أنقرة (زمان التركية) – أبقى البنك المركزي التركي على سعر الفائدة، الذي ارتفع إلى 50 في المئة مع خطوة جريئة قبل الانتخابات المحلية في 31 مارس/ آذار الماضي، ثابتا في اجتماعه اليوم.

وأكد محافظ المركزي التركي، فاتح كاراهان، ونائبه، جودت أكجاي، في المحافل المختلفة على رسالة مفادها أن السياسة النقدية ستظل مشددة لفترة طويلة.

وكان القرار الذي تم الإعلان عنه اليوم متسقًا أيضًا مع هذه الرسالة.

ويتراجع التضخم يتراجع بمعدل بطئ، ويعكس هذا البطء الجراح الصعبة التي خلفتها السياسات الخاطئة قبل انتخابات عام 2023.

وهناك أربعة أسباب رئيسية وراء التضخم الذي تشهده تركيا اليوم:

– الطلب

لا يزال تأثير الثروة الناجم عن الطلب على القروض، والذي تفاقم بسبب سياسات أسعار الفائدة الحقيقية السلبية في فترة ما بعد سبتمبر/ أيلول 2021، يحافظ على قوة الطلب. ويقلل التدهور في توزيع الدخل من فعالية السياسة النقدية، كما أن السياسات التي لا تزال متراخية نسبياً قبل الانتخابات المحلية تعزز هذا الإطار.

– التكاليف

بالإضافة إلى زيادة تكاليف المدخلات مع تعاقب الزيادات المؤجلة والضرائب قبل الانتخابات العامة، فإن أسعار الفائدة المرتفعة على القروض تحافظ أيضًا على ارتفاع التكاليف.

– التوقعات

لا يمكن كسر الاعتقاد بأن التضخم، الذي خرج عن مساره بسبب السياسات الخاطئة في فترة ما قبل الانتخابات، لا يمكن السيطرة عليه تحت مظلة الحكومة نفسها المتسبب به. علاوة على ذلك، لا توجد خطوات لحل المشاكل الهيكلية في التضخم.

وفي ظل استمرار الطلب في المضي قدمًا مع الاعتقاد بأن الأسعار سترتفع أكثر ولن تلحق زيادات الأجور بالركب، لا يزال الدافع للادخار ضعيفًا.

السلوك التسعيري المتدهور

أدى التضخم الخارج عن السيطرة وارتفاع توقعات التضخم إلى تدهور سلوكيات التسعير. الشركاتا لتي ترى أن بإمكانها زيادة الأسعار بما يتجاوز توقعات التضخم في بيئة الطلب المباشرو مواصلة مبيعاتها تؤدي إلى ضغوط تضخمية من خلال رفع الأسعار النسبية التي تسيطر عليها.

لماذا الأسر غير مقتنعة بأن التضخم سينخفض؟

يسعى المركزي التركي لسحب الطلب الذي خرج على نطاق السابق بفعل الموظفين السابقين نتيجة لأسعار فائدة منخفضة وذلك من خلال استخدام السلاح نفسه في الاتجاه المعاكس والحفاظ على ارتفاع سعر الفائدة.

فمن ناحية، تُحشدالجهود ضد مخاطر سعر الصرف من خلال النظر إلى تدفقات رأس المال كفرصة لشراء الاحتياطيات.

التوقع هو الجانب الذي تواجه السلطات صعوبة في السيطرة عليه. على الرغم من أن إدارة البنك المركزي قد تغيرت هذه المرة، إلا أن الأسر التي رأت أن الإدارة السابقة خرجت بشكل واضح عن نطاق السيطرة على التضخم لا يمكنها التأكد من وجود إرادة قوية للحد من التضخم، فعلى الرغم من أن فريق البنك المركزي الجديد، الذي عهدنا إلى سياسته النقدية، موثوق به، إلا أن حقيقة أن الحكومة التي عُهد بها إلى البنك المركزي قد غيرت خمسة محافظين للبنك المركزي في السنوات الخمس الماضية لا تكفي لإنهاء التساؤلات حول استدامة السياسات الحالية.

ماذا سيحدث إن لم يقتنع المجتمع؟

في هذه النقطة، سنتطرق إلى حدود السياسة النقدية. من أجل الحد من التضخم على المدى القصير، سنقوم إما بالانخراط في السياسة المالية وكسر طلب قطاعات الدخل الأعلى من خلال السياسة الضريبية، أو الحفاظ على سعر الفائدة في أيدي السياسة النقدية أعلى لفترة أطول من الزمن، أو سنقبل التضخم المرتفع.

البنك المركزي ليس في وضع يسمح له بأن يملي على الجنة السياسة المالية ما يتوجب عليها فعله. في هذه الحالة، لا يوجد بديل آخر غير تأجيل تخفيضات أسعار الفائدة وتباطؤ الطلب بشكل أكبر.

التوقعات من الربع الثالث: تراجع التضخم أم الركود التضخمي ؟

في بلد مثل تركيا، حيث الاقتصاد متقلب للغاية والتضخم يتصدرالأجندة الاقتصادية، فإن المخاطر الاقتصادية والمصطلحات الفنية التي تحدد تلك المخاطر هي حتما جزء من الحياة.

لذلك دعونا نجري تقييمًا من خلال الخوض في بعض التفاصيل والتعريفات الفنية.

ينخفض الطلب نتيجة لزيادة البنك المركزي لأسعار الفائدة. ومستوى الطلب الذي سيقلل من مستوى الإنتاج إلى ما دون المستوى المحتمل يجبر المنتج على تحديد سعر تحت التضخم وتبدأ عملية التطهير. في المرحلة الأولى، ستكون هناك حركة هبوطية على منحنى الطلب الذي ينتقل إلى اليسار بسياسة نقدية صارمة.

ومع انخفاض التضخم، تنخفض أسعار الفائدة، ويزيد الإنتاج تدريجياً ويعود إلى إمكاناته. ما يجعل البنوك المركزية فنًا هو القدرة على خفض الطلب تدريجيًا دون تقليله بسرعة كبيرة وخفض توقعات التضخم أثناء القيام بذلك.

في هذا السيناريو المثالي المسمى “الهبوط الناعم”، من الممكن نظريًا جذب التضخم إلى الهدف والوصول بالاقتصاد إلى إمكاناته دون خلق ركود. وأكبر صعوبة تواجه المركزي التركي وجميع البنوك المركزية هي الجهد المبذول لجعل الهبوط سلسًا قدر الإمكان دون إضعاف الاقتصاد.

الآن دعونا نجري تقييمًا للربع الثالث في ضوء الإطار الذي وضعناه.

تشير المؤشرات الرئيسية على صعيد النمو إلى تباطؤ في الاقتصاد. ويشير هذا إلى تحول منحنى الطلب إلى اليسار بسياسة نقدية صارمة.

وتوفر المؤشرات التي أعدها جيم تشاكماكلي من جامعة كوتش مؤشرات رائدة على أن الاقتصاد بدأ في الهدوء في فترة ما بعد أبريل/ نيسان.

يعمل الوضع المالي كمؤشر رئيسي للنشاط الحقيقي. ويشير التباطؤ الملحوظ في الوضع المالي بعد أبريل/ نيسان 2024 إلى التباطؤ المتوقع في النشاط الحقيقي في الربع الثالث. لذا نتوقع تباطؤًا في النمو.

إذن كيف هو الوضع في مرحلة التضخم ؟

تعكس التوقعات التي وضعها جيم تشاكماكلي وسيفكان يشيلتاش من جامعة كوتش تباطؤ التضخم الرئيسي بما يقرب من 45 في المئة من المستوى الحالي البالغ 62 في المئة.

من ناحية أخرى، إذا نظرنا إلى مسح توقعات التضخم الأسري التركي (TEBA)، الذي أعدته مؤسسة كوندا، نرى أنه من المتوقع أن ينخفض التضخم بنحو 20 نقطة في الفترة من يوليو/ تموز إلى نهاية العام.

هذا وتعكس الصورة التي لاحظناها تباطؤًا تدريجيًا في توقعات الطلب والتضخم، والتي، وإن كانت بطيئة، تنخفض، وهو ما يتماشى مع عملية خفض التضخم التي شهدها الاقتصاد نتيجة للسياسة النقدية المشددة.

Tags: ارتفاع الأسعار في تركياالأزمة الاقتصادية في تركياالبنك المركزي التركيالتضخم في تركياسعر الفائدة في تركياهيئة الاحصاء التركية

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: ارتفاع الأسعار في تركيا البنك المركزي التركي التضخم في تركيا سعر الفائدة في تركيا السیاسة النقدیة قبل الانتخابات المرکزی الترکی توقعات التضخم أسعار الفائدة البنک المرکزی سعر الفائدة من خلال تباطؤ ا

إقرأ أيضاً:

اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت

اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

أيها السادة في كل مكان، أيها العالم الحر وبني الإنسان، يا أصحاب الضمائر الحية والنفوس الأبية، ويا #دعاة_الحرية و #حقوق_الإنسان، أيها المنادون بالكرامة و #العدل و #المساواة، أيها المتحضرون المتمدنون، الحداثيون العصريون، يا من تدعون أنكم بشراً وترفضون بينكم شرعة الغاب وحياة الضواري والوحوش البرية، يا أصحاب القلوب الرحيمة والأحاسيس المرهفة، أيها الرقيقون العاطفيون، البكاؤون اللطيفون، ألا ترون ما يجري حولكم وما يدور في محيطكم، ألكم آذانٌ تسمعون بها، وعيونٌ ترون بها، وقلوب تعون بها، أم على قلوبٍ أقفالها، وقد طمست عيونكم وختم على قلوبكم وصمت آذانكم، فلم تعودوا ترون وتسمعون، وتشعرون وتعقلون.

إن غزة تدمر وأهلها يقتلون، وشعبها يباد، والحياة فيها تعدم، والأمل فيها يموت، ولا شيء فيها أصبح صالحاً للحياة أو ينفع للبقاء، إنهم يقتلون من قتلوا، وينبشون قبور من دفنوا، ويعيدون زهق الأرواح التي خنقوا والنفوس التي أفنوا، ويفجرون الأرض تحت أقدامهم، ويشعلون النار فيهم ومن حولهم، يقصفونهم بأعتى الصواريخ وأكثرها فتكاً فتتطاير في السماء أجسادهم وتتفرق على الأرض أشلاؤهم، ويدفنون أحياءهم تحت الأرض، ويهيلون عليهم الرمال بجرافاتهم ويحكمون عليهم بالموت خنقاً، والعالم يرى ويسمع، لكنه يصمت ويسكت، ولا يحرك ساكناً ولا يستنكر سياسةً أو يشجب عملاً.

مقالات ذات صلة نور على نور 2025/04/06

الأنفاس في غزة باتت معدودة ومحدودة، وهي تخنق وتزهق، ويقتل من بقي فيها يقف على قدميه ويتنفس، وباتت أعداد أهلها تقل وأسماؤهم من سجلاتها المدنية تشطب، إنهم لا يريدون لنا الحياة، ولا يتمنون لنا البقاء، وهم عملاً بتوراتهم يعملون السيف فينا ويثخنون فينا ويقتلوننا، ويحرقون أرضنا ويقتلون أطفالنا، ولا يستثنون من آلة القتل حيواناتنا، ويعدون بحثاً عن أحياء بيننا أو ممن نجا من قصفهم فيغيرون عليهم من جديد، أملاً في قتل من بقي، والإجهاز على من أصيب من قبل وجرح.

أيها الناس …. عرباً ومسلمين، مسيحيين وبوذيين، مؤمنين ووثنيين، ألا من ناصرٍ ينصرنا، ألا من حرٍ يكرُ معنا، ألا من غيورٍ يغضب لنا، ألا من أصواتٍ ترتفع لأجلنا، وتصرخ في وجه إسرائيل وأمريكا معنا، ألا ترون أن إسرائيل تجرم وتبالغ في إجرامها، وتنهك كل القوانين وتخرق كل الأعراف ولا تخاف من بطش أو ردعٍ، فالولايات المتحدة الأمريكية، راعية الظلم والإرهاب في العالم، تقف معها وتؤيدها، وتنصرها وتناصرها، وتمدها بالسلاح والعتاد، وتدافع عنها بالقوة وتقاتل معها بالحديد والنار.

أيها العرب أين عروبتكم وأين نخوتكم، أين قيمكم وأين هي أصالتكم، أينكم من ضادٍ مع فلسطين تجمعكم، ولسانٍ يوحدكم، وأينكم من أرضٍ بهم تقلكم وسماءٍ تظلكم، ألا تغضبون لما يتعرض له أهلكم في قطاع غزة خاصةً وفي فلسطين عامةً، ألا ترفعون الصوت عالياً ليحترمكم العالم ويحسب حسابكم، ألا ترون أنكم تفقدون احترامكم وتخسرون مكانتكم، ولا يبقى من يقدركم ويحفظ مقامكم، فإن من يهون يسهل الهوان عليه، ومن يعز نفسه ويكرم أهله يصعب على غيره أن يذله وعلى عدوٍ أن يهينه.

أيها المسلمون أين هي عقيدتكم مما يجري لنا ويلحق بنا، ألا تقرأون كتاب ربكم وتعقلون قرآنكم الذي يقول بأنكم رحماء بينكم، وأشداء على عدوكم، أما سمعتم قول رسولكم الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أنه إذا أصيب منكم عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فأين أنتم أيها المسلمون مما نتعرض له في غزة وفلسطين من مذابح ومجازر وحروب إبادة، ألا تعلمون أن التاريخ لن يرحمكم ولن ينساكم، وأنه سيكون سبةً في جبينكم وعاراً يلاحقكم ويلوث صفائحكم، وأن اللعنة التي لاحقت ملوك الطوائف ستلاحقهم، وما أصابهم سيصيبكم.

أيها العالم المشغول بحروب التجارة وقوانين الاقتصاد ورسوم ترامب الجمركية، ألا ترون الدماء التي تسفك، والأرواح البريئة التي تزهق، والأطفال الذين يقتلون، والنساء التي تحرق، والأجساد التي تتطاير، ألا تسمعون عن الحصار المفروض على ملايين الفلسطينيين في قطاع غزة، وعن جوعهم وعطشهم، وفقرهم وعوزهم، ومرضهم وشكواهم، ومعاناتهم وألمهم، ألا تسمعون بغزة وما يجري بها ولها، وما أصاب أهلها ولحق بسكانها، ألا ترون مشاهد الأرض المحروقة، والبيوت المدمرة، والشوارع المحروثة، والكلاب الضالة التي تنهش أجساد الشهداء، وتخرج من جوف الأرض بقايا أجسامهم.

أيها البشر إن كنتم بشراً ألا تثورون للعدل، ألا تنتفضون للقيم الإنسانية والمعاني السماوية، فهذه إسرائيل تقتل بصمتكم، وتقتلنا بعجزكم، وتبيدنا بأسلحتكم، وتتبجح بتأييدكم، وهي ماضية في جرائمها، ومستمرة في عدوانها، ولا تخشى من عقاب، ولا تقلق من سؤال، فهل تتركونها تمضي في جريمتها التي لا مثيل لها في التاريخ، ولا ما يشبهها في البلاد، ألا تنتصرون لضعفنا، وتهبون لنجدتنا، وتعترضون على قتلنا، وتقفون في وجه عدونا، وتصدون آلته العسكرية، الأمريكية والأوروبية، وتمنعونه من قتل الأبرياء وإبادة الشعب، وترفضون سياساته وأمريكا الداعية إلى طردهم وإخراجهم من أرضهم، وحرمانهم من حقوقهم في وطنهم وبلادهم.

بيروت في 6/4/2025

moustafa.leddawi@gmail.com

مقالات مشابهة

  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • البنك المركزي يحدد سعر صرف 9 عملات أمام الجنيه
  • المصرف المركزي يتخلى عن وظيفتة النقدية
  • هل يشهد الحد الأدنى للأجور زيادة في يوليو؟.. الوزير العمل التركي يلمّح إلى “مراجعة محتملة”
  • ترامب يجدد دعوته للبنك المركزي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة
  • ماذا يفعل صيام الست من شوال للمسلم؟ اعرف الفائدة الشرعية
  • الفيدرالي الأمريكي: الرسوم الجمركية ستؤدي إلى ارتفاع التضخم وسنبقي على سعر الفائدة
  • باول يحذر من التضخم نتيجة الرسوم وترامب يطالبه بالكف عن التلاعب
  • ترامب يحث رئيس الاحتياطي الفيدرالي على خفض معدلات الفائدة
  • ترامب يطالب بخفض الفائدة.. وباول يرد: التضخم قد يرتفع أكثر