الشيخ عبدالحي يوسف يكتب عن الدكتور الفاتح علي حسنين:????
رحم الله الداعية الفذ والشيخ المبارك أبا محمد الفاتح علي حسنين، اللهم ارحمه، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، اللهم أفسح له في قبره، ونوِّر له فيه، وجازه بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفرانا، واجعل روحه في عليين، وتقبله في عبادك الصالحين
رحم الله من عاش يحمل همّ دعوته، ويعمل لنصرة دينه، ويهتم بأمر إخوانه
رحم الله الهاش الباش، الرحيم الودود، الجواد الكريم
تمثلت في شخصيته قوة الإسلام، فكان – بحق – المؤمن القوي، وكانت الدنيا في يديه ولم تكن في قلبه

لما زرته في المشفى قبل سنوات بصحبة شيخنا العلامة محمد الحسن الددو جلسنا معه وقتاً طويلاً، ثم لما أردنا الانصراف صار يلح علينا ويقول: اقعدوا اتعشوا!! فضحك الشيخ الددو وقال لي: أبى الشيخ إلا أن يكون كريماً على كل حال، حتى وهو في المستشفى
حين استقر بي النوى في استنبول رأيت من تقدير الناس له وإقبالهم عليه وحرصهم على لقائه شيئاً عجيباً هي بشرى خير له إن شاء الله؛ فإن الله تعالى إذا أحب عبداً نادى جبريل: إني أحب فلاناً فأحبَّه؛ فيحبه جبريل ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه؛ فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض.

وأحسب أخانا دكتور الفاتح من هؤلاء.
كان مبدعاً في طريق دعوته، مبتكراً لأساليب لم يعهدها الناس، طارقاً أبواباً غفل عنها أترابه وأنداده، وفي الوقت نفسه لا يعتريه غرور ولا ينتابه عجب، بل دماثة الأخلاق شعاره ودثاره؛ ولا زلت أذكر – وأنا حديث عهد بالدعوة – وكان ذلك سنة 1989 حين عرض عليَّ الانتقال من أبي ظبي إلى النمسا للعمل في أحد المراكز الإسلامية هنالك!!

ولما زرته في مرضه الأخير، وكان التعب قد بلغ منه أقصاه، حادثته ومازحته وكلما أردت الانصراف أمسك بيدي بقوة، فقلت له: من آداب عيادة المريض ألا يطيل العائد المكث عنده؛ فكان رده: إلا إذا رغب المريض

أقول لزوجه – أم محمد – ولأولاده: إن في الله تعالى عوضاً من كل هالك، فبالله ثقوا وإياه فارجوا، فإن المصاب من حُرم الثواب

أحسن الله عزاءنا وعزاءكم، وجبر مصابنا ومصابكم، وغفر لأخينا الأكبر وشيخنا المقدَّم المبجل الفاتح علي حسنين، ورزقه صحبة محمد صلى الله عليه وسلم في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر..

الشيخ عبدالحي يوسف

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

خارج الأدب | علي جمعة يوجّه تنبيها مهمًا لهؤلاء الطلاب

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، اننا أمة علم نكره الجهل ونحب العلم ،ولم يقل أحد من الناس إلي يومنا هذا ما قاله رسول الله ﷺ حيث يقول ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً يسر الله له طريقاً إلي الجنة) ولا قال ما قاله القرآن حيث يقول سبحانه وتعالي (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) 

العلاقة بين العلم والإيمان

وأضاف عبر صفحته الرسمية ان العلماء تقول : أن الله لم يقيد هذا العلم . يعني لم يقل قل هل يستوي الذين يعلمون بالشرع أو الذين لا يعلمون أو بالطب أو بالكون أبداً أطلقها؛ فإذا أطلقها فكل علم إنما هو في مقابله الجهل يعلوه ويزيله ويقضي عليه ، فالعلم هو المبتغى فهى أمه علم ، فالإيمان هو العلم ؛والعلم هو الموصل للإيمان ،والعلم هو محراب الإيمان ؛والإيمان هو محراب العلم ،وليس هناك أي اختلاف بين العلم والإيمان مطلقاً. 

علي جمعة يكشف عن اسم الله الأعظم الذي إذا دعى به أجابعلي جمعة: تخلصنا من عشوائيات السكن وباقي عشوائيات الفكر والتدينعلي جمعة: هؤلاء خذوا منهم العلم الشرعي وابتعدوا عن أصحاب الانتماء السياسيكيف يعلمنا الابتلاء الصبر ويقودنا إلى الله؟.. علي جمعة يرد

العلاقة بين العالم والجاهل

ولفت الى ان العلاقة بين العالم والجاهل هي علاقة الاحترام ؛ تلك العلاقة التي بين العالم المسمى بالأستاذ والجاهل المسمى بالتلميذ ، فالتلميذ هو جاهل ولكن عرف طريقه وأراد إزالة هذه الجهالة فذهب يتعلم عند ذلك الأستاذ فينبغي أن تكون هذه الأستاذية وهذه التلمذة علي وضعها الحقيقي. 

وذكر ان الإمام علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قال : ( من علمني حرفاً صرت له عبدا) هذه يسموها في اللغة العربية "صيرورة مجازية" يعني أنه مجازاً سيكون له كالعبد ، العبد ما شأنه مع سيده ؟ الاحترام، التوقير ،النصرة ،الحب ، وحتي نفهم هذه المقولة في ظل الأستاذية والتلمذة التي نحن نتكلم عنها الآن علاقة حب واحترام وتلقى. 

وأشار الى ان  بعض الطلبة الآن لا يريد أن يتلقى من الأستاذ ويناقشه مناقشة خارج الأدب ، نحن نريد أن يناقشه ولكن مناقشة داخل الأدب، مناقشة السؤال والبحث عن الحقيقة؛ لكنه هو يحاول أن يناقشه مناقشة المتعالي عليه، التلميذ أصبح يتعالى على الأستاذ ، إفرازات غربية شاعت بين الناس  ، هذه الإفرازات بعيدة عن الإيمان بالله وأثره في الحياة الاجتماعية ، عندما كان الإيمان هو الحاكم في حياة الناس كان هناك احترام بين التلميذ وبين الأستاذ ،وكان هناك رأفة وحب ورحمه ؛وهذه هي الأسس التي ينبغي أن تكون عليها العلاقة بين الأستاذ والتلميذ . 

مقالات مشابهة

  • حمولة مخدرات .. 15 سنة سجنا لصيادين عن طريق البحر بشرم الشيخ
  • خارج الأدب | علي جمعة يوجّه تنبيها مهمًا لهؤلاء الطلاب
  • عادل الباز يكتب: عروة.. “غاب بعد طلوع.. وخبا بعد التماع” (1)
  • سامحوني
  • إلغاء منظومة السرعة الدنيا على طريق الشيخ محمد بن راشد E311
  • «أبوظبي للتنقل»: إلغاء السرعة الدنيا على طريق الشيخ محمد بن راشد
  • بعدما شكره محمد بن راشد.. عبد الله البلوشي:كلمات سموه نور يضيء لنا طريق العمل
  • كلمات في وداع الفريق الفاتح عروة
  • حول النسوية وأدبها
  • طريق المطار...مَن يريد توتير العلاقة بين رئيس الجمهورية وحزب الله