عربي21:
2024-09-17@00:09:14 GMT

هكذا تواجه الصين أزمة اقتصادية غير مسبوقة

تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT

هكذا تواجه الصين أزمة اقتصادية غير مسبوقة

نشر موقع "كوين تريبون" الفرنسي، تقريرًا، تحدّث فيه عن الاقتصاد الصيني الذي يواجه أزمة غير مسبوقة، لافتًا إلى أن المؤشرات الاقتصادية تُظهر تباطؤا واضحًا في النمو. 

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه بينما تبحث الأسواق العالمية عن إشارات الاستقرار، يُظهِر الاقتصاد الصيني، الذي يُنظر إليه منذ فترة طويلة باعتباره قاطرة لا تتزعزع، علامات مثيرة للقلق تشير إلى نفاذ قوته.

 

وتكشف المؤشرات الاقتصادية الأخيرة التي نشرتها بكين عن واقع أكثر قتامة مما توحي به الخطابات الرسمية. وتكمن خلف هذه الأرقام تحديات هيكلية كبرى: القطاع العقاري في خضم الأزمة، واستهلاك الأسر في حالة ركود، والتوترات الجيوسياسية التي تخنق آفاق النمو. 

تباطؤ اقتصادي متفاقم
ووفق الموقع؛ تكشف الأرقام الأخيرة للإنتاج الصناعي الصيني عن تباطؤ واضح، حيث بلغ النمو 5.1 في المئة فقط في تموز/ يوليو، وهو ما يمثل أدنى معدل له منذ آذار/ مارس. 

وتعكس هذه النتيجة، التي جاءت أقل من توقعات المحللين، فقدان الاقتصاد للزخم رغم الجهود التحفيزية التي بذلتها بكين والتي بدت أنها بدأت تؤتي ثمارها. 

وفي الوقت نفسه، بالتوازي لم ترتفع مبيعات التجزئة وهي مؤشر رئيسي لاستهلاك الأسر إلا بنسبة 2.7 في المئة على أساس سنوي وهي قفزة متواضعة تعجز عن إخفاء الركود المستمر في السوق المحلية. ويعكس هذا التباطؤ في الاستهلاك ضعف ثقة الأسر، نتيجة لحالة عدم اليقين الاقتصادي والكآبة السائدة.

وبيّن الموقع أن الصورة تبدو أكثر قتامة عندما ننظر إلى ديناميكيات سوق العمل؛ فقد ارتفع معدل البطالة إلى 5.2 في المئة في يوليو/ تموز، والوضع مثير للقلق بشكل خاص في صفوف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 سنة، والذين وصل معدل البطالة لديهم إلى مستويات تاريخية قبل أن توقف السلطات نشر هذه البيانات. وهذا التجميد للمعلومات، الذي تم تبريره رسميًّا بمراجعة منهجيات الحساب، يترك شكوكًا حول الحجم الحقيقي للمشكلة. 

وفي هذه الأثناء؛ ترسم هذه العناصر مجتمعة صورة للاقتصاد الصيني المتعثر، حيث تبدو محركات النمو التقليدية متوقفة، مما ينذر بتحديات كبيرة في الأشهر المقبلة.

ثغرات عميقة
وأفاد الموقع أن الأزمة في قطاع العقارات في الصين، الذي كان سابقًا أحد ركائز النمو الاقتصادي في البلاد، تتفاقم بوتيرة مثيرة للقلق. ففي تموز/ يوليو، انخفضت أسعار المساكن في 68 مدينة من المدن السبعين الكبرى في البلاد، وهو رقم قياسي مثير للقلق. ويشكل هذا الانخفاض علامة واضحة على ضعف الطلب، الذي تفاقم بسبب اقتراب العديد من شركات التطوير العقاري الكبرى من الإفلاس، والتي تسببت ديونها الفلكية في إصابة السوق بالشلل. 

والآن أصبحت الأسر الصينية، التي كانت تميل تقليديًّا إلى الاستثمار في العقارات، مترددة عن تخصيص مدخراتها لقطاع يُنظر إليه على نحو متزايد باعتباره حفرة مالية. ويساهم انعدام الثقة هذا في زيادة تباطؤ النشاط الاقتصادي ويؤدي إلى تضخيم الحلقة المفرغة التي يصعب كسرها.


وفي الوقت نفسه؛ تؤثّر التوترات الجيوسياسية، وخاصة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بشكل كبير على الصادرات الصينية، وهي محرك أساسي آخر لاقتصادها. من جانب آخر، أدى انخفاض الطلب العالمي، إلى جانب العقوبات والقيود التجارية، إلى تقليص قدرة الصين على الحفاظ على مستويات صادراتها المعتادة. 

ويسلط هذا الوضع، الذي يتسم بمجموعة من العوامل الخارجية والداخلية، الضوء على حدود النموذج الاقتصادي الصيني، الذي أشيد بمرونته ذات يوم. وفي مواجهة هذه التحديات، تجد بكين نفسها مضطرة إلى إعادة تقييم أولوياتها الاقتصادية وإيجاد مصادر جديدة للنمو لتجنب التراجع طويل الأمد.

بالتالي، تجد الصين نفسها عند نقطة تحول حاسمة في تاريخها الاقتصادي. ويكشف تباطؤ الإنتاج وأزمة العقارات والتوترات الجيوسياسية عن نقاط ضعف عميقة لا يبدو أن تدابير التعافي الحالية قادرة على تصحيحها. ولتجنب الركود الدائم، لن تضطر بكين إلى تعزيز ثقة الأسر والمستثمرين فحسب، بل يتعين عليها أيضا تنويع اقتصادها بما يتجاوز القطاعات التقليدية. 

واختتم الموقع التقرير بالقول إن مستقبل الصين، وبالتالي مستقبل الاقتصاد العالمي، سوف يعتمد على قدرتها على إعادة تشكيل نفسها في مواجهة هذه التحديات غير المسبوقة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية الصيني مستقبل الصين الصين أزمة اقتصادية مستقبل الصين المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الصين تواجه تباطؤ الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة بإجراءات تحفيزية

تباطأ نمو الإنتاج الصناعي في الصين في أغسطس/آب إلى أقل وتيرة في 5 أشهر كما واصلت مبيعات التجزئة وأسعار المنازل الجديدة تراجعها، مما عزز مبررات تنفيذ إجراءات تحفيز اقتصادي أقوى لدفع الاقتصاد والمساعدة على بلوغ معدل النمو السنوي المستهدف.

وجاءت البيانات التي تشير إلى تباطؤ اليوم السبت بما يشابه بيانات أظهرت أيضا ضعف أرقام الإقراض المصرفي أمس الجمعة، مما يشير إلى وتيرة نمو ضعيفة في الربع الثالث لاقتصاد الصين الذي يقدر حجمه بنحو 18.6 تريليون دولار وهو ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة.

ونما الإنتاج الصناعي في أغسطس/آب بنسبة 4.5% على أساس سنوي، متراجعا عن وتيرة بلغت 5.1% في يوليو/تموز الماضي ومسجلا بذلك أبطأ نمو منذ مارس/آذار وفقا للبيانات الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء اليوم السبت.

ولم ترتفع مبيعات التجزئة، وهي مقياس رئيسي للاستهلاك، في أغسطس/آب سوى 2.1% رغم ذروة موسم السفر في الصيف، وهي نسبة جاءت تراجعا عن زيادة قدرها 2.7% في يوليو/تموز السابق. وجاء الرقم أقل من نسبة نمو قدرها 2.5% توقّعها محللون في وقت سابق.

كما هبط إنتاج مصافي النفط الصينية للشهر الخامس على التوالي وتراجع إنتاج الصلب الخام في أغسطس/آب 6.1% عن يوليو/تموز بما يشير إلى ضعف الطلب.

ودفع تعثر نمو الأنشطة الاقتصادية الصينية بالفعل شركات وساطة عالمية إلى تقليص توقعاتها لنمو اقتصاد الصين في 2024 إلى ما دون المستهدف رسميا من الحكومة عند نحو 5%. وسجل الاقتصاد نموا نسبته 4.7% في الربع الثاني.

ونقلت وسائل إعلام رسمية أن الرئيس شي جين بينغ حث السلطات الخميس على بذل جهد أكبر لتحقيق النمو السنوي المستهدف للاقتصاد وأهداف التنمية الاجتماعية، وسط توقعات بوجود حاجة لمزيد من الخطوات لتحفيز التعافي الاقتصادي المتعثر.

وتعد أزمة الديون المتواصلة منذ مدة طويلة في قطاع العقارات الصيني المهم والضغوط الانكماشية المتواصلة ومعدل البطالة المرتفع من بين العوامل التي تؤثر حاليا على ثقة المستثمرين.

وأفاد المكتب، في بيان، بأن "التأثيرات العكسية للتغيّرات الحالية في البيئة الخارجية تزداد وما زال الطلب المحلي غير كاف وما زال الاقتصاد يواجه العديد من الصعوبات والتحديات في تعافيه المتواصل".

واقتربت البطالة من نسبة 5.3% في أغسطس/آب، وفق بيانات رسمية، مقارنة مع 5.2% في يوليو/تموز.

باحثون عن عمل يتزاحمون في معرض للوظائف بساحة التحرير في شيجياتشوانغ الصينية (رويترز) رفع سن التقاعد

ويأتي الكشف عن البيانات السبت غداة إعلان بكين عن رفع سن التقاعد على المستوى الوطني في ظل تراجع معدل الولادات وتقدّم مئات ملايين الأشخاص في العمر.

وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني وافق على اقتراح برفع سن التقاعد مما يسرّع عملية تعديل قوانين تعود إلى عقود مضت بهدف معالجة الضغوط الاقتصادية الناجمة عن انكماش قوة العمل.

وسيتم رفع سن التقاعد للرجال من 60 إلى 63 عاما، وللنساء العاملات في المهن المكتبية من 55 إلى 58 عاما، وللنساء العاملات في المهن اليدوية من 50 إلى 55 عاما.

ومن المقرر دخول التغييرات حيز التنفيذ في أول يناير/كانون الثاني 2025.

ومن شأن رفع سن التقاعد أن يخفف الضغوط على ميزانيات المعاشات التقاعدية في الوقت الذي تواجه فيه أقاليم صينية عديدة بالفعل عجزا كبيرا.

وتراجع إجمالي عدد سكان الصين عام 2023 للعام الثاني على التوالي، فيما حذّر الخبراء من تداعيات ذلك على الاقتصاد وأنظمة الرعاية الصحية والاجتماعية ما لم يتم القيام بأي تحرك.

مقالات مشابهة

  • أستاذ إعلام: التيسيرات الضريبية خطوة جديدة لتعزيز الاقتصاد ومواجهة التحديات
  • مجلس شؤون خدمة المجتمع بجامعة الفيوم: منح مقدمة من سفارة الصين لحضور دورات تدريبية للعلاج الصيني التقليدي
  • إسرائيل تعدل النمو الاقتصادي بالخفض في الربع الثاني
  • "ياغي" يكبد فيتنام 1.6 مليار دولار ويهدد نمو الاقتصادي
  • خبير لـ"الرؤية": زيادة أعداد الباحثين عن عمل تؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي نتيجة تراجع الاستهلاك
  • توقعات بارتفاع استهلاكات حديد التسليح بعد استعادة النمو الاقتصادي والتوسع في تراخيص البناء
  • د. يسري الشرقاوي يكتب: على أبواب مرحلة اقتصادية جديدة
  • الصين تواجه تباطؤ الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة بإجراءات تحفيزية
  • رئيسة المركزي الروسي تحدد الأسباب التي تقف وراء هبوط أسعار النفط
  • الدولار الأمريكي يشهد قفزة تاريخية مقابل الجنيه المصري: أزمة اقتصادية تلوح في الأفق