أعلنت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي التركي اليوم 20 أغسطس الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي، سعر إعادة الشراء لمدة أسبوع، دون تغيير عند 50%.

 

كما توقع خبراء اقتصاديون أن يبقي البنك المركزي على قراره بشأن أسعار الفائدة دون تغيير أيضا.

وأوضح البنك أنه على الرغم من تراجع ضغوط التضخم في مناطق مختلفة، فإن "المستوى المرتفع والثبات في تضخم الخدمات، وتوقعات التضخم، والتطورات الجيوسياسية تبقي مخاطر التضخم حية".

 

وكما ذكر في القرارات السابقة، أكد البنك المركزي أن تشديد السياسة النقدية سوف يستمر في ضوء "الآثار المتأخرة" للسياسات المنفذة.

 

وذكر إعلان البنك المركزي أن السياسات النقدية المماثلة سوف تستمر حتى تصل الإدارة الاقتصادية إلى هدف التضخم البالغ 5% في الأمد المتوسط.

 

وصعد مؤشر أسعار المستهلك في تركيا بنسبة 3.23 بالمئة في يوليو، ليصل إلى أدنى مستوى له في الأشهر التسعة الماضية على أساس سنوي عند 61.78 بالمئة، وفقا للبيانات الرسمية الصادرة عن معهد الإحصاء التركي الحكومي.

 

كان هذا هو الاجتماع الشهري الخامس على التوالي الذي أبقى فيه البنك المركزي على أسعار الفائدة دون تغيير بعد فترة من الزيادات المستمرة كجزء من استراتيجية تشديد السياسة النقدية.

في يونيو 2023، رفع البنك أسعار الفائدة لأول مرة في 27 شهرًا، من 8.5٪ إلى 15٪.

 

وفي 22 فبراير وفي أول اجتماع حضره المحافظ الجديد فاتح كاراهان، قرر البنك المركزي إبقاء سعر الفائدة دون تغيير عند 45%.

وفي مارس 2024، رفع البنك سعر الفائدة من 45% إلى 50% ولم ينفذ أي تغيير بعد ذلك.

 

 

لماذا تخفض البنوك المركزية أسعار الفائدة؟
 


 وفقًا لخبراء الاقتصاد من TS Lombard، هناك أسباب مقنعة تجعل خفض أسعار الفائدة مفيدًا بالفعل ولماذا يجب النظر إلى نهج البنوك المركزية في ضوء أكثر إيجابية.

 

وإن فكرة أن رفع أسعار الفائدة لم يكن له تأثير ملحوظ على الاقتصاد هي فكرة خاطئة وأثرت زيادات أسعار الفائدة على القطاعات الحساسة للفائدة على الفور تقريبًا وعلى سبيل المثال، انخفض الطلب على الإسكان، وتوقفت الاستثمارات العقارية، وتباطأ الطلب على السلع المعمرة بشكل كبير.

 

وواجه قطاع البناء العالمي، على وجه الخصوص، تحديات، على الرغم من أنه كان محميًا إلى حد ما بالمشاريع التي بدأت أثناء جائحة كوفيد-19 عندما كانت قيود العرض سائدة.

 

وعلاوة على ذلك، فإن انخفاض أسعار الفائدة من شأنه أن ينشط قطاع السلع المعمرة، مما يوفر دفعة للتصنيع العالمي. والأمر الأكثر أهمية هو أن تحول السياسة النقدية في هذه المرحلة من شأنه أن يمنع المزيد من تشديد الظروف بسبب التأثيرات المخزونية لزيادات أسعار الفائدة السابقة.

 

وفي غياب تخفيضات أسعار الفائدة الفورية، من المقرر أن تصبح السياسة النقدية أكثر تشددًا مع استمرار تراكم التأثيرات المتبقية لزيادات أسعار الفائدة السابقة وقد يؤدي هذا السيناريو إلى زيادة الضغط على النشاط الاقتصادي، مما يجعل الحجة لصالح خفض أسعار الفائدة الاستباقية أقوى.

 

وإن تأثير خفض أسعار الفائدة على أسعار الأصول يتوقف إلى حد كبير على السياق الذي يتم تنفيذه فيه وإن خفض أسعار الفائدة الاستباقي، المصمم لدرء الانحدارات الاقتصادية المحتملة، غالبًا ما يكون له تأثير إيجابي على الأصول الخطرة.

 

وإن هذه التخفيضات تشير إلى موقف استباقي من جانب البنوك المركزية، مما يشير إلى أن الاستقرار الاقتصادي يشكل أولوية وبالتالي، يميل معنويات المستثمرين إلى التحسن، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأصول.

 

وعلى العكس من ذلك، فإن خفض أسعار الفائدة التفاعلي، الذي تم تقديمه استجابة للتحديات الاقتصادية القائمة، يمكن أن يكون له تأثير أكثر تعقيدًا وفي حين أنها تهدف إلى تحفيز الاقتصاد، فإنها قد تشير أيضًا إلى تدهور المشهد الاقتصادي، مما قد يؤدي إلى إضعاف ثقة المستثمرين وأسعار الأصول.

 

تاريخيًا، انتظرت البنوك المركزية مثل بنك الاحتياطي الفيدرالي، تحت قيادة آلان جرينسبان في عام 1995، ظهور المزيد من العلامات الملموسة على المشاكل الاقتصادية قبل تعديل السياسة وفي هذا السياق، في حين أن الهبوط الناعم قد يكون صعبًا، فمن الصعب التنبؤ بسيناريو أسوأ من الركود المعتدل بناءً على الأساسيات الاقتصادية الحالية.

 

 

وفي وقت مبكر من العام، كان الشعور السائد هو أن البنوك المركزية تتبنى نهجًا استباقيًا، مما عزز الأصول الخطرة. ومع ذلك، فإن الارتفاع اللاحق في التضخم أدخل حالة من عدم اليقين.

 

وعلى الرغم من المخاوف، يشير تي إس لومبارد إلى أن أسواق العمل لم تظهر بعد علامات على انحدار حاد. تظل أرقام التوظيف مستقرة نسبيًا، مما يشير إلى أن البنوك المركزية قد لا تكون متخلفة عن المنحنى حتى الآن.

 

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: سعر الفائدة الرئيسي قرر البنك المركزي لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي لجنة السياسة النقدية تثبيت اسعار الفائدة استقرار الاقتصاد أسعار الفائدة دون تغيير

إقرأ أيضاً:

المسار النزولي للتضخم يعزز انتهاء ذروة التشديد النقدي من قبل البنوك المركزية العالمية

- ترتبط فترات ارتفاع الفائدة بالحد من شهية المخاطرة وانخفاض الاستثمارات في أسواق المال

- تشجع الفائدة المرتفعة على تفضيل الأدوات المالية ذات العائد الثابت مثل السندات والودائع

- التقلبات الحادة في الأسواق العالمية خلال الشهر الماضي تمثل منعطفا ينهي التردد بشأن توقيت بدء خفض الفائدة

- من المرجح أن تبقي البنوك المركزية حذرة بشأن المدى الزمني الذي يتطلبه إجراء خفض كبير

يعقد بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اجتماعه المقبل في منتصف سبتمبر الجاري، ويترقب المستثمرون أن يتم خلال هذا الاجتماع اتخاذ القرار الذي طال انتظاره ببدء خفض الفائدة المصرفية والذي سيكون إيذانا بانتهاء ذروة سياسات التشديد النقدي من قبل البنوك المركزية التي رفعت أسعار الفائدة لمستويات قياسية في إطار جهودها لاحتواء التضخم المتفاقم. وعلى الرغم من أن بدء خفض الفائدة لا يعد إعلانا للنجاح في الحرب على التضخم حيث لم يصل بعد إلى معدلاته المستهدفة، إلا أن صدور قرار خفض الفائدة يعني بالنسبة للمستثمرين انتهاء ذروة رفع الفائدة الأمر الذي سيكون له تأثير خلال الفترة المقبلة على قرارات الاستثمار في قطاعات متعددة، إذ ترتبط فترات ارتفاع الفائدة بالحد من شهية المخاطرة وانخفاض تدفقات الاستثمارات للبورصات وقطاعات مثل العقارات حيث تشجع الفائدة المرتفعة المستثمرين على تفضيل الاستثمار في الأدوات المالية ذات العائد الثابت والمرتفع مثل السندات والودائع، ومع عدم اليقين بشأن تبعات ارتفاع الفائدة على نمو الاقتصاد العالمي، يتوجه المستثمرون أيضا نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب الذي شهدت أسعاره العالمية زيادة كبيرة خلال الفترة الماضية.

موجة التشديد النقدي

في فترة ما بعد تفشي الجائحة، كانت الولايات المتحدة الأمريكية الاقتصاد الأكبر في العالم من بين أكثر المتأثرين بتفاقم التضخم، وهو ما جعل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يقود موجة التشديد النقدي والرفع المتواصل لأسعار الفائدة المصرفية منذ عام 2022، وتبعته غالبية البنوك المركزية العالمية في ذلك بعد أن تحول التضخم إلى ظاهرة تؤثر سلبيا على العالم، ومع هدوء وتيرة التضخم في نهاية العام الماضي، بدأ الفيدرالي الأمريكي تثبيت أسعار الفائدة، لكن قرار خفضها تم تأجيله مرات متعددة، إذ ظل التضخم أعلى من مستوياته المستهدفة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وجاءت موجة التقلبات الحادة التي تعرضت لها الأسواق والبورصات العالمية في بداية الشهر الماضي لتمثل منعطفا حاسما ينهي التردد بشأن توقيت بدء خفض الفائدة، فقد سادت التقلبات عقب صدور بيانات التوظيف التي أظهرت ارتفاع معدلات البحث عن عمل مما أثار مخاوف من توجه الاقتصاد الأمريكي نحو حالة من الركود في ظل استمرار معدلات الفائدة مرتفعة لمدى أطول من المتوقع، وعقب هذه التقلبات تخلى مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن سياسة التلميحات الحذرة بشأن موعد خفض الفائدة المصرفية، ومؤخرا جاءت تصريحات جيروم باول رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لتطمئن الأسواق بأنه "حان الوقت" لخفض معدلات الفائدة، مؤكدا على أن: "الاتجاه واضح، وتوقيت ووتيرة خفض أسعار الفائدة سيعتمدان على البيانات الواردة، والتوقعات المتطورة، وتوازن المخاطر".

وهذه التصريحات لا تعني فقط أن التوقيت أصبح مواتيا لبدء خفض الفائدة، لكنها تشير أيضا إلى أنه من المتوقع أن يتخذ الفيدرالي الأمريكي قرارات خفض الفائدة بوتيرة بطيئة وأن يبقى على متابعة دقيقة لتبعات الخفض على مسار التضخم، ومثلما التزمت البنوك المركزية بالحذر بشأن رفع الفائدة خلال الفترة الماضية ومن المرجح أن تبقي على حذرها في الفترة المقبلة بشأن المدى الزمني الذي يتطلبه إجراء خفض كبير في أسعار الفائدة، من المرجح أن يتخذ المستثمرون حذرا مماثلا تجاه أي تغيير سريع في توجهاتهم الاستثمارية الحالية لحين توفر يقين اكبر بشأن نجاح الاحتواء الفعلي للتضخم وتبعات ذلك على معدلات نمو الاقتصاد العالمي، وعلى الرغم من المسار النزولي للتضخم، فإن وجود عوامل تغذي التضخم قد تدفعه للارتفاع مجددا، ووفق تقارير البنك الدولي، حققت البنوك المركزية العالمية تقدماً كبيراً في مكافحة التضخم، ففي يوليو 2022، بلغ متوسط معدل التضخم في العالم 9.4 بالمائة، وهو أعلى معدل منذ عام 2008.

التضخم العالمي

وفي الشهر الماضي، تراجع إلى 2.9 بالمائة، وجاء هذا التراجع على نطاق واسع، ففي 90 بالمائة من البلدان انخفض الآن عما كان عليه في يوليو 2022، واعتبر البنك الدولي أن النصر في هذه الحرب ضد التضخم لم يتحقق بعد، وذلك لأن التضخم العالمي أعلى بمقدار 0.7 نقطة مئوية عما كان عليه قبيل تفشي الجائحة، ولذلك فإنه مع توافر الأسباب التي تدعم توجه البنوك المركزية في الاقتصادات الكبرى للبدء في خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة، لكن من غير المرجح أن تقوم البنوك المركزية بخفض أسعار الفائدة بشكل حاد إلا في حال تأكدها من أن معدل التضخم يحقق تراجعا ثابتا نحو المستويات المستهدفة. من جانب آخر، وفيما يتعلق بتطورات أسعار الفائدة في دول منطقة مجلس التعاون، ففي ظل سياسة الارتباط بين العملات المحلية والدولار الأمريكي في غالبية دول المجلس، تواكب البنوك المركزية في المنطقة، ومن بينها البنك المركزي العماني، قرارات الفيدرالي الأمريكي، وفي إطار الحفاظ على نظام سعر الصرف الثابت للريال العماني، جاءت قرارات البنك المركزي العماني خلال العامين الأخيرين بشأن رفع أو تثبيت الفائدة، تماشيا مع السياسة النقدية للبنك المركزي، التي تهدف إلى الحفاظ على نظام سعر الصرف الثابت للريال العماني ومع هيكلة وطبيعة الاقتصاد العماني، كما تتيح استقرار سعر صرف الريال العماني والحد من هجرة رأس المال للخارج وتعزيز الثقة بين المستثمرين بإزالة خطر تقلبات سعر الصرف، ووفق إحصائيات البنك المركزي العماني، سجل متوسط أسعار الفائدة في سوق الإقراض ما بين البنوك لليلة واحدة، ارتفاعا بلغ 5.402 بالمائة في يونيو 2024 مقارنة مع 5.350 بالمائة في يونيو من عام 2023. وجاء ذلك نتيجة لارتفاع المتوسط المرجح لأسعار الفائدة على عمليات إعادة الشراء ليصل إلى 6.000 بالمائة مقارنة مع 5.750 بالمائة خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، وفيما يتعلق بهيكل أسعار الفائدة لدى البنوك التجارية التقليدية، تشير هذه الإحصائيات إلى ارتفاع المتوسط المرجح لأسعار الفائدة على الودائع بالريال العماني من 2.313 بالمائة في يونيو 2023 إلى2.651 بالمائة في يونيو 2024، كما ارتفع المتوسط المرجح لأسعار الفائدة على القروض بالريال العماني من 5.434 بالمائة إلى 5.581 بالمائة خلال الفترة نفسها، وخلال عام 2022 كان المتوسط المرجح لأسعار الفائدة على الودائع بالريال العماني قد سجل 1.870 بالمائة في منتصف عام 2022 أما متوسط أسعار الفائدة في سوق الإقراض ما بين البنوك لليلة واحدة، فقد بلغ 1.450 بالمائة وسجل المتوسط المرجح لأسعار الفائدة على عمليات إعادة الشراء 1.875 بالمائة في نهاية يونيو من عام 2022. ويذكر أن توقعات البنوك الاستثمارية العالمية بشأن قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه المقبل ترجح خفض الفائدة مع تباين بشأن حجم الخفض، ويرى بنك جي بي مورجان أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يمكن أن يخفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر، أما بنك أوف أمريكا فيتوقع أن يبدأ الفيدرالي الأمريكي دورة التيسير النقدي بخفض قدره 25 نقطة أساس بأسعار الفائدة في اجتماع سبتمبر الجاري، وأن يستمر في خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعاته المقبلة وحتى نهاية الربع الأول من العام المقبل.

مقالات مشابهة

  • البنك المركزي الروسي يرفع سعر الفائدة إلى 19% مع ارتفاع التضخم
  • البنك المركزي الروسي يرفع سعر الفائدة
  • انخفاض مؤشر الأسهم اليابانية مع التركيز على البنك المركزي والتضخم
  • البنك المركزي الأوروبي يخفض أسعار الفائدة مع تراجع التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي
  • البنك المركزي يعلن عن مزاد إصدار سندات حكومية وأذونات الخزانة
  • تراجع احتياطي البنك المركزي التركي من النقد الأجنبي
  • البنك المركزي الأوروبي يخفض سعر الفائدة 25 نقطة أساس
  • البنك المركزي الأوروبي يخفض سعر الفائدة مع تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع التضخم
  • المسار النزولي للتضخم يعزز انتهاء ذروة التشديد النقدي من قبل البنوك المركزية العالمية
  • مصر.. البنك المركزي ينشر 6500 ماكينة صراف آلي في المحافظات.. وخبير مصرفي: يجب تغيير سلوك العملاء