وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء، إلى مصر لمواصلة جولته التي تهدف إلى التوصل لهدنة في قطاع غزة وتبادل الأسرى، قبيل استئناف الوسطاء مباحثاتهم هذا الأسبوع في مصر.

ووصل بلينكن إلى العلمين على الساحل الشمالي لمصر، والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وسيستأنف الوسطاء مباحثاتهم هذا الأسبوع في مصر، حيث تشارك مصر والولايات المتحدة وقطر في الوساطة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل لوقف الحرب على قطاع غزة المستمر منذ أكثر من 10 أشهر.

وأجرى بلينكن محادثات في تل أبيب أمس الاثنين، وأعلن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "أكد له أن إسرائيل توافق على خطة التسوية" التي عرضتها واشنطن خلال جولة مفاوضات في الدوحة الأسبوع الماضي، مشددا على أن "من واجب" حركة حماس "أن تفعل الشيء نفسه".

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يستقبل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في العلمين (الفرنسية)

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال -اليوم الثلاثاء- إن حركة حماس "تتراجع" عن خطة الاتفاق المطروحة.

وأوضح بايدن -ردا على أسئلة صحفيين في شيكاغو- أن التسوية "ما زالت مطروحة، لكن لا يمكن التكهّن بأي شيء"، مضيفا أن "إسرائيل تقول إن بإمكانها التوصل إلى نتيجة.. حماس تتراجع الآن".

حماس تدين

في المقابل، أوضحت حماس أنها تابعت باستغراب واستهجان شديدين تصريحات الرئيس الأميركي التي ادعى فيها أن الحركة تتراجع عن اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضافت حماس أن ما عُرض عليها مؤخرا "يشكل انقلابا على ما وصلت إليه الأطراف في الثاني من يوليو/تموز والمرتكز على إعلان بايدن نفسه".

وأوضحت أن "الوسطاء بقطر ومصر يعلمون أن الحركة تعاملت بإيجابية في كل المفاوضات، وأن نتنياهو يعرقل دائما التوصل لاتفاق".

وكانت حماس اعتبرت أن المقترح "يستجيب لشروط نتنياهو ويتماهى معها، خصوصا رفضه لوقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الشامل من قطاع غزة".

ودانت الحركة "الإصرار" الإسرائيلي على إبقاء قوات على حدود قطاع غزة مع مصر أو ما يعرف بـ"محور فيلادلفيا"، و"الشروط الجديدة في ملف" الأسرى الفلسطينيين الذين يفترض أن يتم تبادلهم بأسرى محتجزين في غزة.

كما تتمسّك حماس بتنفيذ الخطة التي أعلنها بايدن نهاية مايو/أيار، ودعت الوسطاء إلى "إلزام الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه".

وكان بلينكن أكد أمس، خلال زيارته التاسعة إلى إسرائيل منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أن المفاوضات "في لحظة حاسمة"، مضيفا أنها "على الأرجح أفضل، وربما آخر فرصة لإعادة الرهائن إلى ديارهم والتوصل إلى وقف إطلاق نار، ووضع الجميع على طريق أفضل إلى سلام وأمن دائمين".

وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على غزة خلفت نحو 133 ألفا بين شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ما الرسائل التي حملها ممثل الرئيس الروسي للجزائر؟

الجزائر– حملت زيارة نائب وزير الخارجية والممثل الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف إلى الجزائر دلالات عدة عن طبيعة العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة مع ظهور مؤشرات توتر غير معلن خلال الأشهر الماضية على خلفية وجود قوات فاغنر الروسية ونشاطها في مالي.

ووصف بوغدانوف علاقات بلاده بالجزائر بالجيدة وعلى مستوى إستراتيجي، مؤكدا أن اللقاء الذي جمعه رفقة نائب وزير الدفاع الروسي إيونوس بيك إيفيكوروف، بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ورئيس أركان الجيش الفريق أول السعيد شنقريحة، ووزير الخارجية أحمد عطاف، لم يناقش فقط العلاقات الثنائية بل الأحوال في المنطقة ومنطقة الساحل إلى جانب تبادل الرؤى والنصائح، مشيرا إلى استعداد روسيا لمواصلة اللقاءات والتعاون مع الجزائر بما في ذلك النقاش السياسي.

وتأتي زيارة المسؤول الروسي إلى الجزائر بالتزامن مع تقارير إعلامية حول سحب روسيا عتاد عسكري متطور من قواعدها في سوريا ونقله إلى ليبيا بعد أيام من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وعقب تجديد الجزائر دعوتها بمجلس الأمن إلى انسحاب القوات الأجنبية والمقاتلين والمرتزقة الذين يفاقم وجودهم حدة التوترات ويهدد سيادة ليبيا.

الجانبان الجزائري والروسي ناقشا العلاقات الثنائية وعددا من الملفات الإقليمية والدولية (الخارجية الجزائرية) تنشيط بعد فتور

يقول أستاذ العلاقات الدولية والخبير في القضايا الجيوسياسية محمد عمرون إن زيارة ممثل الرئيس الروسي إلى الجزائر تُعد "مهمة" إذا ما وضعت في سياقها الإقليمي والدولي الذي يشهد عدة تطورات، منها سقوط نظام الأسد، والأوضاع في غزة، والحرب الأوكرانية الروسية المتواصلة، إلى جانب الوضع المتأزم في منطقة الساحل الأفريقي.

ويؤكد عمرون، في حديثه للجزيرة نت، أن الزيارة تعد مهمة أيضا بالنسبة للعلاقات الثنائية بين البلدين كونها اتسمت بالفتور الأشهر الماضية لاعتبارات عديدة، من بينها وجود قوات فاغنر الروسية في شمال مالي.

وتطرق إلى العلاقات التاريخية التقليدية بين الجزائر وروسيا في جميع المستويات السياسية والدبلوماسية وحتى العسكرية، مما يجعل روسيا "بحاجة إلى التشاور مع شركائها الموثوقين مثل الجزائر بخصوص التطورات في سوريا، وهو ما سيرفع حالة البرودة والفتور عن العلاقات الجزائرية الروسية".

إعلان

واعتبر أن انعقاد الدورة الرابعة للجنة المشتركة الجزائرية الروسية فرصة لترميم الثقة بين الجانبين بعد فترة من الفتور، والتباحث حول واقع منطقة الساحل، ورفع التنسيق والتشاور وتبادل الرؤى في ما يتعلق بمجمل الملفات.

رسائل وتوضيحات

وأشار أستاذ العلاقات الدولية والخبير في القضايا الجيوسياسية إلى أن ممثل الرئيس الروسي قد حمل دون شك مجموعة من الرسائل من الرئيس بوتين إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تضاف إلى قضايا التعاون وكيفية تقريب وجهات النظر، وتتعلق بتقديم تفسيرات وتوضيحات من الجانب الروسي، خصوصًا فيما يتعلق بمنطقة الساحل، والاستماع للرؤية الجزائرية في هذا السياق.

وبخصوص إذا ما حملت هذه الزيارة تطمينات للجزائر، يقول إن الجزائر أثبتت عدة مرات أنها قادرة على حماية أمنها القومي بنفسها، مما يجعل مسألة التطمينات الروسية فيها نوع من المبالغة.

وأشار إلى أن الجزائر لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تُستبعد من ترتيبات منطقة الساحل لاعتبارات كثيرة، كما أن الرؤية الجزائرية القائمة على ضرورة الحوار والتعاون، ورفض التدخلات العسكرية، ورفض اللجوء إلى القوة لحل الأزمات، تعتبر في كثير من الأحيان رؤية صائبة، مما يجعل روسيا مطالبة بالتنسيق بشكل أكبر مع الجزائر.

من جانبه، توقع الخبير في القضايا الجيوسياسية والأمنية وقضايا الهجرة، حسان قاسمي، أن يكون ملف فاغنر قد طوي نهائيا بعد ردود الفعل القوية للطرف الجزائري على نشاط القوات الروسية في مالي، مؤكدا أن روسيا بلد حليف للجزائر، ولو كان هناك عدم توافق في بعض الأحداث التي تطورت على حدود الجزائر.

قواعد روسية بليبيا

واعتبر قاسمي، في حديثه للجزيرة نت، أن الأخبار المتداول لوسائل إعلام غربية حول نقل القواعد العسكرية الروسية بسوريا إلى ليبيا هي محاولات مغرضة لنقل الصراع إلى ليبيا، لعدم وجود لتهديد مباشر للقواعد العسكرية الروسية في سوريا، مع إمكانية تطور الصراعات الجيوسياسية في المستقبل.

إعلان

ومع ذلك، اعتبر أن نقل روسيا المحتمل لقواعدها العسكرية من سوريا إلى ليبيا لا يمكن أن تشكل تهديدا لأمن الجزائر كونها ليست عدوا لها، مما يفرض التنسيق والتشاور مع الجزائر بالموضوع إلى جانب الأطراف الأخرى على غرار السلطة الليبية ومصر.

وقال الخبير حسان قاسمي إن التطورات التي حدث في مالي مع وجود قوات فاغنر الروسية هناك لا يمكن أن تتكرر في ليبيا.

ويرى المحلل السياسي علي ربيج أن موقف الجزائر واضح جدًا فيما يخص القواعد العسكرية في منطقة الساحل أو في منطقة المغرب العربي بشكل عام، كونها رفضت أن تكون هناك قواعد عسكرية على ترابها، أو في ليبيا أو تونس أو مالي، لتأثير مثل هذه التجارب على أمن البلدان بتحولها لمدخل مباشر للانتشار العسكري للقوات الأجنبية.

ويقول ربيج، في حديثه مع الجزيرة نت، إن موقف الجزائر ثابت فيما يتعلق بالقواعد العسكرية، مما قد يجعله أحد النقاط الخلافية بينها وبين روسيا، التي ربما ترغب في إقامة قاعدة عسكرية في ليبيا، معتبرا أن هذا قد يزيد التوتر بين الجزائر وروسيا، وبين أي دولة أخرى تريد إقامة قواعد عسكرية في المنطقة.

بالنسبة للرسائل التي قد يحملها الطرف الروسي بالنسبة للجزائر في القضية الليبية، اعتبر أنها لن تخرج عن محاولة إقناع الجزائر لتغيير موقفها، فروسيا لا يمكنها التنازل عن وجودها في ليبيا.

وأشار إلى أن الجزائر ستبقى صامدة ومتمسكة بموقفها كونها تؤمن بنظرية واحدة، وهي أنه "لا يمكن الخروج من الأزمة الليبية إلا عن طريق جلوس الأخوة الليبيين معًا، والليبيين فقط، لإجراء حوار ومفاوضات وتقديم تنازلات فيما بينهم من أجل التوصل إلى حل يفضي إلى إجراء انتخابات دون تدخل أجنبي".

مقالات مشابهة

  • النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة| فيديو
  • قنص ضابط إسرائيلي وسط مخيم جباليا بقطاع غزة
  • بلال الدوي: مصر الدولة الوحيدة التي أجبرت إسرائيل على السلام
  • كاتب صحفي: إسرائيل لم تحترم أي معاهدة أو هدنة
  • استشهاد 6 في قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين بقطاع غزة
  • حماس: اتفاق وقف النار بغزة قريب ما لم تضع إسرائيل شروطا جديدة
  • خلال الـ24 ساعة الماضية.. 82 شهيداً وجريحاً في 3 مجازر صهيونية جديدة بقطاع غزة
  • ما الرسائل التي حملها ممثل الرئيس الروسي للجزائر؟
  • الاحتلال الإسرائيلي ينسف مباني شرق رفح بقطاع غزة
  • هدنة غزة المرتقبة: شروط جديدة تؤخر الصفقة المنتظرة