سواليف:
2025-01-27@17:19:06 GMT

طفل غزاوي يخاطب الموت والحياة

تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT

#طفل_غزاوي يخاطب #الموت و #الحياة

#الصحفي_احمد_ايهاب

أخاطب الموت بلهجة صارخة كالسيف، وأقول له: قف مكانك، وخفف من وطأتك، فأنا لم أعد أخشاك ..
نحن هنا، في قلب هذه الأرض المجبولة بالدموع والآلام، لم نعد نخاف الموت، بل صرنا نعيش في أحضانه، لقد تجرعنا من كأس المآسي ما يكفينا لقرون قادمة، وتشربت أرواحنا الأحزان كالصخر الذي لا يلين.

. أي حياة، أيها الموت، تلك التي تظن أنك ستسلبها مني، أي حياة هذه التي تتجرأ على سرقتها ؟ بربك، أخبرني!

أنا الطفل الغزاوي.. نحن أطفال غزة

مقالات ذات صلة رفع سقف التوقعات في البرلمان القادم.. ايام جميلة.. أم فخ قادم؟ 2024/08/19

هل عرفنا يومًا طعم الحياة؟ هل سمعنا بنبضاتها يوماً؟

أنا طفلٌ وُلِدت في أتون الحروب، وأبصرت النور لأول مرة وسط دمار وفراق، حيث رحل عني أبي وأمي قبل أن أعانقهما.. نشأت في ظلال حلم عظيم يراودني كل ليلة، حلم بتحرير فلسطين من قيودها، حلم أزرعه في قلبي وأرويه بالدموع، لقد تغذيتُ على حب المقاومة والفداء كما يتغذى الطفل على حليب أمه، وعشت بين جثث الشهداء والركام المتهدم وصوت الصواريخ المتفجر كالرعد.. تجرعت من كأس الألم حتى امتلأ جسدي الصغير بحمل أيوب، وأنا لا أبلغ سوى ١٢ عامًا.

لقد شربت مرارة الحياة وقسوتها كلها في سنٍّ يفترض أن أكون فيه أحلم باللعب والضحك، أنا الذي وُلدت بين لهيب النيران وأصوات الأسلحة التي تشق السكون، وأنا الذي استيقظت أول مرة على هدير دبابة يقودها جندي غاصب، فجرت بها بيت عمي، وسرقت مني أبناء عمومتي.

أنا الطفل الغزاوي، لا أعرف طعم الحياة، لا أعرف سوى الخوف الذي يطاردني كظلّي، خوفٌ من صاروخٍ غادر يأتي من سماء مظلمة، لا أعرف سوى القلق، والارتباك، والتشرد، والنزوح.

أنا الطفل الغزاوي، الذي لا يعرف سوى الموت، عشت بين مشاهد الدماء المتدفقة من حولي، وبين الأنقاض التي كانت ذات يومٍ بيوتاً وأحلاماً.

وأقول للحياة، أين أنتِ يا حياة؟ أين دفنتِ شمسكِ المشرقة؟ فأنا الطفل الذي لم يعرف منكِ سوى الظلام.. لقد تاهت خطواتي في متاهةٍ لا نهاية لها، بحثًا عنكِ، فلم أجدكِ إلا في قصص الأجداد وحكايات الأساطير..

أبحث في عيون الأطفال من حولي عن بريقٍ منكِ، فلا أجد إلا انعكاسًا للحزن في مقلتيهم.. يا حياة، أنتِ لم تزورِ أرضي، ولم تُنيري دربي، بل تركتِنا نصارع الموت في كل لحظة، نتشبث ببقايا أملٍ ضئيلٍ كالغريق الذي يتمسك بقشة.

إذا كنتِ حقيقية، فتعالي، اقتربي، وامسحي عن وجهي غبار اليأس، واغسلي قلبي من رماد الحروب، لعلني أعرف طعمكِ كما يعرفه الآخرون..

لعلني مجدداً أعرف طعم الموت وأعرف حقا كيف اخشاه.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الموت الحياة أنا الطفل

إقرأ أيضاً:

القبض على مهندس سحل كلب ضال حتى الموت بالجيزة

ألقت أجهزة الأمن بمديرية أمن الجيزة، القبض على مهندس قام بربط كلب ضال وسحله بسيارته حتى وفاته في منطقة الشيخ زايد.

كان قسم شرطة ثان الشيخ زايد بمديرية أمن الجيزة، تلقي بلاغًا من أحد الأشخاص، بتضرره من قائد سيارة ملاكي لقيامه بربط كلب ضال بحبل من عنقه بمؤخرة السيارة وسحله مما أدى إلى نفوقه، وتصويره مقطع فيديو للواقعة.

عقب تقنين الإجراءات تمكن رجال المباحث من ضبط مرتكب الواقعة تبين أنه مهندس كهرباء، ومقيم بدائرة القسم، و بمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة على النحو المُشار إليه لقيام الكلب بمحاولة التعدي على الأطفال بالمنطقة محل سكنه.

تم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتولت النيابة التحقيقات.

اقرأ أيضاًحركات استعراضية على الطريق العام.. القبض على سائقي ملاكي في أكتوبر

ضبط 400 قرص مخدر و32 كيلو مخدرات وأسلحة نارية بحوزة شقيقين بالقليوبية

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: ‏نرحب بالخطوة الإيجابية التي بادر بها الاتحاد الأوروبي بتعليق العقوبات المفروضة على سوريا لمدة عام واحد تمهيداً لرفعها بشكل نهائي، ونتطلع أن ينعكس هذا القرار إيجابياً على جميع مناحي الحياة للشعب السوري ويؤمن التنمية المستدامة.
  • «النواب» يخاطب مجلس الأمن القومي المصري بشأن تطورات القضية الفلسطينية
  • أنباء عن علاقة غرامية بين أوباما وممثلة أمريكية.. زوجته تغيب عن الفعاليات
  • بيلعب على الكرسي.. الطفل «سليم» يودع الحياة من شرفة شقته بالطالبية
  • حظك اليوم الاثنين 27 يناير.. «وازن بين العمل والحياة الشخصية»
  • ضبط المتهم بربط كلب ضال وسحله حتى الموت في الجيزة
  • القبض على مهندس سحل كلب ضال حتى الموت بالجيزة
  • أمراض عدة.. ما الذي يكشفه لون اللسان؟
  • النصر
  • الموت يُغيِّب برلمانياً عراقياً بعد صراع مع المرض