قال المبعوث الأميركي الخاص بالسودان توم بيريللو إنهم يأملون في أن يرسل الجيش السوداني وفده إلى جنيف، مضيفاً: “ومع ذلك نحن نتفاوض معهم بالفعل كل يوم”. جاء ذلك خلال لقاء خاص مع إعلاميين سودانيين في جنيف شاركت فيه SBC، أمس الاثنين.

التغيير: وكالات

في معرض رده على سؤال حول إمكانية انضمام وفد الجيش للمحادثات في جنيف، شدد بيريللو على أن أولويتهم وصول المساعدات الإنسانية لأكثر من 20 مليون سوداني انقطع عنهم الغذاء والدواء.

مضيفاً:”لذلك فقد أعطينا الأولوية لفتح معبر أدري، وطريق الدبة إلى سنار”. وأكد بيريللو أن لديهم أخبارا جيدة في معبر أدري حيث “تستعد شاحنات الإغاثة للتحرك”.

وأشار المبعوث الأميركي إلى أن تواصلهم عبر الهاتف مع الجيش “مستمر في كل يوم وكذلك مع قوات الدعم السريع ومع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية”، وأضاف:”نحن نمضي قدماً في هذه المفاوضات بنشاط كبير على مدار الساعة، ويمكننا أن نحقق الكثير إذا ارسلوا وفداً إلى جنيف”.

إيصال الغذاء و حماية المدنيين

وفي إجابته على السؤال حول الاستراتيجية المستقبلية في حال فشل محادثات جنيف في تحقيق اختراق، قال المبعوث الأميركي:”سنواصل العمل كل يوم، سواء كنا هنا في سويسرا أو في أي مكان آخر، لتوصيل الغذاء والدواء إلى جميع ولايات السودان.

كذلك العمل على حماية المدنيين، بما يتفق مع إعلان جدة، وبالطبع، نريد أن نرى وقفاً للأعمال العدائية. ونعتقد الخبراء في شؤون دارفور والجهات الفاعلة الإقليمية الموجودون هنا في جنيف يساعدون في حل هذه العوائق التي تمنع وصول الغذاء”.

وقال بيريللو:” نحن نرى 20 مليون شخص محرومين من الحصول على الغذاء والدواء والمسارات الثلاثة يمكن أن تساعد في تغيير ذلك”. وأكد المبعوث للإعلاميين السودانيين أن الطريق مفتوح عبر معبر أدري، وأضاف قائلاً:”التزم أحد الجانبين بفتح طريق الدبة.. سنواصل العمل على مدار الساعة فنحن هنا لتوفير المزيد من الغذاء والدواء للمدنيين ونريد العمل على المزيد من القضايا المتعلقة بحماية المدنيين، ولن يتوقف ذلك في الرابع والعشرين من هذا الشهر، وهذا جزء أساسي من استراتيجيتنا”.

ورداً على سؤال عن ما يتم تداوله بشأن تقسيم البلاد، أكد توم بيريللو أن الولايات المتحدة “تعارض بشدة التقسيم وتدعم السيادة الموحدة للسودان”.

وأضاف:”نعتقد أن هذا مهم جدًا فنحن قلقون جداً بشأن احتمال حدوث تقسيم. لقد شهدنا بالفعل تقويضاً للبنية الأساسية للبلاد، لهذا السبب نعتقد أنه من المهم للغاية التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإعادة بناء المؤسسات التي تشكل أهمية بالغة في حماية المدنيين في البلاد، لذلك بالتأكيد نعارض أي تقسيم ونؤمن بأن أفضل مسار هنا هو السلام والعودة إلى الانتقال المدني الذي يريده الشعب منذ عام 2019″.

وزاد المبعوث:”وفي الوقت نفسه نريد التأكد من أنه يمكننا توصيل الغذاء والدواء للأشخاص الذين يعانون من الجوع”.

ستستمر المفاوضات

وفي رده على استفسار عن انعكاس ذهاب القوات المسلحة السودانية والمبعوث الأميركي إلى القاهرة على محادثات جنيف، وهل يعتبر ذلك مرحلة جديدة (محادثات جديدة)، بعد جدة، ثم جنيف، والآن القاهرة، قال المبعوث الأميركي:”ستستمر المفاوضات هنا في سويسرا، أنا سأذهب إلى القاهرة واستمر في التعامل مع هذا الملف وكذلك مع الوفد القادم من بورتسودان”.

وأكد بيريللو على أن ما يقومون به كل يوم هو “التحدث حول كيفية فتح طريق الدبة، وكيفية تنفيذ اتفاق جدة وتحويله إلى التزامات حقيقية مع حماية المدنيين والضمانات من كلا الطرفين”.

وأضاف:”نعمل مع الطرفين وسنستمر في الضغط عليهما للوفاء بالتزامات جدة. كذلك لدينا الكثير مما نريد العمل عليه وآمل أن تكون رحلة القاهرة بناءة وتعود بالمنفعة على الجهود المبذولة في سويسرا”.

وألمح بيريللو إلى أن زيارة القاهرة ستكون فرصة للقاء وزير الخارجية بلينكن، الذي سيكون هناك بشأن “العلاقة المهمة بين الولايات المتحدة ومصر”.

وفي الرد على سؤال المبعوث الأميركي حول تحدثه عن الأزمة الإنسانية ووصول والمساعدات، مع غياب الحديث عن أثر الكوارث الطبيعية على السودانيين لأن هناك الآلاف من الناس يعانون الآن منها ويرتحلون من أماكنهم، قال:” أولاً وقبل كل شيء، للولايات المتحدة دور محوري للغاية في بدء هذه المحادثات، لهذا نرى أنه مهم جدًا، وكما أشرت كانت الأزمة الإنسانية بالفعل سيئة للغاية في السودان، لكنها ساءت أكثر مع موسم الأمطار مما قيد الوصول إلى الغذاء والدواء في بعض المناطق، ولهذا السبب كانت أولويتنا الأولى في الأسبوع الأول من المحادثات فتح مسارات في هذه المناطق الثلاث (أدري، الدبة، وتقاطع سنار) ونعتقد أن أدري سيفتح وتوجد 120 شاحنة جاهزة للانطلاق. وهذا أمر ربما كان سيستغرق شهوراً للتنفيذ ويحدث الآن في غضون أيام بفضل الجهات الفاعلة الموجودة هنا في جنيف والتي كرست نفسها لتزويد الناس بالطعام والدواء الذي يستحقونه، ونرى مثل هذه المعجزات تحدث هنا ونحن نقدر ذلك”.

قصص مروعة

وفي رده على سؤال حول لقاءه مع نساء سودانيات والاستماع إلى قصصهن في الحرب وأثر ذلك عليه، قال المبعوث الأميركي:”خلال الأشهر الستة الماضية، أتيحت لي الفرصة للقاء مئات بل آلاف من النساء من جميع الولايات الثماني عشرة، كذلك مقابلتهن افتراضياً في مخيمات اللاجئين في دول الشتات وهنا في جنيف”.

وأضاف بالقول:”من المؤسف أنه توجد قصص مروعة عن اغتصاب واستعباد جنسي للأمهات الحوامل اللاتي لا يحصلن على التغذية الأساسية. ورأيت أشخاصاً لا يعرفون حتى ما إذا كان أطفالهم على قيد الحياة لأنهم انفصلوا عنهم في أوقات انقطعت فيها خدمة الاتصالات.

وأضاف بيريللو:”ومع ذلك، رأيت شجاعة لا تصدق، استمعت إلى اللاتي بدأن في ابتكار طرق إبداعية لإنشاء مطابخ محلية حيث يمكن للناس الوصول إليها بأمان. هذا هو السبب وراء تواجدنا هنا لدفع الجيش وقوات الدعم السريع إلى الوفاء بالتزاماتهما بموجب اتفاقية جدة، بما في ذلك القضايا المتعلقة بانتهاكات حقوق المرأة، والاغتصاب والاستعباد الجنسي”.

وشدد بيريللو في إجابته على أن”استخدام الغذاء كسلاح حرب لا يتعارض فقط مع بنود اتفاقية جدة، بل يتعارض كذلك مع أساسيات القانون الإنساني الدولي، وسنبذل قصارى جهدنا لمحاسبتهم والمساعدة في تنفيذ هذه الالتزامات”.

وزاد المبعوث بالقول:” كدبلوماسيين، فقد شهدنا حتى الآن بعض التقدم الحقيقي في توصيل الغذاء والدواء إلى المناطق المتضررة، وهو ما يؤثر على النساء والأطفال على وجه الخصوص. هذه القصص تشكل دافعاً لنا للقيام بما نريد فعله خاصة عندما نواجه أحيانا بعض التأخيرات المحبطة للغاية من الأطراف أو التركيز على أشياء لا تبدو مهمة كثيراً مقارنة بمعاناة الملايين من الناس مثل المجاعة”.

وأضاف:”ما نركز عليه الآن هو العمل على إنقاذ الأرواح وهذا هو روح وأساس هذه المفاوضات حتى الآن. ويسعدنا أن نرى كلاً من الجيش وقوات الدعم السريع يستجيبان ببعض الخطوات الإيجابية فيما يتعلق بهذا الأمر”.

حاجة ملحة

وأجاب توم بيريللو على السؤال المتعلق بأن كثير من السودانيين ينظرون إلى “مفاوضات جنيف” بأنها متاخرة لأنهم يعانون، وأن هناك العديد من الضحايا والناجين يرون أن الضغط الحالي بأسلوب ناعم، فهل الضغط باسلوب قاسي قد يأتي، فقال مجيباً: “دعني أقول إننا حاولنا بدء هذه المحادثات في أبريل، وحاولنا بدءها مرة أخرى في مايو ويونيو ويوليو، وكان الجيش يرفض الذهاب إلى تلك المحادثات، وقررنا بعدها المضي قدماً، وشعرنا بالحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراء الآن، ورأى الرئيس بايدن ووزير الخارجية بلينكن المضي قدماً، حتى وإن لم تحضر الأطراف في جنيف مع التركيز على النتائج. وما يزال أمامنا طريقاً طويلاً لنقطعه، فقد كنا نفضل الأمس على اليوم، والآن نفضل اليوم على الغد وهذه هي الروح الحقيقية لهذه المفاوضات”.

وفي محور رده على السؤال حول رؤيته للسلام في السودان، أجاب المبعوث الأميركي:”من الجيد أنني لست مضطراً إلى أن يكون لدي رؤيتي الخاصة لأن الشعب السوداني واضح جداً، وكان كذلك منذ عام 2019، بأنهم يريدون بلداً آمناً مستقراً يتمتع بحكم مدني ديموقراطي شامل. عندما تكون هناك دولة بهذا القدر الهائل من التنوع فهي جاهزة للانطلاق لكونها تشكل حضورا قويا في المنطقة والعالم، لكن هذا لن يحدث طالما أن هذه القوات تتقاتل وطالما نتحدث عن المجاعة بدلاً من الحديث عن المستقبل. لذلك أعتقد أنه كلما تمكنا في أقرب وقت من جعل الشعب السوداني يتحكم في مستقبله، والعودة إلى هذا الانتقال الديمقراطي المدني من خلال وقف إطلاق النار، والوصول الإنساني الكامل، فإن الرؤية ستتحقق”.

وعزز بيريللو إجابته قائلاً:” ما أستطيع قوله هو أنني شعرت بإلهام عميق من السودانيين، وخاصة الشباب الذين لديهم الكثير في المستقبل حتى أنهم في ظل أكثر الظروف قسوة يواصلون الحديث. وأعتقد أن هذا هو ما أشار إليه الرئيس بايدن ووزير الخارجية اللذان قالا إننا لن ننتظر أكثر من ذلك، وسنمضي قدمًا في هذه المفاوضات، وحتى لو لم يرغب الجيش في المشاركة، سنجد طريقة لكسر العوائق وتوفير الغذاء والدواء لهؤلاء العشرين مليون شخص الذين يعانون، والعمل على تنفيذ اتفاقيات جدة وهذا ما نفعله هنا في جنيف”.

عمل مستمر

وتم استفسار المبعوث الأميركي عن أن هناك انتهاكات كثيرة من الطرفين وخاصة من قوات الدعم السريع في الجزيرة ودارفور وأماكن أخرى، فما الذي سيفعلونه بعد هذه المفاوضات فيما يتعلق بالمحاسبة والعدالة للشعب والضحايا.

أجاب المبعوث في هذا الاتجاه بالقول:”سوف نستمر في العمل مع السودانيين لسنوات عديدة قادمة. هذا الدعم من الولايات المتحدة هو دعم من الحزبين، وهو أمر التزم به الجمهوريون والديمقراطيون تجاه السودان والشعب السوداني لسنوات عديدة، لذلك، نريد أن نركز في الأسئلة حول ما سيحدث على مدى عقد من الزمان، عندما تفكر في قضايا إصلاح قطاع الأمن في الجيش أو قضايا الفيدرالية وغيرها من الأمور، فهذا حديث طويل الآن. نحن بحاجة إلى إنهاء هذه الحرب والتأكد من حصول السودانيين على الغذاء والدواء. هذا ما نفعله هنا في جنيف كل يوم حيث ننظر إلى كيفية إنقاذ أكبر عدد من الأرواح، وفتح معبر ادري وتحقيق مزيد من التقدم مع المسارات الأخرى، بالإضافة للبحث عن المناطق التي يمكننا فيها الحد، على الأقل، من عمليات القتل الناجمة عن القصف والقنابل على المناطق المدنية، والبحث عن الأماكن التي يمكننا فيها إخلاء المستشفيات والمدارس على الأقل”.

وأضاف بيريللو:”هذه خطوات مهمة نحو الأمام وأعتقد أنه يمكننا أن نبدأ في التركيز في المستقبل على أشياء مثل التنمية الاقتصادية والمؤسسات الديمقراطية المدنية. هذا ما نريد التحدث عنه من أجل السودانيين. نعلم الآن أن الوضع ملح لهذه الأزمة وكان من المهم جدًا للرئيس بايدن ووزير الخارجية بلينكن ألا ننتظر يوما آخرا ومحاولة إعادة تعريف كيفية عمل الدبلوماسية، فنحن نعيش الآن في عصر يمكننا فيه التواصل مع الناس عبر الهاتف. ويمكننا إحراز المزيد من التقدم نحو إنهاء هذه الحرب إذا كانت الأطراف هنا، ووفد الجيش مشاركا، لكننا سنجد طريقة للاستمرار في المساعدة لأن هذا ما يطلبه منا الشعب السوداني”.

مستقبل الإسلاميون

وجاء السؤال من الإعلاميين السودانيين الذين التقوا المبعوث الأميركي الخاص بالسودان بأنه هل سيكون الإسلاميون جزءًا من مستقبل السودان، بما يعني هنا حزب المؤتمر الوطني والإسلاميين الآخرين الذين كانوا ضمن للنظام السابق.

قال المبعوث الأميركي رداً على هذا السؤال:”حزب المؤتمر الوطني غير مسموح له بالعمل في البلاد بموجب القانون الحالي. ونحن ندعم الاتحاد الأفريقي في جهوده وكذلك الجهود المصرية في هذا الصدد. أعتقد أن هذا سؤال مهم للغاية في الوقت الحالي وفي المستقبل، وما سمعته من السودانيين هو أن الأمر الأكثر أهمية هو أنهم لا يريدون رؤية الجهات السلبية وأن تستخدم هذه الظروف كأبواب خلفية للوصول إلى السلطة.

وشدد المبعوث:”الذين يحاولون تعطيل عملية السلام يعلمون أنهم لا يحظون بالدعم، أعتقد أن الشعب السوداني واضح للغاية، هو يريد وقف الحرب الآن، والحوار السياسي سيأتي من خلال ذلك حيث يمكنهم تقرير مستقبلهم”.

وأضاف:”نحن نعلم أن هؤلاء السلبيون موجودون وأنهم يحاولون الاستيلاء على مستقبل الشعب الناس عندما يكونون في أشد حالات الضعف وأعتقد أن هذا يؤكد سبب قلة الدعم الذي يتلقونه من السودانيين”.

الوسومآثار الحرب في السودان إعلان جدة المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بريللو حرب الجيش والدعم السريع محادثات جنيف

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان إعلان جدة المبعوث الأمريكي الخاص للسودان حرب الجيش والدعم السريع محادثات جنيف حمایة المدنیین الغذاء والدواء الشعب السودانی من السودانیین هذه المفاوضات الدعم السریع العمل على سؤال حول على سؤال رده على هذا ما کل یوم أن هذا

إقرأ أيضاً:

خطط لأجرأ عملية ضد الجيش الأميركي في العراق.. من هو علي دقدوق؟

أسفر هجوم جوي إسرائيلي حصل مؤخرا في سوريا عن مقتل علي موسى دقدوق القيادي البارز في جماعة حزب الله اللبنانية والعقل المدبر لواحدة من أكثر الهجمات جرأة وتعقيدا ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق، وفقا لمسؤول دفاعي أميركي رفيع تحدث لشبكة "إن بي سي" الإخبارية.

وقال المسؤول الأميركي إن تفاصيل الهجوم الجوي الإسرائيلي لا تزال غير متوفرة، وليس من الواضح متى وقع الهجوم، وأين في سوريا، أو ما إذا كان قد استهدف دقدوق بشكل محدد.

ولم يرد المتحدث باسم البنتاغون على الفور على طلب الشبكة الأميركية للتعليق. أما السفارة الإسرائيلية في واشنطن فقد أحالت الأسئلة إلى الجيش، الذي لم يرد على الفور، بحسب الشبكة.

لكن مصدرا أمنيا لبنانيا والمرصد السوري لحقوق الإنسان كانا قد تحدثا لوكالة فرانس برس في الـ11 من الشهر الجاري وأكدا أن دقدوق "مسؤول ملف الجولان" في حزب الله أصيب جراء غارة إسرائيلية استهدفت منطقة السيدة زينب جنوب دمشق في الـ10 من نوفمبر.

واستهدفت الغارة مبنى "تقطنه عائلات لبنانية وعناصر من حزب الله" المدعوم من إيران، وأسفرت عن مقتل تسعة أشخاص بينهم قيادي آخر من الحزب، بحسب المرصد.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "مسؤول ملف الجولان في حزب الله علي دقدوق أصيب جراء الغارة الإسرائيلية"، مشيرا الى أن القيادي الآخر "المهم" الذي قتل في الغارة هو "لبناني الجنسية وينشط في سوريا"، من دون أن يحدد هويته.

وأكد مصدر أمني لبناني لفرانس برس أن دقدوق "أصيب لكنه لم يقتل".

من هو دقدوق؟

وفقا لمعهد دراسات الحرب فقد انضم دقدوق إلى حزب الله اللبناني في عام 1983، وبعد فترة وجيزة جرى تعيينه لقيادة وحدة العمليات الخاصة للحزب في لبنان.

سرعان ما ارتقى دقدوق في الرتب وقام بتنسيق العمليات في قطاعات كبيرة من لبنان وكان مسؤولا أيضا عن تنسيق الأمن الشخصي لزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، الذي قتل في غارة جوية إسرائيلية هذا العام.

في يوليو من عام 2007 أعلن الجيش الأميركي القبض على دقدوق في جنوب العراق. وأكدت الولايات المتحدة أنه عنصر في حزب الله اللبناني جاء إلى العراق لتدريب متمردين بمساعدة فيلق القدس، وحدة النخبة في الحرس الثوري الإيراني.

اتهمت الولايات المتحدة دقدوق، الملقب بحميد محمد جبور اللامي، بالضلوع في هجوم حصل في يناير 2007 في مدينة كربلاء بجنوب بغداد وقتل فيه مسلحون جنديا أميركيا وخطفوا أربعة آخرين قبل أن يقتلوهم لاحقا.

وقالت الولايات المتحدة إن "قيادة حزب الله اللبناني أرسلت دقدوق في عام 2005 إلى إيران للعمل مع فيلق القدس على تدريب متطرفين عراقيين".

قبيل انسحابها من العراق في 2011، أعلنت واشنطن تسليم دقدوق للسلطات العراقية، بعد حصولها على ضمانات من الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي في حينها بأنه "سيلاحق على جرائمه".

وكان دقدوق آخر معتقل تسلمه الولايات المتحدة لبغداد قبل أن تنسحب من هذا البلد.

أثارت خطوة تسليم للسلطات العراقية غضبا بين عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي في واشنطن مؤكدين أنه "يرسل مؤشرا سلبيا إلى حلفائنا وأعدائنا في المنطقة".

وأكد هؤلاء ومن ضمنهم زعيم الأقلية الجمهورية السابق ميتش ماك كونيل والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية جون ماكين "أنها لفضيحة أن يتم تسليم دقدوق الإرهابي إلى الحكومة العراقية عوضا عن إحالته الى محكمة عسكرية أميركية لمحاسبته على جرائمه".

وأضافوا أننا "نشعر بالقلق الشديد لفكرة أن دقدوق لن يحاسب يوما على ضلوعه في مقتل مواطنين أميركيين، وأنه سيصار إلى الإفراج عنه من جانب العراقيين لأسباب سياسية وسيستأنف بعدها القتال ضد الولايات المتحدة وأصدقائنا".

وأوضح مسؤول أميركي رفيع المستوى طلب عدم كشف اسمه لفرانس برس في حينه أن "الحكومة العراقية رفضت أي حديث عن ترحيله إلى غوانتانامو".

وبالفعل قررت المحكمة الجنائية المركزية العراقية في 2012 إطلاق سراح دقدوق "لعدم توفر أي دليل لإدانته" ليعود لبيروت بعدها.

في 2019 أعلن الجيش الإسرائيلي أنه كشف وحدة أقامها حزب الله مؤخرا عبر خط وقف إطلاق النار في مرتفعات الجولان السورية يرأسها دقدوق.

وقالت إسرائيل إن الوحدة الجديدة التي وصفتها بـ"الخطة السرية" لحزب الله، تم إنشاؤها "لمحاولة إعادة انشاء وتموضع وحدة سرية لتكون قادرة على العمل ضد إسرائيل" وفق ما نشر المتحدث العسكري باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي على تويتر.

مقالات مشابهة

  • ترامب يخطط لطرد المتحولين جنسيا من الجيش الأميركي
  • ضوء أخضر إسرائيلي للوسيط الأميركي للتوصل إلى اتفاق مع لبنان
  • نائب وزير الخارجية يستقبل المبعوث الأمريكي الخاص للسودان
  • سلاح الجو الأميركي: رصد مسيرات مجهولة فوق 3 قواعد جوية في بريطانيا
  • كم من الأرواح البريئة كان يمكن إنقاذها لو وافق الجيش على حضور مباحثات جنيف؟
  • سلاح الجو الأميركي: مسيرات مجهولة فوق قواعد جوية في بريطانيا
  • متظاهرون في جنيف يطالبون بمحاكمة نتنياهو كمجرم حرب | شاهد
  • وزير الدفاع الأميركي يشدد على التزام بلاده “حلا دبلوماسيا في لبنان”
  • خطط لأجرأ عملية ضد الجيش الأميركي في العراق.. من هو علي دقدوق؟
  • وزير الخارجية بشيد بمواقف قطر