مقدمة نشرة أخبار الـ "أن بي أن"
ليس مجافاة للواقع ان اتفاق وقف اطلاق النار في غزة لم ينضج إن لم نقل إن جهود تحقيقه قد فشلت حتى الآن.
هذه هي الخلاصة التي خرجت بها محادثات رأس الدبلوماسية الأميركية في تل أبيب المحطة الأولى له في جولة اقليمية.
ذلك ان لقاء انتوني بلينكن وبنيامين نتيناهو الذي استمر ثلاث ساعات اصطدم بتصلب رئيس الوزراء الإسرائيلي وتمسكه بشروطه التعجيزية والتعطيلية المرتبطة خصوصا بمحور فيلادلفيا والأسرى وعودة النازحين والانسحاب من القطاع.
وانعكاسا لهذا التصلب استبقت وسائل الإعلام العبرية وصول الوزير الأميركي إلى (العلمين) شمال مصر صباح اليوم بإعلانها ان المفاوضات التي كانت مقررة في القاهرة بين الأميركيين والمصريين والقطريين والإسرائيليين قد ارجئت حتى نهاية الاسبوع بسبب عدم إحراز تقدم في الاتصالات والمشاورات.
وبدا بلينكن محابيا لنتنياهو عندما قال ان الأخير قبل الاقتراح الأميركي لسد الفجوات راميا الكرة في ملعب حركة حماس وداعيا إياها إلى القبول به ولذلك سيدعو الوسطاء العرب خلال زيارته لمصر وقطر بالضغط على الحركة لهذه الغاية.
إلا ان حركة حماس انتقدت حديث الوزير الأميركي عن قبول نتنياهو الاقتراح الأميركي المحدث مشيرة إلى ان هناك مقترحا وافقت عليه ولا يحتاج سوى إلى تطبيقه ودعت الادارة الأميركية الى التراجع عن انحيازها الأعمى لمجرمي الحرب الصهاينة.
ومع تراجع منسوب التفاؤل بالتوصل إلى اتفاق تهدئة في غزة تنامت المخاوف من تصعيد خطير ليس في القطاع فقط بل على جميع الجبهات.
وعلى خط هذا التصعيد العدواني جاءت الغارات الإسرائيلية الليلية على مناطق في البقاع والتي أدت إلى سقوط احد عشر جريحا وفق آخر حصيلة اعلنت اليوم
في المقابل ردت المقاومة صباحا على هذا العدوان واطلقت نحو مئة صاروخ على مقرات عسكرية إسرائيلية في الجولان وسهل الحولة.
مقدمة نشرة أخبار الـ "أم تي في"
مفاوضات غزة تترنح، بين الشروط والشروط المضادة.
فرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو اعلن ان اسرائيل لن تنسحب من محوري نتساريم وفيلادلفيا تحت اي ظرف. ومع ان الموقف الاسرائيلي ينسف المفاوضات من الاساس، فان الرئيس الاميركي جو بايدن حمل حركة حماس مسؤولية فشل المفاوضات، معتبرا انها تتراجع عن خطة الهدنة المطروحة مع اسرائيل.
ارتفاع منسوب التشاؤم، لم يحمل وزير الخارجية الاميركية على ان يفقد الامل، فهو انتقل من اسرائيل الى مصر محاولا احداث خرق في الجدار المسدود. في لبنان، التصعيد سيد الموقف ميدانيا.
فبعد الغارات الاسرائيلية على البقاع واستهداف عناصر من حزب الله، قصف حزب الله تجمعات عسكرية في اسرائيل ما ادى الى اندلاع حرائق في عدة مناطق شمال اسرائيل.
في هذا الوقت لفتت الرسالة التي وجهتها حركة حماس الى حزب الله وشددت فيها على انه حان الوقت لان يتحرك محور المقاومة والعمل لزوال اسرائيل من الوجود.
واضافت حماس في الرسالة انها متيقنة من ان الحزب سيؤدي مهمته بكل جدارة.
فبأي حق تدرج حركة حماس لبنان في محور المقاومة؟ ومن نصبها منظمة دولية تصنف الدول و الامم كما تشاء؟ وهل تتذكر حركة حماس عندما توجه رسالة الى حزب الله ان هناك دولة اسمها الدولة اللبنانية، وان هذه الدولة لا سواها مسؤولة عن قرار الحرب والسلم؟
لكن قبل تفصيل المواضيع السياسية والامنية البداية من فضائح الكهرباء المدوية.
فآلاف اطنان الفيول محتجزة من قبل شركة MEP لآل الخياط في معملي الزوق والجية، فيما اللبنانيون يعانون العتمة. ابتزاز, وتشبيح, واطفاء معامل منذ سنتين و38 مليون دولار طارت.
مقدمة نشرة أخبار قناة "المنار"
عجزوا عن اقناع بنيامين نتنياهو بمقترح بايدن للحل او فرضه عليه، فبدلوا المقترح وفق الرغبة الصهيونية ليعطوا نتنياهو صك براءة ويزوروه بمسمى "موافقة"..
انه النفاق الاميركي والشراكة بالخداع السياسي الى جانب الشراكة الكاملة بحرب الابادة ضد الفلسطينيين، ما بلور صيغة جديدة مختلفة تماما عن تلك التي قدمها بايدن سابقا ووافقت عليها حماس في الثاني من يوليو – تموز الماضي، وهو ما اعتبرته حماس انقلابا اميركيا على إعلان بايدن وقرار مجلس الأمن، واستجابة ورضوخا أمريكيا لشروط نتنياهو الجديدة، مجددة التزامها بإعلان بايدن، وداعية الوسطاء لتحمل مسؤولياتهم وإلزام الاحتلال بقبوله..حتى ان الشروط الصهيونية المرعية اميركيا لم تحتملها مصر التي اعلنت رفضها الكامل لشروط تل ابيب حول معبر فلاديلفيا..
ومع هذا التعنت الصهيوني والمكر الاميركي فان المباحثات حول تبادل الاسرى ووقف اطلاق النار قد عبرت الى منعطف جديد أكثر سوءا، وانفضحت الحيل السخيفة وتبادل الادوار بين واشنطن وتل ابيب، ولم يعد لاحد في هذا العالم حجة بتحميل المقاومة الفلسطينية المسؤولية، حتى ان بعض الصهاينة من خبراء وسياسيين قد حملوا شروط نتنياهو وكذبه المسؤولية عن فشل المفاوضات وعما ستؤول اليه الامور من تعريض حياة اسراهم ومستقبل كيانهم للخطر – كما قال الجنرال الصهيوني الشهير اسحاق بريك..
اما العارفون بحقيقة الصهيوني والاميركي وخدعتهما لشراء الوقت، فقد باعوا جماجمهم لله واكملوا المهمة في الميدان مكبدين الصهيوني المزيد من الخسائر فوق رمال غزة..
وفوق الصخور اللبنانية تتكسر كل يوم امواج التهويل من وزراء حكومة نيتنياهو بضربة استباقية على لبنان، او توسيع الحرب معه، فالحقيقة انه لا يمكن مواجهة حزب الله وليس لدى الجيش العبري القدرة على الحسم معه بحسب المحلل العسكري الصهيوني الون بن دفيد ..
وبحسب رسالة المقاومة الفلسطينية الى المقاومة اللبنانية فان الجيش العبري الغارق في وحل غزة، كيف له ان يواجه ويقاتل في لبنان؟ ومن هذا المشهد الممتد على مدى شهور من شراكة الجهاد والتضحية والشموخ والصبر، فان العمل المشترك لتحرير كامل التراب الفلسطيني قد حان وقته، كما جاء في رسالة المقاومين الفلسطينيين...
مقدمة نشرة أخبار الـ "أو تي في"
بعد أيام من التصريحات الإيجابية، المصرة على إمكان التوصل إلى اتفاق هدنة في غزة، سحب الرئيس الأميركي جو بايدن تفاؤله في الساعات الأخيرة، ملقيا باللوم على حركة حماس، التي سارعت الى وصف كلامه بالادعاءات المضللة، في وقت كانت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية تنقل عن المتحدث باسم الحرس الثوري علي محمد نائيني تشديده على ان الوقت في صالح طهران، وأن العدو يجب ان ينتظر ردا محسوبا ودقيقا، وان انتظاره قد يكون طويلا.
وفي سياق متصل، عمم الاعلام الحربي في حزب الله، رسالة موجهة من المقاومة الفلسطينية إلى المقاومة الاسلامية في لبنان، جاء فيها أن إسرائيل تقف على أطراف أصابعها ويتملكها الخوف والانتظار المؤلم المكلف.
وأضافت الرسالة التي توجهت ايضا الى السوريين والعراقيين واليمنيين: حان اليوم أيها الأبطال المجاهدون، وقت التقدم نحو فتح باب خيبر من جديد، والعمل على زوال إسرائيل من الوجود.
اما على الخط الداخلي اللبناني، فالترقب سلاح الدولة الوحيد. وعلى خط القوى السياسية، جدد التيار الوطني الحر تمسكه بوجوب القيام بكل ما يمكن لإبعاد الحرب عن لبنان وعدم ربطه بحروب إقليمية، أما إذا أراد العدو مهاجمة لبنان وتوسيع إعتداءاته عليه فلا نقاش بالوقوف الى جانب لبنان واللبنانيين في مواجهة إسرائيل.
وفي سياق آخر، وجهت الهيئة السياسية في التيار رسالة صارمة في الشأن الحزبي، مؤكدة مجددا أن أي نقاش يتم داخل أروقة التيار وليس في المؤتمرات الصحافية والمبادرات الإستعراضية والإعلامية التي لا توصل الى نتيجة، ولا يتم من خلال التغيب الدائم المتعمد حتى تاريخه عن إجتماعات المجلس والهيئة السياسية في التيار.
مقدمة نشرة أخبار الـ "أل بي سي"
فيما وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن يواصل جولته، واليوم محطته القاهرة، يبدو ان التصعيد هو سيد الموقف ومؤشر الإخفاقات أعلى من مؤشر النجاحات.
فالجانب الأميركي تعرض لهجوم سياسي من حركة حماس التي اعتبرت أن تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن التي قال فيها إن الحركة تتراجع عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مع إسرائيل، "مضللة"، كما تعرض لنكسة من رئيس الحكومة الاسرائيلية الذي قال بعد ساعات من لقاء بلينكن "لن ننسحب من نتساريم وفيلادلفيا وسنواصل الحرب حتى القضاء على حماس ".
في ملف الأسرى ، أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أنه انتشل جثث ست رهائن من منطقة خان يونس الليلة الماضية، وبعودة الجثث الست، يتبقى 109 رهائن يعتقد أنهم لا يزالون في
غزة، وأن نحو ثلثهم لاقوا حتفهم ولا يزال مصير البقية مجهولا، وفق ما تقول إسرائيل.
في ملف آخر، جاء صاعقا الموقف الإيراني من الرد على اغتيال اسماعيل هنيه في طهران، المتحدث باسم الحرس الثوري علي محمد نائيني اعتبر أن " الوقت في صالحنا وفترة الانتظار لهذا الرد قد تكون طويلة" .
على الجبهة مع لبنان ، مؤشر تصعيدي يخشى معه أن تكون قواعد الاشتباك بين إسرائيل وحزب الله تتفلت اكثر فأكثر: إسرائيل تضرب مجددا في العمق وتحديدا في منطقة بعلبك، وتقول انها تستهدف مخازن ومستودعات للحزب والحزب يرد بقصف في الجولان.
في الملفات الداخلية المعيشية، كل الأنظار إلى انتظار الفيول الجزائري لرؤية بصيص الكهرباء ، في وقت يبدأ مدعي عام التمييز اعتبارا من الغد الاستماع للمعنيين في قطاع الكهرباء على خلفية الازمة الاخيرة.
مقدمة نشرة أخبار قناة "الجديد"
ثبت بجرم الإبادة تسجيل الحالة الأولى من الإصابة بشلل الأطفال في غزة وبتأكيد صادر عن الأمم المتحدة. أما الأعراض فظهرت على دماغ السفير الإسرائيلي لدى المنظمة الدولية بدعوته الى أن يمحى مبنى الأمم المتحدة من على وجه الأرض بعدما هدد "بقبع" أمينها العام ومزق ميثاقها على مرأى الأمم.
وخير مندوب عن كيان قام على الجماجم واحترف المذبحة مثل الوجه الحقيقي لنظام عنصري يعتاش على الدماء وعلى الإبادة الجماعية والفصل العنصري وبالأمصال عينها ظهرت الأهداف الحقيقية للحرب على غزة فبنيامين نتنياهو المصاب "بجدري" التعطيل المطلق قال: لن نقبل مقترحا يتضمن إنهاء الحرب.
نقطة انتهى .. وكل ما يتم التداول به من مقترحات, أجهضها الطاغية نتنياهو بضربات قاضية فيما الوزير الجوال بين عاصمة وأخرى حفر ممرا آمنا من تل أبيب إلى القاهرة ومنها إلى الدوحة ليرمي الكرة في ملعب الوسطاء عبر ممارسة الضغط على حماس للقبول بالمقترح متكئا على موقف رئيسه جو بايدن الذي كرر فيه اتهام الحركة بالتعطيل.
وبالرد المبرم جددت لجان المقاومة في فلسطين تمسكها بما تم الاتفاق عليه في الثاني من تموز معطوفا على قرار مجلس الأمن وما عدا ذلك فلن يكون هناك أي اتفاق وما لم يحصل عليه العدو وحلفاؤه بالمذابح والمجازر لن يحصل عليه عبر المفاوضات.
فضل بنيامين نتنياهو قانون "هنيبعل" على تحرير أسراه فاستلم اليوم ستة منهم عادوا أمواتا في التوابيتوارتفعت أصوات الداخل تحذره من أن الساعة الرملية على وشك الانتهاء وأن كل رؤساء المؤسسة الأمنية ومعظم وزراء الكابينت أيدوا التوصل لصفقة وعارضها نتنياهو في حين نقلت القناة 12 الاسرائيلية عن والدة أحد الأسرى أن رئيس الشاباك أبلغها باستحالة عقد صفقة في ظل الحكومة الحالية.
من لسان المجتمع الإسرائيلي أدين نتنياهو بإجهاض الصفقة وهو غير مستعد لدفع أثمانها التي ستغرقه في وحول السجون والفشل الدبلوماسي الذي لم يعلنه أنتوني بلينكن صراحة وضعه في خانة الأجواء الإيجابية.
وما بين العنوانين رفع وزير الحرب يوآف غالانت سقف الحرب مجددا فوق الشمال وبعد الضربة التي سماها بالاستباقية ليل أمس في مناطق لبنانية متفرقة وصولا إلى البقاع أعلن أن مركز الثقل ينتقل بشكل تدريجي من الجنوب إلى الشمال و"يا هلا ومرحب" جاءت على شكل رسالة من المقاومة الفلسطينية إلى المقاومة الإسلامية قالت فيها إن العدو المذعور في شوارع القطاع وأزقته يقف على أطراف أصابعه يتملكه الخوف والانتظار المؤلم للأيام والليالي والميدان وفي الرسالة بما يشبه كلمة السر للتقدم نحو فتح باب خيبر من جديد والعمل على زوال "إسرائيل" من الوجود.
قطعت تل أبيب الطريق أمام الصفقة ونتنياهو زرع الألغام بين ممرين فيلادلفيا ونتساريم واعتبرهما أصولا عسكرية وسياسية استراتيجية وأبلغ بلينكن بهذا لتنتهي المفاوضات بأرضها ويعلو قرع الطبول واستدراج عروض الحرب على أبواب معركة المعركة الانتخابية الرئاسية والتي حشد لها الديمقراطيون خمسين ألف مندوب في مهرجان انتخابي شارك فيه أعلام السياسة والفن والإعلام وتوعدت فيه المرشحة كامالا هاريس غريمها دونالد ترامب بالخسارة .
فيما حضرت غزة هادرة على بر شيكاغووهتفت في حديقة المؤتمر الخلفية : لا يمكنكم الاختباء وأنا أتهمكم بإبادتي الجماعية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة حرکة حماس حزب الله جو بایدن فی غزة
إقرأ أيضاً:
لماذا اشتعل جدل النصر والهزيمة بعد وقف إطلاق النار في غزة؟
ما إن أُعلن عن اتفاقية وقف إطلاق النار في الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بجدل النصر والهزيمة، ذلك الجدل الذي يكشف عن آراء ومواقف الذين يؤيدون معركة الطوفان ويرونها حدثا تاريخيا مفصليا له ما بعده، وبين من يعارضونها ويصفونها بالخطأ الكارثي الذي أقدمت عليه حركة حماس وفصائل المقاومة في غزة.
وبدا واضحا أن مؤيدي معركة الطوفان يجادلون بقوة أن غزة ومقاومتها وشعبها تمكنوا من تحقيق النصر بصمودهم وثباتهم، وتجذرهم في أرضهم وإفشال مخططات العدو، وعدم تمكينه من تحقيق أي هدف من أهداف الحرب المعلنة، في الوقت الذي هاجم فيه معارضو الطوفان بشدة وصف ما آلت إليه نتائج الحرب بالنصر، في ضوء الخسائر الفادحة التي حلت بغزة وأهلها، والدمار والخراب الذي أحدثته آلة التدمير العسكرية الإسرائيلية، وتجريف البنية التحتية في غزة، الذي أحال غزة إلى منطقة منكوبة لا تصلح معها حياة البشر.
ووفقا لمراقبين فإن ذلك الجدل الذي ملأ فضاء مواقع التواصل الاجتماعي، واستعرَ بشكل لافت بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار، إنما يصدر عن رؤى ومواقف مسبقة حيال المقاومة الفلسطينية في غزة، فالذين يؤيدون مشروع المقاومة ويعدونه الخيار الصحيح لانتزاع الحقوق وإرغام العدو الصهيوني لم يترددوا في إطلاق توصيف الانتصار على نتائج المعركة، أما الذين يعارضون حركات المقاومة، ويخالفونها في أفكارها وتوجهاتها فقد وجدوا فيما آلت إليه الحرب بابا واسعا لمهاجمة المقاومة وتحميلها مسؤولية ما جرى ويجري.
في رسالته المعنونة بـ"هل انتصرت غزة في معركة طوفان الأقصى أم لا"؟ لفت الداعية والباحث الشرعي الفلسطيني، الدكتور محمد بن محمد الأسطل إلى أن الخلاف في توصيف نتائج المعركة أمر وارد وهو مما اعتاد عليه الفلسطينيون "بعد كل معركة أو جولة عسكرية أن نسمع خلافا حول سؤال خلاصته: هل انتصرنا أم لا؟ مع أن المقاومة في كل مرة كانت تخرج بإنجاز عدد من المطالب، وتحقيق عدد من الشروط والمكاسب، وإجبار العدو على التوقيع عليها والخضوع لها".
وتابع: "ولكن في هذه المرة جاءت معركة طوفان الأقصى وقد سحق العدوُّ فيها كل شيء سحقا حقيقيا، فإذا كان الكلام في كل معركة من باب المبالغة والتوسع في الوصف فهو اليوم من باب الواقع"، مضيفا "وهذا يعني أن السؤال له وجاهته الآن، ولكن لما كانت أطراف الجواب متشعبة، وكانت هذه القضية محل جدال ولغط رأيت أن أجمع أطراف القول في مقالة واحدة مطولة، وهي تخدم الحريص على الفهم..".
د. محمد بن محمد الأسطل داعية وباحث شرعي فلسطيني
وبعد تناوله بالبحث والمناقشة للموازين الحاكمة في الحكم والتقييم، والتساؤل إن كان سؤال الانتصار هو سؤال الوقت أم لا؟ وتعيين المرتكزات المعيارية لتحديد النصر والهزيمة خلص الباحث والأكاديمي الفلسطيني الأسطل، المقيم في غزة إلى القول "بعد الذي تقرر وتسطَّر أرى أن مجرد وضعية (الزوم) عن مشاهد الألم والخسارة يكشف أن ما جرى هو نصر عظيم لا هزيمة، بل أرى شخصيا وبحسب معطيات المشهد وموازين القوة، ومن غير مبالغة أو تأثر عاطفي عارض أن ما جرى كان معجزة عسكرية لا مجرد نصر عابر".
وأضاف: "وثمة معيار إضافي يسجل غير ما ذُكر يتمثل في عجز العدو الصهيوني على البقاء في الأرض التي يتمكن من السيطرة عليها؛ فهو يتمكن من سحق المنطقة التي يريد، ويدخل إليها بزخم ناري كثيف وقصف بركاني عنيف، ولكن بعد أن يتمكن منها ويصبح عرضة لاستنزاف المجاهدين يلجأ أخيرا إلى الانسحاب منها من غير أن يستفيد من الإنجازات التي حققها".
من جانبه تساءل الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور تيسير عبد الله "هل انتصرت حماس أم بقيت؟ وهل يوجد فرق بين الانتصار والبقاء؟ وهل البقاء انتصار؟" مضيفا "هذا جزء من التساؤلات التي طفت على السطح بعد 15 شهرا من الإبادة، وبعد أن خرج مسلحو حماس في الساعات الأولى من إعلان تنفيذ الهدنة ليملأوا الشوارع، ويقدموا عروضا عسكرية احترافية ومنظمة في تسليم المختطفات..".
وتابع في منشور له عبر صفحته على الفيسبوك، اطلعت "عربي21" عليه: "صحيح أن الحركة عادت بقوة إلى الشارع، ولا تزال تسيطر على مفاصل الحياة المدنية كلها، لكن غزة دُمرت، ووصل الاحتلال إلى كل شبر فيها، وهجر سكانها، واستحيا نساءها، وقتل أطفالها وشيوخها، وأسكن في قلوب البقية اليأس والقنوط، وجعل بيوتهم غير صالحة للحياة..".
وخلص الكاتب والمحلل عبد الله، المقيم في غزة إلى القول "إذن المسألة ليست نصرا خالصا كما يريده مريدو الحركة وأنصارها، وليست هزيمة مطلقة لها، ولكنها نتيجة أخرى لم تحظ بالاهتمام والتوضيح، هذه النتيجة التي وصلت إليها الحركة في نهاية حرب الإبادة هي محافظتها على (البقاء)" لافتا إلى أن "المحافظة على البقاء ليست نصرا" إذ لم يكن لحركة حماس نصيب من مقاييس النصر المجردة حسب رؤية الكاتب وتعداده لها.
وفي ذات الإطار رأى الكاتب والباحث اللبناني، الدكتور وائل نجم أن "أهم مسألة في تقييم النصر والهزيمة تتعلق بحجم الأهداف التي تتحقق جراء أية حرب، فالمعروف أن العسكر في خدمة الأهداف السياسية، وبالتالي تحقيق الأهداف المرفوعة، وفرض الشروط يمثل نصرا، والفشل في ذلك يُعد هزيمة، خاصة إذا انطوى الفشل على مخاطر استراتيجية ووجودية بحق الذي يفتح الحرب ولم يحقق أهدافها".
وأضاف "وهذا ما حصل بالفعل في العدوان الإسرائيلي على غزة حيث فشلت قيادة الاحتلال في تحقيق أهدافها التي رفعتها باعتراف قادة الاحتلال أنفسهم، غير أن المقاومة الفلسطينية التي صمدت مع شعبها هذا الصمود الأسطوري وأفشلت أهداف الاحتلال دفعت ثمنا باهظا على مستوى الدمار الذي لحق بقطاع غزة، وعلى مستوى الخسائر البشرية، وأعتقد أن المقاومة حققت نصرا باهظ الثمن، ولكن ثمراته ستكون استراتيجية ووجودية على كيان الاحتلال".
د. وائل نجم كاتب وباحث لبناني
وردا على سؤال "عربي21" حول أسباب اشتعال جدل النصر والهزيمة بعد وقف إطلاق النار، وما هي دوافعه واتجاهاته، قال نجم "جزء من ذلك الجدل له علاقة بفهم معنى النصر والهزيمة، وارتباط ذلك بحجم الخسائر البشرية والمادية في الحرب بعيدا عن الأهداف السياسية والاستراتيجية، فهو ينطلق من رؤية قاصرة ومحدودة".
وتابع: "وجزء آخر من الجدل له علاقة بخلفيات سياسية ومصلحية، وأصحاب هذا التوجه يدركون الحقيقة جيدا، ولكنهم لا يريدون الاعتراف بها على قاعدة (نكاية بالطهارة)، ولذلك يستغلون الرؤية القاصرة من أجل تشويه الحقيقة تحقيقا لرغباتهم السياسية والخاصة، وربما يكون بعضهم مدفوعا من العدو، بمعرفة منه أو بغير معرفة".
وبدوره قال الباحث المغربي في الاجتماع السياسي، الدكتور كريم أزماني مطر "يمكننا وبشكل موضوعي الحديث عن معيار النصر أو الهزيمة بناء على تحقيق الأهداف المعلنة قبل الحرب لكل طرف على حدة، فالكيان الصهيوني أعلن أهدافه من شنه للحرب على غزة من البداية، ألا وهي: اجتثاث حماس من الجذور والقضاء عليها نهائيا، وتوفير الأمن الكامل والدائم داخل الأراضي المحتلة للمستوطنين، وتحرير الأسرى الصهاينة بشكل كامل دون شروط، ثم إعادة صياغة الخريطة الجيوسياسية والديموغرافية للمنطقة".
وأضاف متسائلا "فهل تحقق شيء من هذه الأهداف"، ليجيب بالقول "كلا، ولا يمكن لعاقل ومنصف أن يعتبر التدمير الشامل للبنى التحتية للمستشفيات وإبادة المدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن انتصارا، وفي الوقت نفسه لم يتم تحرير ولا أسير واحد رغم تدمير قطاع غزة بيت بيت وزنقة زنقة كما يقال".
وأردف في حديثه لـ"عربي21": "في المقابل أعلنت المقاومة منذ البداية عن نيتها استخدام الأسرى لعقد صفقات تبادل لإفراغ السجون الصهيونية من أي أسير فلسطيني من أي فصل كان، كما عقدت عزمها على فضح الكيان الصهيوني أمام المجتمع الدولي وجعله وجها لوجه أمام الشرعية الدولية ومبادئ حقوق الإنسان، وإعادة القضية الفلسطينية على طاولة النقاش العالمي من جديد مع كثير من التعاطف والتأييد الشامل من كل شرائح الشعوب بما فيها الأوروبية والأمريكية".
ووفقا للباحث المغربي مطر فإن "هذه المقارنة على مستوى تحقيق الأهداف المعلنة قبل بدء الحرب تجعلنا نؤكد بعيدا عن العاطفة أو التحيز أن المقاومة حققت بعض أهدافها بنسب متفاوتة، واستطاعت أن ترغم الاحتلال على التفاوض وعقد صفقة التبادل رغما عنه" مشيرا إلى "تقييم هذه النتائج قد يختلف من زاوية لأخرى".
د. كريم أزماني مطر باحث مغربي في الاجتماع السياسي
وأوضح "فربما يقول قائل: ماذا استفاد الفلسطينيون من هذه الحرب خصوصا إذا ما استحضرنا عدد الشهداء، وحجم الخسائر المادية، وتكلفة إعادة الإعمار" ليجيب "وهذا الرأي في تقديري نابع من قلة الاطلاع على التجارب التاريخية السابقة في مقاومة الاحتلال، وخوض معارك التحرير، إذ أن تقديم مثل هذه الخسائر يكون بمثابة وقود يشحذ الهمم، ويعمق الإيمان بالقضية أكثر".
وأورد في ختام كلامه أمثلة تاريخية شاهدة على ذلك "كحرب أمريكا وفيتنام، وحرب بريطانيا والهند، والحرب العنصرية الأهلية في جنوب أفريقيا.. فهذه الأمثلة وغيرها تؤكد أن إرادة التحرير لا تكسر بالقوة العسكرية، وأن الكلمة الأخيرة دائما تكون للشعوب المقاومة، مهما كانت قلة إمكانياتها وضعف عتادها، وكل من يقول غير ذلك فهو يسبح ضد تيار التاريخ والجغرافيا، وموقفه هذا إما لمصلحة مع الاحتلال، أو لجبن متجذر في النفوس يدعو للدعة والعيش بأقل شروط الكرامة الإنسانية".