لجريدة عمان:
2024-12-26@20:19:52 GMT

هوامش ومتون :عاشقة جبال «وادي السحتن»

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

قبل مشاهدتي للفيلم العماني التسجيلي «مسافات طويلة» للمخرجين حمد القصابي وعلي البيماني، كنت قد قرأت وسمعت عن العدّاءة العمانية سعاد النصيبية، بطلة سباقات الركض الجبلي التي خرجتْ من قرية نائية تسكن جبال وادي السحتن بولاية الرستاق، ودخلت في منافسات مع عدّاءات عالميات بجهود فرديّة، ودعم من مدرّبها وزوجها سامي السعيدي، وإمكانات بسيطة، بعد أن كانت ترعى الأغنام في الجبال.

حكاية سعاد هي حكاية الفتاة العمانية المكافحة التي تجري مثل وعل برّي، متحدّية الصعاب، لتحقّق نتائج عالمية، كان آخرها فوزها بالمركز الأوّل في سباق نسوي، بعد مشاركة لها بسويسرا، وحين سألها الشاعر سماء عيسى في جلسة نظمها صالون سعيدة بنت خاطر، في النادي الثقافي، عن الفرق بين جبال عمان وجبال سويسرا، وأيّهما أكثر صعوبة؟ ظننتُ أنّها ستقول إنّ جبال سويسرا أسهل، لاسيّما مع اعتدال درجات الحرارة، وكثرة نزول الأمطار، واتّساع المساحات الخضراء، لكنّها أجابت: الفرق كبير، والجري أصعب، وهو يختلف باختلاف التضاريس، والأمكنة، مثلما رأت أن الجري على أرض صحراوية أكثر مشقة من الجري على أرض جبلية، ومن الجوابين عرفتُ مدى التصاقها ببيئتها الجبلية، التي صارت مألوفة، بالنسبة لها، ولأقدامها أكثر من أيّ مكان آخر، كما يخيّل لي، فعندما تجري، على جبال وادي (السحتن) حيث تحفُّ بها المراعي الطبيعية، والمواشي والأغنام التي كثيرا ما رعت بها، واستظلّت بأشجار السمر والسدر، هذه الأقدام بجريها تتكلّم (عماني)، تصحيفا لأغنية سيد مكاوي «الأرض بتتكلّم عربي»، وهي أقدام صارت تتفاهم مع تضاريس الجبال العمانيّة، فالصخور تتناغم مع حركتها، كما رأينا في فيلم (المسافات الطويلة)، الذي جرى عرضه في تلك الجلسة، وشاهدناها وهي تجري في أحضان الوادي الذي تكثر به الكتابات الصخرية، والرسومات، والنقوش الأثرية التي يعود تاريخها إلى الألف الثالثة قبل الميلاد، ومنها ما هو حديث نوعا ما حيث يعود تاريخه إلى الألف الأول قبل الميلاد، من هذا المكان، خرجت سعاد، وهذا لن يحدث في جبال سويسرا، وقد نطقت الصورة بذلك وشرحت أبعاد تلك العلاقة الناشئة بينها والمكان، في الفيلم الذي فاز بجائزة النخلة الذهبية للفيلم الخليجي في فئة «الأفلام الوثائقية» في الدورة التاسعة لمهرجان (أفلام) السعودية، وهو من إنتاج شركة خط للأفلام، مثلما تحدّث الفيلم عن مشوارها مع رياضة الجري، التي كانت تحصيل حاصل بالنسبة لها، فرعي الأغنام جعلها سريعة الحركة، قادرة على تحمّل السير لمسافات طويلة، وحين أتيحت لها فرصة المشاركة في أحد السباقات، نالت المركز الأول ولفتت أنظار زميلها العداء سامي السعيدي، بعد أن حقّقت نتائج جعلتها مؤهلة للمشاركة في سباقات دولية، لتصبح بطلة في السباقات الطويلة، لمسافات تصل إلى سبعين كيلومترا، بما يؤكد القدرات التي يمتلكها الشباب العماني ودور الرعاية والدعم في إظهار قدراته، إذ تجعله قادرا على دخول المنافسات، وتأكيد حضورهم في المحافل الدولية، دون أن يغرب عن ذاكرتها مشوار الألف الذي بدأ بخطوة، تلك الخطوة تمثّلت برحلة من قرية (وكان) بين صخور الجبل على الأقدام، مرورا بـ(نخل) وصولا إلى (سيق) في الجبل الأخضر بعد قطع مسافة استمرت ست ساعات.

يقول الشاعر سماء عيسى عن سعاد عاشقة الجبال كما أسماها «قدّمت سعاد راعية الغنم، لنا نموذج التجاوز، والبحث الدائم عن آفاق حياة جديدة هي ما يولد من أعماقنا، يتحدث بشفافية صادقة سامي السعيدي مدرب وزوج العداءة، قائلا إن سعاد تمتلك إمكانيات مكبوتة وعلينا أن نفجّرها، ونخرجها من قيود الذات إلى الفضاء الرحب، في الوقت الذي تضيف فيه سعاد قائلة، لطالما ردّدوا أنّ المرأة العمانية ليست قادرة على العمل الإيجابي، وأنّها دوما أسيرة سلبياتها، وأنا الآن أثبت لهم عدم صحة هذه الفرضية الخاطئة، المرأة العمانية قادرة دوما على تحقيق الانتصارات في ميادين الحياة المختلفة».

وقد نجحت العدّاءة سعاد في إثبات ذلك، عندما قدّمت نموذجا لامرأة عشقت الجبال، فأعطتها شهادات تميّز، وميداليات وأوسمة دولية.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ذكرى ميلاد صانع البهجة صلاح جاهين.. كيف كانت علاقته بسعاد حسني؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تحل علينا ذكرى ميلاد فيلسوف الفقراء وصانع البهجة صلاح جاهين، الذي يعد واحدًا ممن أعطوا الفن المصري وله علامة مميزة في تاريخ الفن، لم يكن جاهين مؤلف أشعار فقط لكنه شارك في كتابة الأغاني الوطنية وصاحب "الرباعيات" وساعد في تغيير جلد سندريلا السينما المصرية "سعاد حسني" عن طريق تقديم "خلي بالك من زوزو، يا واد يا تقيل، الدنيا ربيع" وغيرها من الأعمال المؤثرة حتى وقتنا هذا.

صلاح جاهين الأب الروحي لـ سعاد حسني 

"اوعي تكوني نجمة السيناريست الواحد، إنتي موهبتك تساع الجميع، اوعي تبقي حكر على حد حتى لو كان الحد دا أنا".. جماهيرية كبيرة، حققها فيلم خلي بالك من زوزو وأميرة حبي أنا، الذي قام بكتابتهم صلاح جاهين، وقامت سعاد حسني ببطولتهما، الأمر الذي جعلها تقرر عدم التعاون مع أي من الكُتاب الآخرين، إلا أن جاهين منعها، وأخبرها أنها لا يجب أن تكون حكرًا على أحد حتى وإن كان هو، الأمر الذي جعله بمثابة أب روحي لها.

صلاح جاهين يكتب "بانوا بانوا".. بسبب ألم الخيانة

طلبت السندريلا سعاد حسني كتابة أغنية تعبر من خلالها عن ألم الخيانة وخذلان الأقربين حيث قالت: “صلاح إنت عارف كل اللي وجعوني واذوني في حياتي وعارف مين باعني ومين استغلني، وأنا قلبي اتحرق من مين، أنا عاوزة منك كلمات ادي بيها كل اللي تعبوني بالقلم، عاوزة أعرفهم إنهم ولا حاجة، يعني عاوزة أغنية لسعاد الغبية الهبلة اللي صدقتهم، أنا مش هاطول أنا بس كنت مخنوقة وحابة أصرخ في أغنية”.

وظهرت أغنية "بانوا بانوا" التي قدمتها بأحاسيس نابعة عن تجربة شخصية مثلما أكد المقربون منها، حيث اكتشفت قبل تسجيلها بساعات خيانة زوجها على بدرخان لها، وأنه على علاقة بأخرى، فكانت تبكى أثناء تسجيلها للأغنية، وخرجت بذلك الأداء الصادق وصوت مجروح وصل لقلوبنا جميعًا.

سعاد حسني تعتزل الغناء بعد وفاة صلاح جاهين 

جمع بين صاحب الرباعيات "صلاح جاهين" والسندريلا "سعاد حسني" علاقة قوية فهو يعد "الأب الروحي" وقالت عنه السندريلا الكثير في مذكراتها: “تعلمت منه البهجة في ظل أنه كان يعاني من الاكتئاب، هو الإنسان الوحيد الذي شعرت في صلتي به أن كياني قوي وأن لدي قدرة على الإبداع والفن في أحسن حالاتها، هو الأستاذ والصديق”.

وأضافت: “صلاح هو اللي عمل زوزو، اللي علمني أحافظ على الفن ما أتنازلش عنه وكان عاشقًا للحياة شاعرًا حقيقيًا، وكان يعرف حالتي النفسية من غير ما يسألني، صلاح بالنسبة لي مش ميت والحاجة الوحيدة اللي بتعطيني أمل هي أفكاره ورسومه وكلامه”.

اعتزلت الفنانة الراحلة سعاد حسني، الغناء بعد أن قدمت أغنية "لحظة سجودي" ناعية فيها والدها الروحي، وقدمتها بعد أن طلبت من الشاعر محمود الشريف أغنية دينية، ومن كلمات بهاء جاهين.

مقالات مشابهة

  • فنانة الكوميديا والدراما.. صباح الخير يا مصر يحيي ذكرى ميلاد سعاد نصر
  • اللجنة الإشرافية لبرنامج الشركات الناشئة العمانية الواعدة تناقش المبادرات والتطورات المستقبلية
  • مقتل 5 من عناصر داعش بضربة جوية في جبال حمرين
  • يوما رياضيا مدمجا للاعبي الاولمبياد الخاص المصري بالجيزة
  • «مدرسة متكاملة من الإبداع».. كيف أثر صلاح جاهين في مسيرة سعاد حسني؟
  • سويسرا.. نهاية مأساوية لبطلة تزلج في الجبال
  • ذكرى ميلاد صانع البهجة صلاح جاهين.. كيف كانت علاقته بسعاد حسني؟
  • بدء تصوير المسرحية العمانية "أبوحاير حاير"
  • مختصون ورجال أعمال: الصناعات العمانية تسير بخطى ثابتة نحو التميز العالمي
  • تكريم الشركات الرائدة في توظيف الكفاءات العمانية بجنوب الشرقية