احتجاجات غاضبة تطالب بوقف الحرب وحظر الأسلحة لإسرائيل 
الرئيس الأمريكى: ترامب فاشل وكاذب وكلينتون: احبسوه

صعد الرئيس جو بايدن إلى مسرح مؤتمر الحزب الديمقراطى أمس فى لحظة تاريخية معقدة وهمس لابنته آشلى ببعض الكلمات الرقيقة ومسح الدموع من عينيه. ابتسمت آشلى وقبلت يد والدها المسن. بدا الاثنان وكأنهما فى قلب عاصفة هادئة.


استدعى الموقف أكثر من 20 ألف شخص للهتاف «نحن نحب جو». وحملوا لافتات محملة بذات الكلمات وسط إدراك انه لن تكون هناك ليلة أخرى تحمل نفس المشاعر وبدا الأمر كأنه يتسلم جائزة الأوسكار، ومن بين هؤلاء الذين رفعوا لافتة وهتفوا «شكرا لك يا جو» كانت نانسى بيلوسى، رئيسة مجلس النواب السابقة. صاحبة الخلاف الأشد معه بعد إجبارها برسائلها لإنهاء ولايته.
كانت هناك مشاهد كتيرة للمؤتمر الوطنى للحزب الديمقراطى يوم أمس فى شيكاغو، بعد شهر واحد فقط من انسحاب بايدن من ترشيحه وتمهيد الطريق أمام كامالا هاريس لتولى السباق. وتضمنت الليلة الأولى من المؤتمر خطابات ألقاها بايدن وهيلارى كلينتون وألكسندريا أوكاسيو كورتيز بينما تجمع المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين خارج المؤتمر.
لحظات تسليم الشعلة
وفى خطاب خالٍ من الزلات يمحو بايدن مناظرته المتعثرة وبين هجومه العنيف المتكرر على الرئيس دونالد ترامب أعاد النظر إلى أحلك فصول إدارته، بما فى ذلك تمرد السادس من يناير، وهاجم رؤية ترامب لأمريكا، قائلاً: «يقول إننا نخسر. إنه الخاسر». كما وصفه بالكاذب حينما تحدث عن أزمة الحدود مدافعا عن حقوق المهاجرين قائلا «الديمقراطيون لا يصفونهم سم كما فعل ترامب» كما انتقد حديثه «هذا ليس خطاب رئيس».
بينما نال تصفيقًا حارًا لإشادته بكامالا هاريس، قائلاً إن اختيارها نائبة للرئيس كان «أفضل قرار اتخذته طوال حياتى المهنية»، و«ستستمر الجريمة فى الانخفاض عندما نضع مدعيًا عامًا فى المكتب بدلاً من مجرم مدان». وقال الرئيس عن قراره: «أنا أحب الوظيفة، لكنى أحب بلدى أكثر». وفى نهاية خطابه، قال: «أمريكا، لقد بذلت قصارى جهدى من أجلك».
هيلارى كلينتون: هاريس ستكسر الحاجز الزجاجى 
كما ألقت هيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة والمرشحة الرئاسية لعام 2016، خطابًا عاطفيًا، حددت فيه الطبيعة التاريخية لترشيح هاريس: «أرى الحرية فى النظر إلى أعين أطفالنا» والقول، فى أمريكا، يمكنك الذهاب إلى أبعد ما يمكن أن يأخذك إليه عملك الجاد وموهبتك، وأنت تعرف ماذا؟ على الجانب الآخر من هذا السقف الزجاجى، تقف كامالا هاريس، ترفع يدها وتؤدى اليمين الدستورية كرئيسة رقم 47 لنا... لأنه عندما يسقط حاجز أمام أحدنا، فإنه يسقط ويمهد الطريق لنا جميعًا».
ورسمت كلينتون تباينا حادا بين هاريس، المدعية العامة السابقة، وترامب الذى «نام فى محاكمته، وعندما استيقظ، صنع تاريخه الخاص... أول شخص يترشح للرئاسة بعد إدانته بـ 34 جريمة جنائية». وأثارت هذه الملاحظة هتافات «احبسوه»، فى إشارة إلى هتافات «احبسوها» التى واجهتها كلينتون فى عام 2016 فى تجمعات ترامب.
هاريس.. ظهور مفاجئ
لم تكن كاملا هاريس على خريطة برنامج المؤتمر فى ليلته الأولى بل ظهرت بشكل مفاجئ لمدة دقيقتين لشكر جو بايدن على خدمته: «جو، شكرًا لك على قيادتك التاريخية، وعلى خدمتك لأمتنا طوال حياتك، وأثارت هاريس، التى من المقرر أن تلقى خطابها الرسمى فى نهاية الأسبوع، حماسة الحاضرين عندما دخلت المسرح، مع عزف أغنية «فريدوم» لبيونسيه فى الخلفية. 
احتجاجات عكرت مزاجية المؤتمر
فى تلك الأثناء تظاهر الآلاف المؤيدين للفلسطينيين خارج مقر المؤتمر، مطالبين بوقف إطلاق النار وفرض حظر على الأسلحة على إسرائيل. كما اخترقوا سياجًا أمنيًا بالقرب من موقع المؤتمر، وتم تقييد العديد من المتظاهرين واحتجازهم. وخلال خطاب بايدن، رفع المتظاهرون لافتة كتب عليها «أوقفوا تسليح إسرائيل»، لكن الخطاب استمر دون انقطاع. وكان الحديث عن غزة محدودًا فى قاعة المؤتمر، رغم أن بايدن كرر جهوده لتأمين وقف إطلاق النار وقال: «هؤلاء المحتجون فى الشارع لديهم وجهة نظر - يتم قتل الكثير من الأبرياء، على الجانبين». حسب تعبيره.
ولم يتضمن البرنامج الرسمى للحزب الديمقراطى الذى أصدره قبل المؤتمر حظرا على الأسلحة، وهو المطلب الرئيسى للمندوبين غير الملتزمين فيما أدارت مجموعة من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين مع وفد مينيسوتا ظهورهم لبايدن فى احتجاج صامت أثناء خطابه.
وقال بايدن خلال خطابه فى المؤتمر الوطنى الديمقراطى: «قبل أيام قليلة، قدمت اقتراحًا جعلنا أقرب إلى تحقيق» وقف إطلاق النار «أكثر مما كنا عليه منذ هجوم حماس على إسرائيل»، وأضاف «سنواصل العمل لإعادة الرهائن إلى ديارهم وإنهاء الحرب فى غزة، وإحلال السلام والأمن فى الشرق الأوسط».
وأضاف «نحن نعمل على مدار الساعة، مع وزير خارجيتى، لمنع اندلاع حرب أوسع نطاقا وإعادة جمع الرهائن مع عائلاتهم، وزيادة المساعدات الإنسانية الصحية والغذائية إلى غزة الآن لإنهاء معاناة المدنيين فى الشعب الفلسطينى وأخيرا، وأخيرا، وأخيرا، التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء هذه الحرب».
لأول مرة.. طبيبة من غزة فى مؤتمر الديمقراطين 
وفى مشهد غير مألوف تحدثت طبيبة أطفال عالجت مرضى فى غزة أثناء الحرب إلى أنصار الحزب الديمقراطى عن الأهوال التى شهدتها هناك الأطفال الذين فقدوا أسرهم بالكامل، وعانوا من إصابات بالغة وبتر أطراف. وترك الكثيرون منهم أسرهم بمفردهم حتى إن مصطلح «الطفل الجريح بلا أسرة على قيد الحياة» أصبح شائعاً.
كانت الدكتورة تانيا حاج حسن جزءًا من ندوة ركزت على حقوق الإنسان الفلسطينية فى المؤتمر الوطنى الديمقراطى، هى واحدة من عشرات الأطباء الذين أرسلوا رسالة إلى إدارة بايدن فى يوليو لمشاركة ما شهدوه أثناء رعاية الناس فى غزة.
ومسح الحضور، الذين بلغ عددهم المئات، دموعهم عندما وصفت الحاج حسن ما رأته، بينما كان المشاركون الآخرون يشرحون الخسائر التى عانوا منها بين أفراد عائلاتهم فى غزة.
وتحدثت الحاج حسن عن صبى صغير جاء إلى غرفة الطوارئ بنصف وجهه ورقبته مصابًا بجروح بالغة، وقال لها إنه يتمنى لو مات هو أيضًا لأن كل من يحبهم فى الجنة. وأمسكت بأيدى الأطفال وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة، لأنه لم يعد هناك أفراد من الأسرة ليمسكوا بأيديهم.
وقال بعض المشاركين إنهم يعتقدون أن هاريس سوف تغير مسارها وتوحد الحزب الديمقراطى، ويمكنها ذلك - وهى قضية قالوا إنها صحيحة أخلاقيا ولكنها أيضا سليمة سياسيا، خاصة فى ولاية متأرجحة مثل ميشيغان حيث ولدت الحركة غير الملتزمة.
ترامب.. الفاشل فى تطبيق وصايا الجمهوريين
يبدو أن ترامب، الذى كان تحت ضغط متزايد من كبار الجمهوريين لمقاومة اندفاعه لشن هجمات شخصية على هاريس، والتزم فى تجمع موازى لمؤتمر الحزب الديمقراطى بالحديث عن البرنامج الانتخابى لكنه لم يتمكن من مقاومة هجومه اللاذع على هاريس ونشأتها. فبعد مرور 45 دقيقة تقريبًا، بدأ يتحدث عن والدها، المهاجر الجامايكى الذى كان يدرس الاقتصاد فى جامعة ستانفورد. 
قال ترامب «كامالا ليس لديها أدنى فكرة عما تفعله. والدها أستاذ ماركسى، وأعتقد أنه علمها جيدًا. أتساءل عما إذا كانوا يعرفون من أين أتت، ومن أين أتت، وما هى ثم واصل ترامب السخرية بسرعة من «ضحكتها»، قبل أن يعود بسلاسة تقريبًا إلى الحديث عن الرسوم الجمركية.
وفى مرحلة ما من الخطاب، تحول ترامب إلى موضوعه المفضل مؤخرًا، وهو خصمه السابق الرئيس جو بايدن - حيث حدد بالتفصيل النتائج الواردة فى تقرير صدر حديثًا من الجمهوريين فى مجلس النواب يزعم أن بايدن ارتكب جرائم تستوجب المساءلة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خطاب الوداع مؤتمر الحزب الديمقراطي الرئيس دونالد ترامب هجوم حماس على إسرائيل الشعب الفلسطينى غزة حقوق الإنسان الفلسطينية الحزب الدیمقراطى فى غزة

إقرأ أيضاً:

«ترامب» يأمر إقالة جميع «المدّعين العامّين» المتبقين من عهد «بايدن»!

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه أمر بإقالة جميع المدعين العامين المعينين من قِبل سلفه جو بايدن، معتبرا أنه يجب أن يكون للعصر الذهبي لأمريكا نظام عدالة عادل يبدأ اليوم، وأنه تم تسييس وزارة العدل أكثر من أي وقت مضى، على مدى السنوات الأربع الماضية.

وأضاف في منشور على منصته “تروث سوشيال” للتواصل الاجتماعي “لذلك، أمرتُ بإقالة جميع المدعين العامين المتبقين من عهد بايدن”، مشيرا إلى ضرورة “تنظيف البيت على الفور واستعادة الثقة” بالنظام القضائي”.

وفي الولايات المتحدة 93 مدعيا عاما جرى العُرف على أن يقيلهم الرئيس الجديد في مستهل ولايته ليستبدلهم بآخرين يعينهم بنفسه، لكن العديد من المدعين العامين الذين عينهم بايدن لم ينتظروا عودة ترامب إلى البيت الأبيض لإقالتهم، بل استقالوا قبل ذلك.

ويعزو ترامب باستمرار الملاحقات القضائية التي تعرض لها إلى “استغلال العدالة” من قبل الإدارة الديمقراطية السابقة.

وكان الرئيس الأميركي لوح بعيد تنصيبه بإقالة ألف مسؤول حكومي، وقد تم بالفعل عزل مسؤولين بينهم أول امرأة تتولى قيادة جهاز خفر السواحل.

وفي أواخر يناير، أعلنت وزارة العدل الأميركية في إجراء مفاجئ وغير مسبوق إقالة 12 مسؤولا شاركوا في محاكمة الرئيس دونالد ترامب، وذلك مؤشر عكس حينئذ عزم الإدارة على “تطهير” نفسها من الموظفين الذين تعدهم غير موالين للرئيس.

واستهدف الإجراء مدعين من ذوي الخبرة عملوا ضمن فريق المحقق الخاص جاك سميث وتم الفصل بشكل فوري، وقد تمت هذه الخطوة رغم أن التقاليد تحمي عادة المدعين العاملين في الوزارة من أي عقوبات خلال انتقال الإدارات الرئاسية، حتى لو شاركوا في تحقيقات حساسة.

وجاء في بيان صادر عن مسؤول في وزارة العدل “قام وزير العدل بالإنابة جيمس ماكنري بإنهاء خدمات عدد من موظفي الوزارة الذين لعبوا دورا كبيرا في ملاحقة الرئيس ترامب قضائيا”.

وأضاف أنه “في ضوء تصرفاتهم، لا يثق وزير العدل بالإنابة بقدرة هؤلاء المسؤولين على المساعدة في تنفيذ أجندة الرئيس بأمانة”.

وكانت صحيفة واشنطن بوست كشفت قبل ذلك عن إقالة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب 12 مفتشا عاما في وكالات اتحادية رئيسة ضمن ما وصفتها بعملية “تطهير”.

بدوره، وقع ترامب لدى استلامه السلطة، عفوا لنحو 1500 متهم اتهموا بارتكاب جرائم ناجمة عن أعمال الشغب في مبنى الكابيتول الأمريكي، محتفظا بتعهده الذي قطعه في ديسمبر بالتحرك بسرعة والعفو عنهم.

في حين أن بايدن أصدر قبل جلوس ترامب على كرسي الرئاسة، عفوا عن أنتوني فاوتشي والجنرال المتقاعد مارك ميلي وأعضاء لجنة مجلس النواب التي حققت في هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول.

مقالات مشابهة

  • ترامب: كل شيء وقع عليه بايدن لم يكن جيدا وقد قمت بإنهائه
  • الرئيس السيسي يشارك في اجتماع غير رسمي حول فلسطين بالسعودية
  • الرئيس عون عرض مع 5 نواب وحرب للتطورات في البلاد... معوض: هناك فرصة حقيقة للاصلاح
  • بطلب من واشنطن.. إلغاء مؤتمر صحفي بين الرئيس الأوكراني والمبعوث الأمريكي لكييف
  • فيديو.. ترامب: استمرار بايدن كان يعني حرباً عالمية ثالثة
  • اتهمه بإهدار الأموال.. ترامب يشن هجوما لاذعا على بايدن
  • ترامب: زيلينسكي نجح في التلاعب بجو بايدن ويبدو أنه يريد استمرار الحرب
  • ذا ناشيونال إنترست: «زيلينسكى».. عّراف ميونخ.. الرئيس الأوكرانى يطالب أوروبا بجيش موحد ويعلن نهاية عصر الاعتماد على الحماية الأمريكية
  • وزير الأوقاف يشارك في مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي بالبحرين
  • «ترامب» يأمر إقالة جميع «المدّعين العامّين» المتبقين من عهد «بايدن»!