نْيُوتَمَغْرِبِيتْ" ملاحظات حول المجتمع الافتراضي المغربي
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
« نْيُوتَمَغْرِبِيتْ ..ملاحظات حول المجتمع الافتراضي المغربي » عنوان الكتاب الجديد الذي يصدر لي قريبا، أقارب فيه بالخصوص ما تطرحه التحولات المجتمعية المرتبطة بالطفرة الافتراضية وتطور وسائل الاتصال من أسئلة كثيرة حول قصور البنيات الأساسية للمجتمع عن مواكبة المصفوفة القيمية التي يتفاعل معها الشباب بشكل كبير، بل ويصبح فاعلا فيها.
كيف يمكن إذن في هذا الخضم للمصفوفة القيمية التي أفرزها الفضاء الافتراضي أن تأثر في الممارسات المجتمعية للفرد؟ للإجابة على هذا السؤال يتوجب أولا التمييز بين ماهو افتراضي وما هو رقمي وما هو ديجيتالي. فالحديث عن التأثير هو حديث ليس على العالم الافتراضي الذي يقابل عامة العالم الواقعي وليس كذلك حقلا للعالم الرقمي الذي يحيل على أساليب تقنية لتدبير الحياة العامة المجتمعية، بل مرده أساسا الطبيعة الديجيتالية التي تعتبر الجانب الناعم للرقمي والافتراضي، لا سيما أن في طياتها يتمكن الفرد من أن يؤثر ويتأثر ومن تم أن يغير من سلوكاته وممارساته الشخصية ويبدع قيما جديدة تتماشى وتحاكي مجتمعه الافتراضي. لهذا فالاستنتاج العام هو أنه مع تراجع محاضن التنشئة التقليدية بل واستقالتها تولدت تنشئة مجتمعية عفوية ومشخصنة تمت عبر جسر الشق الديجيتالي لوسائط التواصل الاجتماعي. ما نتج عنه تسونامي قيم افتراضية متموجة تتماهي وتحاكي وتعاكس وتعارض في نفس الآن القيم الواقعية كأننا أمام عالمين متوازيين وأن الفرد فردين وله هويتين هوية واقعية وهوية افتراضية. كما أن مفارقات واقع الفضاء الافتراضي يجعل منه عالما تختلط فيه عدة هوامش منها المتنفس، الحرية، المواطنة، التضامن، التداول، التعبئة، الإدمان، التعويض، العنف، الكراهية، العنصرية، الانعزالية، التفاهة، القذارة، العمى القيمي، …
من هذا المنظور، يبدو أساسيا الإلمام بمحددات البيئة الافتراضية من خلال التمييز بين الافتراضي والرقمي والديجيتالي وتبيان ممارسات الأفراد المتصلون والمجموعات الافتراضية و »المؤثرون الافتراضيون » وهيمنة الخواريزميات وأفول البراديغمات. كما تعدو في هذا السياق المقاربة البحثية للمجتمع الافتراضي رهينة بمداخل الأنثروبولوجيا الديجيتالية وطبيعة المتن الديجيتالي واستراتيجيات وتقنيات الاتصال، مع مراعاة المعايير والضوابط المنهجية. كما تمكن هذه المقاربة من فهم وتوصيف الانتقال من المجتمع الواقعي (مجتمع التواصل) إلى المجتمع الافتراضي (مجتمع الاتصال) والإمساك بتمظهرات الرباط الديجيتالي في علاقته بتداعيات العلة الاتصالية وتأثيراتها على التمثلات الهوياتية وتفعيل سيولة أفق الاتصال والتحكم في مستقبل حرية التواصل. في هذا السياق، يمكن ربط التنشئة الديجيتالية بالتحولات القيمية التي أفضت إلى مواطنة جديدة مكنت في الحالة المغربية من الانتقال من مقولة تَمَغْرِبِيتْ إلى مقولة « نْيْوتَمَغْرِبِيتْ » تتخللها بالتوازي قيم سالبة وانزلاقات ديجيتالية تفرض نوعا جديدا من الضبط الديجيتالي في أفق تبيئة الفضاء الافتراضي المغربي.
فالانتقال من تَمَغْرِبِيتْ كوعاء هوياتي يحتضن جميع عناصر الشخصية المغربية بما فيها العناصر الثقافية والتاريخية والحضارية والإنسانية إلى « نْيُوتَمَغْرِبِيتْ » أفضى إلى مواطنة افتراضية جديدة بتمظهرات وتجليات مغايرة لمثيلتها في الحياة المجتمعية حيث صارت هذه المواطنة منقسمة بين قيم إيجابية مُمَكِّنَة تنحو منحى ترسيخ ممارسات التضامن والتعايش والانسجام والاسهام في بناء فضاء موازي للتداول المتنوع والمتكامل حول قضايا الشأن العام المغربي إلى قيم سلبية وسالبة غايتها خلق بيئة هجينة وغرائبية تنتج عنها حالة من الاحتباس والتشنج القيمي يمكن أن يؤدي إلى تقويض ركائز العيش المشترك والرابط الاجتماعي بل تكاد كذلك أن تكون خطرا على السلم المجتمعي واستمرارية مكونات التعايش. وتباعا لا تعدو أن تكون القيم السالبة الصاعدة من الفضاء الافتراضي المغربي سوى انزلاقات ديجيتالية قد تهيمن تداعياتها على مستقبل الأجيال الصاعدة ليصير المجتمع الافتراضي المغربي مجتمعا يعج بغرائبية هوياتية وقيم وممارسات عمياء تضرب في عمق مقولة المواطنة وحيث يصبح الريع الديجيتالي هو أسمى مراتب الحظوة المجتمعية.
المصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
أورنچ مصر تعزز مبادراتها للمسؤولية المجتمعية خلال شهر رمضان
تواصل أورنچ مصر مشعل الاتصالات المتكامل في السوق المصرية، التزامها بالمسؤولية المجتمعية خلال شهر رمضان المبارك من خلال سلسلة من المبادرات التي تهدف إلى دعم الفئات الأكثر احتياجا وتعزيز قيم التضامن والمشاركة بين أفراد المجتمع.
وتشمل هذه المبادرات تعبئة وتوزيع صناديق رمضان، ومبادرة التبرع المضاعف عبر "أورنچ كاش"، إلى جانب تنظيم موائد الإفطار والسحور في عدة محافظات.
وانطلاقا من حرصها على تعزيز ثقافة التطوع بين موظفيها، نظّمت أورنچ مصر هذا العام حملة لتعبئة صناديق رمضان داخل مقرها، بمشاركة عدد كبير من الموظفين المتطوعين، وبالتعاون مع بنك الطعام المصري و جمعية الأورمان. وجاءت هذه الحملة بحضور المهندس ياسر شاكر، الرئيس التنفيذي لشركة أورنچ مصر، الذي أكد على أهمية إشراك الموظفين في جهود المسؤولية المجتمعية لتعزيز الأثر الإيجابي الذي تتركه الشركة في المجتمع، ومن المقرر أن يتم توزيع هذه الصناديق على الأسر الأكثر احتياجًا في المناطق الريفية لضمان وصول المواد الغذائية الأساسية إليهم خلال الشهر الكريم.
وتستمر أورنچ مصر، في دعم المؤسسات الخيرية من خلال مبادرة "التبرع المضاعف" عبر محفظة "أورنچ كاش"، والتي يتم تنفيذها للعام الثاني على التوالي. فمع كل تبرع يتم عبر "أورنچ كاش" لصالح مؤسسات غير حكومية في مجالي التنمية والصحة في مصر، ستقوم أورنچ مصر بمضاعفة المبلغ المتبرَّع به. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز موارد هذه المؤسسات، بما يمكّنها من تحسين خدماتها وتوسيع نطاق دعمها للمجتمع.
كما تنظم أورنچ مصر، أيضا خيام رمضانية في عدة مواقع بالقاهرة والإسكندرية، بالتعاون مع بنك الطعام المصري.
وستقدم هذه الخيام وجبات الإفطار والسحور يوميًا طوال الشهر الفضيل، ليستفيد منها آلاف الأشخاص في أجواء تعكس قيم التكافل والتراحم.
من خلال هذه المبادرات، تؤكد أورنچ مصر التزامها المستمر بالمسؤولية المجتمعية، وحرصها على لعب دور فعال في تحسين حياة الأفراد وتعزيز روح المشاركة خلال الشهر المبارك.