سواليف:
2024-09-16@17:45:19 GMT

طفل غزاوي يخاطب الموت والحياة

تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT

#طفل_غزاوي يخاطب #الموت و #الحياة

#الصحفي_احمد_ايهاب

أخاطب الموت بلهجة صارخة كالسيف، وأقول له: قف مكانك، وخفف من وطأتك، فأنا لم أعد أخشاك ..
نحن هنا، في قلب هذه الأرض المجبولة بالدموع والآلام، لم نعد نخاف الموت، بل صرنا نعيش في أحضانه، لقد تجرعنا من كأس المآسي ما يكفينا لقرون قادمة، وتشربت أرواحنا الأحزان كالصخر الذي لا يلين.

. أي حياة، أيها الموت، تلك التي تظن أنك ستسلبها مني، أي حياة هذه التي تتجرأ على سرقتها ؟ بربك، أخبرني!

أنا الطفل الغزاوي.. نحن أطفال غزة

مقالات ذات صلة رفع سقف التوقعات في البرلمان القادم.. ايام جميلة.. أم فخ قادم؟ 2024/08/19

هل عرفنا يومًا طعم الحياة؟ هل سمعنا بنبضاتها يوماً؟

أنا طفلٌ وُلِدت في أتون الحروب، وأبصرت النور لأول مرة وسط دمار وفراق، حيث رحل عني أبي وأمي قبل أن أعانقهما.. نشأت في ظلال حلم عظيم يراودني كل ليلة، حلم بتحرير فلسطين من قيودها، حلم أزرعه في قلبي وأرويه بالدموع، لقد تغذيتُ على حب المقاومة والفداء كما يتغذى الطفل على حليب أمه، وعشت بين جثث الشهداء والركام المتهدم وصوت الصواريخ المتفجر كالرعد.. تجرعت من كأس الألم حتى امتلأ جسدي الصغير بحمل أيوب، وأنا لا أبلغ سوى ١٢ عامًا.

لقد شربت مرارة الحياة وقسوتها كلها في سنٍّ يفترض أن أكون فيه أحلم باللعب والضحك، أنا الذي وُلدت بين لهيب النيران وأصوات الأسلحة التي تشق السكون، وأنا الذي استيقظت أول مرة على هدير دبابة يقودها جندي غاصب، فجرت بها بيت عمي، وسرقت مني أبناء عمومتي.

أنا الطفل الغزاوي، لا أعرف طعم الحياة، لا أعرف سوى الخوف الذي يطاردني كظلّي، خوفٌ من صاروخٍ غادر يأتي من سماء مظلمة، لا أعرف سوى القلق، والارتباك، والتشرد، والنزوح.

أنا الطفل الغزاوي، الذي لا يعرف سوى الموت، عشت بين مشاهد الدماء المتدفقة من حولي، وبين الأنقاض التي كانت ذات يومٍ بيوتاً وأحلاماً.

وأقول للحياة، أين أنتِ يا حياة؟ أين دفنتِ شمسكِ المشرقة؟ فأنا الطفل الذي لم يعرف منكِ سوى الظلام.. لقد تاهت خطواتي في متاهةٍ لا نهاية لها، بحثًا عنكِ، فلم أجدكِ إلا في قصص الأجداد وحكايات الأساطير..

أبحث في عيون الأطفال من حولي عن بريقٍ منكِ، فلا أجد إلا انعكاسًا للحزن في مقلتيهم.. يا حياة، أنتِ لم تزورِ أرضي، ولم تُنيري دربي، بل تركتِنا نصارع الموت في كل لحظة، نتشبث ببقايا أملٍ ضئيلٍ كالغريق الذي يتمسك بقشة.

إذا كنتِ حقيقية، فتعالي، اقتربي، وامسحي عن وجهي غبار اليأس، واغسلي قلبي من رماد الحروب، لعلني أعرف طعمكِ كما يعرفه الآخرون..

لعلني مجدداً أعرف طعم الموت وأعرف حقا كيف اخشاه.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الموت الحياة أنا الطفل

إقرأ أيضاً:

الموت يغيّب عازف الكمان السوداني حزيفة فرج الله

 

غيّب الموت الموسيقي السوداني، حزيفة فرج الله عازف الكمان إثر علة لم تمهله طويلاً.

الخرطوم ــ التغيير

و فجع الوسط الفني في السودان عصر الأحد بوفاة عازف “الكمان” المعروف حذيفة فرج الله على نحو مفاجئ، ونعى العشرات من الفنانين والموسيقيين بالسودان الفقيد وعددوا من مأثرة.
ووفقاً لمقربين كم الراحل توفي عازف الكمان الشهير إثر ذبحة صدرية مفاجئة بمدينة الدمازين خاضرة إقليم النيل الأزرق التي انتقل إليها بعد نشوب الحرب في الخرطوم.

ويعد حذيفة وأحد من أبرز الشباب الموهوبين من العازفين على آلة “الكمان” وظهرت نجوميته من خلال برنامج نجوم الغد على قناة النيل الأزرق، و أيضاً من خلال برنامج “أغاني وأغاني” وكان من أعمدة الفرقة الرئيسية لـ (أغاني و أغاني) و شارك بالعزف على آلة الكمان التي برع فيها خلف كبار الفنانين على رأسهم الفنان الراحل محمد وردي وعدد كبير من المبدعين السودانيين في خارطة الغناء.

الوسومالموت الوسط الفني حزيفة فرج الله عازف الكمان محمد وردي

مقالات مشابهة

  • اليابان تضع لمساتها في اليمن: مشروع ضخم يعيد الحياة !
  • ملامح من الحياة في كندا (2)
  • الموت يغيّب عازف الكمان السوداني حزيفة فرج الله
  • رحلة الموت من أجل بطارية شحن في غزة
  • الموت يسافر مع المواطنين على طريق تكريت - كركوك ويحصد الأرواح
  • لا أعرف!... ولا أريدُ أنْ أعرِف!
  • لحج.. والد يقتل طفلته بضربها حتى الموت
  • جريمة تهز اليمن .. مدمن كحول يقتل طفلته بضربها حتى الموت بعد شكواها لمدير الأمن الذي تجاهل مأساتها
  • جورجينا تعلق على هدف كرستيانو جونيور : لا أعرف متى كبرت .. فيديو
  • في 14 أيلول 1982...هكذا أنقذني من الموت