في ذكرى رمز الشجاعة والإباء الشهيد اللواء صالح أحمد الفلاحي
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
عدن((عدن الغد)) خاص
كتب: علي_صالح_الخلاقي:
حين يغادرنا العظماء من رجالات الدولة والشهداء الأبرار، تظل ذكراهم خالدة في وجداننا..تتربع جَنبَات قلوبنا، وتظل أرواحهم تحلق وتسمو في فضاء الوطن الجنوبي الذي أحبوه وأخلصوا له، وأعطوه أغلى ما يملكون..الدم والروح..
من هؤلاء بطلٌ هُمَام..رفيع المقام..متواضع للأنام.
ولد شهيدنا الفلاحي في بيئة فلاحية في قرية (غيل آل فلاح) بالحد-يافع سنة 1945م حينما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، وحينها ربما لم يسمع الكثيرون في مسقط رأسه ويافع عموماً بهذه الحرب الكونية إلا من العائدين من عدن، لعدم وجود وسائل الاتصال ولا حتى أجهزة الراديو التي دخلت مع بداية الخمسينات، كما أن الحرب لم تؤثر في معيشية الناس الذين كانوا يعتمدون على منتوجاتهم الزراعية والحيوانية وصناعاتهم الحرفية بالكامل.
نشأ في كنف أسرة فلاحية كريمة المحتد في مسقط رأسه المحاطة بأودية خصبة ينساب فيها غيل الماء التي سُميت القرية باسمه(غيل آل فلاح)، وعاش طفولته في أحضانها كبقية أترابه الأطفال محرومين من التعليم الحديث لعدم وجود المدارس حينها، وكان الشكل الوحيد للتعليم المتاح هو الكُتّاب (المعلامة) وفيها تعلم القرآن الكريم والقراءة والكتابة، كما ارتبط بالأرض من خلال مساعدته لوالده في المواسم الزراعية.
وحينما اشتد عوده، وقوي ساعده، اتجه إلى عدن التي كانت قبلة الباحثين عن وظيفة أو عمل لمساعدة أسرهم، وفي عدن بدأت مرحلة جديدة في حياته، حيث التحق جندياً في جيش اتحاد الجنوب العربي سنة 1964م، في ريعان شبابه وقبل أن يكمل العقد الثاني من عمره، لكن وعيه الوطني قد بدأ يتفتح لديه مبكراً، منذ أن سمع عن انتفاضة السلطان الثائر محمد بن عيدروس أواخر الخمسينات ضد الاستعمار البريطاني التي لقيت تأييداً كبيراً في يافع. وفي عدن نضج وعيه الوطني تحت تأثير الفكر القومي التحرري الذي أحدثته ثورة يوليو المصرية بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر، ولنجابته وشجاعته واستعداده للعمل الوطني والحرص على سريته تم استقطابه في تنظيم الجبهة القومية عضواً في الخلية القيادية السرية في الكتيبة الرابعة، وقدم من موقعه العسكري مساعداته للفدائيين، ومعروف أن عناصر الخلايا التنظيمية في الجيش كانت تؤمن العمل الفدائي والتغطية على نقل الأسلحة والعمليات الفدائية.
ومثلما أسهم بقسطه في صنع الاستقلال الوطني المجيد الذي تحقق في30نوفمبر 1967م من موقعه في الجيش ضمن الخلايا السرية للجبهة القومية، فقد شمَّر ساعده وجند كل طاقاته لبناء الدولة الوطنية بكل حماسة وإخلاص من موقعه في الحرس الوطني، ثم القوات المسلحة، حتى وقع الاختيار عليه من قبل رفيق دربه النضالي الشهيد ثابت عبد حسين ليكون ضمن مجموعة من ضباط القوات المسلحة لتأسيس أهم مؤسسة أمنية في الدولة الوليدة، هي جهاز أمن الدولة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وبرز في مهمته الوطنية الجسيمة التي تسنمها بجدارة كمسئول أمن الدولة في أصعب وأحلك الظروف وفي منطقة حدودية هامة هي منطقة الحد-يافع، وتمكن مع رفاقه ذوي الهمم العالية ممن عملوا معه بكل حماسة وإخلاص من تأمين المنطقة من كل المخاطر المحدقة حينها، واقترن اسمه بالأمن والأمان فيها، ونتذكر ممن عملوا معه من رجالات الدولة المخلصين نائبه الشهيد عبدالله محمد المحبوش الخلاقي (أبو نائف) الذي ترك حياة الرغد في مهجره بدولة قطر وعاد بعد الاستقلال متحمساً للإسهام في تشييد دعائم الدولة الوطنية من خلال عمله في جهاز أمن الدولة حتى لحظة استشهاده في الحدود بعملية غادرة أثناء قيامه بمهامه الأمنية، ولم يمض سوى وقت قليل على استشهاده حتى اقتص له رفيق دربه الفلاحي وأخذ بثأره قبل أن يجف تراب قبره في عملية بطولية قادها بنفسه في عمق حدود الشمال مطلع الثمانينات أثناء شدة الصراع المحتدم بين الدولتين بعد حرب 79م، فجسد بذلك الوفاء لرفيق دربه الشهيد ولقي أبناء الشهيد عنايته الخاصة، وظل الوفاء للشهداء ديدنه في كل المراحل، ونذكر ممن عملوا معه وترك بصماته المشرفة وسمعته الحسنة الفقيد حسين صالح الجانحي وآخرين ممن ما زال بعضهم على قيد الحياة، حيث شكلوا فريق عمل أمني متجانس ومؤثر في صفوف المواطنين الذين كانوا أهم عامل مساعد لهم وأعيناً متفتحة لأمن الوطن.
شخصياً عرفت الشهيد الفلاحي منذ سنوات دراستي الابتدائية مطلع السبعينات من القرن الماضي، وكان اسمه حينها ملء السمع والبصر كمثال لرجل الدولة الحازم والشجاع مع الأعداء والمتربصين بالنظام وأمن الوطن، وبالمقابل عُرف بمصداقيته وبساطته وتواضعه رفاقه خاصة ومن المواطنين عامة، وهو ما يشهد به كل من عمل معه أو عايشه أو عرفه، فعظمت لذلك منزلته بين صفوفهم وظل محل تقدير واحترام بالغين حتى وهو بعيداً عن وظيفته ومنصبه القيادي بعد حرب احتلال الجنوب صيف 1994م وإلى لحظة استشهاده التي ارتقت به إلى مصاف العظماء ممن دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه.
ولأنه أبلى بلاءً حَسناً وبذل جهوداً عظيمة في مسئولياته الأمنية في مديرية الحد-يافع، فقد عُهد إليه منصب أرفع هو مسئول أمن الدولة في مديريات يافع ليتسع مجال عمله ومسئوليته بحكم تجربته ونجاحاته المحققة التي لا تعرف الاخفاق، فاظهر مقدرته وكفاءته وتواصلت جهوده المخلصة ونجاحاته مع كل زملائه الذين كان قدوة لهم في هذه المؤسسة الأمنية الهامة، التي ظلت عين الدولة التي لا تنام في حماية أمن المواطن والنظام.
بعد أحداث 13يناير 1986م الأليمة التي ذهب فيها خيرة كوادر الجنوب من الجانبين وهزّت بتداعياتها النظام السياسي برمته، انتقل الفلاحي من العمل الأمني إلى العمل الإداري، فحافظ على رصيده النضالي وعززه في كل مواقع المسئوليات التي تبوأها، بدءاً من مسئوليته في مديريات يافع ثم مديرية ردفان وكان فيها عنواناً للنزاهة والنجاح وكسب احترام النَّاس الذين يذكرونه بكل امتنان وتقدير.
أما بعد الوحدة المتسرعة والمشؤمة عام 90م، وفي إطار تنقل الكوادر القيادية فقد عُيَّن مديراً لدائرة التحقيق والتحريات بالجهاز المركزي للأمن السياسي بصنعاء، ثم مدير عام الأمن السياسي بمحافظة مأرب، ورغم إخلاصه لعمله ونقاء سريرته ونزاهته في التعامل مع مهمته بروح المسئولية، إلاَّ أن نظام صنعاء لم ينسَ له بصماته في المعارك التي خاضها في مقدمة الصفوف بكل بسالة وشجاعة ضد نظام صنعاء خلال حرب 1972م و 1979م التي تجرع فيها ذلك النظام مرارة الهزيمة، فجعل من الوحدة التي قبل بها (حصان طروادة) للانتقام والثأر من القيادات الجنوبية التي جرى تصفيتها تباعاً، وكان اسم الفلاحي ضمن قائمة مسلسل الاغتيالات للقيادات الجنوبية الأمنية والعسكرية والمدنية المستهدفة، وتبعاً لذلك تعرّض لمحاولة اغتيال أثناء عمله في مأرب ، نجي منها بأعجوبة لشدة حذره وحسه الأمني الرفيع الذي عُرف عنه ولازمه في كل المنعطفات الهامة.
وفي حرب اجتياح الجنوب صيف 1994م من قبل القطعان الهمجية لنظام الغدر في صنعاء، كان الفلاحي في مقدمة الجبهات حتى آخر لحظة.. ورغم وقع الهزيمة المؤلم بعد احتلال عدن والجنوب، إلا أنه لم يستسلم لليأس ولم تجد الهزيمة النفسية إلى قلبه سبيلا، بل ظل على ثقة بأن ليل الاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن، وكان من أكثر الرافضين لذلك النظام الهمجي والمحرضين ضده، وأسهم في تأسيس حركة (حتم)، وعند انطلاقة الحراك الجنوبي عام 2007م، ورغم كبر سنه، إلا أنه ممن تصدر صفوف النضال، وظلت روحه القوية ومعنوياته العالية تمدانه بشحنات من الطاقة الإيجابية التي يفتقر إليها كثير من شبابنا، وسخر كل ذلك من اجل انتصار قضية شعبنا.
وبرز دوره البطولي في التصدي للغزو الحوثي-العفاشي لعدن والجنوب 2015م، حيث شارك في حشد المقاتلين من أبطال المقاومة الجنوبية إلى جبهات العز والشرف، ولم يبخل عليهم بخبرته وتجاربه، بل أسهم أيضاً في قيادة بعض الجبهات في لحج وعدن التي تنقل فيها مع جماعات من رجال المقاومة، حتى دحر الغزاة الهمجيين وتطهير عدن والجنوب من دنسهم وتخليصه من مشروعهم السلالي المقيت الذي يتجلى بأبشع الصور في مناطق سيطرتهم وبدعم إيراني واضح لنشر ما يسمى بالثورة الإسلامية، تحت مسمى محلي (المسيرة القرآنية) والقرآن منها براء.
ظل الشهيد البطل صالح أحمد الفلاحي طوال مراحل حياته، في كل المواقع والمناصب التي تقلدها نزيهاً، وفياً لقيمه ومبادئه التي آمن بها، صادقاً لا يعرف النفاق ولا المداهنة، ولم تجرفه المظاهر أو المصالح الخاصة للكسب الرخيص، بل وعدواً لدوداً للظلم والظالمين والفساد والمفسدين ولم يتردد في مواجهتهم بكل شجاعة، ووقف دائماً مع المظلومين وأصحاب الحق ودافع عنهم وساعدهم في انتزاع حقوقهم دون أن تثنيه المضايقات التي تعرض لها من قوات الاحتلال بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وكسب بمواقفه النبيلة والشجاعة قلوب كل من عرفه أو عمل معه.
كان- رحمة الله تغشاه- مشروع شهيد منذ بدايات عمله في جهاز أمن الدولة في منطقة الحد-يافع الحدودية حيث تعرض عام 1975م لمحاولة اغتيال مدبرة من قبل جهاز أمن صنعاء بواسطة لغم أرضي تعرض له في منطقة حدودية مع البيضاء راح ضحيته 8 شهداء من مرافقيه من أبناء المنطقة، وظل كذلك- مشروع شهيد- في كل المواجهات والأحداث الساخنة لما عُرف عنه من شجاعة نادرة وإِقدام لا نظير له وتفضيله الصفوف الأولى في الملمات والصعاب.. حتى ارتقى شهيداً حينما اختار الصف الأول في الهبة الشعبية التي خرجت بها الحشود الجماهيرية الغاضبة عشية تشييع الشهيد القائد منير محمود وبقية شهداء الأحداث الإرهابية التي استهدفت معسكر الجلاء.
وباستشهاده خسر الجنوب بطلاً من أبطاله الميامين، ورجاله المخلصين، قبل أن يتحقق حلم شعبنا الذي ظل مترقباً لولادته وقدم من أجله روحه ودمه الطاهر.
7 أغسطس2023م
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: أمن الدولة جهاز أمن من عمل
إقرأ أيضاً:
اليوم الوطني للتقنية النووية.. أبرز الإنجازات التي كشفت عنها طهران
طهران- تزامنا مع احتفالها بالذكرى الـ 19 لليوم الوطني للتقنية النووية، أمس الأربعاء، أعلنت إيران رسميا دخولها المرحلة الثالثة من تطوير الصناعة النووية، كاشفة عن 6 إنجازات نووية جديدة واعتبرت أن حمايتها "مسؤولية وطنية".
وبمناسبة هذا اليوم، حضر نائب رئيس الجمهورية ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، برنامجا حواريا عقب النشرة المسائية علی قناة "خبر" الناطقة بالفارسية، الليلة الماضية، قائلا إن بلاده أمست من الدول الرائدة على مستوى العالم في مجال إنتاج الأدوية المشعة.
ولدى استعراضه أبرز الإنجازات النووية التي حققتها خلال العام الماضي، أعلن إسلامي دخول طهران بشكل رسمي "المرحلة الثالثة من تطوير الصناعة النووية"، موضحا أن "الركيزة الأساسية في هذه الصناعة هي تحويلها إلى وقود، إلى جانب ضرورة بناء المفاعلات البحثية ومفاعلات الطاقة، وقد بلغنا مرحلة النضج في هذا المجال، ونعلن رسميا دخولنا هذا المسار وبلوغ المستوى الصناعي".
وأوضح إسلامي أن إيران أنجزت 150 مشروعا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، منها 68 مشروعا تم تقييمها وتصنيفها، إلا أنه تم الكشف عن 6 فقط منها في الاحتفال الأخير، الذي أقيم أمس، مضيفا أنه "لا يوجد نظير لبلاده في التقنية النووية لأن معظم الدول تعمل ضمن شبكات متكاملة وتتعاون فيما بينها، بينما نعمل بشكل مستقل بسبب العقوبات".
وتابع أنه رغم الحصار، تعتبر إيران من الدول المتقدمة في إنتاج الأدوية المشعة، وتُعد ضمن الدول الخمس الأوائل في تنوع النشاطات النووية، ومن بين العشر الأوائل عالميا من حيث القدرة الإنتاجية، مؤكدا "حققنا كل ما عزمنا عليه؛ فعلى سبيل المثال قررنا قبل عامين إنتاج غاز الهيليوم باهظ الثمن، وها نحن ننتجه اليوم بإمكاناتنا الذاتية".
وبخصوص الكهرباء النووية، قال إسلامي "أنتجت محطة بوشهر النووية حتى الآن 72 مليار كيلووات من الكهرباء، 7 مليارات منها خلال العام الماضي، ونهدف ضمن أفق خطة 2041 للوصول إلى 20 ألف ميغاواط من الكهرباء النووية".
وتوقع محمد إسلامي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن يزور المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي طهران في نيسان/أبريل الجاري. وقال إن تحديد محاور الزيارة لا يزال قيد التفاوض، وإن لديهم مسارين مختلفين بشأن التعاون مع الوكالة:
إعلان الأول: العلاقة المؤسسية المبنية على اتفاق الضمانات ومعاهدة عدم الانتشار النووي. الثاني: يتعلق بقرار مجلس الأمن رقم 2231.ووفقا له، لدى طهران 120 مفتشا معتمدا من الوكالة الذرية في الوقت الراهن، وتتم عمليات التفتيش بشكل منتظم، مضيفا أن "القرار 2231 سينتهي بالكامل بنهاية العام العاشر من الاتفاق النووي، وأن أطرافا مثل الكيان الصهيوني وبعض الدول الأوروبية تسعى لمنع إيران من الاستفادة من هذا الإنجاز".
#إيران: نؤمن بمبدأ المفاوضات وكما أكدنا سابقا سنخوضها إذا تمت مخاطبتنا بلغة الاحترام pic.twitter.com/HgrgzYt2NL
— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 8, 2025
منتجات جديدةوأفادت وكالة إرنا الرسمية بأن الرئيس مسعود بزشكيان رعا حفلا تم الكشف خلاله، أمس الأربعاء، عن 6 منتجات جديدة في صناعة الطاقة النووية على النحو التالي:
العلاج الإشعاعي "غاليوم فابي" الذي يستخدم لتشخيص أنواع مختلفة من أمراض السرطان وتحديد الأورام الأولية بدقة عالية. العلاج الإشعاعي "لوتشيم فابي" وهو منتج مبتكر ومتقدم في علاج السرطان إذ يؤثر بشكل مباشر على الخلايا السرطانية باستخدام تقنيات الطب النووي. كريم جلدي "رنيوم-188" الذي يُستخدم في علاج السرطانات الجلدية الشائعة. مصباح "كوبالت 57" المخصص لاستخدامه في أعمال حفر الآبار ضمن نظام Gas Hold-up للكشف عن الغاز داخل الأنابيب. وكان إنتاجه مقتصرا على ألمانيا والولايات المتحدة. الميثانول الديوتيري "دي4" وهو مادة أولية هامة في صناعة البتروكيميائيات وتستخدم كمذيب في صناعة الألوان والدهانات، وكذلك في الصناعات الصيدلانية والطبية، كما يُستعمل كمذيب في أجهزة الرنين المغناطيسي النووي (إن إم آر)، مما يساهم في تحسين فعالية الأدوية وتقليل الآثار الجانبية، بالإضافة إلى تمهيد الطريق لإنتاج الأدوية المعدلة. "حمض دي إيثيل هكسيل فوسفريك" الذي يستخدم بشكل رئيسي لاستخراج المعادن الثمينة مثل اليورانيوم والكوبالت والنيكل والزنك في الصناعات، وله أهمية كبيرة في استخراج اليورانيوم من حمض الكبريتيك. وقد نجح المتخصصون الإيرانيون في إنتاجه في مرحلة تجريبية ويخططون في المرحلة الراهنة للإنتاج الواسع لهذه المادة الإستراتيجية. إعلان برنامج سلميمن جانبه، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن بلاده لن تتخلى عن إنجازاتها النووية ولن تساوم بشأنها ولن تسمح لأي طرف بمنعها من الابتكار والإبداع، نافيا سعي طهران لامتلاك قنبلة نووية رغم الاتهامات التي تطالها في هذا الشأن.
وكشف -في كلمته خلال احتفال اليوم الوطني للتقنية النووية- أن المرشد الأعلى علي خامنئي سمح بالمفاوضات غير المباشرة لأن طهران لا تثق بالطرف المقابل، مؤكدا أن خامنئي لا يعارض استثمار الشركات الأميركية داخل إيران، وأن ما ترفضه بلاده هو "سياسات واشنطن الخاطئة".
وشدد بزشكيان على أن طهران "مستعدة لتقديم ضمانات بأنها لا تسعى إلى امتلاك قنبلة نووية رغم أننا أثبتنا هذا الأمر سابقا"، وعلى أنها تدعم السلام "لكنها لن تستسلم وتتبع سياسة الحوار لكن بعزة وكرامة".
في السياق، أصدرت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني بيانا أكدت فيه أن طهران "لديها الحق في امتلاك صناعة نووية سلمية في شتى المجالات وذلك وفقا للمادة الرابعة من معاهدة حظر الانتشار النووي"، محذرة من أن أي تدخل أو تهديد لبرنامج إيران النووي "سيقابل بردة فعل خطيرة ومدمرة".
من ناحيتها، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن "برنامج طهران النووي السلمي رمز للإرادة الوطنية ونتيجة لجهود الشعب للوصول إلى المعرفة النووية، وأن صون وحماية الإنجازات في مجال الطاقة النووية السلمية مسؤولية وطنية".
وكتب إسماعيل بقائي المتحدث باسم الخارجية، في منشور على قناة "سخنكو" المهتمة بنشر أخبار الخارجية الإيرانية على منصة تلغرام، أن "الوزارة ستستخدم كامل قوتها للدفاع عن حقوق الشعب الإيراني في مجال الطاقة النووية".