بوابة الوفد:
2024-09-16@11:05:16 GMT

رقم قومي ..

تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT

 

 

أقسى ألوان الموت أن تكون حيا فقط بموجب الرقم القومي وهذا معناه أن الانسان أو المواطن حي على الورق ولكنه مات وشبع موتا في سجلات الأمل التي لم يجد فيها اسمه من يوم ولد الى أن يسقط كرقم من الأوراق الرسمية, والا فما معنى أن يعيش المرء ستين أو سبعين عاما يحلم ويتمنى ويكتشف وهو يوشك على وداع الدنيا بمن فيها أنه كان يلهث خلف سراب خادع بلعه ونزل بجوفه لتستقر الأحلام جيفة في قاع النفس لا تذكر صاحبها الا بطعمها المر .

. يكتشف أن حياته بطولها وعرضها لم تكن الا حالة انتظار بين شهادة ميلاد وشهادة وفاة.

نظرت خلفي على مدى قرابة السبعين عاما مضت من العمر وجدت أن المصريين وقفوا أمام أبواب حكامهم يتمنون ويتشوقون لمساحة من الحلم ويكتشفون في كل مرة أنهم قد طال وقوفهم في طابور جمعية لا تبيعهم إلا الوهم.. وقف المصريون قبل الخامس والعشرين من يناير 2011 أمام بلاط الحكم والحاكم طيلة ثلاثين عاما يستمعون لرجل لا يملك الا ان يخطب فيهم بين الحين والحين ليقول لهم إن وقوفهم سنوات في هذا المكان هو أكبر دليل على الاستقرار وإن من نعم الله عليهم أنهم أحياء.. ليس مهما أن تتورم أحلامهم وتصير سرابا،  ويظل الأهم أن كل رقم في الطابور له مكان سيقف فيه صاحبه الى أن تأتيه ساعته.. فاجعة حقيقية أن يموت الناس وهم واقفون ينتظرون رشفة أمل وإذا بقطار الموت يدهسهم في اليوم ألف مرة لأن شيئا لا يتغير .عندما يتجمد الزمن بمعايير الفعل والارادة والوعي فإنه الموت يصبح جماعيا ، ويشبه أكبر جرائم الابادة في الحروب .

أكبر دليل على ذلك أن مصر على امتداد تاريخها قد عانى أهلها الأمرين من بطش الحكام من فرس وروم ومماليك وعثمانيين وانجليز وغيرهم كثر ، ومع ذلك كان المصريون قادرين على رؤية نقطة ضوء في نهاية نفق العذاب والهوان لأن الاحتلال في تاريخ كل الأمم وضع استثنائي وغير طبيعي مهما طال أمده ،ويخلق في العادة لدي أي شعب نوع من الارادة التي تبقي الأمل مشتعلا داخل النفوس.... أما في زمان ما بعد المحتلين الغرباء ،فإن المفجع حقا أن يتحول المصري من مواطن يحلم الى مجرد رقم في سجلات السلاطين الجدد من أبناء جلدته، ولا تظهر له قيمة الا اذا خطب السلطان واحتاج لمن يصفق له.

لقد رأيت المصريين المعاصرين طيلة ما يقرب من سبعة عقود من العمرعشتها واحدا منهم - معهم وبينهم وكأننا محشورون عند باب زويلة ننتظر الحساب والعقاب من مملوك على جرم لم نرتكبه.. جريمتنا أننا نحلم بالعيش والحرية والكرامة وهذا ما ضنت علينا به المقادير.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رقم قومي

إقرأ أيضاً:

الغيامة: الهلال يظل الرقم واحد في كرة القدم .. فيديو

ماجد محمد

أكد الناقد الرياضي عبدالعزيز الغيامة أن نادي الهلال يظل في الصدارة مهما تعددت المشاريع والإنجازات في عالم كرة القدم.

وقال الغيامة :الهلال هو النادي الأكثر تتويجًا بالألقاب في تاريخ الدوري .مهما تعددت المشاريع في كرة القدم، فالرقم واحد هو الهلال”.

وأضاف “لا يمكن إنكار أنه الأكثر في عدد البطولات، وموضوع البطولات محسوم بالفعل. الهلال هو الأكثر تتويجًا بما يضمه من تاريخ رياضي حافل.”

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2024/09/1sLYrrteJFGVw7_.mp4

مقالات مشابهة

  • الغيامة: الهلال يظل الرقم واحد في كرة القدم .. فيديو
  • بالوعات الصرف أمام مدارس تلا بالمنوفية " تنذر بوقوع كارثة"
  • الصين تتسبب بإغلاق أكبر مصنع للصلب في تشيلي
  • جيش الاحتلال يعترف بمقتل 3 من جنوده الأسرى بقصف سلاح الجو
  • إغلاق أكبر مصنع للصلب في تشيلي بعد 74 عاما
  • إحباط ترويج 3 أطنان دقيق مدعم في السوق السوداء
  • إصابة 6 في حادث سير في بني سويف
  • حماس تعقد اجتماعا ثلاثيا مهما في غزة
  • ميلاد... وميلاد
  • وفاة أكبر معمرة إسبانية عن عمر ناهز الـ114 عاما.. احتفلت بعيد ميلادها قبل أشهر