روشتة التغلب على الخوف من اتخاذ القرارات.. فيديو
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
قدمت نرمين البحيري، مدربة الحياة والعلاقات، روشتة للتغلب على الخوف من اتخاذ القرارات لا سيما المصيرية كـ العمل أو الزواج على سبيل المثال.
وأكدت نرمين البحيري خلال استضافتها مع الإعلامية عزة مصطفى مقدمة برنامج صالة التحرير المذاع على قناة صدى البلد، اليوم الأربعاء، أن الخوف أمر طبيعي حال الإقدام على أمر غامض، ناصحة بالثقة أولا في الله ثم في النفس واليقين بالنجاح في أي مكان.
ونصحت بضرورة دراسة القرار جيدا وعدم اتخاذه وقت انفعال، وسؤال من لديهم خبرة، مضيفة أن القرارات المصيرية تثبت أن الشخص مخير، لذلك يجب الاستمتاع بأنه يملك القدرة على رسم حياته.
كما نصحت من يخشون اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية، بتدريب النفس على أبسط القرارات، مؤكدة أن الشجاعة ليست في سرعة اتخاذ القرار.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
النفس البشرية.. مأزق التشظي والانكسار
نلتفت؛ في أحايين كثيرة؛ إلى التصرفات المفاجئة وردات الفعل؛ التي تصدر عن من حولنا، وبصورة غير متوقعة، وهذه الالتفاتة تحمل الكثير من التعجب؛ أحيانا؛ ومن الاستنكار أحيانا أخرى، وعدم الرضى، والاستغراب، وذلك لفجائيتها، وعدم استيعابها في تلك اللحظة، حيث تأتي عن غير سابق إنذار، ولأنها كذلك فهي تحمل الدهشة، ومع أننا كلنا معرضون لأن نأتي بالتصرفات والسلوكيات الفجائية غير المتوقعة منا، ولكننا نحسبها من الآخرين على أنها خروج عن المألوف، خاصة إذا صاحبها سلوك فج، غير مقبول، سواء على هيئة فعل مادي، أو لفظ غالى فيه صاحبه على الطرف الآخر، ولنا بعدها أن نطرح الكثير من الأسئلة الاستنكارية حيال هذه المواقف؛ ومن ذلك: فإلى أي حد تلعب المجموعة الحاكمة لضبط النفس البشرية عن إخراج الإنسان عن ما تكتنزه نفسه من سوء؟ وما هي؛ أصلا؛ هذه الضوابط التي لها فضل المحافظة على أنفسنا لتتحكم فينا للبقاء على رزانتنا ووقارنا وهدوئنا؟ هل يعقل أننا نعيش على حافة حد السيف؛ فبقدر توازننا النفسي الذي نتجمل به، بالقدر ذاته يتهاوى كل ذلك لمجرد كلمة أو موقف يثير فينا حفيظتنا؛ فلا نملك إلا أن نتعرى من مبادئنا وقيمنا؟ ألا يستحمل الأمر أن نعيش في مساحة آمنة للتفاعل والبقاء؛ بناء على معززات كثيرة نمتلكها من القيم، والتجارب، وخبرات الحياة، لتستر شيئا مما يغتلي بين جوانحنا؟ لماذا هذه المساحة الضيقة التي كثيرا ما تعرينا عن حقيقتنا كبشر، وتغربنا عن حقيقتنا كاجتماعيين حقيقيين، تفصلنا بصورة مطلقة عن مجتمع الكائنات غير العاقلة؟ إلى أي حد تستطيع مشاعرنا أن تلعب بنا مشرقا ومغربا في حالة من الاستسلام الذي يفضح هدوءنا، وتماسكنا، وجمال شخصيتنا؟ لماذا لا تحضر حالة التوازن بين الرغبة والحاجة في كثير من مواقفنا مع إدراكنا الكبير لهما، وفي حالاتنا الصعبة جدا، أو المحرجة جد؛ أم أن الإنسان أسير لحظته الراهنة فقط، ينشط فيها، وتتهاوى مشاعرة المستنفرة كذلك؟ لماذا تبقى حيرة السؤال قائمة على خط سيرها الأفقي؛ انعكاسا لتصرفاتنا ما قبل الحالة الفطرية، وما بعد الحالة المصطنعة؟ ولماذا لا يكون هناك أثر حاضر لتجربة الحياة التي اقتطعت جزءا مهما من حياتنا، ولم تؤثر على تصرفاتنا، وتفاعلاتنا؛ مع أنفسنا والآخرين من حولنا؟.
كثيرا ما توجه أصابع الاتهام إلى مجموعة الطبائع والغرائز عند الإنسان، وعلى أنها هي السبب الرئيسي في كل ما يقوم به من سلوكيات إيجابية أو سلبية، حيث تستفرد الطبائع والغرائز - وفق هذا الاتهام - على النشاط السلوكي فتعمل على تهيئة السلوك الإيجابي عند الإنسان، أو السلوك السلبي كذلك، أو تحول أحدهما لصالح الآخر، مع أن الإنسان يمارس سلوكا عاطفيا؛ وفق المفهوم الإنساني؛ بخلاف الحيوان الذي يمارس سلوكا غرائزيا؛ وفق المفهوم الحيواني، كما يرى علماء الاجتماع ذلك، وهي نقطة التفريق المحورية بين الإنسان والحيوان، ولذلك يعاب السلوك الناشز عند الإنسان، ولا يلتمس له عذر في ذلك، وعدم الالتماس له العذر هو إنقاذ له من دونية الحيوان، إلى «سموية» الإنسانية، ومن هنا - كما أرى من وجهة نظر شخصية - يطبق عليه درجات العقاب المنصوص عليها في التشريعات الدينية، والتشريعات القانونية الموضوعة من قبل الإنسان نفسه، لحمايته من نفسه، قبل أن تكون حمايته من الكائنات الحية الأخرى من غير بني الإنسان، ومع ذلك فالإنسان؛ في أحايين كثيرة؛ يكون عنده الاستعداد للاستجابة إلى الرغبات عندما يتعرض لمثيرات البيئة من حوله؛ حيث يتدخل الجهاز العصبي فيوقد فيه هذه الثورة الغرائزية النائمة، حيث ينتقل إلى السلوك الجامح، أو القاسي، الذي يشبه من قبل الآخرين بالسلوك الحيواني، ولذلك لا يتردد الآخرون في لحظة ما، لتقييم سلوك ما ظهر على تصرفات إنسان ما بأن يوصف هذا الإنسان بـ «الحيوان» وهذا النوع من الوصف هو ردة فعل قوية تكون من قبل الذي تعرض لقسوة السلوك، مع أن الذي يقابله هو إنسان مثله، وليس حيوان، ولكن قسوة الأثر من السلوك الهائج الذي أظهره أحد الطرفين على الآخر، حول الآخر المتضرر بأن يصف صاحبه بالحيوان، والسؤال الذي يمكن طرحه هنا؛ أيضا: هل هناك ثمة علاقة عضوية بين البيئة التربوية، وأعني بيئة الأسرة التي تربى فيها الفرد، وبين مجمل السلوكيات الصعبة التي يأتي بها؟ والمحير أكثر عندما تتزاحم السلوكيات الناشزة في مجموعة كبيرة من الأفراد في لحظة زمنية واحدة، كما يحدث في المظاهرات، والمسيرات، حيث تتقارب كثيرا السلوكيات غير الواعية من قبل الغالبية العظمى من المشاركين في ذات المسيرة، أيعقل أن تتجمع كل التربويات الاجتماعية غير الراشدة في ذات اللحظة لدى هذه الغالبية التي تقوم بالسلوكيات الخاطئة، مع تبايناتها وتنوعها واختلافها؟ أم أن الإنسان؛ في الأساس عنده القابلية للتحول من نوع ما من السلوكيات إلى النوع النقيض؛ دون أي اعتبار لعمليات التنشئة والبيئات المشاركة في هذه التنشئة؟ فعلا المسألة محيرة إلى حد كبير.
يبدو من مظاهر مختلف السلوكيات العنيفة التي يبديها الإنسان أن غريزتي «حب البقاء، وحب الاستيلاء» هما المتصدران على قائمة السلوك العنيف الذي يقابل به الفرد؛ الفرد الآخر، لأن في البقاء معناه استمرار الحياة بالنسبة له، والاستيلاء تعني توفير مقومات هذه الحياة التي ينشدها، ولعله من هنا تأتي مقولة: «قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق» وفي كليهما البقاء والاستيلاء، ولعل ما يعجل من خروج السلوك العنيف في لحظة ما؛ هو الخوف من عدم تحقق البقاء والاستيلاء، فالإنسان ملتحم بالخوف نظير هذه المرجعية التي أساسها البقاء والاستيلاء، ولذلك فعند اللحظات الحرجة في حالة الشعور بفقدان كليهما، أو إحداهما، لن يوجد متسع للتفكير المنطقي، فإما لي أو عليّ، لا يهم ما سوف تسفر عنه النتائج بعد ذلك، وبهذا الفهم تنتقل الإنسانية المحكومة بالعقل؛ كما يفترض؛ إلى الحيوانية المحكومة بالغريزة؛ كما هي الحقيقة؛ لتثير الكثير من الأسئلة عن هذا التداخل في العلاقة غير المتكافئة، وعدم تكافئها يعود إلى الحقيقة التي يتضمنها الحديث النبوي الشريف، الذي يرويه النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب»- متفق عليه - بحسب المصدر - والجسد المعني هنا؛ هو الإنسان، الذي ميزه الله عز وجل عن مجموعة الحيوانات غير العاقلة، التي إن تنطلق من ممارساتها لأفعالها؛ فإنها تنطلق من وحي الغريزة، وليس العقل أو القلب، وهذا مما يضاعف من المسؤولية الكبيرة لدى الإنسان في العمل على بقاء التوازن في كل شيء في هذه الحياة، وليس فقط الانصياع لرغبات الجسد، والأهواء، والمشاعر؛ والتي في مجملها توسع من دائرة التشظي والانكسار عبر المساحة الممنوحة لهذا الإنسان لأن يعمل فيها، ويمارس كل أنشطته الحياتية، فما هو مسموح له بأن يتخذ فيه قراره، وهو بكامل إرادته العقلية ما يصلح نسبته فوق الـ (90%) - وفق ما تشير إليه الدراسات الاجتماعية - والمتبقي وهي الأقل من الـ (20%) هي المسير فيها، وليس له حيلة فوق أن يأتي بها .
أختم هنا بنتائج دراسة قام بها أحد علماء النفس الأمريكيين، سميت بـ «سجن جامعة ستانفورد» وخلاصة التجربة: أن هذا العالم قام بتقسيم مجموعة الطلبة الذي أجرى عليهم الاختبار إلى قسمين، قسم أطلق عليهم السجانين، والقسم الآخر المسجونين، وأعطى مجموعة السجانين كامل التصرف حيال المسجونين، فـ «كانت النتيجة كارثية أثارت جدلاً أخلاقياً واسعاً في الأوساط العلمية، حيث راقب الرجل في قلق التحول المرعب الذي حدث للسجانين الذين يشعرون ألا مساءلة عليهم مهما فعلوا، فقد فوجئ وهو يراقبهم عبر شاشات المراقبة، كيف أصبحوا يتعاملون بخشونة وعنف لدرجة تعذيب زملائهم، رغم أنهم عرفوا بتهذيبهم وهدوئهم وتفوقهم الدراسي الذي جعلهم يلتحقون بهذه الجامعة العريقة.أوقف الرجل التجربة فوراً». وكان التعليق على نتيجة التجربة هو: « السلطة المطلقة تُخرج أسوأ ما في النفس البشرية»- انتهى بتصرف - . بحسب: https://ar.wikipedia.org/wiki.
أحمد بن سالم الفلاحي كاتب وصحفـي عماني