المئات يشيعون الداعية السوداني الفاتح علي حسنين بإسطنبول
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
إسطنبول- شارك مئات المشيعين، ظهر اليوم الثلاثاء، في صلاة الجنازة على الطبيب والداعية السوداني الفاتح علي حسنين بمدينة إسطنبول التركية.
وأقيمت صلاة الجنازة في مسجد السلطان أيوب، حيث ووري الثرى في مقبرة أبي أيوب الأنصاري المجاورة، بحضور أفراد عائلته ومسؤولين وسياسيين أتراك وعدد كبير من العلماء والدعاة، بالإضافة إلى المئات من أبناء الجاليات العربية المقيمة في إسطنبول.
وكان من أبرز الحضور رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي القره داغي، والشيخ محمد الحسن الدَّدَوْ، وشيخ جماعة إسماعيل آغا النقشبندية حسن أفندي، ووالي إسطنبول داوود غول، وعدد من أعضاء البرلمان التركي بمختلف هوياتهم السياسية.
وقبيل إقامة صلاة الجنازة، قدم رئيس الشؤون الدينية التركي السابق محمد جورماز تعازيه بوفاة الشيخ الفاتح علي حسنين، مشيدا بدوره البارز في نشر التعاليم الإسلامية على مستوى العالم، وبإسهاماته المميزة خلال حرب البوسنة والهرسك. وعبر جورماز عن حزنه العميق لفقد الأمة الإسلامية مناضلا ومجاهدا عظيما بحجم الدكتور حسنين. ومن ثم أقيمت صلاة الجنازة بإمامة الشيخ علي القره داغي.
وكان الفاتح علي حسنين قد توفي فجر أمس الاثنين، بعد صراع مع مضاعفات التهاب رئوي حاد استدعى إدخاله العناية المركزة قبل أكثر من أسبوعين في أحد مستشفيات إسطنبول، وفقًا لما أفاد به نجله محمد الفاتح للجزيرة نت.
رئيس الشؤون الدينية السابق ينعى حسنين مشيدا بإسهاماته في حرب البوسنة (الجزيرة) تعازٍ ورثاءونعى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي القره داغي الشيخ حسنين في تغريدة على حسابه على منصة "إكس"، قائلا "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يتقدم بأحر التعازي لجمهورية السودان الشقيق، والأمة الإسلامية في وفاة العالم الجليل والداعية السوداني الدكتور الفاتح علي حسنين، الذي وافته المنية صباح الاثنين بعد معاناة مع مرض ألمّ به".
أما رئيس حزب الأمة الكويتي حاكم المطيري، فكتب تغريدة نعى فيها الشيخ الفاتح علي حسنين ووصف الشيخ في فترة مرضه بأنه كان "طيب النفس مطمئن البال صابرا راضيا صامتا".
وقال النائب في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية راشد أوجاك "علمت بحزن بوفاة الطبيب المحب لمنطقة البلقان والبوسنة والهرسك الفاتح علي حسنين، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته".
وبادر نائب رئيس حزب هدى بار التركي بنعي الداعية السوداني، قائلا "علمت بحزن وفاة المفكر السوداني مستشار الرئيس ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﻲ علي عزت بيغوفيتش، رحمه الله ونرجو أن تكون أعماله الصالحة في العمل الإسلامي منارة للطريق".
وقال رئيس مجلس الأمة التركي الأسبق مصطفى شنتوب "علمت بحزن بوفاة رفيق درب علي عزت بيغوفيتش، الذي عرفناه طبيبا شجاعا من السودان ومحبا للبلقان والبوسنة، رحمه الله وأعزي أهله وأحبابه".
وكان أنور كيليتش أصلان، رئيس اتحاد العلماء والمدارس بتركيا قد شارك نبأ وفاة حسنين على منصة "إكس" قائلا، "لقد علمت بحزن شديد نبأ وفاة رفيق سفر علي عزت بيغوفيتش، رجل القضية السوداني، أحد رواد المقاومة البوسنية، الفاتح علي حسنين، رحمه الله وأتمنى الصبر لأهله وأصدقائه".
خرج الآلاف في تشييع الداعية الفاتح علي حسنين حتى ووري الثرى في مقبرة أبي أيوب الأنصاري بإسطنبول (الجزيرة) شخصية استثنائيةولد الفاتح ﻋلي ﺣﺴﻨﻴﻦ عام 1946 ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺮﻛﻮﺝ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺳﻨﺎﺭ بالجنوب الشرقي السوداني، وﺗﺨﺮﺝ في ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﻠﻐﺮﺍﺩ، ﻭﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺩﺑﻠﻮﻡ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ فيينا ﺑﺎﻟﻨﻤﺴﺎ.
وعمل ﻣﺴﺘﺸﺎﺭا للرئيس ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﻲ علي عزت بيغوفيتش، وتولى رئاسة ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻨﺎﺀ في ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ بالنمسا، وأسس ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﺸﺮﻕ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ واﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﺈﻗﻠﻴﻢ ﺑﻴﻬﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ، وترأس ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺇﻏﺎﺛﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ.
ومن جانبه، قال رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبي (عليه الصلاة والسلام)، الشيخ محمد الصغير، في حديثه للجزيرة نت إن الأمة الإسلامية فقدت اليوم علما من أعلامها النادرين، وهو المناضل الكبير الدكتور الفاتح علي حسنين. وأوضح الشيخ الصغير أن الدكتور الفاتح كان شخصية استثنائية، حيث كان حريصا على ترك أثر في كل مرحلة من مراحل حياته.
ونوّه الصغير بأن الدكتور الفاتح، بعد تخرجه في الأكاديمية الطبية بِفيينا في النمسا، برز كرمز للعمل الطلابي والإغاثي، مشيرًا إلى أنه أسس وكالة إغاثة العالم الثالث، التي حظيت باعتراف وزارة الداخلية النمساوية، بالإضافة إلى تأسيسه اتحاد الطلاب المسلمين بشرق أوروبا في بلغراد عام 1967.
وأضاف الشيخ الصغير أن نشاط الشيخ الفاتح لم يقتصر على المجال الإغاثي فقط، بل كان له دور مؤثر خلال الحرب على البوسنة والهرسك، حتى أصبح أحد مستشاري الرئيس البوسني علي عزت بيغوفيتش. كما أسس بعض الصحف الوطنية في البوسنة، مما أضاف إلى تأثيره في المجال الإعلامي.
وختم الشيخ الصغير حديثه بالتأكيد على أن الفاتح كان أحد أساتذة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المجال الإغاثي، واستمرت العلاقة الوثيقة بينهما حتى وفاته.
في السياق، قال مصطفى أوزبيك، عضو هيئة الإغاثة التركية، للجزيرة نت، إن الشيخ الفاتح كان ولا يزال يتمتع بمكانة راسخة وعميقة في قلوب الأتراك، استنادا إلى دوره الريادي في مجالي الدعوة والعمل الإغاثي.
وأشار أوزبيك إلى أن الشيخ الفاتح كان على اتصال دائم مع العديد من جمعيات الإغاثة والعمل الإنساني في تركيا وشرق أوروبا، وكان ملتزما بتجاوز الحواجز اللغوية والجغرافية لنشر رسالة الإسلام وتعاليمه في جميع أنحاء العالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات صلاة الجنازة الشیخ الفاتح الفاتح کان رحمه الله
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم العالي يعقد لقاءً مُوسعًا مع رئيس مجلس التعليم العالي التركي
عقد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي لقاءًا مُوسعًا مع الدكتور إيرول أوزفار رئيس مجلس التعليم العالى التركي، بحضور السيد صالح موطلو شين سفير تركيا بالقاهرة، ووفد تركي رفيع المستوى، والدكتور حسام عثمان نائب الوزير لشئون الابتكار والبحث العلمي، والدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات ولفيف من قيادات الوزارة والجامعات.
في مُستهل اللقاء رحب الدكتور عاشور برئيس مجلس التعليم العالى التركي في مصر، مُشيرًا إلى أن هذه الزيارة تأتى في أعقاب مُذكرة التفاهم للتعاون في مجال التعليم العالي التي تم توقيعها على هامش زيارة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية إلى أنقرة في سبتمبر الماضي، بهدف تفعيل الاتفاق وتنفيذه.
وأكد الوزير حرص مصر على دفع علاقات التعاون الأكاديمي والبحثي مع تركيا، مُوضحًا أن أحد أهداف هذا اللقاء تشكيل لجنة فرعية لمتابعة تنفيذ مُذكرة التفاهم المُشتركة على أن تختص اللجنة باقتراح برامج لتلبية حاجة الدولتين في مجال التعليم العالي والبحث العلمي وتعزيز تبادل الخبرات وتبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وأشار الوزير إلى أن هناك العديد من آفاق التعاون المفتوحة التي يمكن الاستثمار فيها بين البلدين في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي، مُنوهًا بالعمل لدفع التعاون بشكل خاص في التعليم الفني والتكنولوجي بما يخدم التقدم فى علاقات التبادل التجاري، وتعزيز الصناعة والاقتصاد الوطني في البلدين، مُوضحًا أن الجامعات التكنولوجية تضم العديد من التخصصات العلمية الحديثة التى تخدم عدد واسع من المجالات الطبية والهندسية والصناعية.
وأشار الوزير إلى حجم التوسع في منظومة التعليم العالي المصرية بمختلف روافدها الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية، وفتح أفرع للعديد من الجامعات الدولية ذات السمعة المرموقة، وكذا التقدم الذى أحرزته الجامعات المصرية في التصنيفات الدولية، لافتًا إلى أن مصر تعمل على رؤية لتكون قبلة تعليمية استثمارًا لمكانتها في المنطقة العربية والشرق الأوسط والقارة الإفريقية، مُرحبًا ببحث استضافة أفرع للجامعات التركية في مصر، كما أشار لبحث التعاون مع بنك المعرفة المصري.
وقدم الوزير الدعوة للجانب التركي للمشاركة في منتدى التعليم العالي والبحث العلمي القادم بمصر، لتوفير الفرصة للمسؤولين عن الجامعات بالبلدين للالتقاء والتشاور حول موضوعات التعاون المطروحة.
ومن جانبه أوضح الدكتور أوزفار أن بلاده تُثمن هذه الخُطوة المهمة بتقدير شديد وحرص كبير لدفع علاقات التعاون البناءة في المجال الأكاديمى والبحثى مع مصر، لافتًا إلى العلاقات التاريخية والثقافية التي تجمع بين مصر وتركيا، مُؤكدًا أن التعاون المُشترك في مجال التعليم العالي سيكون له انعكاسه على تخريج كوادر مهمة لكِلا الطرفين، وفتح مرحلة جديدة من التعاون المُثمر في مُختلف المجالات.
وقدم رئيس مجلس التعليم العالي التركي عرضًا لأوضاع التعليم العالي في تركيا والجامعات التركية، مُشيرًا للجهود التي قامت بها بلاده في تدويل التعليم العالي، ورفع كفاءة المؤسسات التعليمية التركية، والعمل لاستقطاب الطلاب الوافدين للدراسة فى تركيا.
ولفت الدكتور أوزفار إلى اهتمام تركيا بزيادة التعاون الأكاديمي بين الجامعات من الجانبين، وتعزيز التبادل الطلابى، وتقديم منح سنوية للطلاب المصريين، وكذا بحث دراسة الطلاب الأتراك في مصر خاصة في مجالات؛ العلوم السياسية، والآثار المصرية القديمة، واللغة العربية، وغيرها وذلك وفقًا لمحددات الجهات الوطنية في الجانبين، وكذا عمل مشاريع بحثية مُشتركة بين الباحثين المصريين والأتراك.
وأوضح الدكتور عادل عبدالغفار المُستشار الإعلامي والمُتحدث الرسمي للوزارة أن الاجتماع بحث سُبل زيادة التبادل الأكاديمي لأعضاء هيئة التدريس بين الجامعات المصرية ونظيرتها التركية، والعمل على تنفيذ برامج دراسية مُشتركة تُلبي احتياجات الدولتين، وتطوير برامج التبادل الأكاديمي، واستحداث برامج دراسات عليا مُشتركة، وتعزيز البحث العلمي المُشترك في المجالات ذات الأولوية، والتعاون في مجال التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد.
وأضاف المُتحدث الرسمي أن الجانبين ناقشا إمكانية فتح قسم لتدريس علوم المصريات بأحد الجامعات التركية المرموقة؛ للتعريف بالحضارة المصرية بتركيا، لا سيما في ظل انتشار تدريس علوم المصريات بالعديد من الجامعات حول العالم، فضلًا عن بحث إيفاد تركيا لأساتذة لتدريس اللغة التركية والتاريخ التركي بالجامعات المصرية.
وتمت مناقشة دعم المُشاورات الجارية الخاصة بسعي جامعة الزقازيق لإنشاء الكلية المصرية التركية للتكنولوجيا" بمدينة العاشر من رمضان، وذلك بالتعاون مع جامعة أنقرة، والاستفادة من المصانع التركية بالمدينة لتوفير تدريب عملى للطلاب.
كما ناقش الاجتماع إمكانية إنشاء منتدى للتبادل الأكاديمي ليتم بموجبه إجراء زيارات متبادلة لرؤساء الجامعات من البلدين لبحث التعاون الأكاديمي.
كما تم بحث التعاون في تنظيم المؤتمرات والورش العلمية المشتركة، وتطوير معايير ضمان الجودة بالتعليم العالي، ودعم ريادة الأعمال والابتكار، وإطلاق مبادرات بيئية تعليمية وبحثية، بالإضافة إلى العمل على تعزيز الشراكة مع القطاع الصناعي بالبلدين.
حضر اللقاء من الجانب المصرى الدكتور ممدوح الدماطي وزير السياحة والآثار الأسبق، والدكتور محمد يوسف وزير التعليم الفني والتدريب الأسبق، والدكتور ماهر مصباح أمين مجلس الجامعات الأهلية، والدكتور عبد الوهاب عزت أمين مجلس الجامعات الخاصة، والدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس جامعة عين شمس، والدكتور خالد الدرندلى رئيس جامعة الزقازيق، والدكتور أيمن فريد مساعد الوزير للتخطيط الإستراتيجي والتدريب والتأهيل لسوق العمل والقائم بأعمال رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات، والدكتورة عبير الشاطر مساعد الوزير للشئون الفنية، والدكتور عادل عبدالغفّار المُستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي، والدكتور أحمد الصباغ مستشار الوزير للتعليم التكنولوجى، والدكتورة سلوى رشاد عميد كلية الألسن بجامعة عين شمس، والدكتور أحمد عبد الغنى رئيس الإدارة المركزية للطلاب الوافدين.
و من الجانب التركي، الدكتور إبراهيم أصلان المستشار التعليمي بالسفارة التركية، والدكتور ناجي جوندوجان، والدكتور حسين كرمان الأعضاء بالمجلس التنفيذي، والسيد/ مصطفي إفي رئيس قسم العلاقات الدولية، والسيد/ مصطفى أمين سلام نائب مدير السكرتير الخاص، والسيد/ فاتح كاراجا سكرتير ثالث بالسفارة التركية بالقاهرة.