لجريدة عمان:
2025-01-30@18:18:41 GMT

هوامش ومتون :عاشقة جبال «وادي السحتن»

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

قبل مشاهدتي للفيلم العماني التسجيلي «مسافات طويلة» للمخرجين حمد القصابي وعلي البيماني، كنت قد قرأت وسمعت عن العدّاءة العمانية سعاد النصيبية، بطلة سباقات الركض الجبلي التي خرجتْ من قرية نائية تسكن جبال وادي السحتن بولاية الرستاق، ودخلت في منافسات مع عدّاءات عالميات بجهود فرديّة، ودعم من مدرّبها وزوجها سامي السعيدي، وإمكانات بسيطة، بعد أن كانت ترعى الأغنام في الجبال.

حكاية سعاد هي حكاية الفتاة العمانية المكافحة التي تجري مثل وعل برّي، متحدّية الصعاب، لتحقّق نتائج عالمية، كان آخرها فوزها بالمركز الأوّل في سباق نسوي، بعد مشاركة لها بسويسرا، وحين سألها الشاعر سماء عيسى في جلسة نظمها صالون سعيدة بنت خاطر، في النادي الثقافي، عن الفرق بين جبال عمان وجبال سويسرا، وأيّهما أكثر صعوبة؟ ظننتُ أنّها ستقول إنّ جبال سويسرا أسهل، لاسيّما مع اعتدال درجات الحرارة، وكثرة نزول الأمطار، واتّساع المساحات الخضراء، لكنّها أجابت: الفرق كبير، والجري أصعب، وهو يختلف باختلاف التضاريس، والأمكنة، مثلما رأت أن الجري على أرض صحراوية أكثر مشقة من الجري على أرض جبلية، ومن الجوابين عرفتُ مدى التصاقها ببيئتها الجبلية، التي صارت مألوفة، بالنسبة لها، ولأقدامها أكثر من أيّ مكان آخر، كما يخيّل لي، فعندما تجري، على جبال وادي (السحتن) حيث تحفُّ بها المراعي الطبيعية، والمواشي والأغنام التي كثيرا ما رعت بها، واستظلّت بأشجار السمر والسدر، هذه الأقدام بجريها تتكلّم (عماني)، تصحيفا لأغنية سيد مكاوي «الأرض بتتكلّم عربي»، وهي أقدام صارت تتفاهم مع تضاريس الجبال العمانيّة، فالصخور تتناغم مع حركتها، كما رأينا في فيلم (المسافات الطويلة)، الذي جرى عرضه في تلك الجلسة، وشاهدناها وهي تجري في أحضان الوادي الذي تكثر به الكتابات الصخرية، والرسومات، والنقوش الأثرية التي يعود تاريخها إلى الألف الثالثة قبل الميلاد، ومنها ما هو حديث نوعا ما حيث يعود تاريخه إلى الألف الأول قبل الميلاد، من هذا المكان، خرجت سعاد، وهذا لن يحدث في جبال سويسرا، وقد نطقت الصورة بذلك وشرحت أبعاد تلك العلاقة الناشئة بينها والمكان، في الفيلم الذي فاز بجائزة النخلة الذهبية للفيلم الخليجي في فئة «الأفلام الوثائقية» في الدورة التاسعة لمهرجان (أفلام) السعودية، وهو من إنتاج شركة خط للأفلام، مثلما تحدّث الفيلم عن مشوارها مع رياضة الجري، التي كانت تحصيل حاصل بالنسبة لها، فرعي الأغنام جعلها سريعة الحركة، قادرة على تحمّل السير لمسافات طويلة، وحين أتيحت لها فرصة المشاركة في أحد السباقات، نالت المركز الأول ولفتت أنظار زميلها العداء سامي السعيدي، بعد أن حقّقت نتائج جعلتها مؤهلة للمشاركة في سباقات دولية، لتصبح بطلة في السباقات الطويلة، لمسافات تصل إلى سبعين كيلومترا، بما يؤكد القدرات التي يمتلكها الشباب العماني ودور الرعاية والدعم في إظهار قدراته، إذ تجعله قادرا على دخول المنافسات، وتأكيد حضورهم في المحافل الدولية، دون أن يغرب عن ذاكرتها مشوار الألف الذي بدأ بخطوة، تلك الخطوة تمثّلت برحلة من قرية (وكان) بين صخور الجبل على الأقدام، مرورا بـ(نخل) وصولا إلى (سيق) في الجبل الأخضر بعد قطع مسافة استمرت ست ساعات.

يقول الشاعر سماء عيسى عن سعاد عاشقة الجبال كما أسماها «قدّمت سعاد راعية الغنم، لنا نموذج التجاوز، والبحث الدائم عن آفاق حياة جديدة هي ما يولد من أعماقنا، يتحدث بشفافية صادقة سامي السعيدي مدرب وزوج العداءة، قائلا إن سعاد تمتلك إمكانيات مكبوتة وعلينا أن نفجّرها، ونخرجها من قيود الذات إلى الفضاء الرحب، في الوقت الذي تضيف فيه سعاد قائلة، لطالما ردّدوا أنّ المرأة العمانية ليست قادرة على العمل الإيجابي، وأنّها دوما أسيرة سلبياتها، وأنا الآن أثبت لهم عدم صحة هذه الفرضية الخاطئة، المرأة العمانية قادرة دوما على تحقيق الانتصارات في ميادين الحياة المختلفة».

وقد نجحت العدّاءة سعاد في إثبات ذلك، عندما قدّمت نموذجا لامرأة عشقت الجبال، فأعطتها شهادات تميّز، وميداليات وأوسمة دولية.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

تخريج أول دفعة من الشركات الناشئة العمانية للنهوض بمستقبل الابتكار

في خطوة مهمة نحو تعزيز قطاع الشركات الناشئة في سلطنة عمان، احتفلت «مسرّعة أعمال الشركات الناشئة العمانية الواعدة» بتخريج دفعة جديدة من المنتسبين لها، حيث شارك في البرنامج أكثر من 46 شركة ناشئة وفكرة مبتكرة. كما أن البرنامج الذي تم تنفيذه بالشراكة مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمجموعة العمانية للاتصالات «ذكا»إ وأكاديمية الابتكار الصناعي، والمؤسسة العامة للمناطق الصناعية مدائن، شهد تعاونا واسعا بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لدعم هذه الشركات الطموحة، برعاية معالي عبد السلام بن محمد المرشدي، رئيس جهاز الاستثمار العماني، كما تم تكريم الشركات التي قدمت أفكارا مبتكرة في مجالات متعددة، وكذلك تسليط الضوء على أهمية استمرارية دعم هذه الشركات الناشئة لتحقيق النمو والتوسع محليا ودوليا.

وقال معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني: «ما نراه اليوم من إنجازات وإبداعات من قبل الشباب العماني يعد دليلا على أننا لا نزرع مجرد بذور للمستقبل، بل نحقق حصادا ملموسا، حيث إن العديد من هذه المنتجات والإبداعات قد تجاوز حدود سلطنة عمان ووصل إلى أسواق خارجية. والكثير من هؤلاء الشباب قد وجدوا مستثمرين حتى من خارج السلطنة الذين آمنوا بأفكارهم وقرروا دعمهم لتحويل منتجاتهم إلى مستوى عالمي. إذا كانت هذه البداية، فنحن في الحقيقة متفائلون بالمستقبل، ومن المتوقع أن نشهد مزيدا من النجاح والتوسع في هذه المشاريع، خاصة من خلال المسرعات التي تسرع هذه الأعمال وتحقق نتائج قد تكون أسرع من المتوقع».

الترويج للمنتجات العمانية

وأضاف المرشدي: إن صندوق عمان المستقبل يستهدف تخصيص 10% من قيمته لدعم الشركات الناشئة. حيث يبلغ حجم الصندوق 2 مليار ريال عماني على مدى خمس سنوات بدءا من العام الماضي، أي أنه حوالي 200 مليون ريال عماني مخصصة لدعم هذه الفئات. ومن المبكر التنبؤ بعدد المشاريع التي سيتم دعمها، لكن الأهم بالنسبة لنا هو معرفة كم ستساهم هذه المشاريع في الناتج المحلي للسلطنة؟ وكم وظيفة ستوفر؟ وكم ستساهم في الترويج للمنتجات العمانية على مستوى عالمي؟

من جانبها قالت سعادة حليمة بنت راشد الزرعية رئيسة هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة: «نحتفل بتخريج أول دفعة من شركات الناشئة، وذلك ضمن برنامج «شركات الناشئة الواعدة» الذي أقمناه بالتعاون مع أكاديمية الابتكار الصناعي ومدائن. حيث إن هذه الدفعة تشمل أكثر من 26 شركة عمانية ناشئة، وقد كان هناك تعاون كبير من جميع الجهات المعنية في هذه المنظومة، سواء من الجهات الحكومية، التي هي أعضاء في البرنامج، أو من شركائنا في القطاع الخاص، ومنهم جهاز الاستثمار العماني والشركات التابعة له، التي كان لها دور كبير في دعم هذه المنظومة».

وأكدت الزرعية أنه من خلال المؤشرات الأولية، نلاحظ نتائج مشجعة، حيث حصلت بعض الشركات على صفقات استثمارية، بما في ذلك بعض الاستثمارات الخارجية التي تم جلبها إلى سلطنة عمان. وأشارت إلى أن هذه التطورات تدعو الشباب العماني لتطوير أفكارهم وابتكاراتهم. كما أضافت: إن لديهم خططا موسعة للدفعات القادمة في عام 2025، التي تم اعتمادها من الجهات المختصة. حيث سيكون هناك توسع كبير في منظومة الحاضنات والمسرعات، كما سيتم افتتاح فروع جديدة في مختلف المحافظات داخل سلطنة عمان، بالإضافة إلى توسع في مركز الابتكار الذي سيشمل مسرعات متخصصة في مجالات متنوعة.

كما أن جهودنا ستتضمن استكمال تنظيم الهاكاثونات وسباقات الأثر، التي تهدف إلى حل التحديات التي تواجه الشركات الحكومية. سيتم استقبال الأفكار والحلول الابتكارية من الشباب العماني في هذه الفعاليات، ستكون الدفعة القادمة مليئة بالابتكارات والمشاريع الواعدة.

46 شركة ناشئة

وبلغ عدد المنتسبين للمسرعة 46 شركة ناشئة وفكرة مبتكرة في مساريّ الفكرة وما قبل البذرة، حيث تنوعّت مجالات عمل الشركات والأفكار بين قطاعات ضمّت قطاع السياحة والعقار والصحة وقطاع الأمن الغذائي، واستمرت لمدة 4 أشهر قدّمت أكثر من 290 ساعة تأهيلية في المجالات التي تُسهم في تطوير ونمو الشركات المنتسبة مثل مبادئ وأساسيات ريادة الأعمال، التسويق وبناء العلامة التجارية، وتنفيذ الجولات الاستثمارية، وتطوير المنتجات والخدمات والتحقق من الجاهزية السوقية وغيرها من البرامج التدريبية والتأهيلية التي ساهمت بشكل مباشر في نمو وتوسع الشركات، كما قدّمت المسرعة فرص المشاركة لعدد من الشركات في المعارض والمؤتمرات الدولية مثل معرض إكسباند نورث ستار في الإمارات العربية المتحدة، وملتقى بيبان في المملكة العربية السعودية، وحرصت المسرعة أثناء فترة تنفيذها على عقد الجلسات الحوارية واللقاءات الاستثمارية بين أصحاب الشركات والأفكار المنتسبة وعدد من المستثمرين محليا ودوليا، كما ساهمت في ربط المنتسبين بصانعيّ القرار على مستوى المؤسسات الحكومية في سلطنة عمان، يُذكر أن عدد المنتجات التي تم تطويرها لتكون جاهزة للمتاجرة في مسار الفكرة 8 منتجات، و13 منتجا في مسار ما قبل البذرة، و7 منتجات في مسار الفكرة تم استيفاء خصائص القيمة لها لتمكنها من دخول الأسواق، و11 منتجا آخر في مسار ما قبل البذرة.

كما أن المسرعة بدأت أعمالها في سبتمبر من العام المنصرم تحت رعاية كريمة من صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد الموقر، الرئيس الفخري لبرنامج لشركات الناشئة العمانية الواعدة، البرنامج الذي يأتي بشراكة بين وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وزارة الاقتصاد، والمجموعة العمانية للاتصالات- إذكاء، ويعد البرنامج نقطة تحول في منظومة الشركات الناشئة القائمة على الابتكار والتقنية ويسعى لدعم تأسيس المشاريع الناشئة الابتكارية بتمكين أصحاب الأفكار وربط مشاريعهم مع فرص الأعمال والاستثمار محليا وعالميا.

مقالات مشابهة

  • الإمارات.. أمطار مختلفة الشدة وتجمد المياه على الجبال الأحد
  • وفاة متزلجين بانهيارات جليدية في جبال الألب الفرنسية
  • شاهد على دبلوماسية الحكمة العمانية
  • شلالات جبال أجا في حائل تخطف الأنظار.. فيديو
  • انفراد | "لفيت السلك على رقبته لدقيقتين".. اعترافات صادمة للمتهم بقتل سائق أوسيم لسرقة الأتوبيس
  • العلاقات العمانية القطرية نحو التكامل والشراكة
  • تخريج أول دفعة من الشركات الناشئة العمانية للنهوض بمستقبل الابتكار
  • فنُّ الشِّعر
  • هل يمر شتاء 2025 دون تساقط للثلوج على سانت كاترين؟.. «الأرصاد» تكشف مفاجأة
  • التشيك: انطلاق سباق "سيديفاتسكوف لونغ" في جبال أورليتسكي وسط ظروف ثلجية قاسية