في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه العالم اليوم، تبرز أهمية وجود دول ذات ثقل سياسي واقتصادي كبير في مجلس الأمن. ومن هنا، تأتي المطالب بعضوية مصر الدائمة في مجلس الأمن الدولي كخطوة نحو تعزيز دور الدول العربية والأفريقية في صنع القرار الدولي، وتحقيق توازن أكبر في النظام الدولي.

ولم تقتصر المطالب على الدول العربية والأفريقية فقط، بل حصلت مصر على دعم دولي واسع من دول أخرى ترى في مصر شريكاً استراتيجياً في تحقيق السلم والأمن الدوليين، وقد أشار سامح شكري وزير الخارجية المصري السابق في أكثر من مناسبة إلى أن مصر لم تكتف بالنقاش حول المفاهيم والسياسات، بل امتدت مساهماتها إلى المشاركة الفعلية بالقوات والأفراد في عمليات حفظ السلام.

الراعي من الدول الكبري

وفي هذا السياق ، قال المحلل السياسي اللبناني د.خالد زين الدين إن ترشيح مصر كدولة عضو دائم في مجلس الأمن مهم  للدول العربية وخاصة في الظروف التي يفقد العرب دورهم وقوتهم، ولا يملكون أي تأثير في القرارات الاستراتيجية والدولية ولا حتى في المشاركة.

المحلل اللبناني خالد زين الدين

وأضاف زين الدين في تصريحاته الخاصة لـ"الوفد" أن الظروف التي تمر بها المنطقة  تحتاج  دائما لراعي لهم من الدول الكبرى، فلذلك ترشيح واختيار مصر هو الأمثل، قائلا: "مصر هي الدولة القادرة على حماية الأمن القومي العربي ولديها القدرة بما تمثله من مكانة اقتصادية و جيوسياسي وجغرافية وعسكرية"، لافتا إلى القدرات التي تمتعت بها مصر في صد الغزاة على مر التاريخ، ودعم حركات التحرر العربي، ودعم القضايا العربية والقضية الفلسطينية، ودورها الحواري العالمي، لافتا إلى أن مصر تعد نقطة تهدئة للحروب ونشر السلام .

وأضاف زين الدين أن مصر تعد من المؤسسين لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة وعضو في الإتحاد الإفريقي ومنظمات واتحادات دولية ولديها العديد من العلاقات الدبلوماسية مع أغلب دول العالم ودورها في قلب العالم حيث تربط آسيا وأفريقيا وأوروبا وتطل على بحرين الأحمر والمتوسط ولديها قناة السويس المجرى الأهم عالميا وخليجي العقبة والسويس، كل هذا يجعل مصر تلعب دور قوي  في صياغة السياسات الإقليمية والدولية في الحرب والسلم وتعد من كبار اللاعبين في المنطقة.

وعن انعكاس قبول عضوية مصر بشكل دائم في الأمم المتحدة، قال المحلل اللبناني أن ذلك سيخدم القضية اللبنانية والفلسطينية ، حيث يمكنها أن تكون الصوت المؤثر لمنع الفيتو والوصول إلى  حل الدولتين ، بالإضافة لدعم لبنان بتحرير مزارع شبعا ونشر قوات سلام دائمة على الحدود ودعم بصوتها المؤثر كافة القضايا العربية العالقة.


دول الجوار عوض بكاب رئيس مركز العمل العربي المشترك

  ومن جهته قال المحلل السوداني عوض حسين بكاب رئيس مركز العمل العربي المشترك إن مصر هي الأجدر بمقعد دائم في مجلس الأمن لقوتها وحنكتها الدبلوماسية ، بالإضافة انها تعتبر أكبر قوة عسكرية في المنطقة ، لافتا أنه في حالة حصول مصر على مقعد دائم يعد انتصارا للسودان ، موضحا أن مصر أكثر حليف للسودان حيث انها تعلم جيدا مشاكل السودان ، موجها الشكر لمصر لاستضافتها أكثر من 6 مليون مواطن سوداني هربوا من الحرب والنزاعات المسلحة والسرقة والنهب .

وأضاف " كاب " في تصريحاته لـ " الوفد "  أن مصر خير من يمثل دول المنطقة لما تمتلكه من مقومات عسكرية ودبلوماسية ، قائلا : " أن جيشها من اعظم واقوى الجيوش في افريقيا  والوطن العربي و حرصها على مواصلة جهودها لصون السلم والأمن الدوليين، واهتمامها على مواصلة جهودها لدفع قضايا العالم الثالث وافريقيا والدول النامية للأمام، خاصة القضايا المرتبطة بإصلاح الأمم المتحدة وتوسيع مجلس الأمن لتصبح أكثر ديمقراطية وتمثيلا للدول النامية ومصالحها، فضلا عن الاهتمام بقضايا نزع السلاح ومنع الانتشار النووي، بالإضافة إلي اهتمام مصر بقضايا التنمية وتمويل أهداف الألفية، وتسوية القضايا الإقليمية في إطار احترام القانون الدولي وعلى رأسها  الحرب السودانية ودعمها للقوات المسلحة السودانية بوصفها الشرعية  والقضية الفلسطينية والأزمة الليبية ، بالإضافة إلي نجاح جهود مصر المتواصلة في محاربة الإرهاب باعتباره ظاهرة عالمية

وفي ذات السياق ، قال  المحلل السياسي الفلسطيني علي وهيب أن مصر تقوم بمزيد من الجهود على المستوى الإقليمي و مع كافة الأطراف الدولية لإحداث التهدئة ووقف الحرب في غزة ، مؤكدا أن مصر ركيزة أساسية وهامة في أي أمر يتعلق بهذا الإقليم ،وتابع: " أن الحديث  الآن يدور بشأن إصلاح مجلس الأمن بتوسيع العضوية به، لذلك تحدثت العديد من دول العالم بشأن أهمية أن يكون لمصر مقعد دائم في المجلس باعتبارها ممثل عن القارة الأفريقية والمنطقة العربية"

الدور المصري في الأمم المتحدة

منذ تأسيس الأمم المتحدة في عام 1945، كانت مصر من بين الدول المؤسسة للمنظمة، ولعبت دوراً بارزاً في مختلف هيئاتها. وقد شغلت مصر عضوية غير دائمة في مجلس الأمن ست مرات، كان آخرها في الفترة من 2016 إلى 2017، حيث ترأست المجلس وناقشت العديد من القضايا الدولية والإقليمية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب .

وفي هذا الإطار، قال د. أحمد عبد المجيد خبير السياسة الدولية أن نجاح مصر الكبير بانتخابها عضو في  مجلس السلم والأمن الإفريقي لمدة عامين من 2024 حتى عام 2026، يعكس نجاحات مصر الإقليمية التي سعت إليها منذ البداية بالتوسع في الأذرع الدبلوماسية شرقا وغربا، لترسيخ دورها الإقليمي في القارة الإفريقية، وبالتالي في المنطقة العربية ، لافتا أنه جرى التصويت على عضوية مصر لمجلس السلم والأمن الإفريقي من إجمالي 46 صوت، حصلت مصر  على 44 صوت للدول ، أن هذا يؤكد نجاح مصر في التأييد الواسع وثقة الدول الإفريقية الشقيقة في قدرات مصر لاحتواء هذا الملف.

وأوضح عبد المجيد في تصريحاته لـ " الوفد"  أن مصر نالت هذا المنصب من قبل منذ 2020 إلى عام 2022 وحققت نجاحات كبيرة على مستوى حفظ الأمن على مستوى القارة الإفريقية مع الدول الأعضاء، ونجحت في فض المنازعات ما بين الدول الإفريقية، وتحقيق السلم والأمن في الدول التي تعاني من اضطرابات، وصراعات داخلية. وتابع قائلا : " لذلك تحول ترشيح مصر لنيل مقعد دائم بالأمم المتحدة إلي مطلب عربي وأفريقي ، وهذا يؤكد حرص مصر على توظيف عضويتها لتحقيق مصالح الدول النامية في المنطقة العربية، و في الدول الإفريقية على حد سواء".

واشار الى اشادة المجتمع الدولي بدور مصر الفاعل في القضية الفلسطينية، وما تتحمله مصر من تبعات وأعباء كبيرة بشأن الملف الفلسطيني والنزاع والصراع الإقليمي في المنطقة،  معتبرا مصر محور الارتكاز الدبلوماسي العالمي التي تعتمد عليها دول العالم، ويأتي ذلك من خلال الاستراتيجية الدبلوماسية التي تبعتها مصر منذ عام 2014 بتوسع الأذرع الدبلوماسية شرقا وغربا، دون الميل إلى أي من الأقطاب الدولية، بالإضافة إلى حرص مصر دائما على دعم السلام. والاستقرار في المنطقة.

 وأكد عبد المجيد أن مصر هي محور الارتكاز الإفريقي والعربي، والبوابة إلى الاتحاد الأوروبي، وهي صمام الأمان داخل المنطقة، إذ تسعى دول العالم إلى التأييد الشامل لنيل مصر عضوية دائمة في مجلس الأمن، وتعديل اللائحة التنفيذية الخاصة بتشكيل أعضاء المجلس، مما يسمح لمصر أن تنال الحلم الدبلوماسي العالمي الذي أقرته مصر وطلبته أمام الأمم المتحدة عام 2014  ، لافتا أن دبلوماسية مصر تسمح  لمصر بأن تتبوأ مركزها الإقليمي الذي يليق بقدرتها الدبلوماسية والسياسية داخل المنطقة وعلى مستوى العالم كله

لم تقتصر المطالب على الدول العربية والأفريقية فقط، بل حصلت مصر على دعم دولي واسع من دول أخرى ترى في مصر شريكاً استراتيجياً في تحقيق السلم والأمن الدوليين، وقد أشار سامح شكري وزير الخارجية المصري السابق في أكثر من مناسبة إلى أن مصر لم تكتف بالنقاش حول المفاهيم والسياسات، بل امتدت مساهماتها إلى المشاركة الفعلية بالقوات والأفراد في عمليات حفظ السلام.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مجلس الأمن عضوية دائمة عضوية غير دائمة خالد زين الدين الدول العربیة الأمم المتحدة فی مجلس الأمن الأمن الدولی السلم والأمن دول العالم فی المنطقة من الدول مصر على دائم فی أن مصر

إقرأ أيضاً:

"أم القيوين الوطني" يمثل الإمارات في "المسرح الخليجي"

بحضور مجموعة كبيرة من المسرحيين والفنانين والنقاد من مختلف الدول الخليجية والعربية، تشارك وزارة الثقافة في الدورة 14 من فعاليات مهرجان المسرح الخليجي في الرياض، خلال الفترة من 10 وحتى 17 سبتمبر (أيلول).

ومن الإمارات يشارك في المهرجان مسرح أم القيوين الوطني بعمل مسرحي "أشوفك" يوم 12 سبتمبر، تأليف إسماعيل عبد الله، وإخراج حسن رجب، وبطولة الفنانين سعيد سالم، وإبراهيم أستادي، وسيف عدران، وبدور الساعي، ودلال الشرايبي وآخرين، حيث تدور أحداث المسرحية المستلهمة من قصة تاريخية وقعت في خمسينيات القرن الماضي حول "جرناس" الحارس الليلي، الذي يقوم بدوره الفنان سعيد سالم، في عرض يمزج بين الدراما الوطنية، والتراجيديا التاريخية، والكوميديا الاجتماعية خلال فترة الاستعمار الإنجليزي في الخليج العربي، حيث حاول الاستعمار طمس ثقافة الشعوب المحتلة ليؤدي ثقافة جديدة.
كما تشارك الوزارة في المهرجان عبر جناح خاص للدولة تستعرض فيه 75 عنوانًا يتناول تاريخ الحركة المسرحية في الإمارات إضافةً إلى التعريف بدور الوزارة واهتمامها في دعم الفنون الأدائية والمسرح، وقد اختار المهرجان الفنان الإماراتي أحمد الجسمي ليكون الشخصية الإماراتية المكرمة نظراً لتاريخه المسرحي العريق وما قدمه من إنجازات مسرحية يشهد لها على الصعيدين الخليجي والعربي.
ويقدم المهرجان هذا العام مجموعة من الفعاليات، تتنوع ما بين عروض مسرحية من دول مجلس التعاون الخليجي بواقع 6 عروض، وسلسلة من الندوات العلمية، والجلسات النقدية، وورش العمل الفنية، والتدريبية، وتنظيم العديد من المعارض الفنية المتنوعة.
يُشار إلى أن مهرجان المسرح الخليجي انطلق في دورته الأولى في الكويت عام 1988 ويعد أبرز تجمع ثقافي مسرحي خليجي. يجري تنظيمه كل عامين باستضافةٍ دورية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويتيح فرصة تقديم عروض مسرحية متعددة تصاحبها مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية والفنية، التي تمثل أساسًا للتعارف وتبادل الخبرات والمعارف لإثراء الحركة المسرحية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تدعم إحداث مقعدين دائمين لإفريقيا في مجلس الأمن دون حق النقض
  • مقترح أمريكي بضم عضوان إفريقيان دائمان في مجلس الأمن بدون حق «الفيتو»
  •  السيسي يشارك في الحدث الرئاسي الافتراضي "نداء عالمي لقمة المستقبل"
  • الولايات المتحدة تضغط بكل ثقلها في مجلس الأمن لإصدار قرار جديد ضد اليمن (تفاصيل)
  • الخارجية: مجلس جامعة الدول العربية أدان الاعتداءات الاسرائيلية المتزايدة على لبنان
  • ماذا يعني دعم واشنطن توسيع المقاعد الدائمة بمجلس الأمن؟.. نخبرك القصة كاملة
  • واشنطن تدعم إنشاء مقعدين دائمين لأفريقيا في مجلس الأمن
  • لأول مرة في المنطقة.. الإمارات تستضيف كأس العالم لـ «كريكت السيدات»
  • صحف عالمية: إسرائيل تؤسس لاحتلال دائم لغزة
  • "أم القيوين الوطني" يمثل الإمارات في "المسرح الخليجي"