عربي21:
2025-03-18@04:05:04 GMT

هكذا تواجه الصين أزمة اقتصادية غير مسبوقة

تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT

هكذا تواجه الصين أزمة اقتصادية غير مسبوقة

نشر موقع "كوين تريبون" الفرنسي، تقريرًا، تحدّث فيه عن الاقتصاد الصيني الذي يواجه أزمة غير مسبوقة، لافتًا إلى أن المؤشرات الاقتصادية تُظهر تباطؤا واضحًا في النمو. 

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه بينما تبحث الأسواق العالمية عن إشارات الاستقرار، يُظهِر الاقتصاد الصيني، الذي يُنظر إليه منذ فترة طويلة باعتباره قاطرة لا تتزعزع، علامات مثيرة للقلق تشير إلى نفاذ قوته.

 

وتكشف المؤشرات الاقتصادية الأخيرة التي نشرتها بكين عن واقع أكثر قتامة مما توحي به الخطابات الرسمية. وتكمن خلف هذه الأرقام تحديات هيكلية كبرى: القطاع العقاري في خضم الأزمة، واستهلاك الأسر في حالة ركود، والتوترات الجيوسياسية التي تخنق آفاق النمو. 

تباطؤ اقتصادي متفاقم
ووفق الموقع؛ تكشف الأرقام الأخيرة للإنتاج الصناعي الصيني عن تباطؤ واضح، حيث بلغ النمو 5.1 في المئة فقط في تموز/ يوليو، وهو ما يمثل أدنى معدل له منذ آذار/ مارس. 

وتعكس هذه النتيجة، التي جاءت أقل من توقعات المحللين، فقدان الاقتصاد للزخم رغم الجهود التحفيزية التي بذلتها بكين والتي بدت أنها بدأت تؤتي ثمارها. 

وفي الوقت نفسه، بالتوازي لم ترتفع مبيعات التجزئة وهي مؤشر رئيسي لاستهلاك الأسر إلا بنسبة 2.7 في المئة على أساس سنوي وهي قفزة متواضعة تعجز عن إخفاء الركود المستمر في السوق المحلية. ويعكس هذا التباطؤ في الاستهلاك ضعف ثقة الأسر، نتيجة لحالة عدم اليقين الاقتصادي والكآبة السائدة.

وبيّن الموقع أن الصورة تبدو أكثر قتامة عندما ننظر إلى ديناميكيات سوق العمل؛ فقد ارتفع معدل البطالة إلى 5.2 في المئة في يوليو/ تموز، والوضع مثير للقلق بشكل خاص في صفوف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 سنة، والذين وصل معدل البطالة لديهم إلى مستويات تاريخية قبل أن توقف السلطات نشر هذه البيانات. وهذا التجميد للمعلومات، الذي تم تبريره رسميًّا بمراجعة منهجيات الحساب، يترك شكوكًا حول الحجم الحقيقي للمشكلة. 

وفي هذه الأثناء؛ ترسم هذه العناصر مجتمعة صورة للاقتصاد الصيني المتعثر، حيث تبدو محركات النمو التقليدية متوقفة، مما ينذر بتحديات كبيرة في الأشهر المقبلة.

ثغرات عميقة
وأفاد الموقع أن الأزمة في قطاع العقارات في الصين، الذي كان سابقًا أحد ركائز النمو الاقتصادي في البلاد، تتفاقم بوتيرة مثيرة للقلق. ففي تموز/ يوليو، انخفضت أسعار المساكن في 68 مدينة من المدن السبعين الكبرى في البلاد، وهو رقم قياسي مثير للقلق. ويشكل هذا الانخفاض علامة واضحة على ضعف الطلب، الذي تفاقم بسبب اقتراب العديد من شركات التطوير العقاري الكبرى من الإفلاس، والتي تسببت ديونها الفلكية في إصابة السوق بالشلل. 

والآن أصبحت الأسر الصينية، التي كانت تميل تقليديًّا إلى الاستثمار في العقارات، مترددة عن تخصيص مدخراتها لقطاع يُنظر إليه على نحو متزايد باعتباره حفرة مالية. ويساهم انعدام الثقة هذا في زيادة تباطؤ النشاط الاقتصادي ويؤدي إلى تضخيم الحلقة المفرغة التي يصعب كسرها.


وفي الوقت نفسه؛ تؤثّر التوترات الجيوسياسية، وخاصة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بشكل كبير على الصادرات الصينية، وهي محرك أساسي آخر لاقتصادها. من جانب آخر، أدى انخفاض الطلب العالمي، إلى جانب العقوبات والقيود التجارية، إلى تقليص قدرة الصين على الحفاظ على مستويات صادراتها المعتادة. 

ويسلط هذا الوضع، الذي يتسم بمجموعة من العوامل الخارجية والداخلية، الضوء على حدود النموذج الاقتصادي الصيني، الذي أشيد بمرونته ذات يوم. وفي مواجهة هذه التحديات، تجد بكين نفسها مضطرة إلى إعادة تقييم أولوياتها الاقتصادية وإيجاد مصادر جديدة للنمو لتجنب التراجع طويل الأمد.

بالتالي، تجد الصين نفسها عند نقطة تحول حاسمة في تاريخها الاقتصادي. ويكشف تباطؤ الإنتاج وأزمة العقارات والتوترات الجيوسياسية عن نقاط ضعف عميقة لا يبدو أن تدابير التعافي الحالية قادرة على تصحيحها. ولتجنب الركود الدائم، لن تضطر بكين إلى تعزيز ثقة الأسر والمستثمرين فحسب، بل يتعين عليها أيضا تنويع اقتصادها بما يتجاوز القطاعات التقليدية. 

واختتم الموقع التقرير بالقول إن مستقبل الصين، وبالتالي مستقبل الاقتصاد العالمي، سوف يعتمد على قدرتها على إعادة تشكيل نفسها في مواجهة هذه التحديات غير المسبوقة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية الصيني مستقبل الصين الصين أزمة اقتصادية مستقبل الصين المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بلدية غزة: المدينة تواجه أزمة “عطش شديد” بسبب قطع إمدادات الطاقة والمياه

يمانيون../
حذّرت بلدية غزة من خطورة الأوضاع الإنسانية والصحية في المدينة نتيجة استمرار العدو الصهيوني في إغلاق المعابر ومنع دخول الوقود ومصادر الطاقة اللازمة لتشغيل المرافق والخدمات الأساسية، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات التعسفية تهدد بتفاقم الأوضاع وقطع سبل الحياة والمياه في المدينة.

وقالت البلدية، اليوم الأحد، في بيان صحفي إن العدو يواصل سياساته التعسفية عبر وقف إمدادات الوقود والطاقة وتهديده بوقف ضخ المياه من خط “مكروت”، الذي يُعد شريانًا رئيسيًا لتزويد المدينة بالمياه، حيث يغطي حاليًا نحو 70% من احتياجاتها اليومية.

وأكدت البلدية أن وقف مصادر الطاقة سيؤدي إلى حالة شلل شبه كامل في تشغيل مرافق المياه والصرف الصحي، إلى جانب توقف العديد من الخدمات الحيوية الأخرى، مما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية والصحية التي تعاني منها المدينة في ظل العدوان المستمر.

وأشارت إلى أن توقف خط “مكروت” سيؤدي إلى أزمة عطش خانقة في المدينة ويُهدد الحياة الإنسانية فيها ويؤدي الى تدهور الصحة العامة وانتشار الأمراض.

ودعت بلدية غزة المؤسسات والهيئات الأممية والدولية إلى التدخل العاجل لإنقاذ الأوضاع الإنسانية المتدهورة في المدينة، والضغط على العدو الصهيوني لإلزامه باحترام القوانين والمواثيق الدولية، وضمان توفير مصادر الطاقة والمياه دون أية عوائق.

وفي مطلع الشهر الجاري، انتهت المرحلة الأولى من الاتفاق التي استمرت 42 يوما، وتتنصل قوات العدو من الدخول في المرحلة الثانية التي تشمل إنهاء العدوان.

ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلقت قوات العدو الصهيوني مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية، وتهدد بإجراءات تصعيدية أخرى وصولا إلى استئناف حرب الإبادة الجماعية.

وخلّفت حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة بين السابع من أكتوبر 2023 و19 يناير الماضي، بمساندة الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد من الدول الأوروبية، أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • عاجل : الكشف عن الموقع الذي استهدفته الغارات في العاصمة صنعاء وسماع سيارات الإسعاف تهرع نحو المكان 
  • حروب ترامب التجارية تؤدي إلى تباطؤ النمو العالمي وزيادة التضخم حسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية
  • منظمة التعاون الاقتصادي تقلّص آفاق النمو لعام 2025
  • منظمة: الحرب التجارية الأميركية تهدد النمو الاقتصادي العالمي وترفع التضخم
  • حكومة العهد الجديد في لبنان.. آمال عريضة تواجه تحديات اقتصادية وسياسية
  • إيفو يخفض توقعات النمو الاقتصادي الألماني إلى 0.2% هذا العام
  • وزير سلطة المياه الفلسطيني لـ«الاتحاد»: أزمة مياه غير مسبوقة في قطاع غزة
  • بلدية غزة: المدينة تواجه أزمة “عطش شديد” بسبب قطع إمدادات الطاقة والمياه
  • إشادة برلمانية بتوجيهات الرئيس السيسي بشأن قطاع البترول.. نواب: نقلة نوعية في مؤشرات النمو الاقتصادي
  • النمو في الصين لا يكفي لإخراج الاقتصاد العالمي من دائرة التباطؤ