الهجرة العكسية تتزايد.. هل جرف طوفان الأقصى فكرة الوطن القومي لليهود؟
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
منذ العام 1948، استقدمت إسرائيل ملايين اليهود من أنحاء العالم لكي تقيم لهم وطنا على أنقاض الشعب الفلسطيني بعد أن سوقت الحركة الصهيونية له كملاذ آمن خصوصا بعد المحرقة النازية، لكن هؤلاء بدؤوا العودة للغرب مجددا بعد عملية طوفان الأقصى.
وبعد سنوات من محاولة ترسيخ جذور القادمين الجدد على حساب أصحاب الأرض الأصليين، وتوثيق العلاقة بين "المواطنين" و"الدولة"، جاءت عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي لتزلزل هذه العلاقة التي يقول ساسة وعسكريون إسرائيليون إنها تلقت أكبر ضربة في تاريخها، مستندين في ذلك إلى عمليات الهجرة العكسية المتزايدة بشكل ملحوظ.
وتثير عمليات هجرة اليهود من إسرائيل حاليا هواجس كانت مؤجلة منذ زمن. ووفقا لتقرير أعدّه مراسل الجزيرة إلياس كرّام، فإن الأرقام الرسمية تقول إن قرابة نصف مليون ممن كانوا خارج البلاد قبل عملية طوفان الأقصى لم يعودوا حتى الآن، فيما غادر 375 ألفا بعد الحرب.
غياب الشفافيةولا يمكن تحديد ما إذا كانت هذه الأرقام تعكس حقيقة عدد الإسرائيليين الذين هاجروا بشكل دائم أو مؤقت أم إنهم كانوا على سفر خارج البلاد في تلك الفترات لأن سلطة الهجرة والسكان لا تستفيض في نشر التفاصيل.
لكن الهجرة العكسية سجلت ارتفاعا ملحوظا مع اندلاع موجة الاحتجاجات الشعبية ضد محاولات حكومة بنيامين نتنياهو التي حاولت الانقلاب على السلطة القضائية خلال عام 2023. وقد استمرت على هذا النحو خلال الأشهر الأولى من العام الجاري مع تجدد الاحتجاجات المطالبة بإسقاط الحكومة.
وبحسب بيانات دائرة الإحصاء الإسرائيلية، فقد هاجر 60 ألف إسرائيلي خلال عام 2022 ومثلهم في 2023، ووفقا لصحيفة "يديعوت آحرونوت" فإن التهديدات الأمنية كانت سببا رئيسا للهجرة.
ورغم أن عملية القدوم إلى إسرائيل لم تتوقف يوما فإنها تراجعت بنحو 70% في الشهور الأولى للحرب؛ حيث وصل ألفا يهودي بين السابع من أكتوبر/تشرين الأول و29 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، مقارنة بـ4500 كانوا يصلون شهريا في هذا التاريخ، حسب سلطة الهجرة الإسرائيلية.
وعاودت الهجرة من إسرائيل الارتفاع مجددا خلال العام الجاري، غير أن صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية تقول إن دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية لا تكشف عن الأعداد الحقيقية للهجرة العكسية. كما تطرح صحيفة "غلوبس" تساؤلات حول الشفافية في الإحصائيات المعلنة.
وثمة أسباب كثيرة قد تقف وراء الهجرة العكسية التي تزداد في أوقات الحروب والأزمات أو تلك التي تتعلق بغلاء المعيشة والبحث عن فرص عمل خارج إسرائيل فضلا عن حالة الإحباط التي يشعر بها البعض بسبب سياسات حكومة اليمين مما يطرح قضية جدلية حول ما إذا كانت إسرائيل وطنا قوميا لليهود أم إنها مجرد مكان للعيش برفاهية يسهل الرحيل منه مع تقلب الأوضاع.
بداية مبكرة للهجرة العكسيةلقد بدأت الهجرة العكسية منذ السنوات الأولى لتأسيس إسرائيل بعد النكبة الفلسطينية. ومنذ ذلك الحين وحتى ثمانينيات القرن الماضي، تراوحت أعداد الإسرائيليين الذين غادروا البلاد بين 4 آلاف و20 ألفا في العام الواحد.
وجاءت موجات الهجرة العكسية الكبرى بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 وفي أعقاب العدوان على لبنان مطلع ثمانينيات القرن الماضي بينما فاق عدد المهاجرين من إسرائيل 500 ألف منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، ويقدر العدد الإجمالي للإسرائيليين الذين غادروا البلاد منذ تأسيس إسرائيل ولم يعودوا إليها بأكثر من 690 ألفا، وفق دائرة الإحصاء الرسمية.
يقول النشيد الوطني لإسرائيل المسمى بـ"الأمل" "إن أفئدة اليهود تخفق وأعينهم ترنو إلى الشرق، إلى صهيون" -أي القدس- لكن يبدو أن هزة السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ربما تجعل من الغرب وجهة لأعداد متزايدة من الإسرائيليين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أکتوبر تشرین الأول الهجرة العکسیة
إقرأ أيضاً:
أبو عبيدة: معركة طوفان الأقصى أشعلت شرارة تحرير فلسطين
ألقى أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب "القسام"، مساء اليوم الأحد، كلمة إلى الشعب الفلسطيني، عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل حيز التنفيذ وبدء تبادل الأسرى.
أحمد موسى يكشف سر ظهور أعضاء حماس في شوارع غزة (فيديو) بايدن يرحب بوقف إطلاق النار في غزة
وبحسب"روسيا اليوم"،جاء في في كلمته كالاتي:
"471 يوما على معركة طوفان الأقصى التاريخية التي أشعلت شرارة تحرير فلسطين ودقت المسمار الأخير في نعش الاحتلال الزائل لا محالة.. ونؤكد أن التضحيات والدماء العظيمة التي بذلها شعبنا لن تذهب سدى".
"المقاومة والشعب في غزة قدموا نموذجا فريدا في قدرة أصحاب الأرض على الفعل المؤثر والصمود".
"شعبنا قدم من أجل أرضه وحريته ومقدساته قافلة عظيمة من الشهداء على مدار أكثر من 15 شهرا.. ربح البيع يا شهداءنا ويا شعبنا المرابط، وهذه التضحيات لها ما بعدها ولن تضيع هدرا، وطاب سعيكم أيها المقاومون الصابرون في ظل الظروف المستحيلة القاهرة".
"صنعنا ملحمة تاريخية ليس لها مثيل في العالم، تحية لكم يا شعبنا في غزة يا تيجان الرؤوس، يا من نهضتم نهضة المعتصم لأجل القدس والأرض".
"طوفان الأقصى أظهر الاحتلال ككيان وحشي مجرم تم نبذه وملاحقة قادته وجنوده كمجرمي حرب مطلوبين للعدالة".
"معركة طوفان الأقصى بدأت من تخوم غزة لكنها غيرت وجه المنطقة وأدخلت معادلات جديدة في الصراع مع الكيان".
"قاتلنا مع كل فصائل المقاومة صفا واحدا في كل مكان من قطاع غزة، ووجهنا ضربات قاتلة للعدو حتى آخر لحظة، ولقد شاهد العالم كله ما يشبه الأساطير".
"قاتلنا في ظروف تبدو مستحيلة في الحسابات العسكرية، وفي ظل اختلال هائل في موازين القوى، وأمام جيش عصابات مجرمة قاتلة لا تعترف بأخلاقيات وقوانين للحرب ولا تأبه بحقوق الإنسان والقوانين.. وشاهد العالم ضرباتنا القاتلة".
"مظاهر عظمة هذه المعركة تتجلى في تقدم قادة طوفان الأقصى لقوافل الشهداء، من رأس هرم القيادة السياسية القائد الشهيد إسماعيل هنية والشهيد الشيخ صالح العاروري وقائد الحركة في غزة الشهيد يحيى السنوار والتي باتت شهادته أيقونة عالمية".
" إن ما سبق طوفان الأقصى من مسببات ومفجرات من عدوان خطير محدق بالمسجد الأقصى واتباعه للضفة المحتلة وتنكيل بالأسرى وحصار لغزة ومخططات للحرب على شعبنا وتهجيره من قبل الحكومة الصهيونية الفاشية - كل هذا وما يجري اليوم في الضفة من عدوان متواصل، وما يهدد به الاحتلال من تصعيد أيضا لهذا العدوان ومتى تعرضت له دول جوار فلسطين من عدوان على أراضيها وانتهاك لسيادتها وما يصرح به العدو علنا وينشره من خرائط ومخططات لا ترى وجودا لشعوب وأمم ودول كبيرة وذات تاريخ متجذر في هذه الأرض".
"كل محاولات دمج هذا الكيان في المنطقة خاصة بعد الأقصى ستواجه وتُفشل بطوفان الوعي وبالمقاومة المتجذرة والشعوب الحرة".
"معركة طوفان الأقصى ستبقى محطة تاريخية، ومدرسة للأجيال في فنون القتال والبطولة لطرد المحتلين".
"ما تم التوصل له من اتفاق كان ممكنا منذ أكثر من عام لو ناسب ذلك طموحات نتنياهو وحكومته الفاشية".
"نعلن التزامنا باتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ كل بنوده.. مع تأكيدنا أن كل ذلك مرهونٌ بالالتزام من قبل العدو.. نحن حريصون على الوفاء بكافة بنود الاتفاق ومراحله، حقنا لدماء شعبنا.. وندعو الوسطاء إلى الزام العدو بذلك".
"تحية خاصة للضفة التي وقفت بشموخ وإباء إلى جانب غزة لا سيما جنين ومخيمها".
"شعبنا الذي تعرض للظلم ويعرف مرارته ومقاومتنا التي نشأت على الكرامة، تتقدم بالتحية وعظيم الشكر لمن شاركها في التصدي للظلم والطغيان والانخراط في معركة طوفان الأقصى ونخص يمن الصدق "أنصار الله" (الحوثيين).. الذين شعرنا كم يشبهون غزة وتشبههم في العظمة والكرامة.. طوبى لليمن توأم الشام في وصية رسول الله".
"نحيي رفاق السلاح في المقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله) الحر الذي طالما كان سندا وقدم أثمانا باهظة".
"نحيي الإخوة في إيران.. ونحيي المقاومة العراقية.. وأحرار الأردن والمجاهدين الفدائيين الذين اخترقوا الحدود".
"تلقينا وما زلنا نتلقى للملايين من رسائل الدعم والتأييد من كل شعوب الأمة بلا استثناء، بما فيها الاستعداد للتجنيد في القسام، نشكرهم ونشكر كل أحرار العالم على وقفاتهم مع المقاومة والقضية الفلسطينية".
"نوجه التحية لكل أحرار العالم الذين تظاهروا بالملايين حول العالم معلنين الالتفاف حول نموذج المقاومة والصمود".
"يا أهلنا سنبني معا ما هدمه الاحتلال".
"كل قطرة دم سالت على هذه الأرض كانت لتحرير الأرض والمقدسات".