يمن مونيتور/ رويترز

أعلنت الهيئة العامة للكتاب الحكومية في اليمن أمس الاثنين استئناف تنظيم معرض الكتاب بعد سنوات من توقفه إجباريا جراء الصراع المستمر في البلاد.

واختارت الهيئة مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت بجنوب شرق البلاد موقعا لتنظيم الحدث الثقافي الذي سيقام في الفترة من 18 إلى 28 ديسمبر/ كانون الأول.

وذكر بيان أن الهيئة التنفيذية لمعرض حضرموت الدولي للكتاب أقرت اختيار الأديب والروائي علي أحمد باكثير شخصية هذه الدورة “تقديرا لما تركه من إرث معرفي وأدبي أثرى الثقافة الإنسانية في مجالات الرواية والمسرح والقصة والترجمة والشعر”.

وصرح يحيى الثلايا رئيس الهيئة العامة للكتاب التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، بأن المعرض تنظمه الهيئة بالشراكة مع مؤسسة حضرموت للثقافة وفق ترتيبات واستعدادات مكثفة ليكون أكبر حدث ثقافي يشهده اليمن منذ عقد ونصف.

وقال إن المعرض سيصاحبه برنامج وجدول فعاليات متنوعة، مشيرا إلى وجود اتفاق مع اتحاد الناشرين العرب يقضي بمنح خصومات وامتيازات استثنائية للناشرين من رسوم المشاركة “تقديرا لجهود الاتحاد وتعزيزا لأدواره ودعما لمؤسسات النشر وصناعة الكتاب”.

وأبدى مثقفون يمنيون ترحيبهم بإعادة تنظيم معرض الكتاب لما يمثله من فرصة لإنعاش الحياة الثقافية.

وأكد الكاتب والروائي أحمد النويهي لرويترز أهمية استئناف تنظيم معرض الكتاب بهدف استعادة الوهج الثقافي والتنويري الذي خفت كثيرا بسبب تداعيات الحرب.

وأضاف أن معارض الكتب في أي بلد هي حدث ثقافي ينعكس على الناشرين وتجار الكتب بالتجزئة والمؤلفين والوكلاء الأدبيين والصحفيين والإعلاميين وعامة الناس.

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الحكومة اليمنية المكلا اليمن معرض الكتاب تنظیم معرض الکتاب

إقرأ أيضاً:

عطاء ثقافي مستدام

 

محمد بن رامس الرواس

رصين متزن، متواضع ذو فكر وحكمة، صاحب عينين ثاقبتين، عميق التفكير هادئ السمت، وقور لا يتكلم كثيرًا، حسن الهندام.. كل هذه الصفات وغيرها جسدت شخصية الأستاذ عبد القادر بن سالم الغساني رحمه الله.

والأستاذ عبدالقادر- الذي وُلِدَ في صلالة عام 1920 وتُوفي عام 2015- من الشخصيات البارزة التي أسهمت في نشر العلم والثقافة وتعزيز المعرفة في محافظة ظفار؛ حيث كرّس حياته لخدمة العلم والتعليم؛ فكان مثالًا يُحتذى به في العطاء الفكري والتربوي والإنساني.

وُلِد الشيخ الغساني في بيئة مُشبعة بالعلم والدين؛ حيث نشأ على حُب المعرفة والسعي لنشرها، وتلقى تعليمه في المدارس الدينية وحلقات العلم في ظفار، ثم أكمل تعليمه في رباط سيئون بحضر موت عام 1933؛ مما ساهم ذلك في تشكيل فكره وإعداده ليكون أحد رواد النهضة الثقافية. ولقد عُيِّن عام 1941 مدرسًا بالمدرسة السعيدية في صلالة. ومع بداية عصر النهضة العُمانية المباركة كان من رواد السلك التعليمي وهذه إحدى أهم المحطات في حياة الأستاذ رحمه الله؛ إذ شارك في بناء وإرساء قيم ومبادئ وسبل وطرق التعليم في سلطنة عُمان عامةً ومحافظة ظفار خاصة، كما عُيِّن مشرفًا على التعليم في ظفار عام 1970، وتدرَّج بعدها حتى أصبح مستشارًا بوازرة التربية والتعليم، ثم عضوًا بمجلس الدولة. وفي عام 2001 تقلَّد وسام السلطان قابوس للثقافة والعلوم.

عَمِلَ الشيخ الأستاذ عبدالقادر الغساني- رحمه الله- على نشر الثقافة من خلال عدة وسائل؛ منها تأليف كتاب "ظفار أرض اللبان"، والذي وثَّق فيه ما جمعه من معلومات وأخبار عن هذه الشجرة المباركة. وتُرجِم هذا الكتاب إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية. وساهم الراحل في موسوعة السلطان قابوس "أسماء العرب"؛ فترك إرثًا يُسهم في تثقيف الأجيال.

وفي عام 2018، أعد الدكتور سالم عقيل مقيبل كتابًا يحوي سيرته ويومياته، خلال الفترة من 1970 إلى 1994.

وما زلتُ أذكرُ أنه عندما كنت يافعًا، في الصف الثاني الإعدادي، ذهبتُ رفقة والدي لزيارة الأستاذ عبدالقادر في منزله القديم، الذي أصبح اليوم "مكتبة دار الكتاب"، فقد كان أبي والأستاذ عبدالقادر- رحمهما الله- صديقين. وفي تلك الزيارة، جلستُ في زاويةٍ استمعُ إليهما وهما يتجاذبان الحديث لوقت طويل، وعندما انتهت الزيارة، وبينما نهم بالخروج أهداني الأستاذ عبدالقادر كتابًا، فرحتُ به كثيرًا، وألحقته بمكتبتي الصغيرة في منزلنا، والتي كنتُ أعتني بها أشد العناية.

لقد كان إنشاء الأستاذ عبدالقادر لمكتبة دار الكتاب وملحقاتها من قاعة محاضرات ومكاتب، واحدة من المآثر الكبرى التي تركها الشيخ رحمه الله، والتي تحتوي على مكتبة كبرى تتوافر فيها مصادر ومراجع للباحثين والطلاب؛ مما ساهم في نشر الثقافة والعلم والمعرفة؛ حيث كان- رحمه الله- يؤمن بأن العلم هو النور الذي يضيء دروب المستقبل، وقد عمل على نشره بكل الوسائل المتاحة له.

وختامًا.. يبقى الأستاذ عبدالقادر الغساني رمزًا من رموز العطاء الثقافي العُماني، وشخصية ثقافية معطاءة في حياته وبعد مماته، عبر إنجازاته التي سُخِّرت لخدمة العلم والثقافة، ليكون بذلك نموذجًا يُحتذى به في إتاحة سبل الخير والمعرفة الثقافية للمجتمع، وما يزال الإرث الثقافي "دار الكتاب" وملحقاتها، يقدم محتوى تعليميًا ثقافيًا، لكونه رافدًا معرفيًا ومنصة لكل الأدباء والكّتاب، برعاية كريمة من سعادة الأستاذ مصطفى بن عبدالقادر الغساني، الرجل الأمين على هذا الصرح الثقافي، بمعونة إخوته الكرام.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • اليونسكو تدين مقتل الصحفي محمد قائد المقري في اليمن
  • سفراء الإتحاد الأوروبي يختتمون زيارة الى حضرموت وعدن
  • عطاء ثقافي مستدام
  • رئيس أزهر مطروح يكرم الطلاب والمعلمين المتميزين خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • اتحاد الناشرين يعلن فتح باب الترشح لجائزة معرض الدوحة للكتاب
  • «ابن قلاقس.. سلني عن الحب يا من ليس يعرفه».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
  • سفراء الإتحاد الأوروبي ينفذون زيارة ميدانية بالمكلا لرؤية التراث المعماري
  • تنظيم 3 احتفالات كبرى لتوزيع بطاطين وألحفة الشتاء على الأولى بالرعاية فى الفيوم
  • شخص يستأنف على حكم تطليق زوجته: طلقتنى بعدما سحبت منى 2 مليون جنيه
  • الهيئة العمانية للأعمال الخيرية تكفل 600 يتيم بمحافظة المهرة شرقي اليمن