غزة حاضرة بقوة داخل وخارج مؤتمر الديمقراطي الأميركي
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
واشنطن– ألقت أزمة العدوان الإسرائيلي على غزة بظلالها على مؤتمر الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، ولا سيما مع المظاهرات الحاشدة التي نظمت بالقرب من مقر انعقاده وتزامنا مع بدء أعماله.
ويتخوف القادة الديمقراطيون من أن تهدد -هذه المظاهرات والموقف من العدوان الإسرائيلي على غزة- وحدة الحزب في لحظة تاريخية حساسة عقب استبدال الرئيس جو بايدن بنائبته كامالا هاريس للترشح على بطاقة الحزب لمواجهة الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب.
وفي الوقت الذي بدأ فيه ملايين الأميركيين بمتابعة المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين في شيكاغو للتعبير عن غضبهم من دعم إدارة بايدن هاريس للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
وحاول مئات المتظاهرين اختراق الحواجز الأمنية في محيط موقع المؤتمر، في سعي للتعبير عن الغضب وللتنديد بموقف الإدارة الأميركية الداعم لإسرائيل في حربها على غزة، وهو ما أدى لتدخل قوات الأمن، ومنعهم من اقتحام الحواجز.
وردد المتظاهرون "أنهوا الاحتلال الآن، العالم كله يشاهد" وهاجموا الرئيس، ورددوا "بايدن، لا يمكنك الاختباء. نحن نتهمك بالإبادة الجماعية" كما أطلقوا شعارات مماثلة ضد هاريس.
وداخل قاعة المؤتمر الرئيسية بمركز يونايتد، من المتوقع أن يعبّر ما لا يقل عن 30 مندوبا عن الحزب من عدة ولايات عن معارضتهم لسياسات إدارة بايدن هاريس بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة.
وبينما أثار اختيار هاريس لحاكم ولاية مينيسوتا تيم والز نائبا لها (بدلا من حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، وهو يهودي) بعض التفاؤل داخل حركة "غير ملتزم" وهي مجموعة تشكلت للاحتجاج على دعم بايدن لإسرائيل في صناديق الاقتراع خلال انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية، ويأمل الكثيرون في الحركة أن تعدل هاريس موقف واشنطن لتصبح أكثر تعاطفا مع معاناة الفلسطينيين، وأكثر صرامة تجاه ممارسات الحكومة الإسرائيلية.
وكانت هاريس قد تعاملت "بحنكة" مع هذه القضية، ودعمت على نطاق واسع جهود الرئيس بايدن لتأمين اتفاق وقف إطلاق النار. ويحاول الديمقراطيون تحقيق توازن يحافظ على دعم الحزب التقليدي لإسرائيل مع استيعاب النشطاء المناهضين لإسرائيل الذين يشكلون فصيلا صغيرا في الحزب ولكنه "صاخب".
ويعتقد القادة السياسيون والخبراء أن غزة ستظل قضية رئيسية في السباق الرئاسي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على فرص هاريس، حيث تجعل أصوات كل من الحركة المؤيدة للفلسطينيين من جانب، واللوبيات والفصائل المؤيدة لإسرائيل من جانب آخر، مسموعة.
وعلى الرغم من عدم اكتراث الناخب الأميركي تقليديا بقضايا السياسة الخارجية، ينتظر أن تكون قضية غزة الأكثر سخونة بين جميع قضايا السياسة الخارجية في موسم الانتخابات.
ويتوقع أن يؤثر العدوان على غزة على قرار مئات الآلاف من الناخبين العرب والمسلمين، خاصة في عدد من الولايات المتأرجحة الرئيسية مثل ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا، حيث يمكن لأصواتهم أن تحدد مصير المرشح الفائز بالبيت الأبيض.
وتدعو هاريس إلى إنهاء الحرب، والتوصل لوقف فوري لإطلاق النار لمعالجة الوضع الإنساني المتردي، والإفراج عن المحتجزين لدى حركة حماس.
تنافس عربي يهودي
ورحبت حركة "غير ملتزم" -التي تمثل الناخبين في ولايات ميشيغان ومينيسوتا وويسكونسن المتأرجحة- باستعداد هاريس للاستماع لمطالبهم، وابتعادها عن تشدد بايدن في دعمه لإسرائيل. ومع ذلك، دفعوا بمطالب تعتبر حادة بمعايير السياسة الأميركية مثل حظر تصدير الأسلحة لإسرائيل، وهو ما قد يعقد من قدرة هاريس على تبني موقف الحركة بالكامل.
ويستضيف نشطاء مؤيدون للفلسطينيين حلقة نقاش حول الحقوق الفلسطينية على هامش المؤتمر الوطني الديمقراطي، وهو حدث غير مسبوق. وفي الوقت ذاته تستضيف العديد من الجماعات اليهودية فعاليات مشابهة للبحث في دعم الحزب الديمقراطي لإسرائيل.
وقد أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى تواصل قادة الحزب الديمقراطي الوثيق مع المندوبين غير الملتزمين للضغط عليهم لعدم خلق حالة من الشقاق أو الفوضى في قاعة المؤتمر، وهو ما قد يهدد صورة وحدة الحزب.
من ناحية أخرى، يعمل الديمقراطيون للتأكد من تمثيل عائلة أحد المحتجزين الإسرائيليين في غزة لتلقي كلمة في فعاليات المؤتمر، لكنهم يحاولون أيضا موازنة الأمور من خلال استضافة متحدث من المعروفين بانتقادهم للموقف الإسرائيلي.
وتعتقد نيويورك تايمز أن أحد المرشحين المحتملين هو المدعي العام في ولاية مينيسوتا كيث إليسون، وهو ناقد بارز لإسرائيل منذ فترة وجوده في الكونغرس، وقد تحول للديانة الإسلامية قبل سنوات.
وانتقد مؤسس المعهد العربي الأميركي جيمس زغبي -وهو ناشط ديمقراطي ومقرب من إليسون كذلك- اختيار الأخير للحديث بلسان الفلسطينيين، وطالب بأن يتحدث أحد ممثلي عائلة فلسطينية ممن فقدوا أبناءهم نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة.
في حين يعتقد جيريمي بن عامي، رئيس جي ستريت -وهي إحدى جماعات اللوبي المؤيد لإسرائيل ولحل الدولتين- أن نهج هاريس لتحقيق التوازن بين الدعم لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين يمكن أن يتردد صداه الإيجابي مع العديد من الناخبين الديمقراطيين. إلا أنه أردف قائلا "لا أعرف إن كان الناس على أقصى طرفي النقيض من الجانبين سيكونون راضين عن التوازن".
ومع إيجابية التقارير الواردة من الدوحة والقاهرة حول قرب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، تترقب دوائر الحزب الديمقراطي ملف غزة، رغبة منهم في أن يمنح وقف الحرب دفعة لحظوظ هاريس الانتخابية.
وفي حديثها مع الصحفيين خلال جولة انتخابية بولاية بنسلفانيا الأحد الماضي، قالت هاريس إن الولايات المتحدة "لن تستسلم، وسنواصل العمل بجد على هذا الأمر. كان علينا التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وعلينا إخراج هؤلاء الرهائن". ويجدر بالذكر أن من بين المحتجزين 5 مواطنين أميركيين من مزدوجي الجنسية.
ولا يزال بعض المعلقين يشككون في قدرة هاريس على فعل الكثير للتأثير على الناخبين الغاضبين بشدة من تعامل إدارة بايدن هاريس مع العدوان الإسرائيلي. ولا يتوقع هؤلاء تبني هاريس موقفا يفرض شروطا أو تقييدا للمساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، بل إن أقصى طموحات هذا الفريق أن تتبنى هاريس موقف إدارة بايدن المؤيد لإسرائيل، مع إظهار المزيد من التعاطف مع الضحايا الفلسطينيين.
وردد ترامب ذلك في تصريحات لمؤيديه اليهود يندد فيها بموقف هاريس من إسرائيل. وقال "هاريس مرشحة القوى التي تريد تدمير الحضارة الغربية، ولكن بشكل خاص إسرائيل والشعب اليهودي".
وأضاف في لقاء مع ناخبين يهود بمنتجعه بولاية نيوجيرسي "إذا تم انتخاب هاريس ووالز، فإن اليسار الراديكالي والمتعاطفين مع حماس لن يتسببوا في الفوضى بشوارعنا فحسب، بل سيديرون السياسة الخارجية الأميركية بالبيت الأبيض، وستختفي إسرائيل".
وقال ترامب لأنصاره اليهود إنه يجب رفض "معاداة السامية" في صناديق الاقتراع، بينما هاجم الأميركيين اليهود الذين يصوتون للديمقراطيين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العدوان الإسرائیلی على غزة الحزب الدیمقراطی إدارة بایدن
إقرأ أيضاً:
افتتاح فعاليات مؤتمر العلاج الطبيعي نحو صحة مستدامة بجامعة بنها.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
افتتح الدكتور ناصر الجيزاوي رئيس جامعة بنها، يرافقه الدكتور تامر سمير رئيس جامعة بنها الأهلية فعاليات المؤتمر العلمي "العلاج الطبيعي نحو صحة مستدامة" والذي تنظمه كلية العلاج الطبيعي على مدار يومين بقاعة الدكتور حسام العطار بمقر الجامعة بالعبور.
وفي كلمته أكد الدكتور ناصر الجيزاوى، أن في هذا العصر نشهد تطوراً سريعاً في مختلف المجالات، لذا من الضروري أن نعيد التفكير في الأساليب التي نتبعها للحفاظ على صحتنا، مشيرا إلى أن العلاج الطبيعي يعد أحد الركائز الأساسية لتحقيق هذا الهدف، حيث يجمع بين العناية بالجسم والعقل بطريقة متكاملة ومستدامة.
وأضاف "الجيزاوى" أنه من خلال تبني ممارسات العلاج الطبيعي، يمكننا ليس فقط علاج الأمراض والإصابات، بل وأيضاً تعزيز الوقاية وتحسين جودة حياتنا اليومية، مؤكدا أن الصحة المستدامة تتطلب منا النظر إلى الصحة بشكل شامل، بما في ذلك البيئة التي نعيش فيها والتغذية التي نحصل عليها، والعناية بصحتنا النفسية.
وتابع رئيس الجامعة قائلا : " علينا أن نتبنى نمط حياة يعزز التوازن بين الجسم والعقل، ونكون على دراية بأهمية الوقاية والرعاية الذاتية موضحا إن دمج العلاج الطبيعي في حياتنا اليومية يمكن أن يكون الخطوة الأولى نحو تحقيق هذا التوازن وتحقيق حياة صحية ومستدامة للجميع.
وقال رئيس الجامعة، إن العالم اليوم يواجه تحديات صحية كبيرة تتطلب منا التفكير في حلول متكاملة وشاملة ومن خلال العلاج الطبيعي، نستطيع تعزيز الشفاء الطبيعي للجسم وتقليل الاعتماد على الأدوية الكيميائية، مما يسهم في تعزيز صحة المجتمع بشكل مستدام لافتا إلى أن هذا المؤتمر سيفتح آفاقاً جديدة للتفكير والعمل، وسيشكل منصة للتعاون وتبادل المعرفة بين جميع المشاركين.
من جانبها وأوضحت الدكتورة جيهان عبد الهادي، أن تنظيم المؤتمر يأتي في إطار السعي المستمر لتعزيز الصحة العامة والوعي بأهمية العلاج الطبيعي في تحسين جودة الحياة وصحة الأفراد، لافتة إلى أن الصحة المستدامة لا تتعلق فقط بالعلاج الفعال ولكنها ترتبط أيضا بفهم شامل للأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر في صحة الأفراد.
وأضافت نائب رئيس الجامعة، أن المؤتمر يمثل خطوة مهمة نحو تبني ممارسات صحية مستدامة في المجتمع وتحقيق التوازن بين التطور الطبي وحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية، ويعتبر منصة هامة لتبادل المعرفة والخبرات بين الأساتذة والباحثين والمهنيين في هذا المجال الحيوي للاطلاع على أحدث التطورات في مجال العلاج الطبيعي وكيفية الإستفادة من تقنيات العلاج الحديثة في تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض المزمنة.
وأشار الدكتور وليد طلعت عميد كلية العلاج الطبيعي ورئيس المؤتمر إلى أن محاور المؤتمر تتضمن الاستدامة وضمان الجودة والممارسة المبنية على الأدلة في العلاج الطبيعي، والابتكارات والتقنيات والذكاء الاصطناعي في العلاج الطبيعي، والتقدم في العلاج الطبيعي للحركة والوضعية والتأهيل الوظيفي، والعلاج الطبيعي للفئات المتخصصة: الأورام، الوذمة اللمفية، الرعاية الحرجة، والاحتياجات الخاصة بالجنس، والتقنيات الناشئة في العلاجات اليدوية والتكميلية والبديلة، والعلاج الطبيعي الشامل: التغذية وبيئة العمل والصحة المهنية ، والتقدم في مجال إعادة تأهيل أمراض الشيخوخة والقلب والرئة لتعزيز العافية.
وأضاف عميد كلية العلاج الطبيعي، أن المؤتمر يهدف إلى تطوير ممارسات العلاج الطبيعي بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة رؤية مصر 2030، وتعزيز أساليب الرعاية الصحية المبتكرة والمستدامة لتعزيز جودة الرعاية، ودمج التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لتحسين ممارسة العلاج الطبيعي، وتسليط الضوء على الأدلة الحديثة والتطورات والمناهج المتخصصة في العلاج الطبيعي، وتسهيل تبادل المعرفة والتطوير المهني لممارسي وطلاب العلاج الطبيعي، وتمكين طلاب العلاج الطبيعي بفرص البحث والمهارات المهنية للرعاية الصحية المستدامة.
من جانبها أضافت الدكتورة علياء محمد العبد مدرس العلاج الطبيعي وسكرتير عام المؤتمر أن المؤتمر ضم جلسات علمية شملت أكثر من 50 محاضرة وبحث للأساتذة والمختصين في مجال الطب والعلاج الطبيعي وجلسات علمية شملت أكثر من 30 بحثاً طلابياً، وعدد من ورش العمل المتميزة لخبراء متخصصين في مجالات العلاج الطبيعي المختلفة بالإضافة إلي معرض لشركات الأجهزة الطبية والأدوية.