لجريدة عمان:
2024-09-07@06:25:54 GMT

هوامش ومتون :عاشقة جبال «وادي السحتن»

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

قبل مشاهدتي للفيلم العماني التسجيلي «مسافات طويلة» للمخرجين حمد القصابي وعلي البيماني، كنت قد قرأت وسمعت عن العدّاءة العمانية سعاد النصيبية، بطلة سباقات الركض الجبلي التي خرجتْ من قرية نائية تسكن جبال وادي السحتن بولاية الرستاق، ودخلت في منافسات مع عدّاءات عالميات بجهود فرديّة، ودعم من مدرّبها وزوجها سامي السعيدي، وإمكانات بسيطة، بعد أن كانت ترعى الأغنام في الجبال.

حكاية سعاد هي حكاية الفتاة العمانية المكافحة التي تجري مثل وعل برّي، متحدّية الصعاب، لتحقّق نتائج عالمية، كان آخرها فوزها بالمركز الأوّل في سباق نسوي، بعد مشاركة لها بسويسرا، وحين سألها الشاعر سماء عيسى في جلسة نظمها صالون سعيدة بنت خاطر، في النادي الثقافي، عن الفرق بين جبال عمان وجبال سويسرا، وأيّهما أكثر صعوبة؟ ظننتُ أنّها ستقول إنّ جبال سويسرا أسهل، لاسيّما مع اعتدال درجات الحرارة، وكثرة نزول الأمطار، واتّساع المساحات الخضراء، لكنّها أجابت: الفرق كبير، والجري أصعب، وهو يختلف باختلاف التضاريس، والأمكنة، مثلما رأت أن الجري على أرض صحراوية أكثر مشقة من الجري على أرض جبلية، ومن الجوابين عرفتُ مدى التصاقها ببيئتها الجبلية، التي صارت مألوفة، بالنسبة لها، ولأقدامها أكثر من أيّ مكان آخر، كما يخيّل لي، فعندما تجري، على جبال وادي (السحتن) حيث تحفُّ بها المراعي الطبيعية، والمواشي والأغنام التي كثيرا ما رعت بها، واستظلّت بأشجار السمر والسدر، هذه الأقدام بجريها تتكلّم (عماني)، تصحيفا لأغنية سيد مكاوي «الأرض بتتكلّم عربي»، وهي أقدام صارت تتفاهم مع تضاريس الجبال العمانيّة، فالصخور تتناغم مع حركتها، كما رأينا في فيلم (المسافات الطويلة)، الذي جرى عرضه في تلك الجلسة، وشاهدناها وهي تجري في أحضان الوادي الذي تكثر به الكتابات الصخرية، والرسومات، والنقوش الأثرية التي يعود تاريخها إلى الألف الثالثة قبل الميلاد، ومنها ما هو حديث نوعا ما حيث يعود تاريخه إلى الألف الأول قبل الميلاد، من هذا المكان، خرجت سعاد، وهذا لن يحدث في جبال سويسرا، وقد نطقت الصورة بذلك وشرحت أبعاد تلك العلاقة الناشئة بينها والمكان، في الفيلم الذي فاز بجائزة النخلة الذهبية للفيلم الخليجي في فئة «الأفلام الوثائقية» في الدورة التاسعة لمهرجان (أفلام) السعودية، وهو من إنتاج شركة خط للأفلام، مثلما تحدّث الفيلم عن مشوارها مع رياضة الجري، التي كانت تحصيل حاصل بالنسبة لها، فرعي الأغنام جعلها سريعة الحركة، قادرة على تحمّل السير لمسافات طويلة، وحين أتيحت لها فرصة المشاركة في أحد السباقات، نالت المركز الأول ولفتت أنظار زميلها العداء سامي السعيدي، بعد أن حقّقت نتائج جعلتها مؤهلة للمشاركة في سباقات دولية، لتصبح بطلة في السباقات الطويلة، لمسافات تصل إلى سبعين كيلومترا، بما يؤكد القدرات التي يمتلكها الشباب العماني ودور الرعاية والدعم في إظهار قدراته، إذ تجعله قادرا على دخول المنافسات، وتأكيد حضورهم في المحافل الدولية، دون أن يغرب عن ذاكرتها مشوار الألف الذي بدأ بخطوة، تلك الخطوة تمثّلت برحلة من قرية (وكان) بين صخور الجبل على الأقدام، مرورا بـ(نخل) وصولا إلى (سيق) في الجبل الأخضر بعد قطع مسافة استمرت ست ساعات.

يقول الشاعر سماء عيسى عن سعاد عاشقة الجبال كما أسماها «قدّمت سعاد راعية الغنم، لنا نموذج التجاوز، والبحث الدائم عن آفاق حياة جديدة هي ما يولد من أعماقنا، يتحدث بشفافية صادقة سامي السعيدي مدرب وزوج العداءة، قائلا إن سعاد تمتلك إمكانيات مكبوتة وعلينا أن نفجّرها، ونخرجها من قيود الذات إلى الفضاء الرحب، في الوقت الذي تضيف فيه سعاد قائلة، لطالما ردّدوا أنّ المرأة العمانية ليست قادرة على العمل الإيجابي، وأنّها دوما أسيرة سلبياتها، وأنا الآن أثبت لهم عدم صحة هذه الفرضية الخاطئة، المرأة العمانية قادرة دوما على تحقيق الانتصارات في ميادين الحياة المختلفة».

وقد نجحت العدّاءة سعاد في إثبات ذلك، عندما قدّمت نموذجا لامرأة عشقت الجبال، فأعطتها شهادات تميّز، وميداليات وأوسمة دولية.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

العفو قاتلة كويتية قبل لحظات من تنفيذ حكم إعدامها

أعلنت عائلة كويتية العفو عن قاتلة ابنتها قبل لحظات من تنفيذ حكم الإعدام فيها، حسبما ذكرته وسائل إعلام محلية.

وكان من المقرر تنفيذ الإعدام بحق 7 محكومين داخل السجن، لكن العفو شمل امرأة كويتية، بينما نُفِّذ الحكم على 6 آخرين، بينهم 3 كويتيين، إيرانيين، وباكستاني.

وقُتلت الضحية سعاد بشكل مأساوي عام 2016، عند زيارة مها لصديقتها سعاد في منزلها، قبل أن تنتهي الزيارة بطعن الضيفة لمضيفتها بسكين عدة طعنات بعد مشادة كلامية بينهما، في حادثة هزت الأوساط الكويتية.
وكانت مها سيدة منفصلة وتعيش برفقة أطفالها، عندما ارتبطت برجل اكتشفت أنه متعاطٍ للمواد المخدرة فيما بعد، وكانت صديقتها سعاد على اطلاع بحالته لمعرفتها بالزوجين.
 وتورطت مها في قتل صديقتها بعد مشادة كلامية ترتبط باتهامات وجهتها لسعاد بكونها سبباً في المشاكل الزوجية التي تعيشها.
وكانت سعاد أيضاً أمًّا ولديها أبناء شهد بعضهم جريمة مقتل والدتهم، وفشلت عدة "وساطات" سابقة لأجل العفو عن مها طوال 9 سنوات قضتها في السجن، قبل مفاجأة اليوم الخميس التي انتهت بالعفو وقبول الديّة.

تم تنفيذ عقوبه الإعدام صباح هذا اليوم داخل السجن بعدد (٦) مدانين بأحكام نهائيه .
(٣) من الجنسيه الايرانيه و ( ٢) من الجنسيه الكويتيه و (١) من الجنسيه الباكستانيه . اما المرأة الكويتيه فقد اوقف تنفيذ حكم الإعدام بحقها بعد حصولها علي التنازل .

— حمد السريع (@bomshary871) September 5, 2024

مقالات مشابهة

  • مقتل 3 ارهابيين بضربة جوية في جبال حمرين
  • عائلة كويتية تقرر العفو عن قاتل ابنتهم
  • العفو قاتلة كويتية قبل لحظات من تنفيذ حكم إعدامها
  • منخفض جويّ وأمطار إبتداءً من الجمعة.. ماذا كشف الأب إيلي خنيصر عن الطقس؟
  • أستاذة الفقه المقارن: الزواج في الإسلام أداة لبناء الأسرة
  • نقابة الصَّحفيين السُّودانيين تنعي المصور التلفزيوني حاتم مأمون الذي مات متأثراً بإصابته في حادث المسيرة التي استهدفت منطقة “جبيت” العسكرية
  • العمانية لحقوق الإنسان تشارك في مؤتمر المساواة بالنيبال
  • هوامش ومتون الأغاني التي لا تصدأ
  • فرص لهطول أمطار متفرقة على جبال الحجر وسواحل وجبال محافظة ظفار
  • في حادث مأساوي .. وفاة رئيس أودي بعد سقوطه من ارتفاع شاهق أثناء تسلق الجبال