الجزيرة:
2025-03-10@18:40:17 GMT

روسيا تهاجم كييف وتتوغل في بوكروفسك

تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT

روسيا تهاجم كييف وتتوغل في بوكروفسك

أعلنت أوكرانيا أنها صدت -صباح اليوم الثلاثاء- هجوما جويا روسيا على العاصمة كييف، هو الخامس من نوعه خلال الشهر الجاري في وقت تشهد فيه مدينة بوكروفسك شرقي أوكرانيا نزوحا جماعيا، بعد توغل قوات الجيش الروسي فيها.

وقالت الإدارة العسكرية للعاصمة الأوكرانية -عبر تطبيق تلغرام- إن وحدات الدفاع الجوي صدت هجوما جويا روسيا على كييف في وقت مبكر اليوم، وأظهرت بيانات أولية أن وحدات الدفاع الجوي نجحت مرة أخرى في صد الهجمات.

وسمع شهود دوي انفجارات ناجمة -على ما يبدو- عن تصدي وحدات دفاع جوي للهجمات.

وأوضحت إدارة كييف أن الهجوم الصاروخي أعقب هجوما بطائرات مسيرة على كييف الليلة الماضية، وأظهرت معلومات أولية عدم وقوع أضرار أو إصابات نتيجة لأي من الهجومين. وأفاد الجيش بأن النطاق الكامل للهجمات لم يتضح بعد، لكن الهجمات التي وقعت صباح اليوم ربما تضمنت صواريخ كروز.

وأوضح الجيش الأوكراني أن إنذارات الغارات الجوية نشطت في العاصمة 41 مرة هذا الشهر، وقالت أوكرانيا -أمس الاثنين- إنها صدت بنجاح هجوما روسيا بطائرات مسيرة على كييف، في حين يقول الجانبان إنهما يستهدفان منشآت عسكرية أساسية وليس البنية التحتية المدنية في هجماتهما المتكررة بطائرات مسيرة وصواريخ.

جندي أوكراني فوق دبابة تطلق النار باتجاه مواقع روسية بالقرب من بلدة تشاسيف يار، في منطقة دونيتسك (الأوروبية) فرار من كورسك

و في مقابل التوغل الأوكراني الخاطف في منطقة كورسك الروسية، فر مدنيون يحملون أطفالا صغارا م وحقائب ثقيلة أمس من مدينة بوكروفسك شرقي أوكرانيا أمام توغل قوات الجيش الروسي الذي يتقدم بسرعة في المدينة.

وقالت السلطات المحلية إن القوات الروسية كانت تتقدم بسرعة كبيرة لدرجة أن الأسر تلقت أوامر بمغادرة المدينة والبلدات والقرى المجاورة الأخرى بدءا من اليوم الثلاثاء. وقال المسؤولون إن نحو 53 ألف شخص ما زالوا يعيشون في بوكروفسك، وقرر بعضهم الخروج على الفور.

وبوكروفسك هي واحدة من المعاقل الدفاعية الرئيسية لأوكرانيا ومركز لوجستي رئيسي في منطقة دونيتسك. ومن شأن الاستيلاء عليها أن يعرض قدرات أوكرانيا الدفاعية وطرق الإمداد للخطر، وأن يقرب روسيا من هدفها المعلن والمتمثل في الاستيلاء على منطقة دونيتسك بالكامل.

من جهته، قال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي -أمس الاثنين- إن "معارك عنيفة" تجري في منطقة بوكروفسك. مضيفا أن بلدة توريتسك القريبة، التي من شأن الاستيلاء عليها أن يفتح الباب أمام تقدم روسي نحو معقل تشاسيف يار الرئيسي من الجنوب، "تتعرض أيضا لضغوط شديدة".

وكانت إحدى محاولات كييف لتخفيف الضغط على جبهتها الشرقية هي التوغل غير المتوقع في السادس من أغسطس/آب الجاري في منطقة كورسك الروسية، والذي كان يهدف -من بين أهداف أخرى- إلى إثارة غضب الكرملين وإجباره على تقسيم موارده العسكرية.

وفي بيان له على وسائل التواصل الاجتماعي، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء أمس الاثنين "إن أوكرانيا تسيطر حاليا على 1250 كيلومترا مربعا و92 مستوطنة داخل منطقة كورسك".

وأضاف: "تم تطهير منطقة الحدود الروسية المقابلة لمنطقتنا سومي في الغالب من الوجود العسكري الروسي الآن، يتحدث النجاح الحقيقي لمحاربينا عن نفسه. إن أفعالنا الدفاعية عبر الحدود، فضلا عن عجز (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتن عن الدفاع عن أراضيه، أمر واضح. إن دفاعنا الاستباقي هو أكثر الوسائل فعالية لمواجهة الإرهاب الروسي، مما يسبب صعوبات كبيرة للمعتدي".

وتريد روسيا السيطرة على جميع أجزاء دونيتسك ولوغانسك المجاورة، اللتين تشكلان معا منطقة دونباس الصناعية. وحذر المسؤولون الأسبوع الماضي من أن القوات الروسية تتقدم بسرعة، وأنها على بعد 10 كيلومترات فقط من ضواحي بوكروفسك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی منطقة

إقرأ أيضاً:

ماذا لو فقدت أوكرانيا سيطرتها على كورسك الروسية؟

كييف- ما إن بدأت أوكرانيا عملياتها العسكرية في عمق مقاطعة كورسك الروسية قبل أكثر من نصف عام، حتى ربطتها بأمرين رئيسيين، تخفيف الضغط الروسي على جبهات جنوب شرق البلاد، وإجبار موسكو على تبادل أراضي السيطرة.

لم تحقق كييف هدفها الأول، فرغم حديثها الدائم عن "محرقة" قتلت أكثر من 40 ألف جندي روسي وكوري شمالي في كورسك؛ فإن جبهات دونيتسك وخاركيف ظلت مشتعلة وساخنة.

ولهذا كانت العملية محل شك وجدل على مختلف المستويات مع مرور الوقت، واليوم يزيد هذا الجدل بفعل حدوث اختراق روسي داخل مساحات سيطرة أوكرانيا، يهدد بحصار آلاف من جنودها، وحرمانها من فرصة تحقيق هدف التبادل الثنائي.

إنكار أوكراني

سارع الأوكرانيون إلى نفي "الاختراق"، ومنذ بداية "العملية النوعية" الروسية، في 6 مارس/آذار الجاري، يشيرون بالأرقام إلى بيانات يومية لا تختلف كثيرا عن تلك التي حدثت قبل ذلك فيما يتعلق بعدد الاشتباكات والهجمات وحجم الخسائر وغيرها.

لكن الإنكار الأوكراني لا ينفي حقيقة وخطورة ما حدث ويحدث، وتعكسه خريطة موقع "ديب ستيت" لخرائط الحرب، التي تبين اقتراب الروس من تطويق القوات الأوكرانية في مدينة سودجا وما حولها، واقترابهم من طريق الدعم اللوجستي الرئيسي بالنسبة للأوكرانيين.

إعلان

من جانبه، ربط المحلل العسكري، كيريلو سازونوف، بين ما حدث ووقف المساعدات العسكرية الأميركية، قائلا للجزيرة نت "إنها أول المؤشرات ربما. لم تكن بحوزتنا أسلحة قادرة على وقف أو منع اختراق الروس الذي تم غالبا عبر أنابيب لنقل الغاز تحت الأرض".

أمام هذا الواقع، يخوض عامة الأوكرانيين في جدل يقسمهم، بين فئة ترى أن مهمة قوات بلادهم في كورسك انتهت، وثانية تنادي بسرعة سحبها قبل أن تطوق وتتعرض للقتل أو الأسر، وثالثة تهون من قدرة الروس على تحقيق ذلك.

كورسك الروسية التي احتلت أوكرانيا أجزاء منها خلال الحرب الدائرة (الجزيرة) وضع صعب

من جهته، يقول أوليكساندر كوفالينكو، الخبير العسكري في "مركز مكافحة التضليل الإعلامي"، للجزيرة نت "نعم، وضع القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك ليس جيدا، نظرا لسيطرة القوات الروسية على الطرق اللوجستية، ودفعهم بأعداد كبيرة من القوات والمعدات لتطويق قواتنا في سودجا".

لكنه أعقب هذا الإقرار بالقول إن "هذا الوضع مشابه لما تواجهه قواتنا على جبهات بوكروفسك وتشاسيف يار وكوراخيف (في مقاطعة دونيتسك الأوكرانية) وغيرها منذ شهور طويلة، حيث فشل الروس أو حققوا نجاحات ضئيلة لا تقارن بحجم خسائرهم".

وعلى وجه المقارنة، يضيف الخبير كوفالينكو أنه إذا ما استطاع الروس فرض سيطرتهم، بعد طول تطويق لمدينة أفدييفكا التي تبلغ مساحتها 29 كيلومترا مربعا، أو لباخموت (41 كيلومترا مربعا)، فإنه مهمتهم ستكون أصعب حتما على مساحة سيطرتهم بكورسك، التي تبلغ حاليا نحو 351 كيلومترا مربعا، ناهيك عن منطقة رمادية تبلغ مساحتها 178 كيلومترا مربعا، إضافة إلى أن أفضل قواتهم موجودة فيها.

ويعتبر أن صعوبة الأوضاع لا تعني عدم تحقيق النتائج، وأن الأوكرانيين سينسحبون بناء على كل تطور أو خطر، ولو فعلوا ذلك لوصل الروس إلى نهر دنيبرو منذ زمن (النهر الأكبر الذي يقسم أوكرانيا ويمر عبر العاصمة كييف).

إعلان

ومع ذلك، أثارت عملية الروس المضادة في كورسك مخاوف اقترابهم مجددا من أراضي مقاطعة سومي الحدودية، وانتشرت بالفعل شائعات حول هذا الشأن خلال الأيام القليلة الماضية، نفاها الجيش وهيئة الأركان الأوكرانيان.

هدف عاجل

من وجهة نظر الخبير كوفالينكو، لا تسمح أعداد وعدة القوات الروسية الموجودة حاليا في مقاطعة كورسك لهم بالعودة إلى احتلال مقاطعة سومي كما في بداية الحرب، ولا بتشتيتها بين عمليات مضادة وهجومية.

وبرأيه، فإن الهدف العاجل بالنسبة للكرملين، وللرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا، هو تحرير أراضي كورسك قبل عيد النصر في 9 مايو/أيار المقبل، "حتى يبدو منتصرا لأنه لا معنى للاحتفال وجزء من أراضيه قد احتُل العام الماضي".

و"هكذا، تعود كل الأنظار متجهة اليوم إلى كورسك مجددا، فإبعاد أوكرانيا عنها قد يشكل منعطفا خطيرا لصالح الروس، ويقلب المعادلة، ويهدد قوات كييف وقيادتها بجحيم سياسي عسكري هي في غنى عنه".

كما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرارا، فإن كورسك هي "أهم وأقوى أوراق الضغط عند أي تفاوض محتمل"، وخسارتها قد تعني بالضرورة أن كييف ستكون مجردة من معظم نقاط القوة الميدانية على طاولة المفاوضات، ناهيك عن موقف أميركي ترى أنه لم يعد في صالحها، ويدفعها نحو تفاوض وسلام لا يرضيها.

من ناحيته، يقول فولوديمير فيسينكو، رئيس مركز الدراسات السياسية التطبيقية "بنتا"، للجزيرة نت، إن مستجدات كورسك ستكون محورا لنقاش رئيسي بين أوكرانيا وشركائها الغربيين. ويصعب التكهن بما يمكن أن يحدث إذا خسرت كييف ورقة كورسك.

ويرى أن عدم وجود أساس دافع لتبادل الأراضي قد يعني أن الحرب ستتوقف (إن توقفت) على ما هي عليه، وهذا طبعا ليس في صالح أوكرانيا، لأنه يعني خسارة 20% من أراضي البلاد.

مقالات مشابهة

  • ماذا لو فقدت أوكرانيا سيطرتها على كورسك الروسية؟
  • الجيش الروسي يدمر 9 طائرات أوكرانية مسيّرة
  • روسيا تعلن تحقيق تقدم ميداني في أوكرانيا
  • روسيا تعلن استعادة قرية بكورسك والسيطرة على أخرى داخل أوكرانيا
  • روسيا أسقطت 88 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا
  • 17قتيلا في أوكرانيا.. وزيلينسكي يدعو لتشديد العقوبات على روسيا
  • أوكرانيا تسجل 101 اشتباك قتالي على طول الخطوط الأمامية مع الجيش الروسي آخر 24 ساعة
  • أمريكا تقطع خدمات أقمار صناعية عن أوكرانيا.. كييف تبحث عن بديل
  • القوات الروسية تسترد 3 قرى من أوكرانيا في منطقة كورسك
  • كييف: مقتل 11 وإصابة 37 في هجوم روسي على أوكرانيا