الجزيرة:
2025-11-14@17:12:17 GMT

دراسة: المولود الجديد يقلص أدمغة الآباء

تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT

دراسة: المولود الجديد يقلص أدمغة الآباء

مع تطور الأبحاث المتعلقة بالطفولة وعلم النفس، تتزايد مشاركات الآباء في تربية ورعاية أطفالهم مباشرة بشكل أكبر خلال العقود الأخيرة الماضية، خاصة في الدول التي توفر إجازات للأبوة بعد إنجاب مولود.

إذ تؤكد مجموعة متنامية من الدراسات أن الأطفال الذين يشارك الآباء في رعايتهم وتربيتهم، بحضور وحميمية مثل الأمهات، يحققون نتائج أفضل عن غيرهم ممن لا يحصلون إلا على رعاية طرف واحد فقط من الأبوين، وتحديدا فيما يتعلق بالصحة البدنية والأداء المعرفي.

ورغم أهمية هذا الدور، فإن هناك القليل من الأبحاث التي تتخصص في البحث حول كيفية تأثير الأبوة على الرجال بيولوجيا. إذ بالنسبة للنساء مثلا، تساعد التغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل في تفسير سبب تغيُر أدمغة الأمهات الجدد. ولكن هل تعيد الأبوة تغيير وتشكيل أدمغة الرجال؟ دراسة جديدة وجدت نتائج مفاجئة بهذا الخصوص.

دراسة على دماغ الآباء الجدد

في دراسة علمية نُشرت بمجلة "سيريبرال كورتس" (Cerebral Cortex) الأميركية لعلوم الطب المتعلقة بالدماغ، وجد العلماء أن الآباء الذين يشعرون برابطة نفسية وعاطفية قوية مع أطفالهم الذين لم يولدوا بعد، بل وأولئك الذين خططوا لقضاء المزيد من الوقت مع أطفالهم بعد الولادة، ظهر لديهم "تضاؤل" ملحوظ في مناطق معينة من أدمغتهم.

وارتبطت هذه التغييرات بصورة طردية بسلوكيات الأبوة الإيجابية لدى الرجل، لكنها تزامنت أيضا مع زيادة مخاطر تعرضهم لمشاكل النوم والصحة العقلية.

الآباء الذين يشعرون برابطة عاطفية قوية مع أطفالهم الذين لم يولدوا بعد، لديهم "تضاؤل" ملحوظ بأجزاء من أدمغتهم (غيتي إيميجز)

وفي الدراسة، ملأ عدد من المشاركين استبيانات وخضعوا لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أثناء فترة الحمل لدى زوجاتهم، ومرة ​​أخرى بين 6 و12 شهرا بعد ولادة طفلهم الجديد.

وقيمت المعلومات عددا من العوامل مثل درجة إحساس الأب بالترابط مع الطفل الذي لم يولد بعد، وما يعانيه من ضغوطات متعلقة بالأبوة، والوقت الذي يقضيه الرجال مع الرضيع بعد وصوله، ومستوى جودة النوم الذي يحصل عليه الأب في كل مرحلة، إضافة إلى عدد من معايير الصحة العقلية.

تقلُص الدماغ مع الأبوة الجديدة

وجد الباحثون في نتائج هذه البيانات انخفاضا كبيرا في حجم المادة الرمادية في قشرة الدماغ لدى الآباء الجدد، وكان هذا الانخفاض أكثر وضوحا لدى الآباء الذين أفادوا بوجود ترابط أقوى مع طفلهم الذي لم يولد بعد، وبين أولئك الذين خططوا لأخذ إجازة أطول من العمل بعد الولادة. بل كلما كان دور الأب أكبر في رعاية المولود الجديد وأساسي في الاعتناء به، شهد انخفاضا أكبر في حجم المادة الرمادية في دماغه.

وقد أشار الباحثون إلى أن هذه التغيرات حدثت في المقام الأول في القشرة المخية، التي تلعب دورا مهما في الأداء التنفيذي عند الإنسان، بما في ذلك مهارات الذاكرة والتفكير والاستدلال والتعلُم وحل المشكلات والمعالجة العاطفية.

الآباء يحتاجون إلى التكيُف ليكونوا ناجحين في أدوارهم الجديدة (غيتي إيميجز)

كشفت الدراسة أيضا عن جانب سلبي لهذه التغيرات في الدماغ، حيث ارتبط انخفاض حجم القشرة المخية بتدهور مستوى النوم، والمعاناة من مستويات أعلى من الاكتئاب والقلق والضيق النفسي لمدد قد تصل إلى 12 شهرا بعد الولادة.

ومع ذلك، أفاد الآباء الذين فقدوا المزيد من المادة الرمادية في الدماغ باختبارهم لمشاعر أقوى من الترابط مع أبنائهم مقارنة بغيرهم ممن لم يشعروا بالترابط القوي.

التغيُرات الدماغية ليست كلها سلبية

في حين أن انكماش مناطق الدماغ الرمادية يمكن أن يرتبط بتنكُس الدماغ وتدهوره، كما هو الحال عند المعاناة من الخرف أو عند التعرُض للحوادث الدماغية، فإن العلماء يشيرون إلى أن التغيرات التي تم رصدها في الدماغ يمكن ألا تكون سلبية في المُجمل كما قد يظن الكثيرون.

على سبيل المثال، ترتبط مرحلة المراهقة أيضا بالقضاء على المشابك العصبية الزائدة في الدماغ، بمعنى أن الدماغ يتقلص بشكل ما في تلك الفترة، وهو ما ينعكس في التطور المعرفي والعاطفي لدى المراهقين. هذا النوع من "انكماش الدماغ" يُعد نوعا من عملية التبسيط، ويُعتقد أنه يساعد الدماغ على معالجة المعلومات الأهم بكفاءة أكبر.

وبالتالي يرجح الخبراء أنه يمكن ربط انخفاض حجم الدماغ بتحسُن في الوظيفة المحددة التي يواجهها، وهي الحالة التي تحدث أثناء الأمومة أيضا بشكل تلقائي، مما يساهم في تحسين الشبكات الدماغية المتعلقة برعاية الأطفال عند الأمهات.

استعدادات دماغية لرعاية المولود الجديد

تتطلب تربية الأبناء مهارات فريدة من نوعها. ويحتاج الآباء والأمهات إلى توقع احتياجات أطفالهم، وفهمهم ورعايتهم، وغالبا ما يكون ذلك دون خبرة وبقدر ضئيل جدا من النوم والراحة. لذلك، ليس من المستغرب أن يحتاج الآباء إلى التكيُف ليكونوا ناجحين في أدوارهم الجديدة، كما قال بعض الباحثين. وهو ما يفسر هذه التغيرات البيولوجية الجديدة التي تطرأ على أدمغة الرجال.

العلماء يشيرون إلى أن التغيرات التي تم رصدها في الدماغ يمكن ألا تكون سلبية في المُجمل كما قد يظن الكثيرون (غيتي إيميجز)

وبحسب داربي ساكسبي، أستاذ علم النفس في جامعة جنوب كاليفورنيا المتخصص في التغيُرات البنيوية في الدماغ، تدعم الاختلافات الجديدة التي تمر بها أدمغة الرجال "قدرتهم الجديدة على تكوين رابطة مع الطفل والتواصل بشكل حساس معه"، وذلك لأن هذا التكتيك "مهم للغاية في بقاء واستمرارية جنسنا البشري"، على حد تعبيره.

هرمونات الآباء الجدد تتغير أيضا

يختبر الرجال أيضا تغيُرات هرمونية قبل وبعد أن يصبحوا آباء، مثلما يحدث للأمهات تماما. حيث أظهرت إحدى الدراسات أن الآباء يحصلون على دفعة غنية في أجسادهم من الأوكسيتوسين، وهو أمر مهم للترابط العاطفي بالمولود الجديد.

يحدث ذلك بصورة عكسية مع مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال عند دخولهم في مراحل الأبوة، ويُعتقد أن هذه التغيرات الهرمونية تعيد ضبط التركيز والأولويات في الجسم، لكي يصبح منصبا على رعاية الأسرة.

وختاما، رغم أن الانحدار في القشرة الدماغية عند الآباء الجدد قد يكون مثيرا للقلق بالنسبة للبعض، فقد أكد الباحثون أن تلك التغيرات ما هي إلا عملية ضبط للأولويات، لتكون بمثابة إعادة تهيئة ضرورية للأب لكي يتمكن من الشعور بالترابط مع الطفل ويرعاه بالصورة المطلوبة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الآباء الجدد هذه التغیرات الآباء الذین فی الدماغ

إقرأ أيضاً:

إلى الإسلامويين الذين يشتمونني بسبب ما أكتبه عن ضياعهم للبلاد‎..!

خالد أبو احمد

مثلما تصلني رسائل الشكر والتقدير والإشادة بما أكتب عن قضية السودان المحورية (الحركة الإسلامية)، كذلك ‏تصلني رسائل ممعنة في الشتيمة والبذاءة كلما كتبت مقالًا في سياق مشروعي التنويري عن فساد هذه الطغمة ‏الإسلاموية شعروا بالغيظ الشديد، وفي قرارة نفسي أعتقد أن هذا أمر طبيعي جدًا؛ فمن يكشف العفن لا ينتظر وردًا، ‏ومن يعرّي الفساد لا يُصفّق له أصحابه، أتفهم تمامًا أن تأتيني انتقادات من الذين تتضرر مصالحهم بتعريتي لفساد ‏تنظيمهم، وكشف أباطيلهم وكذبهم وضررهم الكبير الذي أحدثوه في بلادنا، لكن غير الطبيعي أن يجمع هؤلاء على ‏أني أكذب فيما أورده من معلومات‎.‎
وأتساءل هنا: هل سرقة موارد البلاد، مثل خطوط الطيران الوطنية، وشركات القطاع العام، وبيوت السودان في ‏المملكة المتحدة وفرنسا، كذبٌ ومحض تلفيق مني؟ وتدمير الخدمة المدنية، وتمكين الأقارب والأصهار في مفاصل ‏الدولة، خيالٌ من عندي؟ هل أنا من اختلق مجازر دارفور؟ هل أنا الذي فصل عشرات الآلاف من الموظفين باسم ‏‏(التمكين)؟ أم أنكم ببساطة تريدون طمس الحقيقة لأن مرآتها تفضح وجوهكم؟‏
وأزيدكم: حين أكتب عن فسادكم الاجتماعي والأخلاقي، فليس ما أقول من نسج خيالي، ألم يقل القيادي في حركتكم ‏الإسلاموية د. محمد محيي الدين الجميعابي مدير دار المايقوما لرعاية الأطفال مجهولي الوالدين بنفسه‎ ‎‏”إن الدار ‏تستقبل سنويًا ما يزيد على 800 طفل لقطاء، وأن أضعاف هذا العدد تلتهمهم الكلاب في العراء أو يُقتلون خنقًا ودفنًا ‏في النفايات‎!‎‏”؟
هل أنا من قال ذلك؟ أم أحد رموزكم منكم وفيكم، ممن رأى بأم عينيه نتائج ما صنعت أيديكم؟ هل كانت أقوالي أم ‏شهادتهم؟ فبأي وجهٍ تكذّبون ما اعترف به قادتكم؟
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد بلغ الفساد الأخلاقي حدًّا جعل القيادية الكبيرة د. سعاد الفاتح تصرخ بأعلى صوتها ‏في أكثر من محفل، محذّرةً من التفلتات الأخلاقية التي اجتاحت المجتمع بسبب أنكم فتحتم الأبواب للتجارة بالحرام، ‏قائلة‎: «‎أصبح هناك زواج رجل من رجل‎!‎‏”‏‎ ‎في إشارة إلى زواج المثليين، وأضافت‎: ‎‏”إن ما يحدث في السودان من ‏تفلت لا يحدث في أي بلد أوروبي متفلت، وما يجري خزيٌ وعارٌ لا يُغتفر”.‏
تلك ليست كلمات خصومكم، بل صرخة من قلب تنظيمكم، من امرأة كانت رمزًا من رموز الحركة ذاتها. بل أكثر من ‏ذلك، أقرت القيادية نفسها بفشل التجربة الإسلاموية قائلة أمام البرلمان، بحسب صحيفة (اليوم التالي)‏‎ ‎‏”نحن قاعدين ‏خاتين يدنا في الموية الباردة وننتقد، ونحن السبب في الفساد والفقر”!.‏
هكذا نطقت الحقيقة من داخل جدرانكم، لا من خارجها، ثم تتهمونني بالكذب والافتراء‎.‎
ولكي تكتمل الصورة، استمعوا إلى ما قاله المهندس طارق محجوب، القيادي في الحركة الإسلامية، في فيديو موثّق ‏بتاريخ 3 يونيو 2022م، وهو يعترف بصوتٍ واضح بفشل مشروع الحركة الإسلاموية، بقوله‎: ‎‏”إن نظام الإنقاذ ألغى ‏الدولة نفسها، كما ألغى المؤسسية، وكرّس الحكم الفردي المطلق، إن الضياع الذي نحن فيه سببه أننا لم نرث دولة من ‏الإنقاذ، فقد حوّلت النظام إلى حكم فرعوني، يعيّن الرئيس كل شيء بنفسه، من الغفير إلى رئيس القضاء، ألغى ‏الدستور والبرلمان ومجلس الوزراء، فأورثنا نظامًا بائسًا لا يعرف فيه الرجل الأول رأس الدولة من مؤخرته”.‏
هل هذا من بنات أفكاري؟ أم من أقوالي؟ هذه شهادات منكم، لا من خصومكم، اعترافات علنية تُدين فكرًا وممارسة ‏دمّرت السودان وأهانت مؤسساته. فبأي منطقٍ بعد هذا تقولون إني أفتري عليكم؟
لقد ظللتم ثلاثين عامًا ويزيد تحكمون السودان باسم الله، بينما أفعالكم تُنازع الشيطان في خبثها. زرعتم الكراهية في ‏قلوب الناس، وأهدرتم ثروات البلاد باسم “المشروع الحضاري”، وهو لم يكن إلا مشروعًا لتوريث المناصب ‏والبيوت والعقارات والأرصدة. حولتم الوطن إلى غنيمة، والشعب إلى رعايا في مزرعة السلطان. وحين سقط ‏نظامكم، لم تسقطوا لأنكم ظُلمتم، بل لأن الله لا ينصر من يستبيح دماء عباده باسم الدين‎.‎
أنتم من علّمتم الشباب الحقد والتطرف، أنتم من حطم مؤسسات الدولة، أنتم من أفقر الناس وشتتهم في المنافي، أنتم من ‏حوّل الخرطوم إلى سوق نخاسة للولاءات. وكلما كتبنا الحقيقة، قلتم: “هذا يكره الإسلاميين!”، بينما أنتم أول من أساء ‏إلى الإسلام ذاته بأفعالكم‎.‎
ليست كتاباتي كراهية لكم، بل حبٌّ لوطنٍ نهشتموه حتى العظم. وما أقوله ليس إلا شهادة للتاريخ، حتى لا يأتي جيل ‏بعدنا فيسأل: من الذي أضاع السودان؟
أنا لا أكتب لأجل شتائمكم ولا لأجل رضاكم، بل لأجل أن تبقى الحقيقة حية، ولأجل أن يعرف الناس أن الخراب لم ‏يكن صدفة، بل كان نتيجة فكرٍ مريضٍ وسياساتٍ خبيثةٍ وتجار دينٍ باعوا أنفسهم للسلطة والمال‎.‎
وأنا لا أكتب لكي أُغيظكم – وإن كان هذا من حقي – بل أكتب للتاريخ، تحصينًا للأجيال الجديدة حتى لا تقع في شرك ‏حركتكم الفاسدة. فاشتموا ما شئتم، واصرخوا كما تشاؤون، لكن الحقيقة لن تتغير، والتاريخ لن يرحمكم، والسودان ‏سيعود رغم أنوفكم‎.‎
ولأنّي أكتب بضميرٍ حي، لا أملك إلا أن أقول ما يمليه عليّ وطني وذاكرتي وقلبي. ليست القضية أن ننتصر في ‏معركة الكلمات، بل أن نحفظ للحق صوته وسط هذا الركام من الأكاذيب التي دفعتم ثمنها للقونات وللغرف الإعلامية ‏في أكثر من دولة، من دمنا وعرقنا، لكي تُغطوا على الحقيقة‎.‎
كلي قناعة بأن الوطن لا يُبنى بالصمت، ولا تُغسل خطاياكم بالنسيان. سيبقى قلمي شاهدًا لا يخاف في الحق لومة لائم، ‏يكتب من أجل الذين دُفنوا تحت رماد الحروب، ومن أجل الأجيال التي لم تعرف وطنًا آمنًا بعد. لذا، سأواصل الكتابة ‏ما دام في الصدر نفس، لأن الكلمة الصادقة هي آخر ما تبقّى لنا من وطنٍ نهشه الفساد، وأحرقه الجهل، وباعه من ‏ادّعوا الورع والتقوى‎.‎
قال أمير الشعراء أحمد شوقي يرحمه الله‎:‎
قف دوّن رأيك في الحياة مجاهدًا.. إن الحياة عقيدة وجهاد

‏12 نوفمبر 2025‏

الوسومخالد ابو احمد

مقالات مشابهة

  • الذهب يقلص مكاسبه والدولار يتجه لتكبد خسارة أسبوعية وسط ترقب للبيانات الأمريكية
  • دراسة مثيرة: ما الذي يجعل مشجعي كرة القدم أكثر تعصبا؟
  • المقارنة بين الطلبة.. أسلوب تربوي خاطئ يزرع التنافس السلبي ويقوّض الثقة بالنفس
  • المهديّة.. صوفية السودان الذين هزموا جيش الخديوي
  • المستشار الإعلامي علي بن عايض القرني يُرزق بأول حفيد ويحمل اسمه «علي»
  • كيف نتقي سرطان البروستاتا؟
  • أحمد عاطف آدم يكتب: قَصة شعر الموليت جدلية عابثة
  • إلى الإسلامويين الذين يشتمونني بسبب ما أكتبه عن ضياعهم للبلاد‎..!
  • تعشق كرة القدم؟ مشاهدة فريقك المفضل قد تدفع دماغك إلى فرط النشاط وفق دراسة
  • دراسة: المحليات الصناعية تؤثر على القلب والدماغ