضايا الدولية والإقليمية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب .
وفي هذا الإطار، قال د. أحمد عبد المجيد خبير السياسة الدولية أن نجاح مصر الكبير بانتخابها عضو في مجلس السلم والأمن الإفريقي لمدة عامين من 2024 حتى عام 2026، يعكس نجاحات مصر الإقليمية التي سعت إليها منذ البداية بالتوسع في الأذرع الدبلوماسية شرقا وغربا، لترسيخ دورها الإقليمي في القارة الإفريقية، وبالتالي في المنطقة العربية ، لافتا أنه جرى التصويت على عضوية مصر لمجلس السلم والأمن الإفريقي من إجمالي 46 صوت، حصلت مصر على 44 صوت للدول ، أن هذا يؤكد نجاح مصر في التأييد الواسع وثقة الدول الإفريقية الشقيقة في قدرات مصر لاحتواء هذا الملف.
وأوضح عبد المجيد في تصريحاته لـ " الوفد" أن مصر نالت هذا المنصب من قبل منذ 2020 إلى عام 2022 وحققت نجاحات كبيرة على مستوى حفظ الأمن على مستوى القارة الإفريقية مع الدول الأعضاء، ونجحت في فض المنازعات ما بين الدول الإفريقية، وتحقيق السلم والأمن في الدول التي تعاني من اضطرابات، وصراعات داخلية. وتابع قائلا : " لذلك تحول ترشيح مصر لنيل مقعد دائم بالأمم المتحدة إلي مطلب عربي وأفريقي ، وهذا يؤكد حرص مصر على توظيف عضويتها لتحقيق مصالح الدول النامية في المنطقة العربية، و في الدول الإفريقية على حد سواء".
واشار الى اشادة المجتمع الدولي بدور مصر الفاعل في القضية الفلسطينية، وما تتحمله مصر من تبعات وأعباء كبيرة بشأن الملف الفلسطيني والنزاع والصراع الإقليمي في المنطقة، معتبرا مصر محور الارتكاز الدبلوماسي العالمي التي تعتمد عليها دول العالم، ويأتي ذلك من خلال الاستراتيجية الدبلوماسية التي تبعتها مصر منذ عام 2014 بتوسع الأذرع الدبلوماسية شرقا وغربا، دون الميل إلى أي من الأقطاب الدولية، بالإضافة إلى حرص مصر دائما على دعم السلام. والاستقرار في المنطقة.
وأكد عبد المجيد أن مصر هي محور الارتكاز الإفريقي والعربي، والبوابة إلى الاتحاد الأوروبي، وهي صمام الأمان داخل المنطقة، إذ تسعى دول العالم إلى التأييد الشامل لنيل مصر عضوية دائمة في مجلس الأمن، وتعديل اللائحة التنفيذية الخاصة بتشكيل أعضاء المجلس، مما يسمح لمصر أن تنال الحلم الدبلوماسي العالمي الذي أقرته مصر وطلبته أمام الأمم المتحدة عام 2014 ، لافتا أن دبلوماسية مصر تسمح لمصر بأن تتبوأ مركزها الإقليمي الذي يليق بقدرتها الدبلوماسية والسياسية داخل المنطقة وعلى مستوى العالم كله
لم تقتصر المطالب على الدول العربية والأفريقية فقط، بل حصلت مصر على دعم دولي واسع من دول أخرى ترى في مصر شريكاً استراتيجياً في تحقيق السلم والأمن الدوليين، وقد أشار سامح شكري وزير الخارجية المصري السابق في أكثر من مناسبة إلى أن مصر لم تكتف بالنقاش حول المفاهيم والسياسات، بل امتدت مساهماتها إلى المشاركة الفعلية بالقوات والأفراد في عمليات حفظ السلام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مجلس الأمن عضوية دائمة عضوية غير دائمة خالد زين الدين الدول العربیة الأمم المتحدة فی مجلس الأمن الأمن الدولی السلم والأمن دول العالم فی المنطقة من الدول مصر على دائم فی أن مصر
إقرأ أيضاً:
من يتجرأ يتقدم!
إسماعيل بن شهاب البلوشي
تتعدد الشعارات العسكرية، وواحد منها يقول "من يتجرأ ينتصر"، وقد اخترت هذا العنوان اليوم كي أتحدث عن رؤية بها شيء من الشمولية حول الوضع الاقتصادي والباحثين عن عمل في وطني العزيز؛ ولأن الجميع يتفق أن الفرص والأسباب لا تعد في الوطن ولا تحصى وبها الكثير الكثير مما يمكن استغلاله وأن يكون اقتصادنا أفضل بكثير.
لدينا خامات قد لا توجد في دولة أخرى وأيضًا لدينا تباين في الطقس قد لا يوجد في كثير من دول العالم، كما إن لدينا إرث ملموس وغير ملموس يمكن أن يسخّر في كثير من الجوانب، وكذلك فإن الركن الأساسي وهو المواطن العُماني، والذي يمتلك القدرة الفذة في جوانب كثيرة وانه يعد من أفضل الشعوب حول العالم؛ حيث إن إرثه التاريخي تشبع بالحضارة والتجربة إضافة إلى الموقع المتميز لعُمان والعلاقات المحيطة وما وراء البحار هي بأفضل حالًا من كثير من الدول، ولذلك وإذا تمت إضافة جرعة كافية من جرأة الطموح والقرار الشجاع والمغامرة المحسوبة يمكن الوصول إلى الأفضل، وأني أريد أن استدل ببعض الدول التي أصبحت من أفضل وأشهر الوجهات السياحية والتجارية الكبيرة جدًا حول العالم؛ حيث إن الفارق سهلًا جدًا لا يتعدى دراسة من جهة عليا يليها قرار وإدخال شركاء لهم وزنهم وتبادل المنفعة، وأخيرًا ستكون عُمانية دون الحاجة الى دفع الكثير من ميزانية الوطن فهل أن بالفعل اليوم هو النقص الحقيقي جرأة قرار ومغامرة محسوبة، فإذا كانت لدينا حسابات ورؤية فكرية عميقة ومقدرة واقعية على العقاب والحساب بكل حزم او تردد من خلال أجندة واضحة كي تحقق طموح الأمة العُمانية العريقة، فإنه وبعد دراسة ما تزخر به السلطنة من قدرات وإمكانيات، فإن علينا أن نقوم بمشاريع عملاقة هذه المشاريع قد لا تدفع فيها الحكومة أي من المبالغ إنما تكون دراستها وافية وأن تفتح المجال لدول العالم بالمشاركة والاستثمار فيها، وأن تنقل السلطنة من الأفكار التي أرى بأنها متواضعة نوعا ما إلى أفكار ورؤية كبيرة جدًا.
أركزُ في الجانب السياحي على تحديدًا، لدينا الجبل الأخضر من يصدق أن هذا الكنز هذا ما يمكن أن يكون عليه فقط. هل قمنا بعمل المدينة التي اقترحتها يومًا وأسميتها بمدينة المليارديرات وبها مطار وبها ما يتناسب وبها من الكثير من المواصفات والتي يمكن أن تكون مقبولة وتجعل من هذا المكان وجهة للسياحة والإقامة بل حتى العلاج التخصصي والنقاهة والاستجمام وأيضًا في الجانب الآخر محافظة ظفار فإن ما يمكن عمله خلال موسم "الخريف"، وهو في الحقيقة المطلقة ربيع جزيرة العرب دونما منافس، فإنه يمكن أن يكون برؤية أبعد بكثير؛ حيث اني اقترحت يومًا أن نفتح آفاقًا أخرى من خلال مصب للمياه وبركة عملاقة وعليها دائرة كبيرة جدا من المعطيات والتفاعلات، وحتى يمكن أن تكون لما بعد الموسم التقليدي أيضا رمزا ومقرًا للمجال السياحي.
أما وسط عُمان فإنه يزخر بالجبال والآثار والرمال والكثير من المعالم والأحداث التاريخية على مر العصور والتي يمكن من خلال القلاع والحصون أن يتم صناعة سياحة، أما إذا تحدثنا عن محافظة مسندم أيضاً فبها ميزة البحار الواسعة والجبال الشاهقة التي يمكن أيضا أن تسخّر بطريقة أكثر بُعدًا وتطورًا ملموسًا، ولكن علينا أن نفكر في أمرين مُهمين: إن أردنا لهذا الأمر أن يتحقق أن نبتعد من الفكرة المفردة وأن تكون المصلحة العليا للوطن هي الأساس وكذلك علينا أن نواكب العالم في الجوانب الأمنية الدقيقة التي يمكن أن تكون حافظة لحقوق الناس الزائرين وكذلك المحافظة على حقوق المواطن العُماني بالدرجة الأولى. الأمر الآخر الذي يجب علينا أن نحسب له حسابات أن نكون مستعدين ويمكن أن نفكر فيما يسمى على سبيل المثال: الشرطة السياحية وأن تقوم بدورها ومتابعة كل ما يكون يحافظ على السمة ذات المردود العالمي الذي يجعل من عُمان محطًا للأنظار على مستوى العالم، وأن نراعي الزائر بدءًا من وصوله إلى المطار ثم استقلال سيارة الأجرة.
نحن نرى اليوم في بعض الدول أنها قامت وبطرق تقنية جديدة تتسم بالدقة في هذا المجال وتدعم الكثير من الجوانب التي تخدم السياحية، ولا يمكن أن يكون هنالك أي مجال لاستغلال أو شعور لا يتناسب والسمة العالمية لأن هذا الأمر سيدخل في مجاله غير العُمانيين ويمكن أن ينقل الفكرة والانطباع والشعور الذي لا نتمناه.
نحن اليوم وعندما نسافر إلى دول العالم فإننا نركز على كل شيء ونفضّل سرعة إجراءات وصولنا إلى مكان إقامتنا وكذلك معاملة سائق الأجرة الذي هو على درجة كبيرة جدا فوق تصور الكثير ممن لا يعلم عن السياحة، فهو العامل الأساسي في كثير من الجوانب ولذلك وإذا كنت قد وضعت بعض النقاط البسيطة جدًا، غير إنني متأكد أن هنالك من هم أفضل مني بكثير يمكنهم إعطاء أفكار عملاقة يمكن أن تسير بهذا الوطن إلى مصافِ الدول المتقدمة، وأن لا نركن الى النفط والبحث عن البدائل وبسرعة لأن الدول في سباق محموم وأن الفكرة العامة كما كتبت في حلمي الأول وحلمي الثاني حول مسقط، وليتني أرى شارع الكورنيش يُستبدل وأن يكون نفقا بحريا تمر من خلاله السيارات. أما الكورنيش الحالي فيترك للسياحة وللكثير من الفعاليات التي يمكن أن تنقل مسقط من عالم إلى آخر، مستغلين الكثير من المعطيات، وأن تكون مسقط وبحق وجهة عالمية، وأن تكون إحدى أبرز الواجهات السياحية حول العالم. أما الزائرون إلى قصر العلم العامر، فيمكن استخدام طرق أخرى غير النفق ومن الوجهات السياحية (قلعتي الجلالي والميراني)، وكذلك الأسواق الموجودة مثل "سوق مطرح"، والتي يمكن أن تجسد وتوضح التراث العُماني التجاري والحربي عبر العصور وأن الطموح الحالي هو البدء في التعامل مع شركات عالمية وأن يكون لها نصيب وجزء من هذه الأعمال وتطويرها بالشكل الحضاري العالمي وسيعمل الكثير من أبنائنا على فتح آفاق كبيرة.
وأخيرًا.. فإنِّه علينا وبأسرع ما يمكن أن تكون لدينا الجرأة المناسبة حتى نخوض التجربة وأن نعمل على استغلال الفرص بشتى الطرق حتى نكون قادرين على مواكبة التطورات والتقلبات العالمية وأن نعلم أن ديمومة الحياة واستقرار الدول يحتاج إلى المال وأن المال يأتي من خلال أقصى استغلال لما هو متوفر في الدول وأن نعلم يقينًا أن كنوز عُمان لا حصر لها والحمد لله رب العالمين.
رابط مختصر