هل تنأى هاريس بنفسها مبكرا عن سياسة بايدن بدعم الاحتلال في غزة؟
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا لمهدي حسن أكد فيه أن سياسة بايدن من غزة تعتبر تهمة لكامالا هاريس وعلى المرشحة الديمقراطية أن تبتعد عنها والآن.
قال الإعلامي الأمريكي مهدي حسن، إن سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تجاه غزة، تعد تهمة لكامالا هاريس، وعليها وهي مرشحة الآن أن تبتعد عنها على الفور.
وأشار محرر موقع "زيتيو" إلى أن الرئيس الحالي لن يخوض حملة لإعادة انتخابه، وقد ورثت نائبته الحملة ولكنها ترفض التبرؤ من الحرب الأجنبية غير الشعبية.
وتساءل الكاتب: هل أقوم بالحديث عن 2024 أم 1968؟، وقال إنه نشرت عدة مقالات حول ملامح التشابه التي لا يمكن إنكارها بين هذه الإنتخابات التي تركت أثرها. وكما قال مارك توين "التاريخ لا يكرر نفسه ولكن قوافيه".
وأضح حسن أن جو بايدن أول رئيس يعلن أنه لن يشارك في حملة إعادة انتخابه منذ ليندون جونسون قبل 56 عاما. وكما كان نائب جونسون على بطاقة الديمقراطيين في السباق الرئاسي، فنائبة بايدن هي مرشحة الحزب للرئاسة في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وكان نائب جونسون، هيوبرت همفري، سناتورا محترما عن مينسوتا وواحدا من مهندسي الليبرالية الأمريكية في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وظل نائبا وفيا لجونسون مدة أربعة أعوام ودافع علنا عن الحرب في فيتنام، ونيابة عن جونسون، رغم أنه عارض في أحاديثه الخاصة تلك الحرب.
لكن "المحارب السعيد" وهو لقب همفري، وصل في آب/أغسطس 1968 إلى شيكاغو لمؤتمر الحزب الديمقراطي وهو يشعر بالكآبة وتراجع المعنويات، بسبب تراجع شعبيته وراء منافسه الجمهوري، ريتشارد نيكسون وبـ 16 نقطة لصالح الأخير.
فقد أصبحت الحرب بمثابة حجر الرحى الذي يدور حول عنقه، ومع ذلك هدد جونسون "بتدمير" نائبه إذا تجرأ على اتخاذ موقف مختلف بشأن فيتنام. وعندما حاول همفري في شيكاغو، بصفته المرشح الرئاسي الديمقراطي الرسمي، إدراج بند "السلام" كتنازل في برنامج الحزب الذي بدا وكأنه يرضي الصقور والحمائم على حد سواء، اتصل الرئيس الديمقراطي من مزرعته في تكساس لمنعه.
وفي أعقاب ذلك المؤتمر الكارثي، حيث اعتدت الشرطة بوحشية على المتظاهرين المناهضين للحرب في شوارع شيكاغو، اشتدت حدة المظاهرات ضد همفري التعيس. وكان شعار "دمروا الحدبة" تعبيرا لطيفا، فقد وصل بعض المتظاهرين إلى تجمعات نائب الرئيس وهم يحملون لافتات تدينه باعتباره "بائع الحرب لجونسون" و"قاتل الأطفال" وبصقت إحدى النساء في وجهه.
وأخبره مدير حملة همفري، لاري أوبراين قائلا: "علينا الإعتراف، لقد خسرنا الآن" "إلا إذا غيرت الإتجاه في هذا الشيء الذي اسمه فيتنام وأصبحت مسؤولا عنه، وإلا فقد انتهيت".
وفي 30 أيلول/سبتمبر 1968 أصبح همفري صاحب قرار نفسه، حيث خصص 100,000 دولارا من ميزانية حملته المتراجعة لتمويل نصف ساعة في شبكة أن بي سي والقى خطابا من مقر التلفزيون في سولت ليك سيتي ودعا فيه إلى وقف الحرب. وفي ذلك الخطاب الذي شاهده عشرات الملايين كان همفري واضحا بأن جونسون لا يزال صاحب القرار في جهود التوصل إلى سلام في جنوب- شرق آسيا. لكن في 20 كانون الثاني/يناير سيكون لأمريكا رئيس جديد و "إن لم يكن هناك سلام" فسيتم "تقييم شامل" للنزاع لأن "سياسات الغد يجب ألا تكون محددة بسياسات الأمس". ووضع نائب الرئيس خطة من أربع نقاط لإنهاء النزاع، الأولى "وقف القصف"، الثانية " فك ارتباط أمريكا بالحرب"، الثالثة " وقف فوري لإطلاق النار بإشراف دولي"، أما الرابعة فهي "عقد انتخابات حرة" والتي وصفها بأنها مفتاح للسلام المشرف.
وقال حسن "كان خطابا قويا ساعد همفري على إعادة ضبط علاقته مع القاعدة الديمقراطية وبخاصة الشباب والملونين، وأصبح كما قال أوبراين "رجلا جديدا" وبدا وكأن "حملا قد أزيل عن كاهليه، وكان أثره على الحملة عظيما". وقرب همفري المسافة في استطلاعات الرأي مع نيكسون وفي يوم الإنتخابات كانت الإستطلاعات تشير إلى "تعادل ساخن". وأصبحت انتخابات عام 1968 قريبة من ناحية الأصوات الشعبية، فقد هزم نيكسون همفري بنسبة مئوية واحدة أو ما يقرب من نصف مليون صوتا".
والسؤال هو ماذا لم تقف حرب فيتنام في طريقه؟ وماذا لو كان مستعدا للتخلي عن موقف جونسون مبكرا؟ وهل كانت الولايات المتحدة ستتجنب فضيحة نيكسون في ووتر غيت؟ ويقول كاتب سيرة همفري، أرنولد أوفينر، لو أنه وقف امام جونسون في حرب فيتنام عام 1968 "فلربما فاز في الإنتخابات الرئاسية". ويقول المؤرخ من جامعة ييل، مايكل برينيز إن الحرب "أبعدت همفري عن الليبراليين ودعاة الحقوق المدنية والناشطين الأمريكيين الشباب، وهم نفس الناس الذين أحبوا همفري وعلى مدى عقود لدعمه العدالة العرقية والعمالة الكاملة وحركة العمال، وكلفته في النهاية الرئاسة في عام 1968".
ويتساءل حسن إن كانت حملة هاريس قد تعلمت من دروس همفري في 1968؟ وحتى نكون واضحين، فغزة ليست فيتنام، وليس هناك جنود في حقول الأرز التي تبعد 8 آلاف ميل عن أمريكا، وهاريس تقود ترامب في غالب الإستطلاعات.
وأضاف "إلا أن حالة الرضى عن النفس قد تكون خطأ كبيرا من الديمقراطيين. فهاريس بحاجة لأن تحافظ على تفوق بنقطتين على ترامب من أجل تجاوز التحيز الجمهموري في نظام المجمعات الإنتخابية. ورغم الزخم الذي تمر به حملتها إلا أنها تكافح في شيكاغو، الولاية المتأرجحة والمهمة، حيث يطالبها الناخبون غير الملتزمين بوقف إطلاق النار في غزة وحظر تصدير السلاح إلى إسرائيل".
فالموافقة على مثل هذا المطلب يجب أن تكون مسألة أخلاقية وجيوسياسية، وبالنسبة للديمقراطيين فهي مسألة انتخابية لا تحتاج إلى تفكير.
ربما لم تكن غزة فيتنام، ولكن ينبغي لهاريس، مع ذلك، أن تنأى بنفسها عن بايدن بشأن غزة بنفس الطريقة التي نأى بها همفري بنفسه عن جونسون بشأن فيتنام. وينبغي لها أن تدافع عن الخطوات الأربع التي دعا إليها همفري في خطابه بسولت ليك سيتي، بدءا بالدعوة إلى وقف فوري للقصف الإسرائيلي المروع لمدارس غزة ومبانيها السكنية ومخيمات اللاجئين. والمهم جدا، هو أن عليها التحرك قبل تحركه بشهر. ويجب أن تفعلها في خطاب قبولها ترشيح الحزب الديمقراطي لها في شيكاغو، ليلة الخميس. وقال إن نائبا ديمقراطيا في مجلس النواب أرسل إليه رسالة نصية في الأسبوع الماضي قال فيها "أخشى أن تكون همفري وتتحرك متأخرة".
ويتساءل، ماذا يمكن أن تخسره؟ ويجيب مشيرا إلى ما نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" الشهر الماضي، بشأن استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن "الجانب السلبي" في غزة أقل مما قد يتوقعه المرء: "الديمقراطي الذي يتعامل بليونة مع إسرائيل (كما ينظر إلى بايدن على أنه كذلك) يفقد الدعم على اليسار، لكن المرشح الذي يتبنى خطا أكثر انتقادا يستعيد هؤلاء الناخبين دون خسارة الأصوات بين المعتدلين".
وأظهر استطلاع للرأي أجراه الأسبوع الماضي معهد يوغوف ومعهد تفاهم الشرق الأوسط أن أكثر من ثلث الناخبين في ثلاث ولايات متأرجحة يقولون إنهم أكثر ميلا للتصويت للمرشح الديمقراطي إذا تعهد بحظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، بينما قالت نسبة ما بين 5 إلى 7 بالمئة فقط إنهم لن يفعلوا هذا.
ولكن ما الذي يمنع هاريس للتحرك؟ صرخات المحتجين المعادين للحرب في المسيرات؟ وحتى مزيدا من القتلى الذي تتسبب الذخيرة التي تمدها إدارة بايدن لإسرائيل؟
وربما ناقش البعض بأن نائبا للرئيس لا يستطيع أبدا تحدي رئيسه في موضوع يتعلق بالسياسة الخارجية. وهم مخطئون، فقد فعلها همفري، ومشكلته انه تحرك متأخرا لينال التميز الإنتخابي.
كما أن هاريس في وضع أقوى من وضع همفري، ولن يتجرأ بايدن على إهانتها بالطريقة التي أهان فيها جونسون همفري، ففي واحدة من المرات التي لا تنسى طلب جونسون من همفري مواصلة القراءة بصوت عال من مسودة خطاب عن فيتنام، عندما ذهب إلى الحمام "واصل القراءة هيوبرت، فأنا أسمعك".
وقضى همفري معظم عام 1968 مدافعا عن الرئيس والحرب، ولم يكن مرشح التغيير بقدر ما كان "الإبن الذي خشي من معاقبة والده" كما قال أوفنير. وأخبر همفري نائب السفير السوفييتي أناتولي دوبرينين "لا أعرف من يفضل جونسون الرئيس المقبل: نيكسون أم أنا".
وهاريس ليست همفري وغزة ليست فيتنام وعام 2024 ليس عام 1968 ولكن أوجه التشابه صارخة ولا يمكن تجاهلها.
وقال إنه ربما رغب بايدن بمواصلة إرسال المزيد والمزيد من الأسلحة إلى الاحتلال المتهمة بارتكاب جرائم حرب في المحكمة الجنائية الدولية والإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، إلا أن هاريس مطالبة باتخاذ موقف مختلف وأكثر جرأة، وموقفا يتماشى أكثر مع قاعدة حزبها ومع الجمهور الأمريكي على نطاق واسع.
وربما كانت نائبة الرئيس حكيمة لو استحضرت كلمات نائب الرئيس عندما تحدث بعد هزيمته بهامش ضيق عام 1968 "كان علي ألا أسمح لرجل سيصبح الرئيس السابق أن يقرر مستقبلي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بايدن غزة هاريس الاحتلال امريكا غزة الاحتلال بايدن هاريس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عام 1968
إقرأ أيضاً:
من جنين إلى طولكرم.. إسرائيل تمارس سياسة تغيير جغرافيا المخيمات
وسّعت إسرائيل، أمس الاثنين، عملية "السور الحديدي" التي بدأتها بتاريخ 21 يناير/كانون الثاني الجاري، في مدينة ومخيم جنين، لتشمل مخيمات مدينة طولكرم، حيث تتخذ العملية في المدينتين طابعا تدميريا، تعمد فيه إسرائيل إلى تدمير المنازل وتغيير جغرافيا المخيمات التي تقتحمها.
وعلى مدى الأيام الثمانية الماضية، تواصلت عمليات نسف المنازل في أطراف مخيم جنين، وهدمها بالجرافات المجنزرة، بهدف إحداث وتوسيع طرق إلى عمق المخيم، أما في الشوارع الواسعة نسبيا فعمد جنود الاحتلال إلى إشعال النار في المنازل وإحراقها بشكل كامل.
الدمار والهدم منتشران في كافة أنحاء مخيم جنين (الجزيرة) "كأنه زلزال"وعلى الأرض، يتكشف الدمار الهائل في الأحياء والشوارع التي وصلتها جرافات الاحتلال، ويقول الأهالي إنهم واجهوا صعوبة في التعرف على بعض المنازل، وفي مناطق أخرى كساحة المخيم، بدا الأمر كأن زلزالا ضرب المنطقة.
حاول الأهالي الوصول إلى منازلهم في الجهة الغربية من المخيم، بعد ورود أخبار عن انسحاب قوات الاحتلال منها، لكن أبو فايز وهو أحد سكان مخيم جنين، وصف للجزيرة نت ما رآه بعد وصوله للحي بقوله "المشهد صادم، الدمار في كل مكان، وما يجري هو بمثابة النكبة الجديدة".
إعلانويضيف "منازل الجيران كلها مدمرة، نحن حي مدني، ويطلق عليه اسم المخيم الجديد لأنه أعيد بناؤه بعد اجتياح عام 2002، ما يحدث هو لتهجيرنا مرة جديدة ولهدم المخيم".
ويؤكد أبو فايز أن وضع النازحين سيئ جدا، "بسبب قلة الإمكانات المتوفرة لديهم، كما أن وضع القلة القليلة من الناس الذين لم ينزحوا من المخيم مأساوي، حيث لا توجد مياه منذ بدء الأزمة مع السلطة الفلسطينية قبل 40 يوما وحتى الآن، والخطر في كل مكان".
يقول السكان إن الجيش الإسرائيلي بدأ بالدخول إلى المخيم من حي إلى آخر، وهو ما استدعى تدمير أحياء للوصول إلى أحياء أخرى، وإن المسيّرات الإسرائيلية لا تفارق سماء المخيم، حيث تلقي القنابل على المنازل وفي الشوارع.
وقالت ميسون خنفر، وهي إحدى النازحات من المخيم، "حاولتُ الوصول إلى منزلي لتفقده، وآخذ بعض الأغراض لأطفالي، لكن لم أستطع الدخول إلى المنزل من شدة الدمار المحيط به".
آلة التدمير الإسرائيليةخلال الساعات الأخيرة من اليوم الثلاثاء، بدأ الاحتلال بإدخال معدات أصغر حجما من الجرافات، ويطلق عليها اسم "Bob cut"، وتستخدم لفتح الطرقات وتسهيل الحركة عليها.
وتشير المعطيات إلى أن قوات الاحتلال دمرت أكثر من 100 منزل ومنشأة حتى الآن، كان آخرها هدم مسجد حمزة في شارع مهيوب في عمق المخيم، إضافة لتدمير البنية التحتية بشكل كامل، وتهجير أكثر من 90% من السكان.
بدورها، استنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، إقدام قوات الاحتلال على هدم المسجد، معتبرةً أن هذا العمل يعد اعتداءً صارخا على المقدسات الإسلامية، وانتهاكا واضحا لكل القوانين والمواثيق الدولية التي تكفل حماية دور العبادة.
ونشر جيش الاحتلال مقاطع مصورة تظهر تفجير منازل المواطنين في مخيم جنين، ويعلق الأهالي بأن ما يحدث يشبه عمليات النسف التي نفذها الجيش بمربعات سكنية ومنازل في قطاع غزة.
إعلانوبحسب سكان مخيم جنين، فإن بيئة المخيم أصبحت في السنوات الثلاث الأخيرة مزعجة للاحتلال، خاصة بعد احتضانها عددا من المقاومين، لذا بدأ الاحتلال عمليات عسكرية لهدم المخيمات بهدف التخلص من المقاومة المتمركزة فيها.
قوات الاحتلال أحرقت عددا من المنازل ومنعت طواقم الدفاع المدني من الوصول إليها لإخماد الحريق (الجزيرة) المخيم التاليوبينما انطلقت دعوات لاعتبار مخيم جنين منطقة منكوبة، توسعت إسرائيل في تدميرها إلى مخيم طولكرم وسط المدينة، شمال الضفة الغربية، حيث أخلى جنود الاحتلال سكان المخيم بعد إجبارهم على ترك منازلهم ليلاً، لتبدأ الجرافات العسكرية عمليات الهدم والحرق.
ويقول هاني سرحان، وهو أحد سكان مخيم طولكرم، للجزيرة نت "الوضع في المخيم كارثي جدا، الناس خرجت دون وجهة تستطيع الذهاب إليها، الدمار في البنية التحتية والشوارع والكهرباء كبير جدا".
ويضيف "يأتي كل هذا ضمن الحرب على المخيمات التي بدأها الاحتلال قبل عدة أشهر، فقوات الاحتلال تعمل على تقسيم المخيم إلى مربعات، وتعمل في كل مربع على حدة، الوضع صعب جدا، وهناك خطر في التنقل بين الأزقة، لذا اضطرت الناس للخروج، إسرائيل حوّلت المخيم لمنطقة لا يمكن العيش فيها".
في المقابل، يرى سرحان أن ما تفعله إسرائيل في المخيمات لن يغير الواقع في عقول اللاجئين، الذين يرون أن المخيمات تمثل امتدادا لحقهم في أراضيهم المحتلة عام 1948، ويقول "نحن هنا ضيوف في هذه المخيمات، أراضينا في فلسطين الداخل، وسنعود لها".
معاناة متنقلةوبحسب أهالي مخيم طولكرم، فإن قوات الاحتلال تحاصر البيوت وتجبر الناس على النزوح منها، تمهيدا لهدمها، كما حدث في مخيم جنين، حيث أُجبر الناس على التحرك من المخيم باتجاه واحد، وهو طريق محاذٍ للمستشفى إلى وسط مدينة جنين، ومنه خرج الناس باتجاه ضواحي المدينة والقرى.
وتسبب هذا الإجراء بأزمة للنازحين الذين لم يجدوا مكانا لاستيعابهم، بحسب حسين الشيخ علي، من سكان طولكرم، والذي قال للجزيرة نت إن "عملية الإخلاء حدثت في الليل، فتحوا ممرا واحدا للخروج من المخيم، ثم تركوا الناس في الشارع، في البداية فتحت الأوقاف مسجدين لتبيت العائلات فيها، لكن حتى الآن الناس لا تعرف إلى أين تذهب".
إعلانوأضاف أن عملية الإخلاء السريعة هذه تأتي تمهيدا للهدم، "فجرافات الاحتلال دمرت الشوارع وشبكات المياه والصرف الصحي، التي لم تكن مؤهلة أصلا منذ الاقتحامات السابقة للمخيم، لكن هدم المنازل وإحراقها يعني إفراغ المخيم للتخلص منه".
"كل هذا هو ضمن مشروع احتلال الضفة الذي بدأته إسرائيل بعد الحرب على غزة، المخيم الآن بيئة طاردة للسكان، كل وسائل الحياة العادية مدمرة فيه، وأخيرا ستقوم إسرائيل بهدم منازله وإحراقها"، حسب ما يقول الشيخ علي.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية، قال محافظ طولكرم عبد الله كميل إن "هناك إجبارا للمواطنين على النزوح من منازلهم في مخيم طولكرم، حيث نتابع هذه القضية، وأعطيت تعليمات لجهات الاختصاص من أجل توفير أماكن إيواء، سواء بفتح عدد من المساجد، أو تجهيز قاعات، وقد تم تأمين كل النازحين".