#طفل_غزاوي يخاطب #الموت و #الحياة
#الصحفي_احمد_ايهاب
أخاطب الموت بلهجة صارخة كالسيف، وأقول له: قف مكانك، وخفف من وطأتك، فأنا لم أعد أخشاك ..
نحن هنا، في قلب هذه الأرض المجبولة بالدموع والآلام، لم نعد نخاف الموت، بل صرنا نعيش في أحضانه، لقد تجرعنا من كأس المآسي ما يكفينا لقرون قادمة، وتشربت أرواحنا الأحزان كالصخر الذي لا يلين.
أنا الطفل الغزاوي.. نحن أطفال غزة
مقالات ذات صلة رفع سقف التوقعات في البرلمان القادم.. ايام جميلة.. أم فخ قادم؟ 2024/08/19هل عرفنا يومًا طعم الحياة؟ هل سمعنا بنبضاتها يوماً؟
أنا طفلٌ وُلِدت في أتون الحروب، وأبصرت النور لأول مرة وسط دمار وفراق، حيث رحل عني أبي وأمي قبل أن أعانقهما.. نشأت في ظلال حلم عظيم يراودني كل ليلة، حلم بتحرير فلسطين من قيودها، حلم أزرعه في قلبي وأرويه بالدموع، لقد تغذيتُ على حب المقاومة والفداء كما يتغذى الطفل على حليب أمه، وعشت بين جثث الشهداء والركام المتهدم وصوت الصواريخ المتفجر كالرعد.. تجرعت من كأس الألم حتى امتلأ جسدي الصغير بحمل أيوب، وأنا لا أبلغ سوى ١٢ عامًا.
لقد شربت مرارة الحياة وقسوتها كلها في سنٍّ يفترض أن أكون فيه أحلم باللعب والضحك، أنا الذي وُلدت بين لهيب النيران وأصوات الأسلحة التي تشق السكون، وأنا الذي استيقظت أول مرة على هدير دبابة يقودها جندي غاصب، فجرت بها بيت عمي، وسرقت مني أبناء عمومتي.
أنا الطفل الغزاوي، لا أعرف طعم الحياة، لا أعرف سوى الخوف الذي يطاردني كظلّي، خوفٌ من صاروخٍ غادر يأتي من سماء مظلمة، لا أعرف سوى القلق، والارتباك، والتشرد، والنزوح.
أنا الطفل الغزاوي، الذي لا يعرف سوى الموت، عشت بين مشاهد الدماء المتدفقة من حولي، وبين الأنقاض التي كانت ذات يومٍ بيوتاً وأحلاماً.
وأقول للحياة، أين أنتِ يا حياة؟ أين دفنتِ شمسكِ المشرقة؟ فأنا الطفل الذي لم يعرف منكِ سوى الظلام.. لقد تاهت خطواتي في متاهةٍ لا نهاية لها، بحثًا عنكِ، فلم أجدكِ إلا في قصص الأجداد وحكايات الأساطير..
أبحث في عيون الأطفال من حولي عن بريقٍ منكِ، فلا أجد إلا انعكاسًا للحزن في مقلتيهم.. يا حياة، أنتِ لم تزورِ أرضي، ولم تُنيري دربي، بل تركتِنا نصارع الموت في كل لحظة، نتشبث ببقايا أملٍ ضئيلٍ كالغريق الذي يتمسك بقشة.
إذا كنتِ حقيقية، فتعالي، اقتربي، وامسحي عن وجهي غبار اليأس، واغسلي قلبي من رماد الحروب، لعلني أعرف طعمكِ كما يعرفه الآخرون..
لعلني مجدداً أعرف طعم الموت وأعرف حقا كيف اخشاه.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الموت الحياة أنا الطفل
إقرأ أيضاً:
أساني: لا نخشى الهلال واللعب في السعودية خيار مطروح
نواف السالم
عبر الألباني ياسر أساني، مهاجم غوانغجو الكوري الجنوبي، عن ثقته بقدرة فريقه على مواجهة الهلال دون رهبة، مؤكدًا عزمه تقديم أقصى ما لديه لمواصلة المشوار في دوري أبطال آسيا للنخبة.
ويستعد غوانغجو لمواجهة الهلال، غدًا الجمعة، على ملعب الإنماء في جدة، ضمن منافسات الدور ربع النهائي من البطولة.
أساني، الذي يتصدر قائمة هدافي البطولة بتسعة أهداف متساويًا مع أندرسون لوبيز لاعب يوكوهاما مارينوس، قال في تصريحات إعلامية : “أنا سعيد جدًا بالمستوى الذي أقدمه في البطولة، أن تكون هدافاً لمسابقة كبيرة مثل دوري أبطال آسيا، فهذا أمر يمنحني الثقة قبل مواجهة فريق قوي مثل الهلال، نحن متحمسون لهذا التحدي، وسنقدم 200% من طاقتنا”، كما أشار إلى إمكانية اللعب مستقبلًا في دوري روشن للمحترفين .
وأضاف: “الهلال يضم لاعبين كبارًا مثل ألكسندر ميتروفيتش وروبن نيفيز وسيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش وياسين بونو، وهم فريق يملك تاريخًا وأسماء قوية، لكن في كرة القدم لا شيء مستحيل. نحن نعرف نقاط ضعفهم، وسنسعى لاستغلال أي فرصة ممكنة”
وتحدث أساني عن الأجواء الجماهيرية المتوقعة في جدة، قائلاً: “نعرف أن الأجواء ستكون صعبة، الجماهير هناك تملأ المدرجات لكني أحب ذلك، نحن مستعدون ذهنيًا وبدنيًا، وسيفوز الفريق الأفضل داخل الملعب”.
وعن الضغط الناتج عن تسليط الأضواء عليه، قال: “البعض أرسل لي تغريدات عبر منصة إكس من جماهير الهلال، أعرف أن البعض يحذر من خطورتي، وهذا شرف كبير، لكنه لا يشكل ضغطاً، بل دافعًا لأُقدم كل ما لدي”
واختتم قائلاً: “أعرف أن الهلال يسعى للقب، لكننا أيضاً نملك طموحًا كبيرًا، ما حققناه حتى الآن لم يكن صدفة، لدينا فريق شاب وطموح، ونريد أن نُكمل المغامرة حتى النهاية” .