يجرى ناديا إشبيلية وضمك، مفاوضات حول انتقال الجناح المغربي أسامة إدريسي، إلى فريق دوري روشن، بمقابل مادي يصل إلى 6 ملايين يورو.
وكشفت مصادر أن اللاعب المغربي البالغ من العمر 27 عاما، ومن أصول هولندية، توصل لاتفاق مع ضمك، للتوقيع على عقد لمدة 5 مواسم.
ويذكر أن أسامة إدريسي قد انضم لصفوف إشبيلية في صيف 2020، بأكثر من 12 مليون يورو قادما من ألكمار الهولندي، لكن النادي الإسباني أعاره بعدها إلى أياكس ثم قادش.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: ضمك نادي إشبيلية
إقرأ أيضاً:
العمامة يا دكتور أسامة!
كنت أطالع صورة وزير الأوقاف المصري الحالي قبل توليه الوزارة ولا أقف عندها، وأعدها من باب التشنيع أو ما يعرف بالفوتوشوب، ورسخ ذلك عندي أن كثيرا ما يكتب تحتها تهكما "الشيف أسامة"، حتى رأيتها في مقطع مصور، فهل الشغف بالتغيير ومحاولة عمل شكل جديد، أو ترك بصمة في الزي الأزهري، يكون بهذه الطريقة المشينة التي افترعها د. أسامة سيد، لا سيما وقد أصبح وزيرا للأوقاف؟!
إن العمامة الأزهرية فخر الأزهريين دائما وأبدا، وكان زملاؤنا غير المصريين أكثر اهتماما باقتنائها ومعرفة أصولها. وعلى ذكر من يعرفون الأصول، فقد كانت غضبة مشايخنا كبيرة على الذين قبلوا ارتداء الطربوش الصيني، وهو تقليد رديء لعمامة الأزاهرة، وكان بعضهم من أصحاب المسؤوليات والوجاهات يمنع دخول الشيخ الصيني عليه في مكتبه، فكيف يقبل الجلة من هؤلاء هذا الاعتداء الذي افترعه الدكتور أسامة، وحول عمامة الأزهريين إلى صاروخ الطباخين؟
في فترة الدراسة الجامعية، ودخول التيارات الإسلامية إلى جامعة الأزهر الشريف، فشت ظاهرة لا تقل تنطعا عن فكرة طربوش الطهاة، حيث تعامل الإسلاميون الأزهريون مع العمامة على أنها قلنسوة (طاقية) فوقها عمامة بيضاء. وعلى عادة أصحاب النظر القصير في إثبات الوجود بأي تغيير، قام بعض زملائنا حينها بنزع زر الطربوش، ليبقى في صورة القلنسوة العادية، وقوبل هذا الاعتداء الصغير باستهجان كبير من قبل علماء الأزهر وحماة هويته، فإن الهيئة واللباس جزء من الهوية بلا التباس، والحفاظ على هذه الهيئة وما لها من هيبة عند عموم المسلمين واجب محتم. إن لباس الوجهاء وأرباب المناصب كان إلى وقت قريب قريبا من لباس علماء الأزهر كنائب البرلمان أو عمدة البلد، وكانت من أول علامات تعميد وتنصيب عمدة البلد أن "يطربش" على حد لغة أهل الريف، أي يلبس القفطان والعمامة مع الطربوش. وروي في حكايات اللصوص أنهم كانوا لا يسرقون بيتا فيه عمامة!
كل شيخ وله طريقة..
من الأمثلة الشهيرة، ويضرب لاختلاف الطرق حسب من يصلون إلى نفس النتيجة، ولكن عامة الناس يفهمون مورده على غير الحقيقة، إذ أصل مورد المثل أن كل شيخ وله طريقته الخاصة في لف العمامة، وقلما يتشابه شيخان في الطريقة، وعامة الناس يفهمون الطريقة في المثل على الطريقة الصوفية، وهو غير مقصود بالكلية، وكل من يرتدون العمامة يعرفون هذا الاختلاف، كما يدركون درجة التفاوت في الإتقان، والمشايخ في ذلك على ثلاثة أقسام:
أولهم: المهرة أصحاب الشهرة في كل جيل أو دفعة أو مؤسسة، وهم ملاذ أصحاب العمائم من القسمين الآخرين، أولئك الذين لا يحسنون صنعا، أو الذين يرغبون في درجة التميز ولا يصلون إليها، ومن كبار المهرة إمام الدعاة فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وله مع خلع العمامة الأزهرية واستبدل بها الطاقية الشعراوية -التي ذاع صيتها الآن- قصة ورواية لعلنا نتطرق لها في مقام آخر. ومن مشاهير المهرة ممن أدركتهم أستاذنا الدكتور محمد عبد المنعم البري رحمه الله، وكنت أرى أساتذتنا في كلية الدعوة الإسلامية يجلسون إليه في الأزهر الشريف ويخرجون من حقائبهم "الشاش"، وهو القماش الأبيض الذي تلف به العمامة، ويطلبون منه وضعه مكان الشاش القديم.
وهناك فوارق ظاهرة بين عمامة الأزاهرة الصعايدة وإخوانهم البحاروة، فإن عمامة الأزهري الصعيدي متأثرة ببيئته المنتشرة فيها العمائم فتجدها إليها أقرب، ويظهر عليها تجاعيد الصعيد، أما عمامة علماء الوجه البحري فهي أصغر وأملس، ولم أر استثناء من ذلك إلا فضيلة الإمام يوسف القرضاوي، فقد كانت عمامته مثالا لعمامة علماء الصعيد، وللدكتور عصام تليمة طرفة مع مولانا الشيخ القرضاوي في هذا الشأن، لعله سردها في جملة مقالاته وحكاياته عن شيخنا رحمه الله.
وثمة فارق آخر بين عمامة القراء وعمامة العلماء، والخلاف هنا جوهري لأنه في أصل الطربوش وليس "الشاش" فقط، فطربوش قراء القرآن الكريم طويل وجوانبه مقوسة قليلا، والعمامة التي عليه صغيرة، ومن شاش له أهداب ويربط بعناية، وتظهر الأهداب متناسقة متجاورة، أما طربوش العلماء والدعاة فأقصر قليلا وأضلاعه مربعة، وتوضع عليه عمامة عادية بلا أهداب..
وبعد هذا كله فإنني أعذر غير المعنيين الذين ربما يرون ما كتبته من نافلة القول، وأن الدكتور وزير الأوقاف لم يخطئ في "الفاتحة" أو في البخاري كما يقولون، والجواب أني أعذر غير الأزهريين فقط، وأسألهم: هل يقبل العسكريون أن يغير الضابط في غطاء رأسه أو شيئا من هيئته؟ وهل يجوز للدبلوماسيين الظهور أمام الناس يغير زيهم الكامل؟ فلم التسامح إذن في العبث بزي العلماء، وفتح باب التندر والسخرية بهم، وهم الذين امتدح أمير الشعراء شوقي حُسن بزتهم وجميل هيئتهم، فقال في قصيدته الشهيرة:
الحفاظ على التراث من صيانة الميراث، ومن رغب عن عمامة الأزهر فليتركها إلى غيرها، ولا يخلطها بغيرها من أزياء الوظائف والمهن الأخرى
قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا
وَاِنثُر عَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
وَاِجعَل مَكانَ الدُرِّ إِن فَصَّلتَهُ
في مَدحِهِ خَرَزَ السَماءِ النَيِّرا
وَاِذكُرهُ بَعدَ المَسجِدَينِ مُعَظِّمًا
لِمَساجِدِ اللَهِ الثَلاثَةِ مُكبِرا
وَاِخشَع مَلِيًّا وَاِقضِ حَقَّ أَئِمَّةٍ
طَلَعوا بِهِ زُهرًا وَماجوا أَبحُرا
كانوا أَجَلَّ مِنَ المُلوكِ جَلالَةً
وَأَعَزَّ سُلطانًا وَأَفخَمَ مَظهَرا
إن الحفاظ على التراث من صيانة الميراث، ومن رغب عن عمامة الأزهر فليتركها إلى غيرها، ولا يخلطها بغيرها من أزياء الوظائف والمهن الأخرى، فإن سبق النكير في ذلك على المشايخ الصينيين، فإن النكير على الطباخين أولى، لأنه لا يستوي آحاد الناس مع وزير الدعوة والمساجد، فاستقيموا يرحمكم الله.