بوابة الوفد:
2024-09-16@16:35:57 GMT

ديناميكية الأثرياء وإستاتيكية الفقراء (١)

تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT

على الرغم من الأزمات العالمية المتتالية التى يشهدها العالم منذ سنوات قليلة، والتى ألقت بظلالها على تراجع معدل النمو الاقتصادى العالمى وتزايد معدلات الفقر، فإن ثروات المليارديرات واصلت النمو بقوة خلال الأسبوع الماضى، ليرتفع العدد الإجمالى لأعضاء نادى الـ100 مليار دولار إلى 15 شخصًا للمرة الأولى فى التاريخ.

وفى هذا الشأن تؤكد التقارير الدولية أن الفترة الزمنية بين 1980 و2016 فإن الـ1% الأكثر ثراء كانوا يستحوذون على 27% من النمو العالمى. أما الـ50% الأكثر فقرًا فكانت حصتهم 12% فقط من الثروات المنتجة لكن دخلهم ارتفع بشكل كبير. لكن الأمر لم يكن مماثلًا بالنسبة لمن هم بين هاتين الفئتين والذين نما دخلهم بصورة ضعيفة. وبالتالى فإن الضحية الأولى لهذه الديناميكية هى الطبقة الوسطى فى العالم. لذا حذر الباحثون من أن التفاوت سيتزايد بشكل إضافى فى حال اتبعت كل الدول النهج السارى فى الولايات المتحدة لكنه سيتراجع بشكل طفيف فى حال اتباع مسار الاتحاد الأوروبى والذى تعتبر سياساته المعتمدة هى الأفضل لخفض التفاوت فى الثراء بين المواطنين. الدراسات والتجارب تؤكد أن العلاقة العكسية بين الثراء والفقر، لا تبدو عشوائية أو عرضية، فطبيعة الإجراءات التقشفية تؤكد أن الثراء هو التفسير الأول لزيادة الفقر على مستوى العالم، لذا تتوقع الكثير من التقارير الدولية أن يزداد عدد أثرياء العالم بنسبة 27% بنهاية عام 2024، مع توقع أن تدخل مصر هذا المضمار بقوة خلف الهند فى تراكم الثروات. والملفت للنظر أن أكثر أغنياء العالم ثراء إستحوذوا على حوالى ثلثى إجمالى الثروة الجديدة منذ عام 2020 وقيمتها نحو 42 تريليون دولار، أى ما يقرب من ضعف ما حصل عليه بقية سكان الأرض. والملفت للنظر أيضًا انه فى مقابل ولادة ملياردير جديد واحد كل 30 ساعة يسقط مليون شخص تقريبًا فى براثن الفقر المدقع. وفى الوقت الذى يضاعف فيه عشرة أغنى رجال الأعمال ثرواتهم تنخفض قيمة الدخل لدى 99% من البشرية. ولكن ما يجب أن ينتبه إليه العالم تلك المقارنة المفزعة. ففى عام 2010 كانت أصول أغنى 43 شخصًا مجتمعة تساوى ثروة أفقر 50% من سكان الأرض. وفى عام 2016 أصبح مجموع ما يمتلكه 8 أشخاص فقط يعادل ما يمتلكه 50% من فقراء العالم. أما اليوم فإن أصول أغنى 15 رجلًا فى العالم تزيد على 70% من فقراء العالم. وفى المقابل فإن أرقام الثروة التى تعلن فى مصر قد تمثل نجاحًا لبرنامج الإصلاح الاقتصادى، والذى وفر فرص الثراء للمجتهدين ودون قصص نجاحهم فى أرصدة وأسهم وعقارات. ولكن لا يجب أن نغفل أرقام الفقر فى مصر التى ستقلل إلى حد ما الإحساس بهذا النجاح.
وبالتالى يجب تعزيز مفهوم العدالة الاجتماعية وتخفيض نسب اللامساواة والتى أعقبت جائحة كورونا، وبمجموعة من السياسات الاقتصادية التى يجب أن تعتمدها الحكومة، وبما يمنع استفادة النخبة منها، حتى لا نكرس التفاوت الاقتصادى العميق بينها، وباقى الطبقات الاجتماعية المتوسطة والفقيرة. فكل ملياردير هو عنوان لفشل السياسات العامة. وكسبيل لمحاربة الفقر يجب خفض عدد الأثرياء إلى النصف بحلول عام 2030 بفرض نظام الضريبة التصاعدية على الثروة الدائمة ورأس المال، بما يدر حوالى 1500 مليار جنيه سنويًا، وهو مبلغ كاف لانتشال أكثر من 25 مليون شخص من براثن الفقر فى مصر. وللحديث بقية إن شاء الله.

رئيس المنتدى الإستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لعل وعسى د علاء رزق

إقرأ أيضاً:

اليونسيف .. %19 من أطفال الأردن يعيشون في فقر غذائي شديد

#سواليف

كشف تقرير صادر عن #اليونسيف بعنوان ” #الفقر_الغذائي لدى #الأطفال” أنّ 19 % من الأطفال في #الأردن يعيشون في #فقر_غذائي شديد، فيما يعيش 43 % من الأطفال في فقر غذائي معتدل.

وتعرف منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الفقر الغذائي لدى الطفل بأنه “عدم قدرة الأطفال على الوصول إلى نظام غذائي مغذ ومتنوع واستهلاكه في مرحلة الطفولة المبكرة أي السنوات الخمس الأولى من الحياة”، بحسب الغد.

وأدخلت اليونيسف مفهوم الفقر الغذائي لدى الطفل في طليعة الجهود العالمية لتحقيق الأهداف التغذوية لأهداف التنمية المستدامة.

مقالات ذات صلة ما مصير النائب الفائز الذي صدر بحقه قرار قضائي بجناية الرشوة؟ 2024/09/15

ووفقا للتقرير، فإن هناك ثلاثة دوافع رئيسية للفقر الغذائي الشديد لدى الطفل هي البيئات الغذائية السيئة للأطفال، وممارسات التغذية السيئة في مرحلة الطفولة المبكرة، وفقر دخل الأسرة الذي يؤثر على الأطفال وأسرهم.

وقال إن الفقر الغذائي يضر بجميع الأطفال، لكنه يكون ضارًا بشكل خاص في مرحلة الطفولة المبكرة عندما يمكن أن يؤدي عدم تناول العناصر الغذائية الأساسية بتنوع كاف إلى إلحاق أكبر ضرر ببقاء الطفل ونموه البدني وتطوره المعرفي.

ويمكن أن تستمر العواقب مدى الحياة، فالأطفال المحرومون من التغذية الجيدة في مرحلة الطفولة المبكرة يكون أداؤهم أقل في المدرسة، وتكون قدرتهم على الكسب أقل في مرحلة البلوغ، ما يجعلهم وأسرهم يقعون في شرك دائرة من الفقر والحرمان.

وعلى الصعيد العالمي، كشف التقرير أن واحدا من كل أربعة أطفال (27 %) يعيشون في حالة فقر غذائي شديد في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث يصل عددهم إلى 181 مليون طفل دون سن الخامسة.

ويؤثر الفقر الغذائي الشديد لدى الطفل على جميع مناطق العالم، لكن ليس بالتساوي، حيث تضم منطقة جنوب آسيا وجنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا أكثر من ثلثي الأطفال (68 %) البالغ عددهم 181 مليون طفل يعيشون في فقر غذائي شديد.

ويوجد في عشرين دولة ما يقرب من ثلثي إجمالي عدد الأطفال (65 %) ممن يعيشون في فقر غذائي شديد.

ويعتبر التقدم نحو إنهاء الفقر الغذائي الشديد لدى الأطفال “بطيئا”، لكن بعض المناطق والبلدان تثبت أن التقدم ممكن وأنه يحدث بالفعل.

كما استنتج التقرير أنه الأطفال الذين ينتمون إلى أسر فقيرة وغير فقيرة يعانون من فقر غذائي شديد، ما يشير إلى أن دخل الأسرة ليس المحرك الوحيد للفقر الغذائي لدى الأطفال.

ومن بين 181 مليون طفل يعيشون في فقر غذائي شديد، ينتمي حوالي نصفهم (46 %) إلى أسر تقع في الشريحتين الأكثر فقرا، ومن المرجح أن يكون دخل الأسرة المحدود محركا رئيسيا للفقر الغذائي الشديد لدى الطفل.

بينما ينتمي الأطفال الباقون البالغ عددهم 97 مليون طفل (54 %) الذين يعيشون في فقر غذائي شديد، إلى أسر في الشريحة الخمسية المتوسطة، والشريحتين العلويتين من الدخل، وتظهر بينهم عوامل أخرى غير فقر الشكل تؤدي إلى المشكلة.

وقال التقرير إنّ الأطفال الذين يعيشون في فقر غذائي شديد، يفقدون الكثير من الأطعمة الغنية بالمغذيات، بينما أصبحت الأطعمة غير الصحية راسخة في نظامهم الغذائي.

ومن بين الأطفال الذين يعيشون في فقر غذائي شديد، يقتصر غذاء أربعة من كل خمسة أطفال على حليب الأم أو منتجات الألبان أو النشويات، مثل الأرز والذرة والقمح، ويتم إطعام أقل من 10 % الفواكه والخضراوات، وأقل من 5 % البيض أو اللحوم والدواجن والأسماك.

وفي الوقت نفسه، تستهلك نسبة “مثيرة للقلق” من الأطفال الذين يعيشون في فقر غذائي شديد الأطعمة والمشروبات غير الصحية، ما يؤدي إلى إزاحة الأطعمة المغذية من حياتهم الغذائية.

وأشار إلى أن أزمة الغذاء والتغذية العالمية والنزاعات المحلية والصدمات المناخية، تؤدي إلى تفاقم الفقر الغذائي الشديد لدى الطفل، لا سيما في البيئات الهشة والأوضاع الإنسانية الصعبة.

ومنذ العام 2020، أدت التداعيات الاقتصادية لجائحة كوفيد 19، إلى جانب الحرب في أوكرانيا والنزاعات المحلية والصدمات المناخية، إلى تفاقم التحديات التي يواجهها أولياء الأمور والأسر في إطعام أطفالهم.

ويؤدي الفقر الغذائي الشديد لدى الطفل إلى الإصابة بنقص التغذية، فالنسبة المئوية للأطفال الذين يعيشون في فقر غذائي شديد أعلى بثلاثة أضعاف في البلدان التي ترتفع فيها معدلات انتشار التقزم.

ويرتبط الفقر الغذائي الشديد لدى الطفل بنقص التغذية، ويعاني واحد من كل ثلاثة أطفال (32 %) من فقر غذائي شديد في بلدان ترتفع فيها معدلات انتشار التقزم، مقارنة بـ11 % في البلدان التي ينخفض فيها معدل انتشار التقزم، وترتفع احتمالات الإصابة بالتقزم بنسبة 34 % لدى الأطفال المتأثرين بالفقر الغذائي الشديد مقارنة بمن لم يتأثروا به.

وبالمثل، فإن نسبة الأطفال الذين يعيشون في فقر غذائي شديد تزيد على الضعف في البلدان التي ترتفع فيها معدلات انتشار الهزال مقارنة بالمنخفضة، وتكون احتمالات الهزال أعلى بنسبة 50 %.

مقالات مشابهة

  • تركيا.. حد الجوع يتجاوز 27 ألف ليرة
  • قصر فخم يناسب فقط الأثرياء.. جولة في منزل مبابي الجديد .. صور
  • «بلومبيرغ»: تزايد الأثرياء يدفع التعليم الخاص في دبي إلى الازدهار
  • الأعاصير ظواهر طبيعية تهدد العالم
  • كيف احتفل المصريون قديما بالمولد النبوي الشريف؟.. قراءة في كتب التاريخ
  • سينما المؤلف التى غابت
  • اليونسيف .. %19 من أطفال الأردن يعيشون في فقر غذائي شديد
  • لماذا ينزعجون من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟
  • اتفاقيات ولقاءات مصرية ناجحة مع خبراء صناعة الطيران فى العالم
  • خُمس الموظفين في العالم تحت خط الفقر .. تقرير صادم