قرر شريف فتحى وزير السياحة والآثار  إجراء تحقيق عاجل  حول  مقطع الفيديو القصير الذي تم تداوله على عدد من مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الإلكترونية والذي يُظهر قيام إحدى السائحات وهي مُمسكة بفرشاة ويصورها كأنها تشارك في أعمال ترميم أحد المناظر الجدارية بمعبد الأقصر بمساعدة أحد العمالة الفنية الموجودة بالمعبد.

 

وفى ضوء ذلك أدانت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان هذا التصرف الذى يعتبر تعدى على الأثر يعاقب عليه قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته سواءً كانت المادة ألوانًا أو مواد يتم استخدامها بالفعل في أعمال تنظيف الأسطح الحجرية الأثرية كما قيل 

ففي المادة 45 من القانون عقوبة تشويه الأثر تصل للحبس لمدة لاتقل عن سنة وغرامة لاتقل عن 10 جنيه ولاتزيد عن 500 ألف جنيه لكل من وضع على الأثر إعلانات أو لوحات للدعاية، كما تصل للحبس لمدة لاتقل عن عام وغرامة لا تزيد عن 500 ألف جنيه عقوبة  التدوين والكتابة على الأثر، وطبقا للقانون، تصل الغرامات إلى 10 آلاف جنيه مع الحبس لمدة عام، عن جريمة اتلاف الآثر 

وأضاف الدكتور عبد الرحيم ريحان أن الترميم له أصول وقواعد طبقًا لمعايير دولية ولا يقوم به إلا إخصائى الترميم وليس مباحًا للسياح 

وهذه القواعد  مستقاة من القوانين التي ظهرت في بداية القرن التاسع عشر من خلال مؤتمر المعماريين الأول في عام 1913، وماتلاه من مؤتمرات كانت تتم بصورة دورية في 1931، فينيسيا 1964، إيطاليا للترميم 1972، امستردام 1975 ، لاهور للآثار الاسلامية 1980، بالاضافة الي وثيقة نارا " الأصالة " باليابان 1994

وكل هذه المؤتمرات واللقاءات الدولية كانت تتم برعاية دولية متمثلة في اليونسكو والتي كانت تتدارك نقاط لم تكن غير ذي بال في الحفاظ علي التراث الذي يعتبر شاهدًا علي عصره في أساليب العمارة والفنون وقت الإنشاء، بهدف الحفاظ علي هذا التراث الإنساني في صورته الأصلية وقت الإنشاء باعتباره نموذجًا وشاهدًا علي أساليب العمارة في تلك الحقب الزمنية و شاهدًا علي تطور أو انحدار القيم الفنية والمعمارية للإنسانية.

الحفاظ علي هذا التراث الإنساني

ووضعت تلك المؤتمرات الدولية التي أقرتها جميع الدول الأعضاء بمنظمة العلوم والثقافة يونسكو ومنها مصر،  الخطوط الرئيسية والأسس الواجب اتباعها وتنفيذها والتي من شأنها الحفاظ علي هذا التراث الإنساني علي صورته وقت الإنشاء عند تنفيذ مشاريع الترميم دون تغيير ودون استبدال عناصر معمارية كاملة وأصبح الترميم خارج عن الإطار المتعارف عليه دوليًا ولكن تحول إلي مشروع للتجديد تحد مسمي التطوير.

 

ونوه الدكتور ريحان إلى أن القانون المصري عندما وضع القواعد المنظمة للتعامل مع المواقع الأثرية كان مصدره الرئيسي للتشريع هو ما اتفقت عليه الدول الأعضاء باليونسكو علي اعتبار أن مصر أحد أعضائها.

 

ولم تفرق تلك المواثيق بين التراث الأثري والتاريخي وبين ماهو قيد الاستخدام كدور العبادة مع ما هو مفتوح للزيارات من أماكن تاريخية وأثرية ليتعرف الزائر علي النواحي الفنية والمعمارية في تلك الأزمنة للعناصر الأثرية علي حالتها الأصلية وتكنيك التصنيع وقت الإنشاء. ومن هذا المنطلق تم تحديد المعايير والأسس التي ترتكز عليها علوم الترميم في المناهج الأكاديمية الدراسية بالكليات والمعاهد المتخصصة في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الكليات والمعاهد المصرية المتخصصة لتصبح تلك المعايير بمثابة مسطرة القياس علي تنفيذ جميع مشاريع الترميم عالميًا للأماكن التراثية دون التفرقة بين ماهو قيد الاستخدام وماهو من أجل الزيارة فقط.

 

وأوضح الدكتور ريحان أن أي تدخل في الأثر بالتطوير أو التجديد يعد تدخلًا غير مسموح في الأسس التي اتفق عليها العالم لأنه يعتبر تدخلًا مباشرًا لتغيير معالم الأثر بالحدس أو باستخدام الملكات الإبداعية للقائم علي الترميم في عصرنا الحديث وهو مايعد تدخلًا غير مقبول يغير من طبيعة الأثر وقت الإنشاء.

 

وعن أهمية معبد الأقصر أشار الدكتور ريحان إلى أنه ضمن آثار مدينة طيبة وجبانتها (الأقصر) التى سجلت تراث عالمى باليونسكو عام 1979 لثلاثة معايير الأول والثالث والسادس، حيث تمثل طيبة نموذجًا للروائع فى تكوينها الفريد كمدينة للحكم بمبانيها على البر الشرقى والغربى، وتقف شاهدًا فريدًا على معتقدات خاصة بالحياة والموت فى عهد المصريين القدماء وفى فترة وجود طيبة كعاصمة واستثنائيًا على حضارة المصريين القدماء ككل، كما اقترن اسمها بعديد من الأحداث والمعتقدات المرتبطة بتاريخ المصريين القدماء .

 

وتعتبر طيبة عاصمة مصر فى الدولة الحديثة من 1570 إلى 1070 قبل الميلاد ومن أهم آثارها معبد الكرنك ومعبد الأقصر الذى بناه أمنحتب الثالث 1386- 1348 قبل الميلاد وربط الكرنك بطريق المواكب "الكباش".

IMG-20240820-WA0068 IMG-20240820-WA0069 IMG-20240820-WA0070

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزير السياحة والآثار مواقع التواصل الإجتماعى معبد الأقصر الحضارة المصرية حملة الدفاع عن الحضارة المصرية قانون حماية الآثار الحفاظ علی على الأثر

إقرأ أيضاً:

"الخليجي للتراث والتاريخ الشفهي" يضيء على التراث البحري

انطلقت اليوم النسخة الثانية عشرة من المؤتمر الخليجي للتراث والتاريخ الشفهي الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، تحت عنوان “التراث البحري الخليجي المشترك” في منارة السعديات، ويستمر حتى 17 سبتمبر(أيلول) الجاري.

ويهدف المؤتمر إلى تبني استراتيجية خليجية موحدة، وإبراز المقومات المشتركة للتراث البحري في دول مجلس التعاون الخليجي، وتبادل التجارب والخبرات لضمان استدامته للأجيال القادمة.
وقال سعيد الكعبي مدير إدارة التراث المعنوي في الدائرة :"على مدار 12 عاماً، نحرص دائماً على اختيار عنوان للمؤتمر الخليجي للتراث والتأريخ الشفهي، يعكس العناصر التراثية الأساسية، وهذا العام، تم تسليط الضوء على 'التراث البحري الخليجي المشترك' نظراً لأهمية هذا الجانب البارز من تراثنا من تراثنا".
وأضاف أن المؤتمر يتضمن أربع جلسات رئيسية تتناول الجلسة الأولى فنون الأداء البحرية، في حين تركز الجلسة الثانية على الحرف والصناعات التقليدية البحرية، بما في ذلك تجارة اللؤلؤ والغوص عليه، مؤكداً أنه سيتم مناقشة طرق التجارة العالمية التي استخدمها الآباء والأجداد في اليوم التالي، من خلال عرض أوراق عمل من دول مجلس التعاون الخليجي ودولة الإمارات.
وأشاد الدكتور يعقوب يوسف الكندري، مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت في تصريحات له بالنجاح الكبير الذي حققه المؤتمر على مدار السنوات الاثنتى عشرة الماضية موضحاً أن المواضيع التي تم تناولها على مدار تلك السنوات أسهمت بشكل كبير في تعزيز سمعة المؤتمر الإقليمية وجعلته حدثاً سنوياً مميزاً في أبوظبي.
وأضاف أنه تشرف بتكليفه من دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي بإلقاء كلمة نيابة عن دول مجلس التعاون الخليجي في هذا المؤتمر التراثي.
شملت الجلسة الأولى مواضيع مثل غناء البحر، وفنون الفجري، إضافة إلى فنون الإبداع والإمتاع والتشويق في الإمارات، وفن العيالة، الرزيف، والفنون البحرية الخليجية المشتركة .
فيما تناولت الجلسة الثانية رحلات الغوص وتقاليدها، وقوانين تسويق اللؤلؤ، وأدواته، والمسميات في التراث البحري الإماراتي.

مقالات مشابهة

  • انطلاق أعمال المؤتمر الخليجي للتراث والتاريخ الشفهي
  • "الخليجي للتراث والتاريخ الشفهي" يضيء على التراث البحري
  • الداخلية تنفى تعدى شرطى على سيدة بالمترو
  • تأثير الحرب السودانية على التراث الثقافي: نهب المتاحف والمواقع الأثرية
  • «التفريق بين الأثر الأصلي والمقلد».. دورة للعاملين في «السياحة» في أكتوبر المقبل
  • صور.. دهوك تعلن اكتشاف آثار مذهلة
  • احتفال بيت الغناء العربي بذكرى المولد النبوي الشريف
  • وزيرة التنمية المحلية: إزالة 1935 حالة تعدى على الأراضي الزراعية والمباني المخالفة
  • حريق مصنع قطنيات في عمّان
  • خبير: الجامعات الأهلية تعتبر جامعات دولية على أرض مصرية