استحداث مناهج جديدة والتركيز على المهارات الأساسية
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
أصدرت وزارة التربية والتعليم وثيقة للخطة الدراسية المعتمدة للنظام التعليمي في سلطنة عمان للعام الدراسي 2024 /2025 للمسار العام ومدارس وبرامج التربية الخاصة والمسار المهني والتقني، وحددت الوثيقة عدد الحصص الأسبوعية المخصصة لكل مادة دراسية في جميع الصفوف الدراسية وسواء كانت مدارس للفترة الواحدة أم مدارس الفترتين.
ومن مستجدات الخطة الدراسية المطورة لمدارس التعليم الأساسي الصفوف من الأول إلى الرابع تصنيف المواد الدراسية إلى مواد أساسية ومواد مصاحبة التي لا يخضع الطلبة فيها للامتحان مثل الهوية والمواطنة وتقنية المعلومات والتربية البدنية والصحية والفنون البصرية والموسيقية، وتقليص عدد المواد الدراسية من 11 إلى 10 مواد دراسية مع التركيز على المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة باللغتين العربية والإنجليزية والحساب. كما تم رفع زمن التعلم للمواد اللغة العربية وتقنية المعلومات في الصفين الثالث والرابع ومادة العلوم في الصف الثالث ومادة الرياضيات في الصفين الأول والثاني بهدف تعزيز وإكساب الطلاب المهارات الأساسية لهذه المرحلة المهمة، واستحداث مادة الهوية والمواطنة بهدف تعزيز قيم المواطنة لدى الناشئة، ومن المستجدات أيضا تعديل مسمى مواد المهارات الفردية لتكون منسجمة مع التوجهات العالمية، بالإضافة إلى تطوير المحتوى التعليمي والتقويم التربوي للمواد المصاحبة بحيث يركز بشكل أكبر على قياس المهارات.
فيما يتعلق بالصفوف من الخامس إلى العاشر لا يوجد أي تغيير فيما يتعلق بالمناهج الدراسية، مع التأكيد على الاستفادة من الزمن المخصص لتقديم خدمة التوجيه المهني بالتناوب مع مادة تقنية المعلومات في الصف العاشر، بالإضافة إلى توفير خدمة التوجيه المهني لتكثيف الحملات التوعوية حول خيارات الطلبة للمواد الدراسية، والاستفادة من وثيقة اختيار المواد الدراسية للصفين الحادي عشر والثاني عشر الصادرة من مركز التوجيه المهني والإرشاد الطلابي، لمعرفة الضوابط العامة والتفصيلية لاختيار وتغيير المواد الدراسية.
وفيما يتعلق بالتعليم ما بعد الأساسي للصفين 11-12 تم استحداث مادة العلوم البيئية كمادة اختيارية في مرحلة التعليم ما بعد الأساسي وتطوير مادة الحاسوب في الاتصالات والأعمال التجارية إلى مادة تقنية المعلومات. أما بالنسبة لمسار التعليم التقني والمهني خلال مرحلة التعليم ما بعد الأساسي فقد تم تطبيق تخصصات إدارة الأعمال وتقنية المعلومات في نفس المدارس المطبقة بمحافظتي مسقط وشمال الباطنة. بالإضافة إلى طرح التخصصات الهندسية والصناعية للصف الحادي عشر في هندسة التصنيع الميكانيكية والصحة والسلامة المهنية وصيانة المنشآت الصلبة والصيانة الهندسية واللحام وتشكيل المعادن وعمليات الرفع والتنزيل.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المواد الدراسیة
إقرأ أيضاً:
بين الأنقاض شابة من غزة تنتزع حق النازحات في التعليم والمرح
على أنقاض البيوت المدمرة، وإلى جوار الخيمة التي تسكنها وعائلتها بعد نزوحهم من مدينة غزة إلى منطقة الزوايدة وسط القطاع المحاصر، أقامت سهاد جرادة (24 عاما) خيمة تعليمية تستهدف فتيات المنطقة، في صورة للصمود، والإصرار على انتزاع الحق في الحياة والتعلم.
سهاد التي تخرجت -قبل عام واحد من الحرب الإسرائيلية- بتخصص اللغة الإنجليزية والترجمة من جامعة الأزهر في غزة، كانت تحمل أحلاما وخططا كثيرة لإكمال دراستها العليا والمضي بمسيرتها المهنية مترجمة ومدربة على مهارات الإنجليزية، لكن حرب الإبادة أوقفت التعليم بكل مراحله وأشكاله.
ولكنها لم تستسلم لهذا الواقع الأليم المليء بالتحديات، فبادرت إلى إقامة صف تعليمي في خيمة زينتها بألوان زاهية تشبه أحلام الفتيات اللواتي يضمهن الصف وهن طالبات بالمرحلة الإعدادية تتراوح أعمارهن بين (12-15) عاما، ونجحت في تنفيذ برنامج تعليمي منوع دام 3 أشهر، غير أن استمرار إغلاق المعابر البرية وتوقف دخول المساعدات إلى القطاع أدى إلى نفاد ما كان متبقيا من مواد أولية مما أجبرها على التوقف الذي تأمل أن يكون مؤقتا.
درس ولعبة وأنشودةتنوعت الأنشطة التي قدمتها المبادرة ما بين جوانب تعليمية وأخرى اجتماعية وترفيهية، فشملت التدريب على المحادثة بالإنجليزية، إلى جانب التفريغ العاطفي بواسطة التدريب على الغناء الجماعي لأناشيد فولكلورية، بالإضافة للألعاب التفاعلية والكتابة والحديث عن المخاوف في ظل هذه الظروف القاسية.
سهاد جرادة بادرت إلى إقامة صف تعليمي بخيمة زينتها بألوان زاهية تشبه أحلام الفتيات (الجزيرة)وتقول سهاد للجزيرة نت "هدفت المبادرة إلى تعويض الطالبات بشكل جزئي عن الفاقد التعليمي الناجم عن انقطاعهن الطويل عن الدراسة والمدارس، ومساعدتهن في استعادة بعض المهارات من خلال جمعهن في أجواء دراسية بعد حرمانهن منها لأكثر من عام".
وتضيف "حاولت تكريس ما لدي من مهارات في الإنجليزية والترجمة في تدريب الفتيات على المحادثة بالإنجليزية، وإكسابهن المخزون اللغوي من المفردات وكيفية تركيب الجمل للتعبير عن أنفسهن، والحديث عن القضية الفلسطينية بالإنجليزية وعن يوميات الحرب والخوف والمجاعة، خصوصا في ظل توافد الأطباء والمبادرين من مختلف الجنسيات الأجنبية، وتعليمهن كيفية التحدث مع أي شخص لا يتحدث العربية".
أمل رغم التشردالتحقت الطفلة النازحة عائشة كحيل (13 عاما) بالمجموعة التعليمية، ورغم الحالة النفسية الصعبة التي تعيشها نتيجة استشهاد والدها في الشهر الأول من الحرب، إلا أنها كانت من أكثر الطالبات اجتهادا وحماسا للتعلم.
وتقول عائشة "حلمي أن أصبح صحفية باللغة الإنجليزية لأنشر قضيتي وقضية أطفال فلسطين للعالم، تحمست جدا عندما سمعت بالمبادرة وشاركت بها، تعلمت فيها أشياء كثيرة، وأصبح لدي صديقات جدد وكنت أحضر الحصص بانتظام رغم صعوبة الظروف، فالتعليم حقي وقد حرمتني منه الحرب، أنا أشعر بالظلم فكل أطفال العالم يذهبون إلى مدارسهم بأمان ولكن أطفال غزة محرومون من ذلك".
أما والد النازحة آلاء حمدان (14 عاما) إحدى طالبات المجموعة فيقول "كنت أحرص على حضور ابنتي للدروس، وكنت أراقب تفاعلها مع صديقاتها بفرح كبير، الحرب حولت حياتنا إلى دمار بعد أن فقدنا كل شي، وتأثرت آلاء وأخوتها كثيرا بحالة التشرد التي نعيشها، لكن وجودها بهذه المجموعة ساعدها وحسن نفسيتها بشكل ملحوظ، وأعاد إليها بعض الأمل".
قطعة حلوى ووجبة حب عائليةتمكنت المبادرة من الاستمرار لمدة 3 أشهر، بجهود ذاتية من سهاد وعائلتها، حيث كان أفراد العائلة يساهمون في الدعم والمساندة بأقصى طاقة، مع ندرة المواد وضعف الإمكانيات.
كانت حورية والدة سهاد -والتي تعمل بالأساس مديرة التدقيق بوزارة المالية- تقوم بإعداد الضيافة للطالبات وتجهيز طبق من الحلوى، وتقول "كنت أعتمد على ما يتوفر من مكونات في ظل شح المواد التموينية وعدم وجود الغاز ومستلزمات الطهي، كنت أطبخ الضيافة على الحطب، ورغم مشقة ذلك إلا أنني كنت أشعر بالسعادة".
أطباق الحلوى التي أعدتها الفتيات في الخيمة (الجزيرة)أما أشرف جرادة (والد سهاد) فكان يساعد في الإشراف على عملية الإدارة والتنظيم، ويقوم بتوفير المستلزمات من قرطاسية وأدوات تساعد الطالبات في الدروس والأنشطة، وكان في أحيان كثيرة يضطر لقطع مسافات طويلة حتى يعثر على بعض منها.
وتقول سهاد إن عائلتها كانت دائما تشجعها على الاستمرار كلما شعرت بالتعب بسبب التحديات الكثيرة.
إصرار يعترضه الجوع والإغلاقرغم النتائج الإيجابية التي تمكنت المبادرة من تحقيقها، والإصرار الكبير لدى سهاد وطالباتها على الاستمرار، إلا أن نفاد المواد الأساسية بما فيها المواد الغذائية وكذلك القرطاسية بفعل إغلاق المعابر المستمر لنحو 6 أشهر أجبرهن على التوقف إلى أجل غير معلوم.
أنشطة المبادرة تنوعت ما بين جوانب تعليمية وأخرى اجتماعية وترفيهية (الجزيرة)وتقول سهاد "لم يعد هناك شيء في الأسواق، نفدت جميع المواد، ولا يمكنني بهذه الحالة أن أقدم شيئا للفتيات، كما تسبب نقص المواد الغذائية بحالة جوع وقلق لدى الجميع، وفي ظل هذه الظروف لا يمكن للعائلات إرسال بناتهن للمجموعة، لذلك اضطررت للتوقف، وأتمنى أن يكون مؤقتا وقصيرا".
تدمير ممنهج للتعليموتسببت هجمات الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 في تدمير البنية التحتية التعليمية، ضمن سياسة وصفها مكتب الإعلام الحكومي في غزة بسياسة التدمير الممنهج بعدد من وسائل الإعلام المختلفة.
وقبل الحرب، كان هناك 796 مدرسة تستوعب نحو 800 ألف طالب وطالبة، بالإضافة إلى 17 جامعة وكلية مجتمع متوسطة. ومن تلك المدارس والجامعات، دمر جيش الاحتلال 123 منها بشكل كامل و335 بشكل جزئي، وقتل أكثر من 11 ألف طالب و750 معلما ومعلمة.