وول ستريت جورنال: هل يواجه بوتين أزمة قيادية؟
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس غريبا على الأزمات القيادية، ولكن الأزمة الحالية -التي تتمثل في التوغل الأوكراني المفاجئ في منطقة كورسك الروسية والإجلاء القسري لآلاف المدنيين- قد تشكل أصعب التحديات التي يواجهها حتى الآن.
وذكرت الصحيفة في مقال للكاتبة إيمي نايت أن بعض المدونين العسكريين المؤيدين للكرملين بدؤوا يشككون في المؤسسة الدفاعية الروسية، في حين أن أحد القلائل المقربين من بوتين -وهو رجل الأعمال البارز أوليغ ديريباسكا- انتقد الحرب علنا.
ووفق التقرير، كانت هناك علامات سخط داخل فريق بوتين الأمني منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، وبرز هذا السخط بوضوح عندما فشل بوتين في السيطرة على يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر في يونيو/حزيران 2023.
وألقى سكرتير مجلس الأمن آنذاك نيكولاي باتروشيف خطابا تحدث فيه عن بوتين بصيغة الماضي، مما أدى إلى انتشار شائعات عن وفاة الزعيم الروسي، وقد نال عقابه بعد ذلك عندما عزله بوتين من منصبه القيادي في مجلس الأمن وجعله مستشار الرئيس في بناء السفن، وهي وظيفة وصفها التقرير بـ"المهينة".
ومع ذلك، انضم إلى الأصوات المنتقدة هذا الشهر أوليغ ديريباسكا -وهو أحد أغنى رجال الأعمال في روسيا- والذي قال إن الإنفاق الدفاعي للكرملين مبالغ فيه.
ووصف ديريباسكا حرب أوكرانيا بأنها "مجنونة"، وحث على "وقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط".
ديريباسكا ليس وحدهولم تكن هذه المرة الأولى التي ينتقد فيها ديريباسكا الحرب، إذ كتب بعد وقت قصير من الغزو على تليغرام "نحن بحاجة إلى السلام في أسرع وقت ممكن".
وقد تسببت تعليقات ديريباسكا الأخيرة -التي رافقت غزو أوكرانيا لمنطقة كورسك- في إثارة ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي الروسية.
وكتب الفيلسوف السياسي والناشط الروسي ألكسندر دوغين على تليغرام ردا على رجل الأعمال "في السابق، كان موقف ديريباسكا من العملية العسكرية الخاصة غامضا، ولكنه واضح الآن، هذه طعنة في ظهر شعبنا ومساعدة لإرهابيي القوات المسلحة الأوكرانية الذين غزوا منطقة كورسك".
ويرى المحللون أن تصريحات ديريباسكا تعكس مزاج النخبة السياسية والاقتصادية في روسيا، لأنه لم يكن لينتقد بوتين علنا بدون دعم.
وذكرت الكاتبة أن باتروشيف -الذي يحظى بشعبية بين دوائر الأمن والاستخبارات الروسية- أعرب عن قلقه من الهجمات الأوكرانية في مناطق كورسك وبيلغورود وبريانسك، وأشار إلى أن الأضرار الناجمة عن الهجمات كلفت أكثر من 7 مليارات روبل، ودعا إلى اتخاذ تدابير منهجية لحماية هذه المناطق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
وسط تحسن العلاقات والتواصل بين ترامب وبوتين.. الضمانات الأمنية حجر الزاوية لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية
البلاد- جدة، وكالات
في خطوة تُظهر ميلًا نحو التهدئة وتحسين العلاقات بين أكبر قوتين عسكريتين في العالم، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين مُرتقب اليوم (الثلاثاء)، في خطوة قد تكشف عن تحركات جديدة لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية. يأتي هذا الإعلان في وقت يشهد تغيرات دبلوماسية بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، حيث يُظهر تواصلًا إيجابيًا مع بوتين وتلميحات لعقد صفقات كبرى بين الطرفين.
وخلال حديثه على متن طائرة الرئاسة عائدًا من فلوريدا إلى واشنطن، أمس، أشار ترامب إلى إمكانية الإعلان عن خطوات مشتركة غدًا بشأن روسيا وأوكرانيا، مُبرزًا أن “الكثير من العمل قد أنجز خلال نهاية الأسبوع”، وأن الهدف الرئيسي هو الوصول إلى نهاية للصراع الذي طال أمده. وفي تصريحاته، أكد الرئيس الأمريكي أهمية التوصل إلى اتفاق يُختم به العنف الدائر بين البلدين منذ فبراير 2022، مستعرضًا إمكانية التوصل إلى اتفاق يتضمن تقسيمًا للأراضي ومحطات الطاقة بين روسيا وأوكرانيا كجزء من حلول التسوية.
وتبدو معضلة “الضمانات” التي يطلبها الطرفان العقبة الكبرى في طريق السلام، إذ يشترط الجانب الروسي حصوله على ضمانات صارمة في أي اتفاق سلام. فقد أكدت موسكو مرارًا أن أي معاهدة سلام طويلة الأمد يجب أن تضمن بقاء أوكرانيا محايدة واستبعاد عضويتها من حلف شمال الأطلسي، كما شددت على ضرورة منع نشر قوات أجنبية على الأراضي الأوكرانية. هذه الشروط تعكس مخاوف موسكو من استمرار التوسع العسكري والتحالفات الغربية التي قد تزيد من الضغط على حدودها.
ومن جانب آخر، يصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ضرورة الحصول على ضمانات أمنية قوية لضمان عدم تكرار سيناريوهات الاعتداء الروسي، إذ أن الاتفاقيات السابقة التي مُنحت لأوكرانيا في التسعينيات لم تردع التدخلات الروسية في 2014 و2022.
وتُشير التصريحات الأخيرة إلى أن الولايات المتحدة تحاول إيجاد حل وسط يرضي الطرفين، حيث يسعى ترامب، إلى استخدام مفاوضاته لخلق مناخ دبلوماسي يسمح بالتوصل إلى اتفاق شامل. وفي ظل تبادل الضربات الجوية والصاروخية المكثفة بين روسيا وأوكرانيا خلال الأيام الماضية، تُعتبر مبادرات الاتصال المباشر بين ترامب وبوتين خطوة مهمة لكسر دوامة العنف بين الطرفين وإعادة رسم خريطة العلاقات في المنطقة.
ومن جهة أخرى، يبدي حلفاء أوكرانيا اهتمامهم بمبادرات السلام، إذ أعلنت بريطانيا وفرنسا عن استعدادهما لإرسال قوة حفظ سلام لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، فيما أبدى رئيس الوزراء الأسترالي أيضًا تأييده تجاه أي طلبات تتعلق بالمهمة الدولية. ورغم ذلك، يظل السؤال قائمًا: هل سيتمكن ترامب من تقديم الضمانات اللازمة لكلا الطرفين؟.
في نهاية المطاف، يواجه المجتمع الدولي تحديًا دبلوماسيًا جسيمًا، حيث إن أي اتفاق سلام يجب أن يُعيد ترتيب البنية الأمنية والسياسية في الساحة الأوروبية، ويمنع تكرار سيناريوهات الحرب كما حدث في الماضي. لذا تبقى الضمانات الأمنية حجر الزاوية في أي مسار لتحقيق السلام، ويظل الأمل معلقًا على التفاهمات بين ترامب وبوتين، وعلى قدرة القادة في تجاوز الخلافات وتحقيق تقدم ملموس نحو سلام دائم.