ما بين الترويج للإنجازات التشريعية لإدارته، وتوجيه انتقادات حادة للرئيس السابق ترامب، الذي وصفه بأنه كاذب وخاسر، قدم الرئيس الأمريكي جو بايدن دفاعا مستميتا عن الديمقراطية في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي يوم الاثنين، واصفا الانتخابات الرئاسية في نوفمبر بأنها معركة وجودية من أجل مستقبل البلاد.

وقال بايدن في خطاب، اختتم به مسيرته السياسية في مؤتمر الحزب الديمقراطي بشيكاغو قبل أن يسلم الشعلة إلى نائبته كامالا هاريس، إن المعركة ضد ترامب لم تنتهِ بعد.

وقال بايدن: "بقلب ممتن، أقف أمامكم الآن في هذه الليلة من شهر أغسطس لأبلغكم أن الديمقراطية سادت".

وأضاف "لقد سلمت الديمقراطية، والآن يجب الحفاظ علىها".

واستُقبل بايدن، الذي بدا وكأنه يمسح دموعه عندما استهل خطابه، بتصفيق حار لمدة دقائق من قبل الحشد، مرددين "نحن نحب جو".


وتحدث بايدن عن مسيرته السياسية، وقال "ارتكبت الكثير من الأخطاء في مسيرتي المهنية، لكنني قدمت أفضل ما لدي لكم".

وقال "على مدى 50 عامًا، مثل العديد منكم، قدمت قلبي وروحي لأمتنا وقد باركني الله مليون مرة في المقابل بدعم من الشعب الأمريكي".

وأضاف بايدن أن اختيار نائبة الرئيس، كامالا هاريس، كرفيقة له في الترشح كان "أفضل قرار" اتخذه في حياته السياسية. وتعهد بأن يكون "أفضل" متطوع في الحملة الانتخابية رأته هاريس ورفيقها في الترشح لمنصب نائب الرئيس تيم والز على الإطلاق.

وقاوم بايدن الضغوط لأسابيع لتقديم تنازله عن الترشح حتى تزايدت الدعوات، بما في ذلك من كبار مسؤولي الحزب الديمقراطي، وأعلن في 21 يوليو/تموز تنحيه عن الترشح وتأييد هاريس.

وصعدت هاريس بعد خطاب جو بايدن لخشبة المسرح، وسط تصفيق حار.

وقالت: جو، شكرًا لك على قيادتك التاريخية وعلى خدمتك مدى الحياة لأمتنا وعلى كل ما تواصل القيام به. نحن ممتنون لك إلى الأبد".

وقدمت هيلاري كلينتون تحية خاصة عندما ظهرت على المسرح في وقت سابق من المساء، قائلة للحشد إن بايدن "أعاد الكرامة والكفاءة إلى البيت الأبيض".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي جو بايدن ترامب كامالا هاريس خطاب جو بايدن خطاب بايدن

إقرأ أيضاً:

عندما تتحول القيم الديمقراطية إلى ذريعة سياسية

حوّل الغرب عبارة «القيم الديمقراطية» ملاذا خطابيا بعد أن أفقدها دلالتها الحقيقية التي تأسست بعد ثورات اجتماعية وثقافية عبر سنوات طويلة. وتُستَحضر هذه العبارة بإلحاح كبير باعتبارها بوصلة أخلاقية، واختبار ولاء سياسي، ودرعًا ضد الانتقاد، وباعتبارها أيضا سلاحًا أيديولوجيًا للاستخدام الانتقائي. تقدم الحكومات الغربية، وخصوصا في أوروبا وأمريكا، هذه القيم كمعايير كونية، تدّعي من خلالها حق محاسبة الآخرين، غالبا في العالم الثالث، على ما يُعدّ تقصيرا ديمقراطيا. لكن هذا الترفع الأخلاقي يستدعي سؤالا ملحا ومحرجا في آن: ما الذي تبقّى من القيم الديمقراطية التي يزعم الغرب التمسك بها بكثير من الحماس؟

فلنأخذ إسرائيل التي تُقدَّم، في واشنطن وفي أوروبا، باعتبارها النموذج الديمقراطي الوحيد في الشرق الأوسط.. ولكن المشاهد الجارية في غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان تفرض علينا أن نواجه الحقيقة؛ فحين تُباد الشعوب وتهجر من موطنها وتُدمَّر بيوتها، وتُفرض عليها الحصارات وتجوّع، وتُسنّ قوانين تُقنِّن التمييز، هل يبقى من الممكن الادعاء بالانتماء إلى المثال الديمقراطي؟ هل الديمقراطية مجرد انتخابات دورية تُجرى داخل حدود مصطنعة، أم أنها تتطلب مبادئ أعمق وأصعب: كالعدالة، والمحاسبة، وكرامة الإنسان؟

لكن الأمر لا يقتصر على إسرائيل التي يعرفها العالم أجمع بأنها دولة احتلال، فحتى أمريكا التي نصّبت نفسها حامية الديمقراطية الليبرالية على المسرح العالمي ما زالت تمول وتسلح إسرائيل خلال أكثر حروبها دموية ضد الفلسطينيين واللبنانيين. هذا التناقض لم يَغِب عن أنظار العالم: هل يمكن لدولة أن تموّل الدمار في الخارج وتزعم في الوقت ذاته التمسك بضبط النفس الديمقراطي في الداخل؟ أما خطة ترامب لإعادة توطين الفلسطينيين في غزة وتحويل القطاع إلى ما يشبه «ريفييرا»، فهي لا تنم عن رؤية إنسانية بقدر ما تكشف عن منطق استعماري مغلف بعبارات دبلوماسية.

في الوقت نفسه، بدأ الدعم لأوكرانيا، الذي كان الغرب يعتبره رمزا للتضامن الديمقراطي، يتلاشى ويتآكل بل يتحول إلى ما يمكن تسميته بكثير من الاطمئنان ابتزاز سياسي واقتصادي. هذا التراجع يُقوّض السردية التي سعت أمريكا وحلفاؤها في الغرب إلى ترسيخها والتي تتمثل في أن الديمقراطيات تتكاتف ضد العدوان.. لكن عندما يصبح التضامن قابلا للمساومة، تصبح القيم التي يفترض أن يمثلها في مهب الريح.

وأوروبا، التي كانت مهد الفكر الديمقراطي الحديث، تتعثر بدورها؛ فالقارة تشهد صعودا مستمرا لتيارات اليمين المتطرف، ورُهاب الأجانب، والقوميات الإقصائية والشعبوية. يُجرَّم اللاجئون والمهاجرون، وتُقوَّض الحريات المدنية باسم الأمن. ونرى ونسمع عن قادة سياسيين كانوا يمجدون الشمولية فإذا هم اليوم يغازلون أفكارا كانت، إلى وقت قريب، محصورة في الهامش. التجربة الديمقراطية، التي وُلدت من رماد الفاشية، تبدو اليوم وكأنها تنكسر تحت وطأة تناقضاتها الداخلية. تبدو الحقيقة جلية ولكنها مُقلقة جدا حيث استدعاء الغرب للقيم الديمقراطية بات بشكل واضح جدا انتقائيا، وباتت القيم نفسها جوفاء ومتضاربة أخلاقيا. فعندما تصبح الديمقراطية لغة للمصلحة، لا إطارا للعدالة، وعندما تُستخدم لتبرير الاحتلال والإبادة الجماعية وتجويع الشعوب، أو لتحقيق مكاسب جيوسياسية، فإنها لا تعود قيمة، بل ذريعة.

وإذا أراد الغرب استعادة سلطته الأخلاقية، فعليه أن يفعل أكثر من ترديد تراتيله الديمقراطية. عليه أن يطبّق ما يعظ به، لا في الداخل فحسب، بل وبشكل خاص في الخارج. وهذا يعني مساءلة الحلفاء، واحترام القانون الدولي، والإصغاء للأصوات التي طال تهميشها. الديمقراطية ليست حقا مكتسبا للغرب، ولا علامة تجارية حصرية، إنها وعد متجدد، وعد يخصّ البشرية جمعاء، ويجب الدفاع عنه بالفعل كما بالقول، لا بالشعارات ولا بالدعاية.

مقالات مشابهة

  • في خطابه بذكرى الصمود الوطني.. الرئيس المشاط: لدينا خيارات ستعلن في وقتها والعدوان الأمريكي لن يثنينا عن مساندة غزة
  • الأهلي يجدد طلبه لـ"الأولمبية" للاطلاع على مستندات الرابطة واتحاد الكرة
  • محمد رمضان يحرج ياسمين صبري أمام الكاميرات.. غادرت غاضبة
  • أجمل ما قاله الشعراء عن عيد الفطر
  • عندما تتحول القيم الديمقراطية إلى ذريعة سياسية
  • هذا ما قاله لبنان لأميركا عن التفاوض مع إسرائيل
  • بالأسماء: أبرز قادة حماس الذين قتلتهم إسرائيل في تصعيد الحرب الأخير
  • كامالا هاريس تفكر في الترشح لمنصب حاكم كاليفورنيا.. وترامب يوجه لها نصيحة
  • هاريس تعتزم الترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا.. وترامب يقدم لها نصيحة
  • لوباريزيان: ترامب يمنع بايدن وهاريس وبلينكن من الاطلاع على المعلومات السرية