قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر إن الشريعة الإسلامية هي التي أنصفت المرأة، وحفظت لها كرامتها، وجعلت لها دورًا محوريًّا في بناء المجتمعات، وحررتها من قيود الجاهلية، فجعلت لها نصيبًا مفروضًا في الميراث، بعد أن كانت لا ترث، كما جعلت لها ذمة مالية مستقلة، وحرمت قتل البنات ووأدهن، وضمنت حقوقهن في التعليم والمشاركة في الحياة الاجتماعية، وجعلت النساء شقائق الرجال، وقد نص القرآن على حقوق النساء فقال تعالى "وعاشروهن بالمعروف" و "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف"، في تحد للسائد حينها؛ حيث إن القرآن نزل على مجتمع كان معروفًا بظلم المرأة، والتضييق الكبير عليها، والانتقاص من حقوقها.

شيخ الأزهر يستقبل رئيس المجلس الأعلى للغة العربية في إفريقيا بتواجد الآلاف.. شيخ الأزهر يؤدي صلاة الجنازة على زوجة الدكتور حسن الشافعي

وأكد شيخ الأزهر خلال حواره مع وفد رفيع المستوى من القيادات الدينية بولاية كانو بنيجيريا، الحاجة الملحة إلى ثورة فقهية في مختلف المجامع والمؤسسات الإفتائية على فقه العادات والتقاليد التي ظلمت المرأة، وأهدرتها الكثير من حقوقها باسم الشريعة، والتي انتشرت في عهود سابقة، ومناقشة الفتاوى المتعلقة بشؤون المرأة وحقوقها مناقشة منصفة للإسلام، وعدم ترك أي فرصة لتتسيد العادات الجاهلية القديمة على نصوص الشريعة ومدلولاتها.

وأعرب شيخ الأزهر عن أسفه العميق في أن يكون بعض العلماء والمفتين أحد أسباب انتشار الفتاوى التي ظلمت المرأة باسم الشريعة، من خلال إهمال النصوص التي تحفظ للمرأة كرامتها، وإبراز نصوص أخرى، صوَّرتها بأنها أقل منزلة من الرجل، ووجدوا لهذه الرؤى مبررات مغلوطة، ما أدى إلى انتشار مظاهر العنف والظلم ضد المرأة، حتى رأينا الكثير من الأزواج لا يزالون يتعاملون مع زوجاتهم بما لا يليق إنسانيًّا ولا أخلاقيًّا ولا دينيًّا.

وتعجب شيخ الأزهر من حال المرأة المسلمة الذي لم يصل إلى المأمول، رغم وجود الكثير من المؤسسات والجمعيات والمراكز المعنية بحقوقها، التي رغم كثرتها لا تزال كثير من حقوق المرأة المسلمة مهدورة مقارنة بما كانت عليه في صدر الإسلام وما طبقه النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا ضرورة استشعار الأمانة والمسؤولية أمام الله، وتنبيه المجتمعات والحكومات إلى هذه الفتاوى والمشكلات التي تتعلق بإهدار كرامة المرأة والطغيان على حقوقها، والقراءة المغلوطة التي أعلت العادات والتقاليد على نصوص الشريعة، مصرحًا "لا بد من مراعاة المولى - عز وجل - في تمرير أحكامه للناس، وألا يكون ما نعانيه من فرقة وتشرذم واختلاف سببًا في عدم اتحادنا في الفتاوى والرؤية التي تشكل الواقع، وإلا سيظل الواقع بعيدًا كل البعد عن التوجيهات الإلهية، وما أراده الله -جل وعلا- في كونه"، مؤكدًا الحاجة الماسة للعودة إلى الحقوق التي أقرها النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة، خاتمًا كلمته بوصية النبي صلى الله عليه وسلم "اتقوا الله في النساء".

الأزهر هو المنارة التي تنير أذهان الأمة الإسلامية

من جهتهم، أعرب أعضاء الوفد عن سعادتهم بلقاء شيخ الأزهر، وتقديرهم لما يقوم به فضيلته من جهود لبيان الصورة الصحيحة عن الدين الإسلامي، مؤكدين أن الأزهر هو المنارة التي تنير أذهان الأمة الإسلامية، وهو قلب الأمة وكعبة العلم، وقد استثمر الأزهر في تعليم أبناء المسلمين حول العالم، ولم يتوقف على تدريس العلوم الشرعية والعربية، وإنما شملت الدراسة فيه العلوم التطبيقية الحديثة.

وقال ممثلو الوفد "نعاهد الله ونعاهدكم على بذل قصارى جهدنا في التعريف بما طرحتموه من رؤى حول حقوق المرأة في الإسلام، كما طلب الوفد زيادة أعداد الأئمة النيجيرين الملتحقين للتدريب بأكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، وصقل مهاراتهم في التعامل مع القضايا المجتمعية الحديثة وتفنيد أفكار الجماعات المتطرفة".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شيخ الأزهر الشريعة الإسلامية المراة أحمد الطيب الميراث الحياة الاجتماعية شیخ الأزهر

إقرأ أيضاً:

دعاء رؤية الكعبة مستجاب.. لحظات من الخشوع والرهبة

الكعبة المشرفة هي قبلة المسلمين وبيت الله الحرام، الذي يتوجهون إليه في صلاتهم من جميع أنحاء العالم، وعند رؤية الكعبة لأول مرة، يعيش المسلم لحظة من الخشوع والرهبة، حيث تتجلى عظمة الله في هذا المكان المقدس، ويُستحب الدعاء عند رؤية الكعبة لأول مرة، فهو من الأوقات التي يُرجى فيها استجابة الدعاء، ويعرض التقرير أهمية الدعاء عند رؤية الكعبة، والأدعية المأثورة في القرآن والسنة، وفضل الدعاء في هذا المكان المقدس، وأدعية أخرى مرتبطة بالكعبة.

الدعاء عند رؤية الكعبة أول مرة مستجابمن المعروف أن الدعاء عند رؤية الكعبة لأول مرة من الأوقات التي يُستحب فيها الدعاء، حيث يُرجى استجابة الدعاء في هذا الوقت، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "تفتح أبواب السماء عند الدعاء عند رؤية الكعبة لأول مرة"، ولذلك يحرص المسلمون على الدعاء لأنفسهم ولذويهم عند رؤية الكعبة لأول مرة، سائلين الله تعالى كل ما يجول في خواطرهم من خير الدنيا والآخرة.دعاء رؤية الكعبة في السنة

والسنة النبوية تزخر بالأدعية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بها عند رؤية الكعبة، ومن هذه الأدعية: "اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفاً وتعظيماً وبراً"، ويعكس دعاء رؤية الكعبة في السنة تعظيم الكعبة والدعاء لها بمزيد من التكريم والتعظيم، كما يُظهر حب المسلمين لهذا البيت المبارك.

دعاء رؤية الكعبة في القرآن

على الرغم من أن القرآن الكريم لم يورد دعاء رؤية الكعبة في القرآن، إلا أنه يحتوي على آيات تعبر عن قدسية هذا المكان. يقول الله تعالى: "وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً"،  كما أن الدعاء بشكل عام مشروع ومستحب عند زيارة الكعبة، تضرعاً لله سبحانه وتعالى وطلباً لرضاه.

والدعاء عند الكعبة له فضل عظيم، حيث يُستجاب الدعاء في هذا المكان المبارك. الكعبة هي موضع الرحمة والغفران، ومن يقف أمامها يشعر بخشوع عظيم، يفتح له أبواب السماء لطلب المغفرة والرحمة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"، مما يعكس أهمية التضرع وفضل الدعاء عند رؤية الكعبة.

وعند رؤية الكعبة، يُستحب للمسلم أن يقف ويستقبلها بخشوع، ويرفع يديه بالدعاء، متوجهاً إلى الله تعالى ومن السنة عند رؤية الكعبة أن يُكثر من الدعاء والاستغفار عند الكعبة، كما يُستحب أن يبدأ المسلم دعاءه بحمد الله والثناء عليه، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، قبل أن يسأل الله حاجته.

دعاء دخول الكعبة للعمرة

كما أنه عند دخول الكعبة لأداء العمرة، يُستحب أن يدعو المسلم بالدعاء المأثور: "اللهم أنت السلام ومنك السلام، فحينا ربنا بالسلام، وادخلنا الجنة دار السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام"، ودعاء دخول الكعبة للعمرة يعكس رغبة المسلم في الحصول على السلام الداخلي والروحي، وهو ما يسعى إليه كل معتمر وحاج عند بيت الله الحرام.

وأفضل الدعاء عند الكعبة هو الدعاء الذي يخرج من القلب بخشوع وتذلل لله تعالى، ومن الأدعية التي يُستحب قولها: "اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين"، الدعاء في هذا المكان الطاهر يمنح المسلم فرصة للتقرب من الله وطلب الرحمة والمغفرة.

دعاء عند رؤية الكعبة

ومن الأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند رؤية الكعبة: "اللهم زِد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً، وزِد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفاً وتعظيماً وبراً"،و دعاء عند رؤية الكعبة عند النبي يعبر عن تعظيم الكعبة والدعاء لها بمزيد من التكريم والبركة.

وزيارة الكعبة والدعاء فيها هو من أعظم الأعمال التي يقوم بها المسلم، حيث يُعد ذلك من القربات التي تُكفر الذنوب وترفع الدرجات، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه"، فزيارة الكعبة هي فرصة للتجديد الروحي والتقرب من الله، والدعاء فيها هو وسيلة لطلب المغفرة والرحمة، كما أن الدعاء عند رؤية الكعبة هو من أجمل اللحظات التي يعيشها المسلم، حيث يشعر بالقرب من الله والتجلي الروحي الذي لا يضاهيه شعور. هذه اللحظات تمنح المسلم فرصة للتوبة والدعاء بكل ما يجول في قلبه. فلنحرص جميعاً على الدعاء بصدق وخشوع عند رؤية الكعبة، سواء في أول مرة أو في كل مرة نزورها، فالله قريب مجيب الدعاء، يستجيب لمن دعاه بقلب صادق ونية خالصة.

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث لجسم الإنسان بعد صلاة الفجر؟ تحفظك من هذه الأمراض
  • «إسلامية دبي» تطلق برنامج «رياض الصالحات» لتلبية احتياجات المرأة
  • الترفيه في المحافظات.. تقدم وقدرة على الاستدامة
  • أذكار الصباح .. أفضل ما يبدأ بها المسلم يومه كما أوصانا رسول الله
  • عضو «الأزهر العالمي للفتوى»: مساعدة المرأة لزوجها في بر والدته تؤجر عليها
  • دعاء رؤية الكعبة مستجاب.. لحظات من الخشوع والرهبة
  • أذكار الصباح.. الحصن اليومي للمسلم وأفضل أوقاتها
  • ما هي العوائق الذاتية التي تمنع تقدم الشخص؟
  • أحمد كريمة: ارتفاع نسب الطلاق سببه تدليل الشباب بصورة كبيرة
  • عضو بـ العالمي للفتوى توضح الضوابط الشرعية لملابس المرأة المسلمة