الجزيرة:
2025-04-07@08:46:04 GMT

دراسة: المولود الجديد يقلص أدمغة الآباء

تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT

دراسة: المولود الجديد يقلص أدمغة الآباء

مع تطور الأبحاث المتعلقة بالطفولة وعلم النفس، تتزايد مشاركات الآباء في تربية ورعاية أطفالهم مباشرة بشكل أكبر خلال العقود الأخيرة الماضية، خاصة في الدول التي توفر إجازات للأبوة بعد إنجاب مولود.

إذ تؤكد مجموعة متنامية من الدراسات أن الأطفال الذين يشارك الآباء في رعايتهم وتربيتهم، بحضور وحميمية مثل الأمهات، يحققون نتائج أفضل عن غيرهم ممن لا يحصلون إلا على رعاية طرف واحد فقط من الأبوين، وتحديدا فيما يتعلق بالصحة البدنية والأداء المعرفي.

ورغم أهمية هذا الدور، فإن هناك القليل من الأبحاث التي تتخصص في البحث حول كيفية تأثير الأبوة على الرجال بيولوجيا. إذ بالنسبة للنساء مثلا، تساعد التغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل في تفسير سبب تغيُر أدمغة الأمهات الجدد. ولكن هل تعيد الأبوة تغيير وتشكيل أدمغة الرجال؟ دراسة جديدة وجدت نتائج مفاجئة بهذا الخصوص.

دراسة على دماغ الآباء الجدد

في دراسة علمية نُشرت بمجلة "سيريبرال كورتس" (Cerebral Cortex) الأميركية لعلوم الطب المتعلقة بالدماغ، وجد العلماء أن الآباء الذين يشعرون برابطة نفسية وعاطفية قوية مع أطفالهم الذين لم يولدوا بعد، بل وأولئك الذين خططوا لقضاء المزيد من الوقت مع أطفالهم بعد الولادة، ظهر لديهم "تضاؤل" ملحوظ في مناطق معينة من أدمغتهم.

وارتبطت هذه التغييرات بصورة طردية بسلوكيات الأبوة الإيجابية لدى الرجل، لكنها تزامنت أيضا مع زيادة مخاطر تعرضهم لمشاكل النوم والصحة العقلية.

الآباء الذين يشعرون برابطة عاطفية قوية مع أطفالهم الذين لم يولدوا بعد، لديهم "تضاؤل" ملحوظ بأجزاء من أدمغتهم (غيتي إيميجز)

وفي الدراسة، ملأ عدد من المشاركين استبيانات وخضعوا لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أثناء فترة الحمل لدى زوجاتهم، ومرة ​​أخرى بين 6 و12 شهرا بعد ولادة طفلهم الجديد.

وقيمت المعلومات عددا من العوامل مثل درجة إحساس الأب بالترابط مع الطفل الذي لم يولد بعد، وما يعانيه من ضغوطات متعلقة بالأبوة، والوقت الذي يقضيه الرجال مع الرضيع بعد وصوله، ومستوى جودة النوم الذي يحصل عليه الأب في كل مرحلة، إضافة إلى عدد من معايير الصحة العقلية.

تقلُص الدماغ مع الأبوة الجديدة

وجد الباحثون في نتائج هذه البيانات انخفاضا كبيرا في حجم المادة الرمادية في قشرة الدماغ لدى الآباء الجدد، وكان هذا الانخفاض أكثر وضوحا لدى الآباء الذين أفادوا بوجود ترابط أقوى مع طفلهم الذي لم يولد بعد، وبين أولئك الذين خططوا لأخذ إجازة أطول من العمل بعد الولادة. بل كلما كان دور الأب أكبر في رعاية المولود الجديد وأساسي في الاعتناء به، شهد انخفاضا أكبر في حجم المادة الرمادية في دماغه.

وقد أشار الباحثون إلى أن هذه التغيرات حدثت في المقام الأول في القشرة المخية، التي تلعب دورا مهما في الأداء التنفيذي عند الإنسان، بما في ذلك مهارات الذاكرة والتفكير والاستدلال والتعلُم وحل المشكلات والمعالجة العاطفية.

الآباء يحتاجون إلى التكيُف ليكونوا ناجحين في أدوارهم الجديدة (غيتي إيميجز)

كشفت الدراسة أيضا عن جانب سلبي لهذه التغيرات في الدماغ، حيث ارتبط انخفاض حجم القشرة المخية بتدهور مستوى النوم، والمعاناة من مستويات أعلى من الاكتئاب والقلق والضيق النفسي لمدد قد تصل إلى 12 شهرا بعد الولادة.

ومع ذلك، أفاد الآباء الذين فقدوا المزيد من المادة الرمادية في الدماغ باختبارهم لمشاعر أقوى من الترابط مع أبنائهم مقارنة بغيرهم ممن لم يشعروا بالترابط القوي.

التغيُرات الدماغية ليست كلها سلبية

في حين أن انكماش مناطق الدماغ الرمادية يمكن أن يرتبط بتنكُس الدماغ وتدهوره، كما هو الحال عند المعاناة من الخرف أو عند التعرُض للحوادث الدماغية، فإن العلماء يشيرون إلى أن التغيرات التي تم رصدها في الدماغ يمكن ألا تكون سلبية في المُجمل كما قد يظن الكثيرون.

على سبيل المثال، ترتبط مرحلة المراهقة أيضا بالقضاء على المشابك العصبية الزائدة في الدماغ، بمعنى أن الدماغ يتقلص بشكل ما في تلك الفترة، وهو ما ينعكس في التطور المعرفي والعاطفي لدى المراهقين. هذا النوع من "انكماش الدماغ" يُعد نوعا من عملية التبسيط، ويُعتقد أنه يساعد الدماغ على معالجة المعلومات الأهم بكفاءة أكبر.

وبالتالي يرجح الخبراء أنه يمكن ربط انخفاض حجم الدماغ بتحسُن في الوظيفة المحددة التي يواجهها، وهي الحالة التي تحدث أثناء الأمومة أيضا بشكل تلقائي، مما يساهم في تحسين الشبكات الدماغية المتعلقة برعاية الأطفال عند الأمهات.

استعدادات دماغية لرعاية المولود الجديد

تتطلب تربية الأبناء مهارات فريدة من نوعها. ويحتاج الآباء والأمهات إلى توقع احتياجات أطفالهم، وفهمهم ورعايتهم، وغالبا ما يكون ذلك دون خبرة وبقدر ضئيل جدا من النوم والراحة. لذلك، ليس من المستغرب أن يحتاج الآباء إلى التكيُف ليكونوا ناجحين في أدوارهم الجديدة، كما قال بعض الباحثين. وهو ما يفسر هذه التغيرات البيولوجية الجديدة التي تطرأ على أدمغة الرجال.

العلماء يشيرون إلى أن التغيرات التي تم رصدها في الدماغ يمكن ألا تكون سلبية في المُجمل كما قد يظن الكثيرون (غيتي إيميجز)

وبحسب داربي ساكسبي، أستاذ علم النفس في جامعة جنوب كاليفورنيا المتخصص في التغيُرات البنيوية في الدماغ، تدعم الاختلافات الجديدة التي تمر بها أدمغة الرجال "قدرتهم الجديدة على تكوين رابطة مع الطفل والتواصل بشكل حساس معه"، وذلك لأن هذا التكتيك "مهم للغاية في بقاء واستمرارية جنسنا البشري"، على حد تعبيره.

هرمونات الآباء الجدد تتغير أيضا

يختبر الرجال أيضا تغيُرات هرمونية قبل وبعد أن يصبحوا آباء، مثلما يحدث للأمهات تماما. حيث أظهرت إحدى الدراسات أن الآباء يحصلون على دفعة غنية في أجسادهم من الأوكسيتوسين، وهو أمر مهم للترابط العاطفي بالمولود الجديد.

يحدث ذلك بصورة عكسية مع مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال عند دخولهم في مراحل الأبوة، ويُعتقد أن هذه التغيرات الهرمونية تعيد ضبط التركيز والأولويات في الجسم، لكي يصبح منصبا على رعاية الأسرة.

وختاما، رغم أن الانحدار في القشرة الدماغية عند الآباء الجدد قد يكون مثيرا للقلق بالنسبة للبعض، فقد أكد الباحثون أن تلك التغيرات ما هي إلا عملية ضبط للأولويات، لتكون بمثابة إعادة تهيئة ضرورية للأب لكي يتمكن من الشعور بالترابط مع الطفل ويرعاه بالصورة المطلوبة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الآباء الجدد هذه التغیرات الآباء الذین فی الدماغ

إقرأ أيضاً:

3 نصائح للرجال من أجل صحة أفضل

أميرة خالد

جمع منتدى صحي للرجال نظمته مؤسسة “كوبر هيلث كير” الصحية في مقاطعة كيب ماي الأمريكية نحو 70 رجلًا وعددًا من النساء، للمشاركة في جلسة حوارية مع فريق من الأطباء ومدرب رياضي، بهدف استكشاف سبل تعزيز صحة الرجال من خلال الحوار والتعليم والتجارب الشخصية.

بحسب تقرير نشره موقع Philly Voice، سلط المنتدى الضوء على 3 رسائل أساسية يعتبرها الخبراء ضرورية لتحفيز سلوك صحي بين الرجال، وهي: زيارة الطبيب للوقاية، والتفكير في من تحب، والإيمان بأنه لم يفت الأوان بعد لبدء حياة صحية.

الوقاية خير من العلاج

كان من النقاط المتكررة خلال النقاشات ضرورة خضوع الرجال لفحوصات دورية وعدم انتظار ظهور الأعراض.

وأشار الأطباء إلى أن العديد من المشكلات الصحية الخطيرة، مثل ارتفاع وضغط الدم والسكري والسمنة، قد تتطور بصمت، ويمكن للزيارات الدورية للطبيب أن تكشف عن هذه الحالات في وقت مبكر وتحسن النتائج بشكل كبير.

وحذر الطبيب خوان أندينو من أن تجاهل هذه المشكلات الصحية يؤدي إلى تأخر العلاج وتدهور الحالة على المدى البعيد.

ويرى خبراء في جامعة كاليفورنيا أن تردد الرجال في طلب الرعاية الطبية يعود إلى وصم ثقافي قديم وشعور بعدم الارتياح عند مناقشة قضايا صحية خاصة.

ولا يقتصر هذا النمط على الولايات المتحدة فقط، فقد رصدت مؤسسة “نوفيلد هيلث” في المملكة المتحدة عوائق مشابهة، مثل ضيق الوقت، والاعتقاد بأن الحالة ستتحسن من تلقاء نفسها، والقلق من الفحوص المحرجة.

ويؤكد متخصصون أن مثل هذه المواقف تؤدي إلى تفاقم مشكلات يمكن تفاديها، وتضيع فرصة الاكتشاف المبكر.

صحتك لا تخصك وحدك

تم التأكيد في المنتدى علي رسالة أخرى هي أن قرارات الرجل الصحية لا تؤثر عليه وحده، فالأشخاص المحبون في حياته، من شريكة أو أطفال أو أحفاد أو أصدقاء، يتأثرون مباشرة بحالته الصحية.

ويتجاهل الرجل صحته أحيانا، لكن إدراكه لتبعات ذلك على من حوله يمكن أن يكون دافعًا قويًا للتغيير، وتدعم الأبحاث هذا التوجه، فالجمعية الأمريكية لعلم النفس تشير إلى أن العلاقات الاجتماعية القوية ترفع احتمال البقاء على قيد الحياة بنسبة تصل إلى 50%.

وتؤكد مؤسسة “كابيتال إنتغريتيف هيلث” أن العلاقات الصحية تسهم في اتباع نظام غذائي متوازن، والمداومة على ، والابتعاد عن التدخين، وتري أن الدعم الاجتماعي يعزز المناعة ويحسن الصحة النفسية، مما يعزز الفكرة بأن العناية بالصحة ليست فقط لأجل النفس، بل هي شكل من أشكال العناية بالمحيطين.

لم يفت الأوان بعد
ولاقت الرسالة الأخيرة، صدى خاصًا لدى الحضور، وهي أن التقدم في السن لا يشكل عائقًا أمام تحسين الصحة، ورغم انتشار الفكرة الخاطئة بأن التدهور الصحي مع التقدم في العمر أمر لا مفر منه، تؤكد الأبحاث الطبية أن تغييرات نمط الحياة يمكن أن تحدث فرقًا ملموسًا في أي مرحلة عمرية.

وتشير تقارير من مؤسسة “جونز هوبكنز ميديسن” إلى أن البالغين الذين تبنوا عادات صحية، مثل اتباع حمية متوسطية، والإقلاع عن التدخين، وممارسة الرياضة، تمكنوا من خفض خطر الوفاة بنسبة 80%.

وأكدت المؤسسة أن الفروق بين وظائف الدماغ لدى شاب في الثامنة عشرة وشخص يبلغ المئة ليست كبيرة كما يُعتقد.

وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة Circulation التابعة لجمعية القلب الأمريكية، أن ممارسة الرياضة بانتظام لمدة عامين لدى البالغين في منتصف العمر تساعد على عكس التلف القلبي الناتج عن قلة الحركة، وتحسن وظائف القلب واللياقة العامة.

دعوة للتغيير
وتشير الرسائل المستخلصة من المنتدى إلى أن الصحة التزام مدى الحياة، وأن حتى أبسط الخطوات، مثل تحديد موعد للفحص، أو المشي بانتظام، أو تحسين ، يمكن أن تؤدي إلى فوائد كبيرة.

وتوفر الإرشادات المبنية على الأدلة، مع زيادة الوعي، والتركيز على صحة الفرد والمجتمع، يستطيع الرجال اتخاذ خطوات ملموسة نحو حياة أطول وأكثر صحة.

وبحسب الخبراء، فإن الخطوة الأولى تبدأ بإدراك أن طريق العافية مفتوح أمام الجميع، في أي عمر، ولأي سبب.

مقالات مشابهة

  • دراسة: خطر خفي في المنازل يهدد تطور دماغ الجنين لدى الأمهات والحوامل
  • دراسة تكشف مخاطر تناول الكحول وتأثيره على الدماغ
  • صحة الوادي الجديد: إجراءات عاجلة لمواجهة التغيرات الجوية المتوقعة
  • ختام دورة دراسية للكهنة الجدد بإكليريكية المحرق.. صور
  • القدس.. حَيثُ يُختبَرُ الرجال ويسقُطُ الجبناء!
  • امرأة تحذر الرجال من 4 أنواع من النساء.. فيديو
  • هل الزواج له علاقة بالخرف لدى الرجال؟.. دراسة تجيب
  • 3 نصائح للرجال من أجل صحة أفضل
  • دفاعا عن الآباء الجدد.. نائبة أميركية تحمل رضيعها إلى مجلس النواب
  • دراسة طبية تكشف عن أهم النصائح الوقائية للسكتة الدماغية