لجريدة عمان:
2025-01-20@14:49:17 GMT

على هاريس أن تتخلص الآن من سياسة بايدن في غزة

تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT

هذا هو الوضع: الرئيس الديمقراطي للولايات المتحدة الأمريكية غير مرشح للانتخابات الرئاسية، ونائب الرئيس ورث حملته، ويأبى التبرؤ من سياسته الخارجية التي لا تحظى بشعبية. روبرت كينيدي مرشح لمنصب الرئيس. والمرشح الجمهوري شخص استبدادي فاسد. فيلم «كوكب القرود» معروض في دور العرض السينمائي. والمظاهرات المناهضة للحرب تهدد بتعطيل مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو.

تراني أكتب عن 2024 أم عن 1968؟

لست بالكاتب الذي يصلح لعقد هذه المقارنة، ولكن مقالات كثيرة نشرت عن هذه التشابهات الغريبة، والأكيدة، بين العامين الانتخابيين المهمين. والتاريخ -مثلما ينسب إلى مارك توين- «لا يتكرر، ولكنه مقفى».

في نهاية المطاف، جو بايدن هو أول رئيس يعلن أنه لن يخوض انتخابات إعادة الترشح منذ ليندن جونسن قبل ست وخمسين سنة. وكما أن بديل بايدن في التذكرة الانتخابية الديمقراطية هو نائبته كمالا هاريس، فقد كان هذا هو الوضع في حالة جونسن.

كان نائب الرئيس هوبرت همفري عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية مينيسوتا له شعبيته واحترامه وكان أحد مهندسي الليبرالية الأمريكية في سنوات ما بعد الحرب. وكان قد عمل نائبا مخلصا لجونسن لأكثر من أربع سنوات، بل ودافع علنا عن مستنقع فيتنام الدامي نيابة عن الرئيس الذي كان يعارضه بعيدا عن العلن.

غير أن «المقاتل السعيد» بحسب ما كان يطلق على همفري وصل إلى شيكاغو في أغسطس من عام 1968 لحضور مؤتمر الحزب الديمقراطي مغموما وفاقدا الروح المعنوية متأخرا بفارق مذهل في استطلاعات الرأي يبلغ ست عشرة نقطة عن منافسه الجمهوري ريتشارد نيكسن. وكانت حرب فيتنام قد أصبحت ثقلا في عنقه، ومع ذلك هدد الرئيس جونسن بـ«تدمير» نائبه إذا تجرأ على تبني موقف مغاير بشأن الحرب. ولما صار همفري في شيكاغو، مرشحا ديمقراطيا رسميا، حاول أن يدرج في برنامج الحزب بندا لـ «السلام» بدا أنه يرضي الصقور والحمائم على السواء، فدعا الرئيس الديمقراطي من منتجعه في تكساس إلى حظره.

وفي أعقاب ذلك المؤتمر الكارثي، الذي هاجمت فيه الشرطة المتظاهرين المناهضين للحرب بقسوة في شوارع شيكاغو، احتدمت المظاهرات المناهضة لهمفري البائس. فكان شعار «أسقطوا همفري» هو الشعار الأرق، إذ ظهرت لافتات في مسيرات نائب الرئيس تحمل شعار «مندوب مبيعات جونسن الحربي» و«قاتل الأطفال». بل إن سيدة بصقت في وجهه.

قال لاري أوبراين مدير حملة همفري الوطنية بعد أسابيع قليلة من مؤتمر شيكاغو لرئيسه: «فلنواجه الحقيقة، نحن نخسر، وما لم تغير موقفك من فيتنام وتصبح رجلا مستقلا، فقد انتهى أمرك».

في الثلاثين من سبتمبر، أصبح همفري أخيرا «الرجل المستقل» إذ خصص مائة ألف دولار من تمويلات الحملة المتراجعة لشراء نصف ساعة على تليفزيون (إن بي سي) وألقى خطابا من داخل الاستوديو في مدينة سان ليك دعا فيه إلى إنهاء الحرب. وأوضح همفري في خطبته أن جونسن كان لا يزال هو المسؤول عن جهود التوصل إلى اتفاق سلام في جنوب شرق آسيا، ولكن بحلول العشرين من يناير سوف يكون في الحكم «رئيس جديد» و«إذا وصلنا إلى هذا الوقت بغير سلام» فلا بد من «إعادة تقييم كاملة» للصراع لأن «سياسات الغد يجب ألا تكون محددة بسياسات الأمس».

وعرض نائب الرئيس خطة من أربع نقاط لإنهاء الصراع. أولا «إيقاف القصف» وثانيا «نزع الطابع الأمريكي عن الحرب»، وثالثا «وقف لإطلاق النار بإشراف دولي» فوري، ورابعا عقد «انتخابات حرة» وصفها بـ «المحورية من أجل سلام كريم في نهاية المطاف».

كان ذلك تدخلا قويا من همفري، أذيع على عشرات ملايين الأمريكيين، وأتاح ذلك للمرشح الرئاسي الديمقراطي أن يجدد علاقته بقاعدته الحزبية وخاصة الشباب منهم والملونين. وفي وقت لاحق قال أوبراين: «صار منذ ذلك الحين رجلا جديدا، بدا وكأن عبئا انزاح عن كاهله، وكان التأثير على الحملة نفسها لا يقل عظمة».

شهد همفري طفرة فورية في استطلاعات الرأي، وضاقت الفجوة بينه وبين نيكسن، وبحلول يوم الانتخاب أشارت الاستطلاعات إلى «تعادل».

قليلون الآن من يتذكرون أن انتخابات 1968 الرئاسية كانت، من حيث التصويت الشعبي، شديدة التقارب. انتصر نيكسن على همفري بأقل من نسبة واحد في المائة، أو قرابة خمسمائة ألف صوت. المسألة هي: ماذا لو أن حرب فيتنام لم تكن قد تدنّت به؟ ماذا لو أنه كان مستعدا للانفصال عن جونسن بشأن فيتنام في وقت أسبق؟ هل كانت الولايات المتحدة لتنجو من نيكسن، وفضيحة ووترجيت، وبقية المشكلات؟ يقول أرنولد أوفنر كاتب سيرة همفري الذاتية إنه لو كان واجه جونسن «بشأن فيتنام في 1968 فربما كان قد فاز بالانتخابات الرئاسية».

يتفق مايكل برينيس المؤرخ بجامعة ييل أن الحرب «فرقت بين همفري وبين الليبراليين ونشطاء الحقوق المدنية والأمريكيين الشباب، أي الذين ظلوا على مدى عقود يحبون همفري لتأييده العدالة العرقية، والتوظيف الكامل والحركة العمالية، وذلك ما كبده في النهاية الرئاسة في عام 1968».

فهل تعلمت حملة هاريس الرئاسية أي دروس من حملة همفري سنة 1968؟

لنكن واضحين: غزة ليست فيتنام، ما من تجنيد إلزامي والولايات المتحدة ليست غير متورطة في حقول الأرز على بعد ثمانية آلاف ميل من الوطن. وهاريس، خلافا لهمفري، تتقدم الآن في أغلب الاستطلاعات.

ومع ذلك فسوف يكون الرضا عن الذات خطأ جسيما للديمقراطيين. فهاريس في الوضع المثالي، بحاجة إلى الحفاظ على فارق النقطتين عن ترامب لكي تتغلب على التحيز المؤيد للجمهوريين في هيئتنا الانتخابية المعيبة. وبرغم الزخم الواضح الذي تحظى به، فإنها تواجه صعوبة مستمرة في ولاية ميشيجن المتأرجحة حيث يطالب الناخبون «غير الملتزمين» بوقف لإطلاق النار في غزة مقترنا بحظر أسلحة على إسرائيل.

ينبغي أن تكون الموافقة على هذا المطلب مسألة أخلاقية وجيوسياسية -وبالنسبة للديمقراطيين- مسألة انتخابية لا تحتاج إلى تفكير. قد لا تكون غزة هي فيتنام، لكن ينبغي لهاريس برغم ذلك أن تنأى بنفسها عن بايدن فيما يتعلق بغزة مثلما نأى همفري عن جونسن فيما يتعلق بفيتنام. ينبغي أن تناصر جميع الخطوات الأربع التي ناصرها في مدينة سان ليك وأولها الدعوة إلى وقف فوري للقصف الإسرائيلي المريع للمدارس والبنايات السكنية ومخيمات اللاجئين في غزة.

ومن الأهمية بمكان أنها ينبغي أن تفعل ذلك قبل أكثر من شهر من همفري، وأن تفعله في خطبة قبولها أمام المؤتمر الوطني الديمقراطي ليلة الخميس (وقد بعث لي ديمقراطي مرموق في مجلس النواب الأسبوع الماضي رسالة نصية قال فيها «أخشى أنها ستكرر خطأ همفري وتؤخر الانفصال».

ما الذي يمكن أن تخسره؟ مثلما أوضحت فايننشال تايمز الشهر الماضي، تشير استطلاعات الرأي إلى أن لغزة «أثرا سلبيا أقل» مما توقع المرء، فـ«الديمقراطي الذي يلين تجاه إسرائيل (شأن النظرة إلى بايدن) يفقد تأييد اليسار، لكن المرشح الذي يتبنى خطا أكثر انتقادا يستعيد هؤلاء الناخبون دون خسارة أصوات المعتدلين». وقد أظهر استطلاع رأي الأسبوع الماضي أجرته يوجوف ومعهد فهم الشرق الأوسط أن أكثر من ثلث الناخبين في ثلاث ولايات متأرجحة يقولون إن الأرجح أن يصوتوا للمرشح الديمقراطي في حال تعهده بوقف الأسلحة عن إسرائيل، في حين قال ما بين 5 إلى 7% إن الأرجح لهم ألا يفعلوا ذلك.

فما الذي تنتظره هاريس؟ المزيد من المشاغبين المناهضين للحرب في مسيراتها؟ المزيد من وفيات المدنيين بسبب الذخيرة المقدمة من إدارة بايدن؟

قد يقول البعض إنه يستحيل على نائبة الرئيس وهي في الخدمة أن تعارض الرئيس القائم بالحكم، مهما يكن افتقار الرئيس للشعبية، في قضية تتعلق بالسياسة الخارجية. ولكن هؤلاء يخطئون. فقد فعلها همفري، ولكنه تأخر فيها كثيرا فلم تجن حملته الانتخابية من جراء ذلك ميزة انتخابية.

هاريس في موقف أقوى كثيرا من همفري. فلن يجرؤ بايدن على إذلالها مثلما دأب جونسن على إذلال همفري. (في موقف يستعصي على النسيان، أصر الرئيس آنذاك على أن يستمر همفري في القراءة جهرا من من مسودة خطبة له بشأن فيتنام فيما ذهب جونسن إلى المرحاض قائلا: «استمر يا هوبرت، أنا منصت إليك»).

وقضى همفري أغلب عام 1968 يدافع عن كلٍّ من جونسن والحرب. فلم يكن مرشح التغيير بقدر ما كان «ابنا يخشى عقاب أبيه» مثلما قال أرنولد أوفنر. بل لقد قال همفري للسفير السوفييتي أناتولي دوبرينين: «أنا لا أعلم أصلا من الذي يفضله جونسن خلفا له، نيكسن أم أنا».

هاريس ليست همفري، وغزة ليست فيتنام، و2024 ليست 1968، ومع ذلك فالتماثلات قائمة وأنصع من أن يمكن تجاهلها.

قد يرغب بايدن في مواصلة إرسال المزيد والمزيد من الأسلحة إلى الحكومة الإسرائيلية المتهمة بارتكاب جرائم حرب في المحكمة الجنائية الدولية وبالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، لكن هاريس ينبغي أن تتخذ موقفا مختلفا، أشد جرأة، وأكثر اتساقا مع قاعدتها الحزبية، وكذلك مع الشعب الأمريكي بعامة.

سوف تحسن نائبة الرئيس صنعا إذا هي تذكرت كلمات نائب الرئيس القديم بعد هزيمته بالفارق الضئيل سنة 1968: «ما كان ينبغي أن أسمح لرجل في طريقه إلى أن يكون الرئيس السابق أن يفرض عليَّ مستقبلي».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: نائب الرئیس بایدن فی ینبغی أن ما کان

إقرأ أيضاً:

بالتواريخ والأرقام.. أول صفقة تبادل أسرى كانت في 1968 وأكبرها سجلتها "فتح" بتحرير 4700 معتقل منذ 1965

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ اليوم /الأحد/، تبدأ جولة جديدة من صفقات تبادل الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية والتي بلغت حتى الآن 40 صفقة تبادل موثقة تاريخيا، وفقا لهيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين (حكومية).. ترصد وكالة أنباء الشرق الأوسط بالتواريخ والأرقام أبرز محطات تبادل الأسرى منذ انطلاق الثورة الفلسطينية عام 1965، حيث كانت أكبرها التي سجلتها حركة "فتح" بتحرير 4700 معتقل في عام 1968.
ويتكون اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، تشمل المرحلة الأولى - في الشق المتعلق بتبادل الأسرى -، الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات، مقابل 1737 أسيرا حسب تصريحات قدورة فارس رئيس هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين.
وتتعلق المرحلة الثانية من الاتفاق بعودة الهدوء المستدام التام، وتبادل أعداد أخرى من الأسرى والمحتجزين..فيما تركز المرحلة الثالثة على تبادل جثامين ورفات الموتى الموجودة لدى الطرفين.
وحددت السلطات الإسرائيلية أسماء 95 معتقلا فلسطينيا سيفرج عنهم في وقت لاحق اليوم /الأحد/ بحسب الاتفاق غالبيتهم من النساء والقاصرين.
ووفقا لعبد الناصر فروانة، المختص بشؤون الأسرى، فإن (300) أسير ممن سيفرج عنهم في المرحلة الأولى من الاتفاق هم من الأسرى القدامى الذين مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاما على التوالي، أقدمهم الأسير "محمد الطوس" (67 عاما) من قرية الجبعة بمحافظة بيت لحم (جنوب الضفة الغربية)، وهو عميد الأسرى الفلسطينيين، ويقبع في سجون الاحتلال منذ 40 عاما على التوالي.
ويطلق مصطلح "الأسرى القدامى" على أولئك الذين قضوا أكثر من (20) عامًا في سجون الاحتلال، وكذلك الأسرى الذين اعتقلوا منذ ما قبل توقيع اتفاقية "أوسلو" عام 1993، وفي عام 2013 تم الإفراج عن ثلاث دفعات من هؤلاء الأسرى كان عددهم 78 أسيرا، من أصل أربع دفعات، ضمن استئناف مسار المفاوضات الذي توقف بسبب رفض الاحتلال الإفراج عن الدفعة الرابعة في مارس 2014، والتي كانت تتضمن (30) أسيرًا.

أبرز صفقات تبادل الأسرى: 
بحسب هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين ونادي الأسير الفلسطيني ومؤسسات حقوقية أخرى، تم على مدار العقود الماضية العديد من عمليات تبادل الأسرى مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي وأبرزها.
- تاريخيا، سجلت أول عملية تبادل للأسرى بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في 23 يوليو عام 1968، عندما تمكن مقاتلون ينتمون للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (إحدى فصائل المنظمة) من اختطاف طائرة تابعة لشركة العال الإسرائيلية كانت في طريقها من روما إلى تل أبيب وعلى متنها أكثر من 100 شخص، وانتهت العملية بإبرام صفقة تبادل من خلال الصليب الأحمر الدولي تم بموجبها الإفراج عن الركاب مقابل إطلاق سراح 37 أسيرا فلسطينيا من ذوي الأحكام العالية.
- وفي الثامن والعشرين من يناير عام 1971، جرت صفقة تبادل جديدة بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" (كبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية) وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، تم بموجبها إطلاق سراح الأسير الفلسطيني (محمود بكر حجازي) أول أسير في الثورة الفلسطينية المعاصرة بعد انطلاقتها في الأول من يناير عام 1965، مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي (شموئيل فايز) والذي اختطفته حركة فتح في أواخر عام 1969، وجرت عملية التبادل بين الطرفين برعاية الصليب الأحمر.
وتوفى المناضل "أبو بكر حجازي" في رام الله في مارس عام 2021 عن عمر يناهز 85 عاما، وكانت سلطات الاحتلال قد اعتقلته بتاريخ 18 يناير عام 1965 وكان أول من وجهت إليه تهمة الانتماء لحركة "فتح"، وحكم عليه بالإعدام آنذاك، ولكن الحكم لم ينفذ، وتوجه بعد الإفراج عنه إلى لبنان وعاد إلى غزة بعد اتفاق "أوسلو" عام 1994.
- ونفذت "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" عملية تبادل للأسرى في 14 مارس 1979، شملت تحرير 76 معتقلًا من كافة فصائل الثورة الفلسطينية من السجون الإسرائيلية، من ضمنهم (12) أسيرة، مقابل إطلاق سراح جندي إسرائيلي كانت قد أسرته في "عملية الليطاني" في أبريل 1978.
- وفي 22 فبراير 1980، شهد مطار لارنكا القبرصي صفقة تبادل بين منظمة التحرير وإسرائيل شملت إطلاق سراح جاسوسة إسرائيلية تدعى "آنيه المفتي" كانت المنظمة قد اعتقلتها لمدة 8 سنوات، مقابل تحرير اثنين من الأسرى الفلسطينيين هما القياديان في فتح وليم نصار ومهدي بسيسو.
- وسجلت حركة فتح أكبر عملية تحرير للأسرى في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة من حيث العدد والنوعية في صفقة تبادل مع إسرائيل في 23 نوفمبر عام 1983 تضمنت إطلاق سراح جميع معتقلي معتقل أنصار في الجنوب اللبناني وعددهم (4700) معتقل فلسطيني ولبناني، و(65) أسيرًا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح ستة جنود إسرائيليين، أسرتهم "فتح" في عملية عسكرية نوعية جريئة استهدفت موقعا لجيش الاحتلال في منطقة "بحمدون" في جبال الشوف اللبنانية، حيث كانت ترابط قوات الاحتلال بعد الغزو الكبير للبنان عام 1982.
- وفي العشرين من مايو عام 1985، تمت عملية تبادل مع الجبهة الشعبية - القيادة العامة، سُميت بـ "عملية الجليل" وأطلقت إسرائيل بموجبها سراح (1155) أسيرًا كانوا محتجزين في سجونها المختلفة، منهم (883) أسيرا كانوا محتجزين في السجون المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، (118) أسيرًا كانوا قد خطفوا من معتقل أنصار في الجنوب اللبناني أثناء تبادل العام 1983 مع حركة فتح، و(154) كانوا قد نقلوا من معتقل أنصار إلى معتقل عتليت (15 كم جنوبي مدينة حيفا الساحلية) أثناء الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، مقابل إطلاق سراح ثلاثة جنود إسرائيليين كانوا بقبضة الجبهة.
- ومقابل الحصول على معلومات عن حالة الجندي جلعاد شاليط الذي كان مأسورا لدى الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في أول أكتوبر عام 2009 عن عشرين أسيرة فلسطينية من الضفة الغربية وقطاع غزة، مقابل الحصول على معلومات عن حالة "شاليط " من خلال حصولها على شريط "فيديو" لمدة دقيقتين، يُظهره وهو بصحة جديدة.
وأسرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في عملية مشتركة مع فصيلين صغيرين آخرين (جيش الإسلام وألوية الناصر صلاح الدين) شاليط في 25 يونيو عام 2006 واحتجزته على مدار أكثر من 5 أعوام حتى أفرج عنه في صفقة التبادل المعروفة إعلاميا باسم "وفاء الأحرار" والتي تمت برعاية مصرية في 18 أكتوبر عام 2011، وبموجبها أطلقت إسرائيل سراح (1027) أسيرا وأسيرة، كانوا محتجزين في سجونها ومعتقلاتها، منهم (994) أسيرًا، و(33) أسيرة، وبموجبها أيضا تم إبعاد 205 من الأسرى إلى غزة والخارج، ومنهم 163 أسيرا من الضفة والقدس أبعدوا إلى غزة، و42 إلى الخارج.
- وسجلت آخر عملية تبادل للأسرى في 22 نوفمبر 2023، بعد نحو شهرين من عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن مقتل 1200 إسرائيلي وأسر أكثر من 200 آخرين بينهم عشرات الضباط والجنود خلال بضع ساعات، وما أعقبه من الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع أسفرت عن استشهاد أكثر من 46 ألفا وإصابة أكثر من 110 آلاف فلسطيني.
وتضمنت عملية التبادل التي تزامنت مع اتفاق هدنة إنسانية في غزة، الإفراج عن 240 فلسطينيا وفلسطينية من بينهم (169) طفلا وفتى، و(71) أسيرة، مقابل 50 (رهينة) إسرائيلية كانت محتجزة لدى فصائل المقاومة بالقطاع.

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية الفرنسي يحرض على الجزائر وخارجية بلاده ترد عليه
  • تنصيب ترامب.. بايدن وهاريس ينتظران الرئيس الأمريكي الجديد على باب البيت الأبيض
  • كينتاكي تتخلص من نفاياتها بشاطئ عين الدياب
  • تصاعد التوتر بين باريس والجزائر.. وزير الداخلية الفرنسي يطالب بالرد على الإهانة
  • قبل مغادرة منصبه.. بايدن مرحبا بوقف الحرب في غزة: الشرق الأوسط تحول جذريا
  • بايدن: اتفاق غزة ثمرة سياسة فعالة وتنفيذه بالكامل يقع على عاتق إدارة ترامب
  • بالتواريخ والأرقام.. أول صفقة تبادل أسرى كانت في 1968 وأكبرها سجلتها "فتح" بتحرير 4700 معتقل منذ 1965
  • محلل سياسي فلسطيني: الرئيس السيسي الوحيد الذي تصدّى لتهجير الفلسطينيين|فيديو
  • تستعد هاريس لتركه خلال ساعات.. صور من داخل منزل نائب الرئيس الأمريكي الجديد
  • رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس يعلق على سياسة بايدن تجاه السودان والعقوبات ضد البرهان