القدس المحتلة-سانا

أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين ونادي الأسير الفلسطيني أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل عمليات التعذيب وارتكاب الجرائم الممنهجة بحق المعتقلين من قطاع غزة.

وأوضحت الهيئة والنادي في بيان مشترك اليوم نقلته وكالة وفا أن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في معتقل “عوفر” بحق المعتقلين من القطاع لا تقل خطورة عن تلك التي يرتكبها بحقهم في معسكر “سديه تيمان” الذي شكل العنوان الأبرز لجرائم التعذيب، وهو واحد من بين عدة معسكرات ومعتقلات يواجه فيها الأسرى جرائم ممنهجة وغير مسبوقة بمستواها منذ بدء حرب الإبادة.

وأشارت الهيئة والنادي إلى أنه استناداً إلى العديد من شهادات معتقلي غزة الذين تمت زيارتهم في معتقل “عوفر” وشهادات المفرج عنهم فإن أبرز جرائم الاحتلال بحقهم هي ممارسة جريمة الإخفاء القسري التي يواصل الاحتلال فرضها على غالبيتهم واستخدامهم دروعاً بشرية لفترات طويلة خلال توغله في القطاع وممارسة جرائم التعذيب بحقهم وإذلالهم واستخدام الكلاب البوليسية خلال عمليات الاعتداء، فضلاً عن جريمة التجويع والجرائم الطبية الممنهجة بحرمانهم من العلاج بشكل أساسي وإجراء عمليات جراحية دون تخدير وبتر أطراف معتقلين نتيجة لعمليات التقييد المستمرة، إضافة لجرائم الاغتصاب.

ولفتت الهيئة إلى أن الاحتلال يفرض قيوداً مشددة وغير مسبوقة على المحامين، وأن الزيارات تتم تحت مستوى عال من الرقابة المشددة، ما يدفع غالبية الأسرى الذين تمت زيارتهم إلى رفض إعطاء أي تفاصيل عن ظروف احتجازهم خوفاً من تعرضهم للتعذيب.

وبينت الهيئة والنادي أنه منذ بدء حرب الإبادة في تشرين الأول الماضي اعتقل الاحتلال الآلاف من غزة غالبيتهم ما زالوا رهن الإخفاء القسري ومن بينهم شهداء ارتقوا جراء التعذيب ويقدر عددهم بالعشرات، فيما وصل عدد الأسرى في معتقلات الاحتلال بداية الشهر الجاري إلى أكثر من 9900 أسير وهذا المعطى لا يشمل معتقلي غزة جميعاً وخاصة المحتجزين في معسكرات تابعة لجيش الاحتلال.

وجددت الهيئة والنادي مطالبة المنظومة الحقوقية الدولية باستعادة دورها الذي أنشئت من أجله والخروج من حيز الاكتفاء برصد جرائم الاحتلال وإعلان المواقف والدعوات إلى حيز آخر ينتصر لقيم العدالة الإنسانية ويبدأ بمحاسبة مسؤولي الاحتلال على جرائمهم الممنهجة بحق الشعب الفلسطيني.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الهیئة والنادی

إقرأ أيضاً:

حفَر نفق الحرية ولم يخرج منه.. قصة الأسير المحرر إياد جرادات

جنين– "أنطق الجملة وأنسى ما قلت، فقدت الإحساس بالنكهات، تناولت أطعمة كنت أحبها جدا قبل الأسر، لكني لم أجد نفس الطعم القديم بها، كل شئ تبدل" بهذه الكلمات بدأ الفلسطيني إياد جرادات حديثه عن شعوره بعد خروجه من الأسر ضمن صفقة التبادل التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل.

ويقول جرادات -الذي خرج السبت الماضي من معتقل "رامون" أحد سجون الاحتلال ويقع في صحراء النقب ويبعد 200 كيلومتر عن مدينة القدس- إنه فقد الإحساس بالأشياء في السجن، حيث قلة الطعام ومحدوديته، نوع واحد أو نوعان فقط يومياً، فيعتادها الأسير، حتى يفقد إحساس التذوق بغيرها.

ويضيف في حديث للجزيرة نت "كنت متشوق لتناول الفاكهة، طلبت منهم فاكهة البوملي، لأني أحبها كثيراً، كنت آكلها بشراهة قبل الأسر، مر 22 عاما على آخر مرة أكلت فيها البوملي، الليلة الماضية لم أستسغ طعمها أبدا حين قدمت لي".

جرادات يستقبل المهنئين بخروجه من سجون الاحتلال (الجزيرة) تعذيب ممنهج

كان الطعام يقتصر على الفاصوليا البيضاء الباردة أو البرغل النيئ، وكان جرادات يتخلص منه في حمام الزنزانة لأنه لا يطيق أكله، ويقول "كنت أعيد الصحن بعد التخلص من الطعام، والفطور معلقة من اللبن ومعلقة من الحمص مع قطعة خبز، بقيت 4 أيام قبل الإفراج بالجوع، ومع ذلك لم تتقبل معدتي الطعام حين خرجت".

وتحدث جردات -خلال استقباله المهنئين بمنزله في بلدة السيلة الحارثية غرب جنين- عن آخر ليلة قضاها في سجن عوفر، بعد نقله من عزل رامون تمهيدا للتحرر من الأسر قائلا "آخر يومين نقلت إلى عوفر، وهناك لا يتم وضع الأسرى المنوي الإفراج عنهم في نفس زنازين الأسرى الموجودين أصلا بالسجن، وضعونا في غرف بعيدة باردة جدا، ولا يوجد بها شيء سوى بطانيتين".

بحسب الأسير المحرر "لا يهتم السجان بأي تفصيل يخص إنسانية الأسير، فالأسرى بالنسبة للسجانين أعداد سيتم الإفراج عنها فقط، وبهذه الطريقة يتم التعامل مع كامل الأسرى وخاصة المنوي الإفراج عنهم ضمن الصفقة".

جرادات: فقدت الإحساس بالأشياء خلال فترة الأسر (الجزيرة) رفاق حفر النفق

وقال جرادات إن هناك دلائل على أن الأسير زكريا الزبيدي -أحد أبطال نفق الحرية أيضا، وأبرز قادة كتائب الأقصى في الضفة الغربية- كان من المقرر الإفراج عنه ضمن الدفعة الثانية من الصفقة، وأن إسرائيل غيرت اسمه في اللحظات الأخيرة.

إعلان

وتحدث جرادات عن الزبيدي وصفاته المحببة بين كل الأسرى الذين رافقوه في سجون الاحتلال، ويستذكر كيف شاركه وبعض أسرى آخرين حفر النفق في سجن جلبوع عام 2021، تمهيداً للهروب.

وقال "بدأ حفر النفق بفكرة من الأسير محمود العارضة، كان هو العقل المدبر لمشروع الهروب، بدأنا الحفر بمسمار، يومياً وعلى مدار الساعة، مقسمين إلى 3 مجموعات كل واحدة تأخذ جزءاً من اليوم، وصلنا إلى الحديد في أرضية الحمام، واستعملناه كإزميل بعد قصه، وكانت المهام موزعة بدقة على كل واحد منا، حفرنا لمدة 9 أشهر ونصف الشهر حتى جاء موعد الخروج".

ولم يكن جرادات ضمن الأسرى الستة الذين خرجوا من النفق وذلك لخطأ في التقدير، ويقول إنه حدث ارتباك بينهم وإحساسهم أنه أمرهم بكشف ما جعلهم يغيرون ساعة الهروب، وتصادف ذلك مع وجوده في قسم آخر لإجراء مكالمة هاتفية للاطمئنان على والده الذي كان في المستشفى يومها" مضيفا أن المحكمة قضت عليه بالسجن 4 سنوات بعد حادثة نفق الحرية.

جرادات يؤكد أنه كان على يقين من أن المقاومة ستحرره (الجزيرة) "المقاومة ستحررني"

وبعد المحاكمة كان جرادات يردد "لا يهمني حكمكم ستحررني المقاومة" قائلا إن هذا كان يقين بالإضافة لعدة رؤى كان يراها هو والعديد من الأسرى، وإن الغالبية كانوا يشعرون أن شيئًا كبيراً سيحدث بداية العام الماضي، لكنهم لم يتخيلوا أن يكون بقوة السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

واعتقل جرادات عام 2003، بعد محاصرة منزل تحصن به في جنين، وحكم عليه بالسجن المؤبد إضافة لـ50 عاماً، بتهمة المشاركة في معركة جنين عام 2002 والمساعدة بتنفيذ عدة عمليات عسكرية ضد الاحتلال، ثم أضيفت له 4 سنوات بعد عملية نفق الحرية قضاها كلها في العزل الانفرادي، وتعرض خلالها لتعذيب شديد لا تزال آثاره على كامل جسده.

ويقول الأسير المحرر إن إحدى أمانيه أن يرى صديقه شادي العموري ابن مخيم جنين فقد "كان يلقبني الونس لشدة قربنا من بعضنا" معربا عن اعتقاده بأن العموري وبقية الأسرى سيتم تحريرهم قريبا بحول الله.

مقالات مشابهة

  • الأسير المثقف قتيبة مسلم يعانق الحرية اليوم بصفقة التبادل (بروفايل)
  • نصر عبده: يوجد ازدواجية في المعايير.. والاحتلال لن يُحاسَب على جرائمه في قطاع غزة
  • نتيجة التعذيب والإهمال الطبي.. استشهاد أسيرين فلسطينيين داخل سجون الاحتلال
  • هيئة الأسرى تتسلّم قائمة بأسماء 69 أسيرا من غزة ومصير مجهول للآلاف
  • المحرر زيد بسيسي يكشف لـ"صفا" معاناة التعذيب والعزل داخل سجون الاحتلال
  • هيئة شئون الأسرى الفلسطينية: الاحتلال سلّمنا قائمة بأسماء 69 معتقلًا من القطاع وأماكن احتجازهم|فيديو
  • «هيئة شؤون الأسرى»: الاحتلال سلمنا قائمة بأسماء 69 معتقلا من غزة وأماكن احتجازهم
  • دفعة جديدة من تبادل الأسرى الخميس… والاحتلال يواصل محاولاته لإفشال الصفقة بالكامل
  • عاجل | هيئة شؤون الأسرى: سلطات الاحتلال سلمت قائمة بأسماء 69 معتقلا من قطاع غزة وأماكن احتجازهم في سجونه ومعسكراته
  • حفَر نفق الحرية ولم يخرج منه.. قصة الأسير المحرر إياد جرادات