الجزيرة:
2024-11-22@10:41:28 GMT

دراسة: المولود الجديد يقلص أدمغة الآباء

تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT

دراسة: المولود الجديد يقلص أدمغة الآباء

مع تطور الأبحاث المتعلقة بالطفولة وعلم النفس، تتزايد مشاركات الآباء في تربية ورعاية أطفالهم مباشرة بشكل أكبر خلال العقود الأخيرة الماضية، خاصة في الدول التي توفر إجازات للأبوة بعد إنجاب مولود.

إذ تؤكد مجموعة متنامية من الدراسات أن الأطفال الذين يشارك الآباء في رعايتهم وتربيتهم، بحضور وحميمية مثل الأمهات، يحققون نتائج أفضل عن غيرهم ممن لا يحصلون إلا على رعاية طرف واحد فقط من الأبوين، وتحديدا فيما يتعلق بالصحة البدنية والأداء المعرفي.

ورغم أهمية هذا الدور، فإن هناك القليل من الأبحاث التي تتخصص في البحث حول كيفية تأثير الأبوة على الرجال بيولوجيا. إذ بالنسبة للنساء مثلا، تساعد التغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل في تفسير سبب تغيُر أدمغة الأمهات الجدد. ولكن هل تعيد الأبوة تغيير وتشكيل أدمغة الرجال؟ دراسة جديدة وجدت نتائج مفاجئة بهذا الخصوص.

دراسة على دماغ الآباء الجدد

في دراسة علمية نُشرت بمجلة "سيريبرال كورتس" (Cerebral Cortex) الأميركية لعلوم الطب المتعلقة بالدماغ، وجد العلماء أن الآباء الذين يشعرون برابطة نفسية وعاطفية قوية مع أطفالهم الذين لم يولدوا بعد، بل وأولئك الذين خططوا لقضاء المزيد من الوقت مع أطفالهم بعد الولادة، ظهر لديهم "تضاؤل" ملحوظ في مناطق معينة من أدمغتهم.

وارتبطت هذه التغييرات بصورة طردية بسلوكيات الأبوة الإيجابية لدى الرجل، لكنها تزامنت أيضا مع زيادة مخاطر تعرضهم لمشاكل النوم والصحة العقلية.

الآباء الذين يشعرون برابطة عاطفية قوية مع أطفالهم الذين لم يولدوا بعد، لديهم "تضاؤل" ملحوظ بأجزاء من أدمغتهم (غيتي إيميجز)

وفي الدراسة، ملأ عدد من المشاركين استبيانات وخضعوا لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أثناء فترة الحمل لدى زوجاتهم، ومرة ​​أخرى بين 6 و12 شهرا بعد ولادة طفلهم الجديد.

وقيمت المعلومات عددا من العوامل مثل درجة إحساس الأب بالترابط مع الطفل الذي لم يولد بعد، وما يعانيه من ضغوطات متعلقة بالأبوة، والوقت الذي يقضيه الرجال مع الرضيع بعد وصوله، ومستوى جودة النوم الذي يحصل عليه الأب في كل مرحلة، إضافة إلى عدد من معايير الصحة العقلية.

تقلُص الدماغ مع الأبوة الجديدة

وجد الباحثون في نتائج هذه البيانات انخفاضا كبيرا في حجم المادة الرمادية في قشرة الدماغ لدى الآباء الجدد، وكان هذا الانخفاض أكثر وضوحا لدى الآباء الذين أفادوا بوجود ترابط أقوى مع طفلهم الذي لم يولد بعد، وبين أولئك الذين خططوا لأخذ إجازة أطول من العمل بعد الولادة. بل كلما كان دور الأب أكبر في رعاية المولود الجديد وأساسي في الاعتناء به، شهد انخفاضا أكبر في حجم المادة الرمادية في دماغه.

وقد أشار الباحثون إلى أن هذه التغيرات حدثت في المقام الأول في القشرة المخية، التي تلعب دورا مهما في الأداء التنفيذي عند الإنسان، بما في ذلك مهارات الذاكرة والتفكير والاستدلال والتعلُم وحل المشكلات والمعالجة العاطفية.

الآباء يحتاجون إلى التكيُف ليكونوا ناجحين في أدوارهم الجديدة (غيتي إيميجز)

كشفت الدراسة أيضا عن جانب سلبي لهذه التغيرات في الدماغ، حيث ارتبط انخفاض حجم القشرة المخية بتدهور مستوى النوم، والمعاناة من مستويات أعلى من الاكتئاب والقلق والضيق النفسي لمدد قد تصل إلى 12 شهرا بعد الولادة.

ومع ذلك، أفاد الآباء الذين فقدوا المزيد من المادة الرمادية في الدماغ باختبارهم لمشاعر أقوى من الترابط مع أبنائهم مقارنة بغيرهم ممن لم يشعروا بالترابط القوي.

التغيُرات الدماغية ليست كلها سلبية

في حين أن انكماش مناطق الدماغ الرمادية يمكن أن يرتبط بتنكُس الدماغ وتدهوره، كما هو الحال عند المعاناة من الخرف أو عند التعرُض للحوادث الدماغية، فإن العلماء يشيرون إلى أن التغيرات التي تم رصدها في الدماغ يمكن ألا تكون سلبية في المُجمل كما قد يظن الكثيرون.

على سبيل المثال، ترتبط مرحلة المراهقة أيضا بالقضاء على المشابك العصبية الزائدة في الدماغ، بمعنى أن الدماغ يتقلص بشكل ما في تلك الفترة، وهو ما ينعكس في التطور المعرفي والعاطفي لدى المراهقين. هذا النوع من "انكماش الدماغ" يُعد نوعا من عملية التبسيط، ويُعتقد أنه يساعد الدماغ على معالجة المعلومات الأهم بكفاءة أكبر.

وبالتالي يرجح الخبراء أنه يمكن ربط انخفاض حجم الدماغ بتحسُن في الوظيفة المحددة التي يواجهها، وهي الحالة التي تحدث أثناء الأمومة أيضا بشكل تلقائي، مما يساهم في تحسين الشبكات الدماغية المتعلقة برعاية الأطفال عند الأمهات.

استعدادات دماغية لرعاية المولود الجديد

تتطلب تربية الأبناء مهارات فريدة من نوعها. ويحتاج الآباء والأمهات إلى توقع احتياجات أطفالهم، وفهمهم ورعايتهم، وغالبا ما يكون ذلك دون خبرة وبقدر ضئيل جدا من النوم والراحة. لذلك، ليس من المستغرب أن يحتاج الآباء إلى التكيُف ليكونوا ناجحين في أدوارهم الجديدة، كما قال بعض الباحثين. وهو ما يفسر هذه التغيرات البيولوجية الجديدة التي تطرأ على أدمغة الرجال.

العلماء يشيرون إلى أن التغيرات التي تم رصدها في الدماغ يمكن ألا تكون سلبية في المُجمل كما قد يظن الكثيرون (غيتي إيميجز)

وبحسب داربي ساكسبي، أستاذ علم النفس في جامعة جنوب كاليفورنيا المتخصص في التغيُرات البنيوية في الدماغ، تدعم الاختلافات الجديدة التي تمر بها أدمغة الرجال "قدرتهم الجديدة على تكوين رابطة مع الطفل والتواصل بشكل حساس معه"، وذلك لأن هذا التكتيك "مهم للغاية في بقاء واستمرارية جنسنا البشري"، على حد تعبيره.

هرمونات الآباء الجدد تتغير أيضا

يختبر الرجال أيضا تغيُرات هرمونية قبل وبعد أن يصبحوا آباء، مثلما يحدث للأمهات تماما. حيث أظهرت إحدى الدراسات أن الآباء يحصلون على دفعة غنية في أجسادهم من الأوكسيتوسين، وهو أمر مهم للترابط العاطفي بالمولود الجديد.

يحدث ذلك بصورة عكسية مع مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال عند دخولهم في مراحل الأبوة، ويُعتقد أن هذه التغيرات الهرمونية تعيد ضبط التركيز والأولويات في الجسم، لكي يصبح منصبا على رعاية الأسرة.

وختاما، رغم أن الانحدار في القشرة الدماغية عند الآباء الجدد قد يكون مثيرا للقلق بالنسبة للبعض، فقد أكد الباحثون أن تلك التغيرات ما هي إلا عملية ضبط للأولويات، لتكون بمثابة إعادة تهيئة ضرورية للأب لكي يتمكن من الشعور بالترابط مع الطفل ويرعاه بالصورة المطلوبة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الآباء الجدد هذه التغیرات الآباء الذین فی الدماغ

إقرأ أيضاً:

جامعة الفيوم تنظم ندوة حول "التغيرات المناخية وتأثيرها على الزراعة"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظم مركز النيل للإعلام بالفيوم؛ التابع لقطاع الإعلام الداخلى بالهيئة العامة للإستعلامات، وبالتعاون مع جامعة الفيوم، ندوة صباح اليوم الأربعاء، حول "التغيرات المناخية وتأثيرها على الزراعة"، بقاعة الدكتور سعد نصار بكلية الزراعة، وذلك ضمن حملة قطاع الإعلام الداخلى، تحت إشراف الدكتور أحمد يحيى رئيس القطاع لدعم الجهود الوطنية لمواجهة تغير المناخ، والتى ينفذها القطاع من خلال مراكز النيل والإعلام على مستوى الجمهورية وتزامنا مع انعقاد مؤتمر المناخ cop29 المنعقد حاليا فى أذربيجان. 


شارك فى الندوة عدد كبير من طلبة كلية الزراعة وطلاب الدراسات العليا بكلية التربية الرياضية 
وبحضور الدكتور عرفة صبرى نائب رئيس جامعة الفيوم لشئون الدراسات العليا والبحوث الثقافية، الدكتور جمال محمود الجارحى عميد كلية الزراعة، الدكتور اشرف العباسى وكيل كلية التربية الرياضية، الدكتور سمير سيف اليزل محافظ بنى سويف الأسبق والاستاذ بكلية الزراعة، الدكتور جمال فرج وكيل كلية الزراعة، الدكتور صلاح الدين مدير مركز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات وبعض أعضاء هيئة التدريس والعاملين بالكلية، وبحضور فريق عمل مركز النيل محمد هاشم مدير المركز ، حنان حمدى مسئول البرامج بالمركز.


‎قام الدكتور عرفة صبري بعرض  لقضية التغيرات المناخية بوصفها ظاهرة عالمية تنذر بمخاطر كبيرة على العالم أجمع ما يتطلب بشكل عاجل تضافر الجهود للحد من تفاقم تأثيراتها التي تطول الإنسان والبيئة المحيطة به وما يعيش عليها من كائنات حية.


وشرح  المفهوم العلمي للتغيرات المناخية باعتبارها اختلالًا في التوازن البيئي وارتفاع درجات الحرارة وسرعة الرياح وغزارة الأمطار أو نقصانها وارتفاع الرطوبة وتغير خصائص الكرة الأرضية نتيجة زيادة نسبة ثاني أوكسيد الكربون.


وعن أسباب التغيرات المناخية أشار إلى أن هناك  أسباب طبيعية كالبراكين والبقع الشمسية والعواصف الترابية والأشعة الكونية، وأسباب أخرى بشرية كقطع الأشجار ومخلفات المصانع التي تستخدم الوقود الأحفوري والتلوث البيئي.


واستعرض بالشرح والتوضيح لمخاطر التغيرات المناخية التي تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق وذوبان الجليد وانتشار المستنقعات الملوثة، بالإضافة للتأثير السلبي على الثروة الحيوانية والسمكية وإنتاجية المحاصيل ما يسبب أزمة عالمية في نقص الغذاء، مشددًا على أهمية قياس البصمة الكربونية للأفراد ومعرفة مدى تاثيرهم السلبي على البيئة.


وأكد على أن الدولة تبذل جهود كبيرة للحد من تلك الظاهرة منها تشجيع المشروعات البيئية الخضراء والتوسع فى استخدام الطاقة الجديدة إلى جانب رفع الوعى البيئي من خلال الندوات والمؤتمرات. 


وحول كيفية التكيف مع تلك التغيرات المناخية شدد على ضرورة  إنشاء محطات رصد جوي بيئي، واستخدام طرق ري حديثة وإعادة استخدام وتدوير مياه الصرف والتوسع في الطاقة المتجددة.


من جانبه قال الدكتور جمال محمود  الجارحى إن كلية الزراعة معنية بإجراء البحوث التطبيقية والبينية للوقوف على الطرق العلمية السليمة لمواجهة ظاهرة التغيرات المناخية وتأثيرها على إنتاجية الحاصلات الزراعية لا سميا المحاصيل الضرورية كالقمح والذرة  وكذلك الثروة الحيوانية.

وأكد على أن التغيرات المناخية أثرت بشكل كبير على المواسم الزراعية لبعض المحاصيل نتيجة ارتفاع درجة الحرارة وهذا ما نتج عنه نقص الإنتاج وبالتالى أدى إلى ارتفاع  أسعار بعض المحاصيل.

 وأشار إلى أن كلية الزراعة والمراكز البحثية الزراعية تقوم بدور كبير للارشاد الزراعى وتعديل المواسم الزراعية لتتكيف مع تغير المناخ، مشيرًا إلى أهمية وعي طلاب الجامعة بهذه القضية وتوعية زملائهم وأسرهم بمخاطرها وضرورة الالتزام بالسلوكيات السليمة تجاه البيئة، مشيدًا بجهود الدولة فى هذا الإطار. 

مقالات مشابهة

  • " التغيرات المناخية وتأثيرها على التنمية المستدامة " فى منشأة رحمي بالفـيوم
  • هل يتسع الفراغ لمزيد من الغبار ؟
  • دراسة: الدهون في جسم الإنسان تؤثر على عمل الدماغ
  • أستاذ طب نفسي يُحذِّر من بعض الآباء: يدمرون أبناءهم (فيديو)
  • 3 آيات قرآنية وأدعية مضمونة لصلاح الأبناء وراحتهم النفسية.. داعية ينصح بها
  • جامعة الفيوم تنظم ندوة حول "التغيرات المناخية وتأثيرها على الزراعة"
  • "التغيرات المناخية وتأثيرها على الزراعة" ندوة بجامعة الفيوم
  • ماذا تعرف عن قيادات حماس الـ6 الذين فرضت عليهم الخزانة الأمريكية عقوبات؟
  • دراسة: تناول البيض قد يحسن صحة الدماغ ويخفض الكوليسترول
  • شمامسة جدد لكنيسة "العذراء ومارجرجس" بمدينة الأمل واجتماع للكهنة