ما هي شروط السلام بين أرمينيا وأذربيجان؟
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
بين 27 و29 يونيو (حزيران) الماضي، التقى وزيرا خارجية أرمينيا وأذربيجان أرارات ميرزويان وجيهون بيراموف في واشنطن، لمناقشة مسودة معاهدة السلام التي قد تضع حداً للصراع المستمر منذ ثلاثين عاماً بين البلدين في جنوب القوقاز.
الصراع الأرميني الأذربيجاني كان مأساة لكلا الشعبين
وتبع هذا الاجتماع لقاء قمة للقيادتين الأرمينية والأذربيجانية، بوساطة رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل في بروكسل في 15 يوليو (تموز) الماضي.
وتتمثل إحدى القضايا المحورية بين البلدين في مصير إقليم ناغورني قرة باغ التاريخي، الذي كان جزء منه إبان الحقبة السوفيتية منطقة تتمتع بالحكم الذاتي داخل أذربيجان، وأقرها المجتمع الدولي بأسره فيما بعد أرضاً تتبع لسيادة باكو.
إعادة الوحدةوفي هذا الإطار قال فريد شفييف، رئيس مركز تحليل العلاقات الدولية، الذي يتحذ من باكو مقراً له، في مقال له في مجلة "ناشونال إنترست" إن الصراع الحديث بين الدولتين بدأ بين عامي 1987 و1988، عندما ارتبط الشعار القومي الأرميني "إعادة الوحدة"، بمطالب توحيد منطقة الحكم الذاتي السابقة مع أرمينيا.
ويشير هذا الشعار إلى سردية تاريخية أرمينية تشبه إلى حد كبير ما تروج له روسيا فيما يخص أوكرانيا، ألا وهو الادعاء بأن رقعة كبيرة من الأراضي هي جزء من النطاق الإمبراطوري.
مقاومة لجهود السلاموأوضح الباحث أن هناك مقاومة كبيرة لجهود السلام الرامية إلى إبرام معاهدة سلام، خاصة من الشتات الأرميني القوي والمؤثر سياسياً ويعارض فكرة دعم حملة ضد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بسبب استعداده للاعتراف بإقليم قرة باغ بصفته جزءاً من أذربيجان.
وتراجع باشينيان عن موقفه السابق بأن "قرة باغ أرمينية"، بعد هزيمة بلده الصادمة فيما يعرف باسم حرب قرة باغ الثانية في خريف عام 2020.
ومكَّن الصراع الوجيز أذربيجان من تحرير أراضيها التي احتُلت في حرب قرة باغ الأولى بين عامي 1992 و1994، تماشياً مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الصادرة في عام 1993.
وخلال السنوات الفاصلة، تمتعت أرمينيا بما أطلق عليه العالم الأرميني توماس أمبروزيو "بيئة دولية متساهلة أو متسامحة للغاية، أجازت ضم نحو 15% من الأراضي الأذربيجانية".
صور استشراقية نمطيةوطيلة هذه الفترة، انصب تركيز وسائل الإعلام الدولية الكبرى على مظالم أرمينيا بسبب مجموعة متنوعة من العوامل التي تراوحت ما بين الشتات الأرميني القوي وجماعات الضغط المنتشرة في دول غربية كثيرة وحقيقة أن الصراع ينسجم إلى ح كبير مع الروايات الغربية الراسخة.. فقد كانت المعركة "معركة مسيحيين ضد مسلمين" حافلة بالصور الاستشراقية النمطية.
ولفت الباحث إلى أن الصراع كان مأساة لكلا الشعبين، غير أن التقارير الراصدة للدمار الواسع النطاق داخل الأراضي الأذربيجانية، والتطهير العرقي للأذربيجانيين من أرمينيا وقرة باغ والألغام الأرضية وتدنيس المساجد، لم تلقَ قط مستوى الاهتمام الدويّ الذي نالته حالة انعدام الأمن لدى الأرمينيين أو مصير التراث الديني الأرميني.
وضع حد للعنفورأى الباحث أن الجوانب المطروحة الآن على طاولة المفاوضات قد تضع حداً لحلقة العنف المفرغة، التي أثارتها مطالب الأرمن الوحدوية بالأراضي في قرة باغ.
وحسب فريد شفييف، يدور اتفاق السلام في مدار الإقرار المتبادل بالسلامة الإقليمية لكلا البلدين، وهو المبدأ الذي اكتسب أهمية عظمى في ضوء الحرب الروسية الأوكرانية.. فالاحترام المتبادل والحقيقي لإقليم كل دولة هو السبيل الوحيد لإقرار السلام الدائم، وهذا المبدأ شائع بين صناع السياسات الأمريكيين والأوروبيين/ الذين دفعوا عجلة مفاوضات السلام على مدار العامين الماضيين.
وأكد الباحث ضرورة ألا تقتصر مناقشات الخبراء ورجال الصحافة بشأن الشكل الذي يمكن أن يكون عليه السلام الدائم مستقبلاً على رواية الأرمن وحسب، وإنما على ما يعانيه الأذربيجانيون أيضاً وشعورهم بالضعف إزاء الاعتداءات المحتملة في المستقبل.
ولفت الباحث إلى التركيز الحالي على طريق لاتشين الواصل بين أرمينيا ومنطقة قرة باغ في أذربيجان الذي يُعد حلقة وصل بالغة الأهمية لسكانها الأرمينيين، مشيراً إلى أنه في النقاشات الأخيرة، نادراً ما يأتي أحد على ذكر أن القوات المسلحة الأرمينية احتلت مدينة لاتشين وأضرمت فيها النيران في مايو (أيار) عام 1992، ما مهد الطريق لاحتلال الأراضي الأذربيجانية في عام 1993.
ويصر القادة الأرمينيون المحليون في قرة باغ على رغبتهم في الاستقلال وإعادة الوحدة، رافضين أي فرصة لإجراء أي حوار مثمر.
"عجز وإفلاس" مجموعة مينسكورأى فريد شفييف أن محاولات فرض أي آليات دولية على أذربيجان بأي شكل فيما يختص بقره باغ، تكشف عن عجز وإفلاس مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تشترك في رئاستها فرنسا وروسيا والولايات المتحدة.
ولفت الكاتب النظر، في ختام مقاله، إلى أن هناك فرصة ضئيلة لتحقيق السلام، ولوسائل الإعلام الدولية دور كبير إما في الترويج لروايات قومية بدائية مثل "ألف عام من الوجود المسيحي"، أو "احتمال التطهير العرقي الوشيك" وإما في دحضها.. "وإذا أردنا إقرار السلام، فعلينا أولاً أن نضع الحقائق في الحسبان، لا الروايات الذاتية الطابع".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة القوقاز ارمينيا أذربيجان
إقرأ أيضاً:
هيئة الهجرة النيوزيلندية تضع شروطًا على دخول الإسرائيليين لأراضيها
الجديد برس|
أفادت وسائل اعلام إسرائيلية، إن هيئة الهجرة بنيوزيلندا تطلب من الإسرائيليين تفاصيل عن خدمتهم العسكرية كشرط لدخول البلاد.
وأضاف قال موقع “تايمز أوف إسرائيل”، إن هيئة الهجرة النيزيلندية رفضت طلب إسرائيلي بعد إدلائه بتفاصيل عن خدمته العسكرية.
وتزايدت في الآونة الأخيرة، الدعاوى القضائية المرفوعة ضد جنود الاحتلال حول العالم، والمتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال العدوان الدموي الذي شنته “إسرائيل” على قطاع غزة لأكثر من 15 شهرًا.
واستنادًا لمعطيات نشرتها صحيفة “هآرتس الإسرائيلية” سابقًا، فقد أرسلت مؤسسة “هند رجب”، أسماء ألف جندي إسرائيلي إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي؛ مشيرةً إلى أنّ هؤلاء تركوا -طوال مشاركاتهم في الحرب-أدلة واضحة لما قاموا به (انتهاكات وجرائم حرب) عبر نشر العديد منهم مقاطع فيديو وصورا لهم على الإنترنت.
كما رصدت هيئة البث الإسرائيلية، ارتفاعا في محاولات ملاحقة جنود إسرائيليين قضائيا في الخارج، مشيرة إلى تقديم نحو 50 شكوى ضد جنود احتياط في الخارج، جرى فتح 10 تحقيقات ضمن تلك الشكاوى في الدول المعنية دون تسجيل أي اعتقالات.