أكدت منظمة سام للحقوق والحريات، أن جماعة الحوثي حكمت بالسجن 13 عاما على امرأة مختطفة في سجون الجماعة، بتهم "ملفقة"، في الوقت الذي طالبت بسرعة إطلاق سراحها بشكل فوري.

 

وذكرت المنظمة في بيان لها، أن محكمة الاستئناف التابعة لجماعة الحوثي في صنعاء حكمت بتاريخ 15 يونيو 2024على حنان شوعي حسن المنتصر بالسجن ثلاثة عشر عاما بتهمتي "إعانة العدوان" و"التخابر" مع التحالف، مشيرة إلى أن "حنان"، المحتجزة مع أطفالها، لم تتمتع بأي حقوق قانونية تضمن لها محاكمة عادلة، حيث تنتهي غالبية المحاكمات بالإدانة أمام المحاكم الجزائية المتخصصة في اليمن، التي تتهمها منظمات حقوقية بالانحياز للحوثيين وانتهاك حقوق الإنسان.

 

وفي 22 فبراير 2023، أدانت المحكمة الجزائية التابعة للحوثيين، في صنعاء حنان المنتصر (45 عاماً) وحكمت عليها بالسجن 12 عاماً بتهمة إعانة العدوان والتخابر. وفي 4 أغسطس 2024، أيدت المحكمة الاستئنافية التابعة لجماعة الحوثي الحكم الصادر بحق حنان المنتصر، وزادت العقوبة إلى 13 عاماً بتهمة التعاون مع العدوان، في إشارة إلى الإمارات.

 

وبحسب مصادر مقربة من الضحية وفقا لمنظمة "سام"، فإن حنان اعتُقلت في الثالث من يوليو/تموز عام 2019، في تمام الساعة الثالثة فجراً، من منزلها الكائنة في بيت بوس بشارع الخمسين، بالقرب من محطة الخمسين بالعاصمة صنعاء، على يد قوات مكافحة الإرهاب، وتعرضت "للضرب حَسَبَ أقوالها في محاضر تحقيقات النيابة العامة" وهددوا أمها وأولادها بالصعق بالكهربـاء، ومنعوهم من الكلام، ثم اقتادوها، وأودعت في سجن البحث الجنائي، ثم نُقلت إلى السجن المركزي. وأحيلت بعد ذلك إلى النيابة الجزائية المتخصصة بصنعاء، حيث تم التحقيق معها وتقديمها للمحاكمة بتهمة تقديم المساعدة للعدو والتخابر معه وتزويده بالإحداثيات

 

وأفادت "سام" أنها ومنذ عام 2015، وثقت العديد من الانتهاكات ضد النساء اليمنيات بتهمة التخابر مع العدوان، في الوقت الذي قيدت حرية النساء بصورة تميزية تنتهك حريتهن الشخصية، مشيرة إلى رصد المنظمة إصدار المحكمة الجزائية المتخصصة في صنعاء أكثر من 500 حكماً بالإعدام بتهمة التخابر مع العدوان، شمل هؤلاء المحكوم عليهم صحفيين، ومدافعين عن حقوق الإنسان، وخصومًا سياسيين، وشخصيات اجتماعية، ونساء، وأفرادًا من الأقليات الدينية. يشترك جميعهم في تعرضهم لمحاكمات جائرة بتهم ملفقة وحُرموا من أبسط حقوقهم في محاكمة عادلة.

 

وأوضح البيان، أن حنان تتعرض للاحتجاز منذ أكثر من خمس سنوات في ظروف مروعة تنتهك حقوقها الإنسانية الأساسية، حيث تصف حنان تفاصيل تعرضها للتعذيب وظروف اعتقالها قائلةً: "وضعت في مكتب مقيدة بعد التحقيق لمدة سبعة عشر يوماً. ثم نُقلت إلى زنزانة انفرادية في السجن المركزي لمدة عشرين يوماً حتى اختفت آثار الضرب عن وجهي. وأُخرجت إلى العنابر بشرط ألا أتحدث عن قضيتي. أمضيت أكثر من سنتين في السجن المركزي دون محاكمة".

 

ونقلت المنظمة عن حنان قولها: "عندما اعتقلوني، صادروا جميع هواتفي المحمولة وثلاثة أجهزة كمبيوتر محمولة من منزلي. وبعد فحصها، أعادوا الهواتف إلى أمي، باستثناء هاتف أختي، مدعين أنه يحتوي على "مواقع مشبوهة"، مع أنّ أنه خالٍ من أي محتوى. كما أخذوا أجهزة الكمبيوتر، وادعوا أنها تحتوي على "مواقع محظورة"، مع أنها لم تستخدم مطلقًا بسبب انقطاع التيار الكهربائي".

 

وأضافت: "أخي جواد نادر سُجن معي لمدة ثلاثة أشهر ثم أُفرج عنه ببراءة، لكن هاتفه لم يُعاد إليه بدعوى احتوائه على مواد مشبوهة. أتساءل، هل هذه الأجهزة مسجلة في المضبوطات أم أنها سُرقت ببساطة؟ كيف يمكن أن أكون إرهابية وأنا لم أدرس سوى القراءة والكتابة في زبيد منذ أن كنت في السادسة عشرة من عمري؟ الآن، وقد تجاوزت الأربعين، كيف يمكنني استخدام هذه البرامج المعقدة؟".

 

وأردفت: اتهموني برصد ثلاثة آلاف موقع وحدي، وأن محمداً، وهو في الستين من عمره، قام بذلك أيضاً. هل يعقل أننا، ونحن في هذا العمر، تمكنا من رصد كل هذه المواقع بمفردنا؟"

 

وأكدت منظمة سام لحقوق الإنسان أن جماعة الحوثي تستغل القضاء أداةً لقمع المدنيين والتنكيل بهم، مما يجعلها حلقةً في سلسلة الانتهاكات التي ترتكب باسم العدالة.

 

ولفتت منظمة سام إلى أن جماعة الحوثي تنتهج سياسة إلصاق تهم مزيفة "التخابر مع العدوان" و"رفع إحداثيات" بمدنيين أبرياء غير متورطين في الصراع، وتعمل على استغلال هذه التهم بشكل متكرر في محاكمات تعسفية تستهدف أفراداً من المجتمع، مما يظهر سعي الجماعة إلى تحقيق هدفها في ترسيخ سلطتها انطلاقًا من تخويف وترويع المواطنين.

 

وحذرت المنظمة من عجز المجتمع الدُّوَليّ عن التعاطي بحزم مع جماعة الحوثي، وتجاهله لهذه المسألة التي شجعت منتهكي حقوق الإنسان على الإفلات من العقاب.

 

وأشارت المنظمة إلى أن ممارسات التعذيب والاعتقال التعسفي الذي يرتكبها الحوثيون تمثل جريمة جسيمة تتعارض صراحة مع القوانين الوطنية والدولية لحقوق الإنسان، وتشكل انتهاكاً صارخاً لكرامة الإنسان.

 

ودعت منظمة سام، جماعة الحوثي إلى الإفراج الفوري عن الضحية حنان ورد اعتبارها الكامل بإعادة الممتلكات المنهوبة منها وتعويضها عن كافة الأضرار التي لحقت بها، مطالبة بمحاسبة جميع الأفراد المتورطين في تعذيبها وضمان استعادة كافة حقوقها المشروعة. يجب أن تتخذ إجراءات واضحة وفعالة لتمكينها من الحصول على التعويضات المستحقة لها.

 

كما دعت المنظمات الدولية إلى بذل أقصى الجهود للضغط على جماعة الحوثي للإفراج الفوري عن المعتقلة حنان، وضمان حقوقها كاملة، مع ضرورة تكثيف الرصد للانتهاكات التي ترتكبها الجماعة، بهدف حماية الضحايا ومحاسبة مرتكبيها.

 

وتعد حنان، نازحة من محافظة الحديدة إلى صنعاء مع أولادها الخمسة، منهم طفل معاق، ووالدتها المسنة، كانت المعيل الوحيد لعائلتها. قبل اعتقالها، كانت تعمل حارسة في صالة أعراس. وفي السجن، حاولت صنع المباخر لإعالة أسرتها وأطفالها الذين تركتهم عند جدّهم بعد اعتقالها، إلا أن إدارة السجن ضايقتها.

 

وفي 24 فبراير/شباط 2022، الموافق 23 رجب 1443، اتهمت النيابة الجزائية المتخصصة "جنان المنتصر" و"محمد البشاري" بالتعاون والتخابر مع "المملكة العربية السعودية وحلفائها"، وتقديم إحداثيات لكشف مواقع الجيش واللجان الشعبية التابعة للحوثيين. وهي تهمة تحمل في طياتها عقوبة الإعدام، وأحيلت قضيتهما إلى المحكمة الجزائية المتخصصة في صنعاء.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: سام اليمن مليشيا الحوثي النساء انتهاكات الجزائیة المتخصصة جماعة الحوثی حقوق الإنسان التخابر مع مع العدوان منظمة سام فی صنعاء

إقرأ أيضاً:

أطول الأحكام بالسجن في العالم.. عقوبات تتجاوز عمر الإنسان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد التاريخ أحكامًا بالسجن تُعد من بين الأطول على الإطلاق، بعضها تجاوز مئات الآلاف من السنوات، وهي أحكام صادمة من حيث الطول، رغم استحالة تنفيذها عمليًا نظرًا لمحدودية عمر الإنسان.

أرقام قياسية في طول مدة السجن

في عام 1989، صدر في تايلاند حكم قضائي يُعد الأطول في التاريخ، حيث بلغ 141،078 سنة. لكن هذا الرقم ليس الوحيد الذي أثار الجدل، فقد صدرت أحكام أخرى في دول مختلفة فاقت ذلك بكثير، مثل:
• حكم بالسجن 384،912 سنة في إسبانيا
• حكم بالسجن 30،000 سنة في الولايات المتحدة
• حكم بالسجن 10،000 سنة في ولاية أوكلاهوما الأمريكية

ورغم ضخامتها، فإن هذه الأحكام غالبًا ما تكون رمزية وتعبر عن تراكم العقوبات في قضايا تضم عددًا كبيرًا من الجرائم أو الضحايا، خاصةً في الجرائم الجنسية أو القضايا المرتبطة بالإرهاب والعنف الجماعي.

الهدف من هذه الأحكام المبالغ فيها

تكمن الغاية من هذه العقوبات في التأكيد على خطورة الجرائم المرتكبة، وضمان بقاء الجناة داخل السجن مدى الحياة دون أي فرصة للإفراج. كما تهدف إلى إرسال رسالة صارمة للمجتمع بعدم التساهل مع مرتكبي الجرائم البشعة. أما في العديد من البلدان الأخرى، فتُعتمد أحكام أكثر واقعية مثل السجن المؤبد مع إمكانية الإفراج المشروط.

أبرز الحالات حول العالم

إليك قائمة ببعض من أطول الأحكام القضائية التي شهدها العالم، والتي ترتبط غالبًا بجرائم عنف جنسي، أو نزاعات سياسية، أو جرائم حرب:
• تشاموي تيهونو (زيمبابوي): حُكم عليه عام 1972 بـ384،912 سنة بتهم تتعلق بالتحريض السياسي ضد الحزب الحاكم في البلاد.
• جافيير ديلا توري (كولومبيا): صدر بحقه حكم بالسجن 75 عامًا في 2012 بعد تورطه في الاعتداء الجنسي على 276 طفلًا خلال فترة امتدت لخمس سنوات.
• تشارلز سكوت روبنسون (الولايات المتحدة): نال حكمًا بالسجن 30،000 سنة في 1994 بعد سلسلة من عمليات الاحتيال التي طالت عدة ولايات أمريكية.
• دادو غاسمي (إسبانيا): أُدين عام 2016 بتهم تتعلق باستغلال الأطفال جنسيًا، وصدر بحقه حكم بالسجن 384،912 سنة.
• بيدرو لوبيز (كولومبيا): أُلقي القبض عليه بتهمة اغتصاب وقتل أكثر من 300 فتاة في كولومبيا والإكوادور وبيرو، وصدر ضده حكم بالسجن 20 عامًا في 1980، ثم أُفرج عنه في 1998.
• أوتمان يامبو (الكونغو): صدر بحقه حكم بالسجن 32 عامًا في 2012 بسبب تورطه في عمليات تعذيب وعنف ضد مدنيين خلال الحرب الأهلية.

خلاصة

تشير هذه الأحكام إلى مدى قسوة الجرائم المرتكبة وخطورة المتورطين فيها. وفي حين أن هذه العقوبات تبدو خيالية في طولها، إلا أنها تعكس موقفًا صارمًا من الأنظمة القضائية تجاه الجرائم الكبرى، خاصة تلك التي تمس الإنسانية بشكل مباشر، مثل جرائم الحرب، والاعتداءات الجنسية واسعة النطاق، والتحريض على العنف والاضطهاد السياسي.
 

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يختطفون مدنيين للانتقام من فضح سقوط صاروخهم في المحويت.. ومنظمات حقوقية تدين
  • جماعة الحوثي تعلن إحصائية أولية لضحايا الغارات الأمريكية على صنعاء وصعدة
  • سوريا.. اعتقال تيسير عثمان مسئول في مخابرات نظام الأسد بتهم تعذيب وسرقة
  • أطول الأحكام بالسجن في العالم.. عقوبات تتجاوز عمر الإنسان
  • توقيف مغربي في تركيا بتهمة الانتماء لشبكة دولية لاستغلال الأطفال جنسياً
  • العدوان الأمريكي يشن ثلاث غارات على مديرية مجزر بمأرب
  • عاجل| الحوثيون: نفذنا عمليتين ضد حاملتي الطائرات الأمريكيتين في البحر الأحمر والخليج العربي
  • الحوثيون: الطيران الأمريكي شن قرابة ألف غارة منذ منتصف مارس الماضي
  • اعتُقل طفلا.. حكم إسرائيلي بسجن مقدسي 24 عاما
  • مع استمرار القصف العنيف.. جماعة «الحوثي» تتوعّد باستهداف شركات النفط والأسلحة الأمريكية‎