وصف سيناتور أمريكي دعم بلاده للمملكة العربية السعودية بأنه "عار وطني" بعد كشف موقع إنترسبت عن ديون غير مدفوعة للبنتاغون جراء تزويد الطائرات المقاتلات في حرب اليمن بالوقود في الجو.

 

وقال السيناتو بول فندلي لموقع "ذا إنترسيبت": "سيكبر أطفال اليمن وهم يدركون أن الحرب الوحشية التي تشنها المملكة العربية السعودية والتي تسببت في الكثير من المذابح والمجاعة أصبحت ممكنة بفضل الدعم الأمريكي.

 

وأضاف "الآن، يبدو أن ولي العهد الملياردير لن يعوض دافعي الضرائب الأمريكيين عن تزويد طائراته الحربية بالوقود".

 

وأكد أن تقصير السعودية، والافتقار المتغطرس لحكومتنا إلى الشفافية، يثبتان بشكل أكبر أن خضوع أمريكا لهذا النظام الاستبدادي يشكل وصمة عار وطنية".

 

وتابع "لن تدفع المملكة العربية السعودية للولايات المتحدة مقابل تزويد طائراتها الحربية بالوقود أثناء قصفها لليمن، لكن الولايات المتحدة استأنفت مؤخرا مبيعات الأسلحة للمملكة".

 

وبحسب تقرير ذا انترسيبت الذي ترجمه للعربية "الموقع بوست" كان السيناتور بول منتقدًا منذ فترة طويلة لمبيعات الأسلحة الأمريكية إلى السعودية بسبب السجل السيئ للمملكة في مجال حقوق الإنسان.

 

يضيف "في عام 2019، انضم بول إلى السيناتور بيرني ساندرز، مستقل من ولاية فيرمونت، ومجموعة من المشرعين من الحزبين يتوسلون إلى الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الدعم الأمريكي للحرب السعودية في اليمن . في أواخر العام الماضي، حاول بول أيضًا منع بيع  تقنيات الاستخبارات والاتصالات العسكرية المتطورة إلى المملكة العربية السعودية.

 

وفقا للتقرير فإنه على الرغم من الديون غير المسددة البالغة 15 مليون دولار ــ الرصيد المتبقي من فاتورة بقيمة 300 مليون دولار لمهام التزود بالوقود جواً والتي حاول البنتاغون مراراً وتكراراً تحصيلها ــ فقد رفعت إدارة بايدن مؤخراً حظرها على بيع الأسلحة الهجومية إلى المملكة العربية السعودية، وسمحت بشحنة أولية من الذخائر جو-أرض إلى المملكة. ولم ينطبق القيد على مبيعات ما يسمى بالأسلحة الدفاعية والخدمات العسكرية. وبلغت قيمة هذه المبيعات ما يقرب من  10 مليارات دولار  على مدى السنوات الأربع الماضية.

 

ويأتي احتضان إدارة بايدن للمملكة العربية السعودية في الوقت الذي أثيرت فيه أسئلة جديدة بشأن دور المملكة في الهجمات الإرهابية التي أودت بحياة ما يقرب من 3000 شخص في 11 سبتمبر.

 

يشير التقرير إلى أنه في عام 2021، فرضت إدارة بايدن حظر الأسلحة الهجومية بسبب الحرب في اليمن والتي قتلت بشكل مباشر أو غير مباشر ما لا يقل عن 377 ألف شخص، بما في ذلك آلاف المدنيين الذين قتلوا في الغارات الجوية للتحالف السعودي. وعلى الرغم من تهدئة الصراع بعد  هدنة عام 2022 ، لا يزال 18.2 مليون شخص ، أي أكثر من نصف سكان اليمن، بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

 

وأفاد تقرير صادر عن مكتب المحاسبة الحكومية في عام 2022 إلى أن الأمم المتحدة قدرت أن الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف في اليمن قتلت أو جرحت أكثر من 18 ألف مدني بين مارس/آذار 2015 وأغسطس/آب 2021. كما قرر مكتب المحاسبة الحكومية أن البنتاغون ووزارة الخارجية فشلا في التحقيق في دور الدعم العسكري الذي قدمته الولايات المتحدة في التسبب في هذه الخسائر.

 

على مدى أشهر، تواصلت "ذا إنترسبت" مع البنتاغون للتأكد مما إذا كانت المملكة العربية السعودية قد دفعت أي جزء إضافي من فاتورة التزود بالوقود جواً المتبقية. وتُظهِر إيصالات الإرجاع أن مسؤولي البنتاغون قرأوا الأسئلة ثلاث مرات في أبريل/نيسان ومايو/أيار. وعلى الرغم من عشرات الرسائل المتابعة في الأشهر الأخيرة، لم ترد وزارة الدفاع قط على أسئلة "ذا إنترسبت".

 

في العاشر من أغسطس/آب، أقرت وزارة الخارجية الأمريكية باستلام أسئلة موقع "ذا إنترسبت" حول أسباب استئناف عمليات نقل الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية، لكنها لم ترد على المتابعات المتكررة. كما لم تتلق رسالة أُرسلت إلى السفارة السعودية في واشنطن العاصمة، طلباً لإجراء مقابلة، أي رد.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن أمريكا السعودية أسلحة حرب المملکة العربیة السعودیة إلى المملکة

إقرأ أيضاً:

أصداء محرقة طائرات (إم كيو-9) في اليمن تكسرُ حاجزَ الصمت الأمريكي الرسمي

وفي جديد هذه الأصداء نشر المجلس الأطلسي، وهو مركَزُ أبحاث أمريكي، نهاية الأسبوع الفائت، تقريرًا مطولًا تناول فيه أبعاد الاختراق غير المسبوق الذي حقّقته القوات المسلحة اليمنية في مواجهة تقنيات الطائرات الأمريكية المقاتلة بدون طيار (إم كيو-9) من خلال إسقاط 14 طائرة منها خلال معركة إسناد غزة.

ووفقًا للمركز الأمريكي فَــإنَّ هذه "السلسلة الطويلة" من الضربات اليمنية الناجحة ضد الطائرات بدون طيار الأمريكية تمثل "أمرًا غير مسبوق" وتبرز "تنامي القدرات الهجومية اليمنية وتحسن مهارات التصويب"، مُشيرًا إلى أن "الكفاءة التكتيكية" للقوات المسلحة اليمنية شهدت "تصاعدًا ملحوظًا" خلال معركة إسناد غزة.

وبحسب التقرير فَــإنَّ "طائرة (إم كيو-9) تشكل العمود الفقري لأسطول الطائرات بدون طيار في الولايات المتحدة، حَيثُ توفر للمخطّطين العسكريين الأمريكيين عمقًا تكتيكيًّا في المناطق الداخلية الوعرة في اليمن، ومع ذلك، وعلى الرغم من تفوقها التقني، فقد أثبتت ضعفها أمام أنظمة الأسلحة المضادة للطائرات الأَسَاسية، ومما لا شك فيه أن نشر الطائرات بدون طيار يظل بديلًا مفضلًا للطائرات المأهولة عند العمل في بيئة عالية الخطورة مثل اليمن".

واعتبر أن "معدل فقدان طائرات (إم كيو-9) بدون طيار في القتال منذ منتصف نوفمبر 2023 يستحق اهتمام الاستراتيجيين العسكريين الأمريكيين، حَيثُ تبلغ قيمة هذه الطائرات حوالي ثلاثين مليون دولار لكل منها، وفقدانها بهذه الوتيرة -ما يقرب من طائرة واحدة شهريًّا- ليس مقبولًا".

 وأوضح التقرير أنه "من الناحية التكتيكية، تهدف عمليات إسقاط طائرات (إم كيو-9) بدون طيار في المقام الأول إلى تعمية أنظمة الاستخبارات والاستهداف الأمريكية، حَيثُ كانت عملية (بوسيدون آرتشر) تعتمد بشكل كبير على البيانات التي تجمعها الطائرات بدون طيار للتخطيط لضربات جوية مشتركة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على أهداف برية معادية في الأراضي اليمنية" وهو ما يعني أن مسار عمليات إسقاط طائرات (إم كيو-9) الأمريكية كان مسارًا رئيسيًّا ومحوريًّا في قيمته وتأثيره على جبهة العدوّ ضمن معركة "الفتح الموعود".

وأشَارَ التقرير إلى أن هذا المسار تكامل مع مسار آخر، تمثل في نجاح القوات المسلحة اليمنية في "إخفاء المواقع الاستراتيجية"، حَيثُ أَدَّى ذلك بحسب التقرير إلى "زيادة اعتماد التحالف الغربي على الطائرات بدون طيار؛ مِن أجلِ الحصول على معلومات استخباراتية"، وهو ما ارتد عكسيًّا على جبهة العدوّ من خلال إسقاط ذلك العدد غير المسبوق من طائرات (إم كيو-9).

ويشير ذلك إلى أن القوات المسلحة اليمنية قد تمكّنت من فرض إيقاعها على المعركة بشكل كبير وواسع إلى حَــدّ أنها حصرت خيارات العدوّ على وسائل وأدوات معينة تستطيع التعامل معها؛ وهو ما جعل التحالف الأمريكي البريطاني يبدو فاقدًا لزمام الأمور بشكل كامل.

واعتبر التقرير أن تأثير سلسلة العمليات الناجحة للقوات المسلحة اليمنية ضد طائرات (إم كيو-9) الأمريكية يمتد إلى ما هو أبعد من الظروف الزمانية والمكانية لمعركة إسناد غزة؛ لأَنَّه يجعل التقنيات الأمريكية مكشوفة أمام خصومها الآخرين في المنطقة والعالم، مُشيرًا إلى أن إسقاط هذه الطائرات قد يوفر لليمن معلومات حساسة يمكن مشاركتها مع أُولئك الخصوم؛ مِن أجلِ تعزيز جهود التفوق على التقنيات العسكرية الأمريكية في أي صراع قادم.

وقال التقرير: إن القوات المسلحة اليمنية "أثبتت قدرتها على إضعاف التفوق القتالي للولايات المتحدة جزئيًّا، وإضعاف التفوق الجوي الأمريكي، وكشفت نقاط ضعف كبيرة في طبقات الدفاع لطائرة (إم كيو-9)، وقد يسعى خصوم واشنطن إلى الاستفادة من هذه الثغرات لتعزيز مصالحهم الاستراتيجية".

واقترح التقرير أن تقوم الولايات المتحدة "باستغلال الهدوء الحالي لتعديل استراتيجية نشر الطائرات بدون طيار".

ويوسع هذا الاقتراح مفاعيل الهزيمة التاريخية للولايات المتحدة أمام اليمن في معركة الفتح الموعود، حَيثُ تسببت العمليات البحرية اليمنية بإجبار الجيش الأمريكي على إجراء تعديلات واسعة (وغير مجدية حتى الآن) على المستوى التكتيكي والفني والتقني فيما يتعلق بالسفن الحربية، والآن يبدو أن واشنطن تقف أَيْـضًا أمام ضرورة إجراء تعديلات مماثلة فيما يتعلق بأسطول الطائرات بدون طيار، وقد يمتد ذلك أَيْـضًا إلى الطائرات المقاتلة المأهولة، خُصُوصًا بعد التصريحات الأخيرة التي كشف فيها مسؤولون أمريكيون عن إطلاق صواريخ دفاعية يمنية ضد مقاتلة (إف-16) أمريكية فوق السواحل اليمنية للمرة الأولى، معتبرين ذلك إشارةً على تطوير قدرات الدفاع الجوي اليمني.

ويمثل تسليط الضوء على دلالات إسقاط طائرات (إم كيو-9) الأمريكية في اليمن انهيارًا لسياسة التكتم التي اعتمد عليها الجيش الأمريكي طيلة أكثر من عام إزاء هذا المسار من المعركة، حَيثُ كان البنتاغون يلجأ مضطرًا في بعض الحالات إلى الاعتراف بإسقاط بعض هذه الطائرات بدون أن يحدّد موقع الإسقاط، ويرفض تقديم أي تفاصيل عن تلك العمليات، ويقوم بالتشكيك في إحصائيات القوات المسلحة اليمنية حول عدد طائرات (إم كيو-9) التي تم إسقاطها، وهي سياسة كان دافعها الأَسَاسي هو العجز عن الخروج بأية رواية أُخرى تخفف من وقع السقوط المدوي لتقنية هذه الطائرات التي تعتبر من مفاخر سلاح الجو الأمريكي، كما هو الحالُ مع عمليات استهداف حاملات الطائرات التي حاول الجيش الأمريكي إنكارها جملة وتفصيلًا، لكن حقائقها ظهرت لاحقًا باعترافات مباشرة وغير مباشرة؛ الأمر الذي يؤكّـد أن الهزيمة الأمريكية أمام اليمن لم تقتصر على الجانب العملياتي والتكتيكي في الميدان، بل شملت حتى ميدان "السردية" الإعلامية.

المسيرة

مقالات مشابهة

  • فضًا لسياسات ترامب.. شركة نرويجية توقف تزويد السفن الأمريكية بالوقود
  • رفضًا لسياسات ترامب.. شركة نرويجية توقف تزويد السفن الأمريكية بالوقود
  • ستسيطر على دول في ناتو..قطع الدعم الأمريكي لأوكرانيا يقلب الموازين لصالح روسيا
  • استباقا لأي اتفاق أمريكي روسي.. 10 حلفاء تقليديين لواشنطن يجتمعون في لندن اليوم
  • معهد "كارنيغي" يكشف عن مساعٍ حوثية لتعزيز نفوذها إقليميا ببناء تحالفات مع الحشد الشعبي (ترجمة خاصة)
  • قرار أمريكي جديد حول اليمن
  • مجموعة لولو تعلن عن إتمام أول مشروع للطاقة الشمسية بنجاح في المملكة العربية السعودية وتعزز استدامتها عبر شراكتها مع كانو-كلينماكس
  • أصداء محرقة طائرات (إم كيو-9) في اليمن تكسرُ حاجزَ الصمت الأمريكي الرسمي
  • الخارجية السعودية : المملكة ترفض تشكيل أى حكومة موازية فى السودان
  • شبان إماراتيون يشيدون بكرم المملكة: السعودية عزوتنا وسندنا.. فيديو