الفاتح علي حسنين كان مبدعاً في طريق دعوته، مبتكراً لأساليب لم يعهدها الناس
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
الشيخ عبدالحي يوسف يكتب عن الدكتور الفاتح علي حسنين:????
رحم الله الداعية الفذ والشيخ المبارك أبا محمد الفاتح علي حسنين، اللهم ارحمه، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، اللهم أفسح له في قبره، ونوِّر له فيه، وجازه بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفرانا، واجعل روحه في عليين، وتقبله في عبادك الصالحين
رحم الله من عاش يحمل همّ دعوته، ويعمل لنصرة دينه، ويهتم بأمر إخوانه
رحم الله الهاش الباش، الرحيم الودود، الجواد الكريم
تمثلت في شخصيته قوة الإسلام، فكان – بحق – المؤمن القوي، وكانت الدنيا في يديه ولم تكن في قلبه
لما زرته في المشفى قبل سنوات بصحبة شيخنا العلامة محمد الحسن الددو جلسنا معه وقتاً طويلاً، ثم لما أردنا الانصراف صار يلح علينا ويقول: اقعدوا اتعشوا!! فضحك الشيخ الددو وقال لي: أبى الشيخ إلا أن يكون كريماً على كل حال، حتى وهو في المستشفى
حين استقر بي النوى في استنبول رأيت من تقدير الناس له وإقبالهم عليه وحرصهم على لقائه شيئاً عجيباً هي بشرى خير له إن شاء الله؛ فإن الله تعالى إذا أحب عبداً نادى جبريل: إني أحب فلاناً فأحبَّه؛ فيحبه جبريل ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه؛ فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض.
كان مبدعاً في طريق دعوته، مبتكراً لأساليب لم يعهدها الناس، طارقاً أبواباً غفل عنها أترابه وأنداده، وفي الوقت نفسه لا يعتريه غرور ولا ينتابه عجب، بل دماثة الأخلاق شعاره ودثاره؛ ولا زلت أذكر – وأنا حديث عهد بالدعوة – وكان ذلك سنة 1989 حين عرض عليَّ الانتقال من أبي ظبي إلى النمسا للعمل في أحد المراكز الإسلامية هنالك!!
ولما زرته في مرضه الأخير، وكان التعب قد بلغ منه أقصاه، حادثته ومازحته وكلما أردت الانصراف أمسك بيدي بقوة، فقلت له: من آداب عيادة المريض ألا يطيل العائد المكث عنده؛ فكان رده: إلا إذا رغب المريض
أقول لزوجه – أم محمد – ولأولاده: إن في الله تعالى عوضاً من كل هالك، فبالله ثقوا وإياه فارجوا، فإن المصاب من حُرم الثواب
أحسن الله عزاءنا وعزاءكم، وجبر مصابنا ومصابكم، وغفر لأخينا الأكبر وشيخنا المقدَّم المبجل الفاتح علي حسنين، ورزقه صحبة محمد صلى الله عليه وسلم في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر..
الشيخ عبدالحي يوسف
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
“إخلاء” بيوت الناس بطريقة عمٍّ عباس
العم عباس عبد الرازق ضابط الشرطة المشهور بالكنزي، ومعلم التربية بكلية الشرطة، رجل قوي البنية طيب القلب لين العريكة صارم القسمات صاحب أفضال علی كثير من الناس، وكان منزله الحكومي مكان نادي الشرطة الحالي، وله منزل خاص خطة إسكانية بامتداد الدرجة الثالثة، أنفق كل شقاء عمره في بناٸه، وأسكن فيه أسرة من مواطني جنوب السودان -مجاناً – وظلوا فيه لسنوات حتی دخول عم عباس علی أبواب التقاعد، فطلب من الأسرة الجنوبية أن يخلوا له منزله وأمهلهم شهراً فلم يخرجوا وطلبوا منه أجرة الترحيل فدفع لهم وعاد بعد أسبوع فقال له رب الأسرة أكلنا القروش بتاعت الترحيل إلا تدينا تانی قروش، فكظم غيظه ووافق ظاهرياً وعند منتصف الليل جاء عم عباس وحيداً، ودخل البيت وأحكم إغلاق الباب من الداخل وايقظ رب الأسرة الجنوبية، وأشهر طبنجته في وجهه وقال له تطلعوا هسي ده وإلا بفضي مسدسي ده في روسينكم. فأذعنوا للأمر ولموا عفشهم لكن وجدوا الباب مغلقاً!!فتبرع عم عباس برميهم للشارع مع عفشهم من فوق الحيطة!! وأسس طريقة جديدة في الإخلاء بالقوة الجبرية، يمكن أن نسميها الطريقة العباسية في إخراج المليشيا من الأعيان المدنية، ومنازل المواطنين، ذلك الشرط الذی وقعت عليه المليشيا فی إتفاق جدة وامتنعت عن تنفيذه وأعانها علی ذلك قومٌ آخرون، وقالوا ناس الدعم يمرقوا يمشوا وين، والطيران محلق فوق راسهم؟ الجواب: يمشوا لی الله.
جيشنا نفذ طريقة عم عباس فی إخلاء بيوت الناس، بعد إدخال بعض التعديلات علی نسختها الأصلية.
وأدخل جيشنا تعديلاً جوهرياً علی مقولة جمال عبدالناصر (ما أخذ بالقوة لا يُسترد بغير القوة) ليصبح الشعار (ما أخذ بالغدر والخيانة لا يُسترد بغير الطلقة والدانة).
في حديث حميدتي الأخير عبارة (القصر مابنطلع منو!!) ولا نجد له ما يتمثل به فی إلَّا بيت ابن زريق:-
(أُعطيت مُلكاً فلم أُحسن سياسته وكل من لا يسوس المُلك يُخلعه).
القصر رمز النصر، ولينصرن الله من ينصره، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ٱلَّذِینَ أُخۡرِجُوا۟ مِن دِیَـٰرِهِم بِغَیۡرِ حَقٍّ إِلَّاۤ أَن یَقُولُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضࣲ لَّهُدِّمَتۡ صَوَ ٰمِعُ وَبِیَعࣱ وَصَلَوَ ٰتࣱ وَمَسَـٰجِدُ یُذۡكَرُ فِیهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِیراً وَلَیَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن یَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِیٌّ عَزِیزٌ﴾صدق الله العظيم
محجوب فضل بدري
إنضم لقناة النيلين على واتساب