دعت 49 منظمة حقوقية يمنية إلى تعليق العمل الأممي في مناطق سيطرة جماعة الحوثي حتى إطلاق سراح الموظفين المعتقلين وعدم التدخل في العمل الإغاثي والإنساني.

 

وقالت المنظمات -في بيان مشترك- إن المنسق المقيم الحالي للأمم المتحدة، ومدير "برنامج الأغذية العالمي"، ومديري الأمم المتحدة الآخرين، يتخذون نهجاً أكثر ليونة مع الحوثيين على أمل ضمان سير العمليات بشكل سلس، بغض النظر عن التأثير الأوسع على اليمن.

 

واتهمت المنظمات مديري الوكالات الأممية في صنعاء بالتساهل إزاء انتهاكات الحوثيين وتسييس العمل الإنساني وتسخيره للحصول على مكاسب عسكرية.

 

وأضاف البيان أن الموظفين في الوكالات الأممية والدولية جرى توجيههم لترديد «الصرخة الخمينية» خلال اجتماعين مع الحوثيين في صنعاء، وأن موظفي الـ«يونيسيف» و«برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» رفضوا ترديدها، بينما امتثل موظفو «برنامج الغذاء العالمي» ومنظمة الصحة العالمية المحليون ورددوا «الصرخة» أمام مديريهم في الأمم المتحدة.

 

ووفق بيان المنظمات الحقوقية العاملة في اليمن، فقد استغل الحوثيون العمليات الجارية للأمم المتحدة في شمال اليمن، التي تبدو في ظاهرها للوقاية من المجاعة، للحصول على تنازلات وفوائد مالية من الأمم المتحدة والمانحين الدوليين.

 

وأكدت المنظمات أن حَرْف الحوثيين واستغلالهم الموارد قد حوّل المساعدة الإنسانية إلى أداة للصراع، وهذا أدى بدوره إلى تأجيج الحرب وتمكين الحوثيين من تعزيز قدراتهم العسكرية.

 

وأوصت المنظمات الحقوقية اليمنية في بيانها بتعليق جميع مشروعات الأمم المتحدة في شمال اليمن وبنقل المقرات إلى عدن، حتى يظهر الحوثيون التزاماً حقيقياً بالمبادئ الإنسانية والقانون الدولي.

 

وقالت إن استمرار هذه المشروعات لن يؤدي إلا إلى إضفاء الشرعية على حكم الحوثيين وتمكينهم من مزيد من الانتهاكات، وأشارت إلى أن موظفي وكالات الأمم المتحدة باتوا الآن عرضة للاستهداف في ظل الظروف المروعة، وأن استمرار المشروعات يخاطر بإجبار الأمم المتحدة على توظيف عناصر حوثيين.

 

وكانت الجماعة الحوثية طلبت الاطلاع على الهياكل التنظيمية للمنظمات الدولية، تمهيداً للسيطرة على عملية التوظيف، وهو ما سيدفع بالموظفين الحاليين إلى الاستقالة أو الامتثال لمطالب الحوثيين، وفق ما أورده بيان المنظمات.

 

وحذرت المنظمات بأن استمرار هذا الوضع سيقود إلى «زيادة حرف مسار المساعدات وسوء استخدامها، ويمكن أن يسمح للحوثيين بالسيطرة على وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية، مما يؤثر على التوظيف والمشتريات والعمليات اليومية، كما سيقوض المبادئ الإنسانية للاستقلالية والحيادية».

 

وشددت المنظمات اليمنية الحقوقية على المطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطفين المعتقلين لدى الحوثيين، وقالت إنه يجب على الأمم المتحدة الإصرار على الإفراج غير المشروط والفوري عن جميع الرهائن شرطاً غير قابل للتفاوض في أي تعامل مستقبلي.

 

وقال البيان إن استمرار احتجاز موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، وكذلك قادة المجتمع المدني، يقوض الجهود الإنسانية وينتهك المعايير الدولية، وإن التحرك الفوري لتأمين الإفراج عنهم أساسي للحفاظ على المبادئ الإنسانية وضمان سلامة العاملين في مجال الإغاثة.

 

وأكدت المنظمات على ضرورة ضمان الوصول الكامل لعمليات الأمم المتحدة بوصف ذلك شرطاً مسبقاً لاستئناف المساعدة في مناطق سيطرة الحوثيين، وأنه يجب على الأمم المتحدة المطالبة بأن يصل موظفوها والمساعدات الإنسانية إلى المحتاجين دون أي تدخل أو قيد.

 

وأشار البيان إلى أن القدرة على العمل بحرية واستقلالية ضرورية لتقديم المساعدة الحيوية وتقييم الظروف الإنسانية بدقة، وأن أي قيود مفروضة على الوصول تعرقل توزيع المساعدات وتعرض الاستجابة الإنسانية للخطر.

 

وطالبت المنظمات اليمنية، في بيانها المشترك، بفرض خطوط حُمر ضد الابتزاز وحرف مسار المساعدات، وقالت إنه يجب على الأمم المتحدة فرض تدابير صارمة لمكافحة ابتزاز الحوثيين ولمنع تحويل مسار المساعدات الإنسانية، كما طالبت بوضع خطوط غير قابلة للتعدي من أجل حماية نزاهة وفاعلية برامج المساعدات. وشددت على ضرورة وجود آليات شفافة للرصد والمساءلة؛ لضمان وصول المعونات إلى مستحقيها، وعدم استغلالها لأغراض سياسية أو عسكرية.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن منظمات حقوقية الحوثي الأمم المتحدة حقوق الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تحتفل بيوم التصنيع في إفريقيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تحتفل منظمة الأمم المتحدة بيوم التصنيع في أفريقيا في 20 نوفمبر من كل عام، بهدف تسليط الضوء على أهمية التنمية الصناعية في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام والشامل للقارة، وتم إقرار هذا اليوم رسميًا خلال الدورة الخامسة والعشرين لرؤساء دول وحكومات منظمة الوحدة الأفريقية التي انعقدت في يوليو 1989 في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

كما أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نفس العام عن تخصيص هذا اليوم ضمن عقد التنمية الصناعية الثاني لأفريقيا (1991-2000)، تأكيدًا على الدور الحيوي الذي يلعبه التصنيع في تعزيز اقتصادات القارة.

دور التصنيع في التنمية الاقتصادية:

التصنيع يمثل ركيزة أساسية لتحقيق النمو الاقتصادي في أفريقيا، حيث يساعد على:

تنويع الاقتصادات: الاعتماد على صناعات متنوعة يقلل من اعتماد الدول الأفريقية على قطاعات محدودة.

تقليل الصدمات الخارجية: تعزيز الترابط بين التصنيع والاقتصادات المحلية يوفر استقرارًا اقتصاديًا.

القضاء على الفقر: يساهم في خلق فرص عمل وتحقيق توزيع أكثر عدالة للثروة.

أحد الأمثلة العملية على ذلك هو دعم منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) لإنشاء أكاديميات تدريب صناعي في عدة دول أفريقية، مثل أكاديمية التدريب الصناعي الزامبية، حيث أن هذه الأكاديمية ساهمت في تأهيل كوادر مهنية.

مقالات مشابهة

  • سياسيون وحقوقيون يفتحون النار على تقرير الخبراء الأممي بشأن اليمن
  • «الأونروا» تنشر خارطة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
  • بن جفير: سيطرة الجيش الإسرائيلي على المساعدات الإنسانية لسكان غزة ضرورة
  • الأمم المتحدة تحتفل بيوم التصنيع في إفريقيا
  • قيادي حوثي يكشف: منفجر البيضاء يعين مديراً للأمن في رداع.. فوضى عارمة في مناطق سيطرة الحوثيين
  • "الأمم المتحدة للسياحة" تدعو لتعزيز الابتكار والاستدامة في القطاع
  • WP: عصابات السطو على المواد الإنسانية في غزة تعمل بمناطق السيطرة الإسرائيلية
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية تحذر من انهيار منظومة العمل الإنساني في قطاع غزة
  • واشنطن تعلن استمرار المساعدات العسكرية لأوكرانيا
  • واشنطن بوست: عصابات تسرق المساعدات بغزة وتعمل بحرية في مناطق سيطرة الجيش الإسرائيلي