لماذا يصر نتنياهو الاحتفاظ بمرري فيلادلفيا مع مصر ونتساريم كشرط لوقف إطلاق النار في غزة؟
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
طالبت إسرائيل السيطرة الدائمة على ممرين استراتيجيين في غزة كجزء من اتفاق لوقف إطلاق النار، يهدف إلى إنهاء حرب مستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر، وتحرير عشرات الرهائن، ومنع تصعيد الصراع.. الأمر الذي رفضته حركة حماس.
قال مسؤولون مطلعون على المفاوضات، إن إسرائيل تريد الحفاظ على وجود عسكري في منطقة عازلة ضيّقة على طول الحدود بين غزة ومصر، والتي تسميها "ممر فيلادلفيا"، وفي منطقة أخرى قطعتها لتفصل شمال غزة عن جنوبها، والمعروفة باسم "ممر نتساريم".
ومن غير الواضح ما إذا كان مطالبة إسرائيلية بالسيطرة على هذين الممرين مدرجة في المقترح الذي تؤيّده الولايات المتحدة والذي دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حماس إلى قبوله لكسر الجمود في مفاوضات وقف إطلاق النار.
وقال بلينكن، الذي عاد إلى المنطقة هذا الأسبوع، إن إسرائيل وافقت على المقترح دون أن يحدد ما يتضمنه.
ويشير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى أن السيطرة على منطقة الحدود المصرية ضرورية لمنع حماس من إعادة رص صفوفها وبناء ترسانتها من خلال أنفاق التهريب، وأن إسرائيل بحاجة إلى "آلية" لمنع المسلحين من العودة إلى الشمال، الذي تم عزله إلى حد كبير منذ أكتوبر.
في المقابل، تقول الحركة الإسلامية إن أي وجود إسرائيلي دائم في غزة سيشكل احتلالاً عسكريًا. كما تعارض مصر، التي لعبت دور الوسيط الرئيسي في المفاوضات التي استمرت لشهور، بشدة وجود إسرائيلي على الجانب الآخر من حدودها مع غزة.
ما هي الممرات ولماذا تريدها إسرائيل؟يمتد ممر فيلادلفيا، وهو شريط ضيق يبلغ عرضه حوالي 100 متر في بعض الأجزاء، على طول 14 كيلومترًا من جانب غزة على الحدود مع مصر. ويضم معبر رفح، الذي كان حتى مايو المَنفَذ الوحيد لسكان القطاع المنكوب إلى العالم الخارجي الذي لا تسيطر عليه إسرائيل.
وتقول إسرائيل إن حماس استخدمت شبكة واسعة من الأنفاق تحت الحدود لاستيراد الأسلحة، مما مكنها من بناء الآلة العسكرية التي استخدمتها في هجوم 7 أكتوبر.
أما ممر نتساريم، فيمتد لمسافة 6 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية إلى الساحل جنوب مدينة غزة، مما يفصل المنطقة الحضرية الأكبر في الأراضي الفلسطينية عن باقي الشمال.
وطالبت حماس بالسماح لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا من الشمال بالعودة إلى منازلهم. ووافقت إسرائيل على عودتهم ولكن تريد التأكد من عدم تسليحهم.
لماذا تعارض حماس ومصر السيطرة الإسرائيلية؟ستتطلب السيطرة الإسرائيلية على الممرين طرقات مغلقة وأسيجة وأبراج مراقبة ومنشآت عسكرية أخرى. وتُعَدُّ نقاط التفتيش من أبرز مظاهر الحكم العسكري الإسرائيلي المفتوح على الضفة الغربية، وعلى غزة قبل انسحاب القوات الإسرائيلية عام 2005.
وتقول إسرائيل إن نقاط التفتيش ضرورية لأغراض أمنية، لكن الفلسطينيين ينظرون إليها على أنها انتهاك مُهين لحياتهم اليومية. كما ينظر إليها الفلسطينيون على أنها مقدمة لاحتلال عسكري دائم وعودة المستوطنات اليهودية - وهو ما دعا إليه بوضوح شركاء ائتلاف اليمين المتطرف لنتنياهو.
فيما طالبت حماس بانسحاب إسرائيلي كامل وتتهم نتنياهو بوضع شروط جديدة بهدف إفشال المحادثات.
هل هي مطالب إسرائيلية جديدة ؟تصر إسرائيل على أنها ليست كذلك، وتشير إليها باعتبارها "توضيحات" لمقترح سابق وافق عليه الرئيس الأميركي جو بايدن في خطاب 31 مايو ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في قرار يطالب بوقف إطلاق النار. كما تتهم إسرائيل حماس بطرح مطالب جديدة منذ ذلك الحين لا يمكنها قبولها.
ولكن لم يشر الخطاب أو قرار مجلس الأمن إلى مطالب إسرائيل بشأن الممرات، والتي لم تُطرح إلا في الأسابيع الأخيرة، وأشارا إلى انسحاب إسرائيلي كامل. كما قالت الولايات المتحدة إنها ضد أي احتلال إسرائيلي مجدد لغزة أو تقليص أراضيها.
وتنص مسودات خطية سابقة لمقترح وقف إطلاق النار على انسحاب إسرائيلي أولي من المناطق المأهولة والمركزية خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، عندما سيتم الإفراج عن الرهائن الأكثر ضعفًا والسماح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى الشمال.
وخلال المرحلة الثانية، والتي سيتم التفاوض على تفاصيلها خلال الأولى، سينسحب الجيش الإسرائيلي بالكامل وستطلق حماس سراح جميع الرهائن الأحياء المتبقين، بمن فيهم جنود.
وتنص أحدث مسودات المقترح - بما في ذلك واحدة وافقت عليها حماس مبدئيًا في 2 يوليو - على أن السكان النازحين الذين يعودون في المرحلة الأولى يجب ألا يحملوا أسلحة، لكنها لا تحدد آلية لتفتيشهم.
ولم تصرح الولايات المتحدة وقطر ومصر، التي كانت تسعى للتوصل إلى اتفاق على مدار أشهر، بشكل علني عن مطالب إسرائيل المتعلقة بالممرات.
وعقدت بعثة إسرائيلية محادثات مع مسؤولين مصريين في القاهرة يوم الأحد ركزت على ممر فيلادلفيا ولكن لم تحرز تقدمًا ملموسًا، وفقًا لمسؤول مصري طلب عدم الكشف عن هويته.
سيؤدي عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار إلى إطالة أمد حرب أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني جراء الهجمات الإسرائيلية، كما أفاد مسؤولو الصحة في غزة. وأجبرت معظم سكان القطاع، الذين يبلغ عددهم 2.3 مليون نسمة، على النزوح وأحدثت دمارًا كبيرًا في هذه المنطقة الفقيرة.
هذا ويمكن أن يسهم اتفاق وقف إطلاق النار في تجنب الهجوم الإيراني أو أي هجوم من قبل حزب الله على إسرائيل، وذلك في سياق الرد على اغتيال القيادي في حزب الله في بيروت، فؤاد شكر، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران الشهر الماضي.
وتوعدت إسرائيل بالرد على أي هجوم، فيما رفعت الولايات المتحدة من حجم قواتها العسكرية في المنطقة، مما يزيد من احتمال نشوب حرب أوسع نطاقًا وأكثر دمارًا.
المصادر الإضافية • AP
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "بلينكن ملاك الموت".. النازحون الفلسطينيون في غزة يعبرون عن استيائهم من زيارة وزير الخارجية الأمريكي ضغوط أمريكية على القاهرة لإرسال قوة عسكرية إلى غزة ضمن مساعي "اليوم التالي" للحرب بلينكن: نتنياهو قبل المقترح الأمريكي المعدل ويزعم "على حماس قبوله لإنهاء معاناة الفلسطينين في غزة" محادثات - مفاوضات إسرائيل غزة رفح - معبر رفح فلسطينالمصدر: euronews
كلمات دلالية: غزة إسرائيل قتل تركيا نهر الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة إسرائيل قتل تركيا نهر الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 محادثات مفاوضات إسرائيل غزة رفح معبر رفح فلسطين غزة إسرائيل قتل تركيا نهر الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 كامالا هاريس أمطار الحزب الديمقراطي محمد بن سلمان مرضى عطارد السياسة الأوروبية الولایات المتحدة ممر فیلادلفیا یعرض الآن Next إطلاق النار قطاع غزة فی غزة على أن
إقرأ أيضاً:
حماس تنشر قائمة بأبرز الانتهاكات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار
نشرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -اليوم الاثنين- بيانا تضمن قائمة بأرز الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي وانتهت المرحلة الأولى منه أول أمس السبت.
واستعرض البيان الانتهاكات الإسرائيلية الميدانية والسياسية للاتفاق، وقالت الحركة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى بعد انتهاء المرحلة الأولى إلى استئناف العدوان على غزة في ظل الدعم الأميركي المعلن لتل أبيب.
وأشار البيان إلى أن سلوك إسرائيل خلال المرحلة الأولى يثبت أن حكومة نتنياهو كانت معنية بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار وسعت إلى ذلك.
كما قالت حركة حماس إن قرارات نتنياهو الأخيرة باعتماد مقترح المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف لتمديد المرحلة الأولى تأتي في هذا السياق، ووصفتها بأنها محاولة مفضوحة للتنصل من الاتفاق.
وشدد البيان على أن حركة حماس ملتزمة في المقابل بتنفيذ كافة بنود الاتفاق المتعلقة بها بدقة وبالمواعيد المحددة، وطالبت المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للعودة للاتفاق والانتقال للمرحلة الثانية منه، وحث الوسطاء على منع نتنياهو من تخريب الاتفاق، كما طالب بالضغط عليها لفتح المعابر والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية.
إعلانوفي ما يلي أبرز الخروقات الإسرائيلية التي استعرضها بيان حركة حماس:
ميدانيا:
قال البيان إن إسرائيل انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار ميدانيا 962 مرة، مشيرا إلى أن ذلك شمل قصفا وتوغلات للآليات.
وأضاف البيان أن الاعتداءات الإسرائيلية خلال المرحلة الأولى أسفرت عن استشهاد 116 شخصا وإصابة 490 آخرين.
الإغاثة والبروتوكول الإنساني:
قالت حركة حماس إن إسرائيل لم تلتزم ببند إدخال 50 شاحنة وقود يوميا إلى قطاع غزة، حيث دخل خلال 42 يومًا فقط 978 شاحنة بمعدل 23 شاحنة يوميا.
وورد في بيان الحركة أن الاحتلال لم يسمح بدخول سوى 15 بيتا متنقلا من أصل 60 ألفا، إضافة لعدد محدود من الخيام.
كما لم تسمح إسرائيل بإدخال سوى 9 آليات ثقيلة في حين أن غزة بحاجة إلى ما لا يقل عن 500 آلية ثقيلة لرفع الركام واستخراج الجثث.
وجاء في البيان نفسه أن إسرائيل منعت إدخال مواد البناء والمعدات الطبية اللازمة لإعادة تأهيل المستشفيات.
الأسرى:
في ما يخص الأسرى، قالت حركة حماس إن إسرائيل تعمدت تأخير الإفراج عنهم في جميع المراحل، رغم أن الاتفاق ينص على الإفراج عنهم بعد ساعة واحدة من تسليم الإسرائيليين.
وأشار البيان إلى إجبار سلطات الاحتلال الأسرى على ارتداء ملابس تحمل دلالات نازية وعنصرية، فضلا عن تعرضهم للضرب والإهانة والتعذيب والتجويع حتى ساعة إطلاق سراحهم.
معبر رفح:
أشار البيان إلى استمرار إغلاق معبر رفح أمام المدنيين في الاتجاهين، ومنع استئناف حركة البضائع والتجارة من خلاله، وإعادة عشرات المسافرين من المرضى والجرحى بعد الاتفاق على سفرهم.
ممر فيلادلفيا:
أشار البيان إلى عدم انسحاب الاحتلال أو تقليص قواته في ممر فيلادلفيا على الحدود المصرية الفلسطينية.
الخروقات السياسية:
جاء في بيان حماس أن إسرائيل أخّرت بشكل متعمد بدء مفاوضات المرحلة الثانية، مشيرة إلى أن تل أبيب تطالب بالدخول في اتفاق جديد مخالف لكل ما تم الاتفاق عليه.
إعلان