زعماء الوفد (3) الأيام الأخيرة فى حياة سعد زغلول
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
من ضمن الأساطير التى اقترنت باسم سعد زغلول، الزعيم الذى لا يُضاهى، ما قيل حول تأكيده عدم جدوى مقاومة الاحتلال، وهى قصة غير حقيقية، روجها الإنجليز وأعداء الثورة، للنيل من سعد وثورته، وحزبه!
إذن ماهى القصة الحقيقية لانطلاق هذه المقولة؟ الحقيقة أن سعد زغلول لم يكن رجلًا يائسًا بل كان مناضلًا لا يتوقف عن الكفاح من أجل وطنه وحريته ولذلك لا نجد صحة للمقولة، التى ظل يرددها المصريون على لسانه لأكثر من مائة عام، عندما قال «مفيش فايدة» فهى دعوة لليأس لم يطلقها سعد من أجل إيقاف العمل الوطنى، ولكنه كان يقصد أن حياته انتهت بعدما سيطر عليه المرض، فقد اشتد عليه وبات على يقين بأنه هالك لا محالة، فقال لزوجته صفية زغلول وهى تحاول إعطاءه الدواء، مفيش فايدة، فتناقلها المصريون على أنه يعنى أن الإنجليز لن يخرجوا من مصر، فقد كانت مقولة سعد يتم تداولها بسرعة البرق وساعد الإنجليز على تدعيم فكرة نشر المعنى السلبى للمقولة ولكن سعد لم يكن يقصد إلا نفسه وشخصه وجسده، وقد مات فعلًا بعدها بأيام ليبقى رمزًا وطنيًا علم الناس معنى الثورة حتى أنه أصبح نموذجًا للثائر المصرى الذى لا تموت ذكراه مع جسده، بل ظل علامة فى التاريخ والوجدان والذاكرة المصرية.
إذا أردت أن تعرف حجم عبقرية سعد زغلول الذى تحل ذكرى رحيله بعد يومين، امسك جهازك المحمول، واعبر إلى محركات البحث عبر الإنترنت، فتستطيع الآن وأنت جالس فى منزلك، أن تقرأ معلومات كثيرة عن أسباب انطلاق ثورة 1919، سوف تعرف تفاصيل دقيقة، اجتهد غيرُك فى الحصول عليها من خلال الوثائق التى تسجل يوميات الثورة، ومن خلال مستندات أو كتب راقب أصحابها الأحداث عن كثب، وكانوا شهود عيان على الثورة الأم، وبروز اسم زعيمها الأول سعد زغلول، الذى دارت حوله الأساطير فى زمن لم يعرف وسائل الاتصال الحالية، ولم يعرف سرعة التواصل مع الجماهير عبر الإنترنت أو التليفزيون أو حتى الإذاعة التى لم تظهر إلا بعد اندلاع الثورة بسنوات!
وعليك بعدها أن تسال نفسك سؤالًا..كيف هزم سعد زغلول كل وسائل الاتصال؟ فلم تكن جماهيره تمتلك هاتفًا محمولًا، ولم تعرف سوى نقل المعلومة بطريق مباشر من شخص إلى آخر، وكانت الصحف المطبوعة هى أقصى قدرات عالم الاتصالات فى بلد كانت الأمية تسيطر على نسبة كبيرة من أبنائه، فكان المتعلمون ينقلون المعلومة بأنفسهم لمن هم دون القدرة على القراءة، ورغم ذلك تمكن سعد زغلول من صنع أسطورة لا تتكرر بسهولة.
كان سعد أستاذًا للثورة بمفهومها الواسع، ثورة ضد الظلم، وضد الفقر، وفى مواجهة الجهل، باقتصاد قوى ومؤسسات علمية راسخة وحريات لا تتوقف إلا عندما تصطدم بحقوق الآخرين، وكان يهدف من وراء الثورة عملًا ومستقبلًا لا يهتز، وتماسكًا وطنيًا لا يصاب بشرخ، ويدًا تبنى لا تهتز، فهو أستاذ الثورة وعلمها ونموذجها الأكثر شهرة وبقاءً فى وطن عرف الثورة بعده بما يقرب من مائة عام!
سعد زغلول، قيادة نادرة، تمكن من تعليم الشباب كيف يثورون على الظلم والطغيان، وكيف يقولون للسلطان الذى أصبح ملكًا، ويقولون للاحتلال، نحن أصحاب البلد، أو كما قال لهم يومًا: «إنكم أنبل الوارثين لأقدم مدنية فى العالم وقد حلفتم أن تعيشوا أحرارًا أو تموتوا كرامًا». كان يقوم بتدريس الحرية فى كل كلمة، فكان استاذًا لمنهج جديد يدق باب الوطن اسمه «الليبرالية» فكان نتاج هذه المرحلة ظهور قيادات تاريخية فى الاقتصاد فكانت شخصية أحمد عبود باشا وطلعت حرب الاقتصادى العظيم، وقيادات تاريخية فى الفن مثل سيد درويش ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم ونجيب الريحانى، وأسماء لا تنُسى فى السياسة والأدب والعلوم!
لا بد أن تقرأ تاريخ الوفد لتعرف أنه تأسس على يد زعيم عظيم، وأن زعيمه عرفه الناس بوسائل اتصال بدائية، واستمر لمدة مائة عام قائمًا ومستمرًا وثابتًا لأنه حفر اسمه فى كتب التاريخ، ولذلك سيبقى حزبًا معبرًا عن أمة تستحق أن تعيش وبلدًا يجب أن يكون فى المقدمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نور مقاومة الاحتلال سعد زغلول
إقرأ أيضاً:
أنجلينا جولى:ﺗﺠﺴﻴﺪ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺎرﻳﺎ ﻛﺎﻻس ﺣﻠﻢ وﺗﺤﻘﻖ
تدربت على الغناء الأوبرالى من أجل "ماريا"
تعود النجمة العالمية أنجلينا جولى بقدمين ثابتتين إلى الشاشة الفضية، فمنذ أدائها فى فيلم Eternals لعام 2021، انقطعت جولى لفترة عن السينما، حتى عادت بقوة من خلال فيلم السيرة الذاتية ماريا Maria.
تُعد أنجلينا جولى واحدة من أبرز نجمات هوليوود، حيث قدمت مجموعة من الأفلام التى تركت بصمة واضحة فى عالم السينما، منذ بداياتها وحتى اليوم، استطاعت «جولى» أن تتنوع فى أدوارها وتثبت موهبتها الفريدة، وتزيد هذا التاريخ المميز بفيلم ماريا الذى يعتبر تحديا لها فى تجربتها عن تقديم السيرة الذاتية لأحد أشهر نجمات الأوبرا العالمية.
كشفت النجمة العالمية، أنجلينا جولى، عن ارتباطها العاطفى العميق بأسطورة الأوبرا ماريا كالاس، وصفت جولى، دور كلاس بأنه «حلم»، مؤكدة أنها «تأخذ على محمل الجد مسئولية حياة ماريا وإرثها»، وأوضحت: «أقدم كل ما لدى لتلبية التحدى»، حيث كان لماريا كلاس، تأثير كبير على فن الأوبرا، باعتبارها «أعظم صوت فى القرن العشرين»، تمكنت من تطويع موهبتها الصوتية وقدرتها على غناء مجموعة واسعة من الأدوار الخالدة.
وأوضحت أن هذا الدور الذى جسدت فيه شخصيتها، عزز من إدراكها لمشاعر العزلة.
وكشفت أنها «كادت يُغمى عليها» أثناء تصوير الفيلم، حيث انغمست الممثلة بالكامل فى عالم كالاس قبل التصوير، وتلقت دروسًا فى اللغة الإيطالية ودرست لقطات لمغنية الأوبرا الشهيرة لتحسين وقفتها الرشيقة وصوتها الغنائى.
فى الفيلم، تم مزج غناء أوبرا أنجلينا مع تسجيلات حقيقية لكالاس، وقالت جولى،«عندما بدأت الغناء لأول مرة، كنت أشعر بالإغماء بعد كل مرة غنيت فيها تقريبًا، ولم أستطع أن أفهم تمامًا أن جسدى لم يكن قويًا بما فيه الكفاية.. الغناء الأوبرالى مثل الرياضة إنه أحد أكثر الأشياء التى تتطلب جهدًا بدنيًا والتى يمكنك القيام بها».
وعن استعداداتها للدور قالت، أخذت دروسا فى الغناء لأكون قادرة على تجسيد شخصية كالاس، وهو رهان يتسم بجرأة كبيرة وجعلنى «متوترة جدا».
وقالت جولى «أمضيت نحو سبعة أشهر وأنا أتدرب»، شاكرة بابلو لارين الذى جعلها تغنى «للانطلاق من غرفة صغيرة وصولاً إلى مسرح لا سكالا» فى ميلانو. وأضافت «لقد منحنى الوقت للتقدم لكننى كنت أخشى ألا أكون أهلاً للمهمة».
وتابعت «كنت أحب موسيقى البانك أكثر من الأوبرا ومختلف أنواع الموسيقى، لكننى كنت أستمع أكثر إلى فرقة ذى كلاش (فرقة روك بريطانية)».
وتابعت «النقطة المشتركة بيننا هى اللطف الكبير وعدم إمكان التعبير علناً عن هذا اللطف»، مشيرة إلى أن أهم نقطة مشتركة بينهما هى «الضعف».
تم عرض فيلم Maria الذى أثار ضجة كبيرة بالفعل بعد إصدار المقطع الدعائى على Netflix فى 11 ديسمبر، وفى العرض، تألقت أنجلينا بفستان مخملى أسود مكون من قطعتين، يضم بنطالاً وبلوزة بأكمام طويلة، ولقد قامت بإقران المظهر مع حذاء بكعب أسود أنيق وحافظت على اكسسواراتها بسيطة.
ويتمحور العمل على المرحلة الأخيرة من حياة ماريا كالاس والتى أمضتها المغنية الشهيرة داخل شقتها الباريسية فى ظل أجواء حزينة، مذ تركها حب حياتها صانع السفن اليونانى الشهير أرسطو أوناسيس ليرتبط بالسيدة الأمريكية الأولى السابقة جاكى كينيدى.
وكانت ماريا كالاس نجمة بارزة فى عصرها، إن مسيرتها الغنائية الاستثنائية التى أدت خلالها عروضاً على أرقى المسارح من لا سكالا فى ميلانو إلى أوبرا باريس، أدت لعلاقتها الغرامية المضطربة لتسعة أعوام مع أوناسيس والتى حظيت بمتابعة إعلامية كبيرة. وقد توفيت المغنية عن 53 سنة.
تظل أنجلينا جولى واحدة من أبرز نجمات هوليوود، حيث قدمت مجموعة من الأفلام التى تركت بصمة واضحة فى عالم السينما، سواء كانت فى أدوار الأكشن أو الدراما أو الفانتازيا، أثبتت جولى موهبتها الفريدة وقدرتها على تقديم أداء مميز فى كل دور تجسده.
الجميع يعرف اسم أنجلينا جولى، لكونها ممثلة سينمائية محبوبة، ولكن لإسهاماتها الكثيرة جداً على المستوى الإنسانى، وأعمالها الخيرية فى دول كثيرة حول العالم.
يمكن القول عنها ببساطة إنها امرأة اختارت أن تُكرّس حياتها لذلك الهدف النبيل، وهو أن يكون العالم مكاناً أفضل، أن يعيش كل إنسان على هذه الأرض حياة أفضل، فأي غاية فى الحياة أسمى من ذلك.
ربما لا يعرف الكثيرون حجم ما قدّمته أنجلينا للعالم، وذلك لأنّ إسهاماتها كثيرة جداً ومتنوعة الأهداف والاتجاهات، كما أنّها مستمرة منذ نحو 20 عاماً تقريباً.
ففى عام 2003 أنشأت أنجلينا جولى منظمة خيرية باسم «مادوكس جولى بيت» خصيصاً للبلد الذى تبنّت فيه ابنها الأول مادوكس، وهى كمبوديا.
كان الهدف من إنشاء المنظمة هو حماية الحياة البرية فى كمبوديا، والحد من الفقر والمرض لسكانها.
وفى عام 2006 أنشأت منظمة أخرى باسم «جولى بيت» لدعم القضايا الإنسانية حول العالم.
أصبحت أنجلينا جولى أيضاً سفيرة لمنظمة قرى الأطفال الدولية SOS، التى تهدف لحماية حقوق الأطفال اليتامى، أو الذين لا يُعرف لهم نسب.
فى عام 2012، أنشأت أنجلينا خطاً لتصميم المجوهرات بالتعاون مع أحد المصممين المعروفين، أطلقت عليه اسم The Style of Jolie، واستخدمت 100% من ربح هذا الخط، للمساهمة فى تعليم الأطفال وبناء المدارس فى المناطق التى تواجه صعوبات فى مسألة التعليم.
كما شاركت أنجلينا جولى فى عام 2021 مع منظمة اليونيسكو فى مبادرة غريبة من نوعها، بعنوان «نساء من أجل النحل»، والتى تهدف إلى الترويج لتربية النحل من قبل النساء.
ذلك لم يكن إلا القليل جداً مما قدمته أنجلينا جولى للعالم على مدار عقدين من الزمن.
الآن.. تقول أنجلينا عن نفسها إنّها تشعر بأنّها أفضل حالاً من فترات شبابها، وإنها تعلم أنّ حياتها لو انتهت غداً ستكون راضية حقاً، لأنّها استطاعت أن تُقدّم المساعدة لبعض ممن يستحقون ذلك من الناس.
استطاعت أنجلينا جولى حصد الكثير من الجوائز من خلال عملها ممثلة سينمائية، ولكن كانت جائزتها الكبرى الأثمن على الإطلاق هى حب النّاس، والتى جعلتهم يُلقبونها بالمرأة الأجمل على كوكب الأرض، ليس الأجمل شكلاً فحسب، وإنما الأجمل قلباً وروحاً وإحساساً.