رحلة دبلوماسية فـي عالم مضطرب
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
آخر تحديث: 20 غشت 2024 - 3:58 مبقلم: أحمد صبري لعلَّ مَن يقرأ مذكّرات الدبلوماسي العراقي الراحل نزار حمدون ويغوص في غمار تفاصيلها الَّتي عاشها على مدى نصف قرن يستطيع القول انها رحلة مثيرة مليئة بالأحداث والتحديات الَّتي وضعته في صدارة المشهد الدبلوماسي والحدث السياسي.ورحلة حياة دبلوماسيَّة هي حصيلة تجربة الراحل نزار حمدون رصدها وعاش تفاصيلها كان شاهدًا على حقبة من الزمن كانت مليئة بالأسرار والمواقف حاول فك شفرتها برؤيَّة السياسي والدبلوماسي كرَّسها في جهده الوطني لتجنيب العراق مخاطر التهديدات الخارجيَّة الَّتي كانت تستهدفه حاضرًا ومستقبلًا.
وعلى الرغم من هامش المرونة الَّتي كانت متاحة لجهد ودور حمدون، إلَّا أنَّه وظفها لخرق جدار العزلة والعداء الغربي والأميركي تحديدًا للعراق مستغًّلا علاقاته الشخصيَّة مع صنَّاع القرار في البيت الأبيض لدرء العمل العسكري على بلاده، وفتح أفق ونافذة جديدة تؤسِّس لعلاقة متوازنة، إلَّا أنَّ الأحداث كانت تسير على عكس ذلك الَّتي أدَّت بالنِّهاية على احتلال العراق عام 2003. وأفرد كاتب المذكرات حيزًا كبيرًا لتطورات العلاقة مع الولايات المُتَّحدة الأميركيَّة عندما كان سفيرًا لبلاده في واشنطن ومندوبًا للعراق في الأُمم المُتَّحدة ووكيلًا لوزارة الخارجيَّة العراقيَّة واصفًا في مقدِّمة مذكراته أنَّ كتابة المذكرات مسؤوليَّة ثقيلة وعبء أخلاقي وتصبح المسؤوليَّة أثقل والعبء أكبر عندما يكُونُ الكاتب ممن تعاطوا السياسة وغاصوا في عمق أسرارها. ويتوقف حمدون عند تطورات الموقف العراقي والأميركي من اجتياح الكويت في الثاني من أغسطس 1990 ، وأسرار المراسلات مع القائم بالأعمال الأميركي في العراق جوزيف ولسون لتجنب الحرب وترجيح الحل السياسي على الحل العسكري والمبادرات العربيَّة والغربيَّة لتفادي الحرب، لا سِيَّما المبادرة الروسيَّة الَّتي وافق العراق عَلَيْها ودار الخلاف على تفاصيلها وخواتيم هذه الأزمة كانت بالعمل العسكري ضدَّ العراق عام 1991، ثمَّ فرض الحصار عَلَيْه الَّذي دام 13 عامًا متواصلة. وعلى الرغم من تباين بعض الآراء حَوْلَ مذكرات (رحلة حياة دبلوماسيَّة) إلَّا أنَّها كانت بالأحوال كافَّة شهادة موثقة بَيْنَ مرحلتين في عالَم مضطرب جال فيها حمدون محاولًا كشف أسرار ما دار بَيْنَهما ودوره في تسليط الضوء على اتجاه مرحلتي اجتياح الكويت واحتلال العراق في مقاربة تضع القارئ في قلب الحدث وأسراره وما تمخَّض عَنْها من نتائج كارثيَّة ما زلنا نئنُّ من تداعياتها. ويصف الراحل نزار حمدون مرحلة عمله في واشنطن بأنَّها كانت متميزة في سماتها عن كلِّ ما قَبلها من نشاط عمل حزبي وسياسي، وكانت الحرب الأميركيَّة العراقيَّة فاصلًا بَيْنَ مرحلتين متميزتين في حياته المهنيَّة.وفي معرض رؤيته لكتابة مذكراته يقول حمدون: دوَّنت بها سيرتي وخلاصة تجربتي في الحياة واضعًا ما يتوافر من معلومات ووثائق لاعتقادي أنَّ هناك زوايا معيَّنة من حقبة مهمَّة من تاريخ العراق لم ولن تكتب بدوني كما ينبغي لتطلع الأجيال العراقيَّة عَلَيْها.ويكشف مقدِّم الكتاب عن فشل محاولة من مخابرات غربيَّة لم يسمِّها لاستقطاب الراحل نزار حمدون وتشجيعه على الانشقاق، لكنَّه رفض ذلك معتبرًا أنَّ غزو العراق واحتلاله سيمهد لإضعافه وتفتيته.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
دبلوماسية هواه.. مبعوثان لترامب ورسائل متضاربة لحماس
يُحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ممارسة الدبلوماسية عبر مبعوثين خاصين، ولكن ماذا يحدث عندما يوجه المبعوثون رسائل مختلفة؟
أقل ما يمكن ترامب فعله هو عدم تقويض مبعوثه بإرسال آخرين إلى ساحة المعركة
وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الدليل الأول هو آدم بوهلر، المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن، الذي أجرى محادثات مباشرة مع "حماس" من وراء ظهر إسرائيل، بمعزل عن العملية التي قادها ستيف ويتكوف، وهو مبعوث آخر لترامب.
وأطل بوهلر على التلفزيون يوم الأحد، للدفاع عن محادثاته، وقال إنه يجب "فهم" حماس و"التعرف على العناصر البشرية لهؤلاء الناس والبناء على ذلك".
وتتساءل الصحيفة: "هل يمتد هذا إلى تبني خطاب حماس؟".
وأشار بوهلر مراراً إلى الرهائن الإسرائيليين بـ"السجناء"، بينما وصف الفلسطينيين المسجونين بـ"الرهائن"، الأمر الذي وصفته الصحيفة بأنه دبلوماسية هواه.
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن بوهلر كان يستخدم الطائرة الخاصة لرجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري للسفر إلى المفاوضات، وهو مواطن أمريكي عاد إلى الضفة الغربية عام 1994، حضر بعض المحادثات.
وقال بوهلر إن إسرائيل "تتبادل أعدادًا هائلة من الرهائن" الفلسطينيين "مقابل شخص واحد. وأقول إنهم عدد كبير من الرهائن. لن نجري مثل هذه الصفقة في الولايات المتحدة".
Trump envoy Adam Boehler tells Israeli public news that Hamas offered a long term truce and disarmament. Big if true. Either way, it makes Netanyahu look so incompetent. The US talking directly to Hamas is the smartest move in US foreign policy on Israel-Palestine in decades. pic.twitter.com/Ns7taQtRdY
— Mairav Zonszein מרב זונשיין (@MairavZ) March 9, 2025وأضاف بوهلر أن حماس عرضت "تبادل جميع الأسرى"، أي إخلاء السجون الإسرائيلية، "وتهدئة تتراوح بين خمس وعشر سنوات، حيث تُلقي حماس جميع أسلحتها".
ويشار إلى أن "الهدنة" هي ما حصلت عليه حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ومن المشكوك فيه أن تكون حماس قد وافقت على نزع سلاحها، وتقول قطر إنها لم توافق.
وأضاف بوهلر إنه عرض أولي جيد، وهي جملة ستستخدمها حماس مع ويتكوف. وعندما سُئل عما إذا كان سيلتقي بحماس مرة أخرى، أجاب بوهلر: "لا أحد يعلم. أحيانًا تكون في المنطقة، وتمر بها".
وأوضح وزير الخارجية ماركو روبيو الاثنين، إن المحادثات المباشرة كانت "مجرد نقاش" و"لم تُثمر"، ويقود ويتكوف الآن المفاوضات في قطر، محاولًا التركيز على إطار عمل وقف إطلاق النار الذي اقترحه، كما لو أن بوهلر لم يتعثر قط.
وصرح ويتكوف يوم الإثنين، بأن المفاوضات تحتاج إلى موعد نهائي. إحدى الأفكار المطروحة هي إطلاق سراح الإرهابيين لبرامج مكافحة التطرف بدلًا من إبعادهم إلى الشارع. وقد يساعد هذا إسرائيل على إطلاق المزيد منهم مقابل التوصل إلى اتفاق.
Opinion | Who Speaks for Trump With Hamas? https://t.co/DDVTvh1H0f
— Levan Ramishvili (@levanrami) March 12, 2025في الأسبوع الماضي، طلب ترامب من حماس إطلاق سراح جميع الرهائن فورًا "وإلا انتهى الأمر بالنسبة لكم". لكن حماس لم يكن لديها ما يدعو للقلق في ظل منحها مسارًا تفاوضيًا جديدًا ولقاءات مع بوهلر، مبعوث ترامب الذي استضاف أفكارها.
ولمنح ويتكوف فرصة، تسمح إسرائيل لحماس بوقف إطلاق نار حر. وأقل ما يمكن ترامب فعله هو عدم تقويض مبعوثه بإرسال آخرين إلى ساحة المعركة.