السيول تهدم منازل تاريخية في اليمن وتهدد أخرى بالانهيار
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
تواجه عشرات المنازل والمباني والأسواق التاريخية في مدينة صنعاء القديمة، المدرجة على قائمة التراث العالمي، مخاطر محدقة بفعل استمرار سيول الأمطار التي تسببت خلال الأيام الأخيرة في تهدم كلي أو جزئي لكثير منها، بينما تعرّضت أخرى لتشققات وتسرب للمياه، ما يجعلها عرضة للانهيار.
وبينما تسبب المنخفض الجوي الذي ضرب اليمن الأيام الأخيرة في تهدم كلي أو جزئي لأبنية تاريخية في محافظة إب، كشفت مصادر مطلعة في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرّض منزل أثري مكوّن من طابقين، قبل يومين، لانهيار جزئي في حارة حرقان، بمدينة صنعاء القديمة، وسط اتهامات لجماعة الحوثي بتجاهل نداءات الاستغاثة التي أطلقها مواطنون.
وعلى وقع استمرار هطول الأمطار وغياب التدخلات، تحدثت المصادر عن أضرار مختلفة تعرض لها كثير من المباني والأسواق التاريخية في صنعاء القديمة، جراء التدفق المستمر للسيول.
وكشفت المصادر عن وجود تشققات وتسرب للمياه في بعض المنازل والمباني التاريخية في صنعاء القديمة؛ حيث المدينة الأثرية، في حارات: سبأ، والأبهر، وخضير، وزبارة، والحسوسة، والنهرين، والفليحي، وبروم، والمفتون؛ حيث باتت عرضة للانهيار بفعل تلك العوامل، وغياب أعمال الصيانة الدورية.
وتداول مغردون يمنيون على منصات التواصل الاجتماعي صوراً ومشاهد أظهرت حارات تاريخية، مسجلة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو» في صنعاء القديمة، وهي غارقة بالسيول، بعد أن حاصرت المياه كثيراً من السكان في منازلهم.
وأبدى سكان في صنعاء شعورهم بالخيبة لعدم استجابة سلطات الانقلاب الحوثية لنداءات استغاثة من أجل التدخل لإنقاذهم، بعد ارتفاع منسوب المياه لمستويات قياسية، واجتياحها حاراتهم وصولاً إلى منازل بعضهم، مخلّفة أضراراً متفاوتة.
أضرار في إب
وفي محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، تحدثت مصادر محلية عن تعرض 3 منازل أثرية في مديريتي جبلة والعدين للانهيار، جراء الأمطار الغزيرة التي تشهدها المحافظة وعموم محافظات اليمن.
وأدت سيول الأمطار إلى انهيار منزلين أثريين يقعان في حارة المكعدد بمدينة جبلة التاريخية؛ حيث يعود المنزلان إلى شخصين: الأول من آل الظهابي، والآخر من بيت الخباني في إب.
وحذّرت المصادر من أن منازل تاريخية عدة بالحارة ذاتها، في جبلة إب، أصبحت مهددة بانهيار وشيك نتيجة استمرار هطول الأمطار، وتقاعس سلطة الانقلاب، وعدم القيام بأبسط واجباتها في الحماية والصيانة.
وجاءت هذه الحادثة بعد أيام من انهيار منزل بشكل جزئي في مدينة إب القديمة، وآخر بشكل كلي في مديرية الرضمة بالمحافظة ذاتها.
وفي مدينة العدين أفاد سكان محليون «الشرق الأوسط» بتعرض أقدم مبنى أثري يعود إلى عهد الدولة العثمانية لانهيار شبه تام، نتيجة الأمطار والإهمال المتعمد من قبل الجماعة الحوثية.
وسبق أن تعرض المبنى المتميز بالنقوش والعقود والأبواب الخشبية الضخمة قبل نحو 3 سنوات لانهيار جزئي؛ حيث لم تلقَ في حينها مناشدات السكان أي تجاوب من قبل الانقلابيين.
خطر مستمر
أصدر نظام الإنذار المبكر للأرصاد الجوية الزراعية، التابع لمنظمة الأغذية والزراعة، ومكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة، تنبيهاً جديداً، ذكر فيه أن محافظة إب اليمنية قد تتلقى أكثر من 300 ملليمتر من الأمطار، خلال الأيام العشرة المقبلة، في حين من المتوقع أن تشهد المرتفعات الوسطى والمرتفعات الجنوبية هطول أمطار غزيرة، مع ارتفاع مخاطر حدوث فيضانات.
كما ذكر المركز الوطني اليمني للأرصاد الجوية والإنذار المبكر، من جهته، أن العاصمة المختطفة صنعاء سجلت أكثر كمية هطول أمطار خلال اليومين الماضيين، وتوقع استمرار هطول أمطار رعدية متفاوتة الغزارة على عدد من المحافظات.
في السياق نفسه، كشف صندوق الأمم المتحدة للسكان، في تقرير له، عن ارتفاع عدد الأشخاص الذين تضرروا من السيول والأمطار التي ضربت اليمن، الأسبوع الماضي، إلى 180 ألف شخص، وفقاً لبيانات حديثة وزعتها الأمم المتحدة.
ووفقاً للتقرير الأممي، تسببت الأمطار الموسمية الغزيرة بشكل استثنائي في أضرار جسيمة، ونزوح في كثير من المناطق اليمنية، مما فاقم الوضع الإنساني المتردي، الناجم عن أكثر من 9 سنوات من الصراع. وأشار إلى أن محافظات: الحديدة، وحجة، ومأرب، وصعدة، وتعز، كانت من بين الأكثر تضرراً.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الامطار تراث صنعاء القدیمة تاریخیة فی فی صنعاء
إقرأ أيضاً:
أسوأ 3 فيضانات قاتلة خلال 2024.. واحد منها في المنطقة العربية (شاهد)
ضربت فيضانات عدة مناطق حول العالم خلال عام 2024، ما حصد أرواح المئات نتيجة تراكم أو تجمع قدر كبير من الماء الذي كان يغمر الأرض.
وتنجم هذه الفيضانات في العادة عن هطول الأمطار الغزيرة، وتؤدي إلى زيادة كميات المياه في مجرى مائي، مثل النهر أو البحيرة، والتي تتجاوز أو تتعدى الجبايات، ونتيجة لذلك يتعدى بعض من الماء حدوده الطبيعية، وتفيض الأنهار والبحار على الشواطئ.
ويوجد عدة أنواع للفيضانات؛ منها سريعة وتنتج عن هطول الأمطار بكثافة أو الإفراج المفاجئ من المنبع والانهيارات الأرضية أو الجليدية، أو بطيئة وتتكون من هطول الأمطار المستمر، أو ذوبان الثلوج بسرعة تتجاوز قناة النهر، وتتمثل أسبابها في الأمطار الموسمية الغزيرة والأعاصير الاستوائية والبراكين والرياح.
وترصد "عربي21" أبرز ثلاثة فيضانات وقعت خلال 2024، وتسببت في مئات القتلى، ضمن الكوارث الطبيعية التي لم تتوقف على مدار السنين الماضية:
فيضانات إسبانيا 2024
في 29 أكتوبر 2024، جلبت الأمطار الغزيرة ما يعادل أكثر من شهر من الأمطار إلى عدة مناطق في جنوب شرق إسبانيا، بما في ذلك منطقة بلنسيا، ومنطقة قشتالة والمنشف، ومنطقة الأندلس. وتسببت مياه الفيضانات في مقتل ما لا يقل عن 95 شخصًا وأضرارا جسيمة في الممتلكات.
بدءًا من 29 أكتوبر 2024 جلب "الطقس البارد" فيضانات مفاجئة هائلة في جنوب وجنوب شرق إسبانيا، وخاصة في منطقة بلنسيا. وشهدت شيفا ما يقرب من 500 مليمتر (20 بوصة) من هطول الأمطار، بينما سجلت كل من وتيال وتوريس إجمالي 200 مـم (7.9 بوصة)، مع حصول البلديات الجنوبية الشرقية الأخرى على 100 مـم (3.9 بوصة).
شخص قرر أخذ جولة في مدينة فالنسيا الإسبانية بسيارته لتوثيق الدمار الذي خلفته السيول.
تقول الحكومة بأن هذه أسوأ كارثة تضرب إسبانيا منذ 50 عام وهي ثالث أكبر كارثة طبيعية في تاريخ البلاد.
أكثر من 200 قتيل والمئات من المفقودين والآلاف بلا مأوى.pic.twitter.com/MOxCyR6WFn
‼️????دمار هائل جداً في فالنسيا وحكومة إسبانيا الحداد لمدة ثلاثة أيام على الأشخاص الذين لقوا حتفهم في الفيضانات حيث ارتفعت عدد القتلى إلى 95 وأضرار ماديه غير مسبوقه pic.twitter.com/8jAcCLDbIu
— موسكو | ???????? MOSCOW NEWS (@M0SC0W0) October 30, 2024وفي الأندلس تسببت العاصفة في أضرار في المباني والطرق والجسور والأراضي الزراعية. وكان لا بد من إنقاذ العديد من الأشخاص بواسطة الحرس المدني. وأصدر خبراء الأرصاد الجوية توقعات بوقوع المزيد من العواصف التي ضربت المناطق في 31 أكتوبر 2024.
فيضانات ريو غراندي دو سول 2024
في 29 أبريل 2024، أثرت فيضانات شديدة ناجمة عن الأمطار الغزيرة والعواصف على ولاية ريو غراندي دو سول البرازيلية، ما أدى إلى مقتل العشرات، ووقوع انهيارات أرضية واسعة النطاق، وانهيار سد. ويعد ذلك أسوأ فيضان شهدته البلاد منذ أكثر من 80 عامًا.
وتمثل هذه الفيضانات الكارثة البيئية الرابعة من نوعها في البرازيل في نفس العام الشمسي، في أعقاب كوارث مماثلة أودت بحياة 75 شخصًا في يوليو وسبتمبر ونوفمبر 2023.
تصل مقاطع مروعة من بورتو أليغري، #PortoAlegre عاصمة ولاية ريو غراندي دو سول (RS) جنوب البرازيل، حيث تحدث أسوأ فيضانات في تاريخها بسبب الأمطار الغزيرة.
وقد توفي 58 شخصا ومازال 67 مفقودا، في كارثة "غير مسبوقة". واصبحت العديد من البلدات معزولة، وانهارت الطرق، وتعطلت الاتصالات في… pic.twitter.com/ZMwqF58vyK
بدأت الأمطار الغزيرة والرياح القوية تضرب الجزء الشمالي من الولاية يوم 28 أبريل؛ وبحلول اليوم التالي، كانت قد انتشرت في الولاية بأكملها تقريبًا. وحدثت العواصف بين 28 أبريل و1 مايو بسبب جبهة باردة مرتبطة بمنطقة الضغط المنخفض فوق البحر، مع تأثرها أيضًا بتدفق الرطوبة القادمة من شمال البلاد.
وفقًا لتقرير INMET، فقد وصل معدل هطول الأمطار إلى أكثر من 150 مليمتر (5.91 بوصة) في بعض أجزاء ريو غراندي دو سول في 24 ساعة في 30 أبريل؛ وأفاد لاحقًا بأن متوسط هطول الأمطار في منطقة بورتو أليغري في الاثني عشر يومًا الأولى من شهر مايو قد يصل إلى 333.1 مليمتر (13.11 بوصة)، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف متوسط القيمة الشهرية المسجلة بين عامي 1991 و2020 (113 مليمتر (4.4 بوصة).
فيضانات الخليج العربي 2024
فيضانات الخليج العربي نجمت في موسم فيضان بدأ في يوم 14 أبريل 2024 عندما أثرت الأمطار الغزيرة بشدة على دول الخليج العربي نتيجة "منخفض الهدير"، ما تسبب في فيضانات مفاجئة في جميع أنحاء المنطقة.
وكان للفيضانات تأثير كبير في جميع دول الخليج، إذ تأثرت عمان والإمارات العربية المتحدة بشكل خاص أكثر من غيرها، ما أدى إلى مقتل العشرات، بما في ذلك 19 فقط في عمان. وشهدت مناطق جنوب شرق إيران واليمن والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى دول الخليج الأخرى كالبحرين وقطر، هطول أمطار غزيرة أدت إلى حدوث فيضانات كذلك.
و على الرغم من أن منطقة الخليج العربي تشتهر بالطقس الحار والجاف، إلا أنها تشهد أيضاً هطول أمطار بشكل غزير بشكل أكثر انتظامًا في السنوات الأخيرة، ما تسبب في حدوث فيضانات.
وفي عمان قُتل ما لا يقل عن 19 شخصاً بسبب الفيضانات، وكان من بينهم عشرة من تلاميذ المدارس وسائقهم وقد جرفت مياه الفيضانات سيارتهم في سمد الشان في 14 أبريل. وعثر رجال الإنقاذ على جثة فتاة في ولاية صحم، وكانت المنطقة الأكثر تضرراً هي محافظة شمال الشرقية حيث تم الإبلاغ عن فيضانات واسعة النطاق. وتم إلغاء أو تأخير بعض الرحلات الجوية من مطار مسقط الدولي.
فيضانات الخليج العربي هو موسم فيضان بدأ في يوم 14 أبريل 2024 عندما أثرت الأمطار الغزيرة بشدة على دول الخليج العربي نتيجة "منخفض الهدير"، مما تسبب في فيضانات مفاجئة في جميع أنحاء المنطقة. pic.twitter.com/TSwU2MOp5X
— مشعل الديحاني (@AldyhanyMsh) May 4, 2024فيضانات في سلطنة عمان pic.twitter.com/DsMrLvKBmm
— محمد لمين بليلي (@bellmolamine) March 9, 2024فيضانات في سلطنة عمان pic.twitter.com/tD0FgdJJ0P
— محمد لمين بليلي (@bellmolamine) March 7, 2024