بوابة الوفد:
2025-03-01@11:09:46 GMT

رقم قومي ..

تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT

 

 

أقسى ألوان الموت أن تكون حيا فقط بموجب الرقم القومي وهذا معناه أن الانسان أو المواطن حي على الورق ولكنه مات وشبع موتا في سجلات الأمل التي لم يجد فيها اسمه من يوم ولد الى أن يسقط كرقم من الأوراق الرسمية, والا فما معنى أن يعيش المرء ستين أو سبعين عاما يحلم ويتمنى ويكتشف وهو يوشك على وداع الدنيا بمن فيها أنه كان يلهث خلف سراب خادع بلعه ونزل بجوفه لتستقر الأحلام جيفة في قاع النفس لا تذكر صاحبها الا بطعمها المر .

. يكتشف أن حياته بطولها وعرضها لم تكن الا حالة انتظار بين شهادة ميلاد وشهادة وفاة.

نظرت خلفي على مدى قرابة السبعين عاما مضت من العمر وجدت أن المصريين وقفوا أمام أبواب حكامهم يتمنون ويتشوقون لمساحة من الحلم ويكتشفون في كل مرة أنهم قد طال وقوفهم في طابور جمعية لا تبيعهم إلا الوهم.. وقف المصريون قبل الخامس والعشرين من يناير 2011 أمام بلاط الحكم والحاكم طيلة ثلاثين عاما يستمعون لرجل لا يملك الا ان يخطب فيهم بين الحين والحين ليقول لهم إن وقوفهم سنوات في هذا المكان هو أكبر دليل على الاستقرار وإن من نعم الله عليهم أنهم أحياء.. ليس مهما أن تتورم أحلامهم وتصير سرابا،  ويظل الأهم أن كل رقم في الطابور له مكان سيقف فيه صاحبه الى أن تأتيه ساعته.. فاجعة حقيقية أن يموت الناس وهم واقفون ينتظرون رشفة أمل وإذا بقطار الموت يدهسهم في اليوم ألف مرة لأن شيئا لا يتغير .عندما يتجمد الزمن بمعايير الفعل والارادة والوعي فإنه الموت يصبح جماعيا ، ويشبه أكبر جرائم الابادة في الحروب .

أكبر دليل على ذلك أن مصر على امتداد تاريخها قد عانى أهلها الأمرين من بطش الحكام من فرس وروم ومماليك وعثمانيين وانجليز وغيرهم كثر ، ومع ذلك كان المصريون قادرين على رؤية نقطة ضوء في نهاية نفق العذاب والهوان لأن الاحتلال في تاريخ كل الأمم وضع استثنائي وغير طبيعي مهما طال أمده ،ويخلق في العادة لدي أي شعب نوع من الارادة التي تبقي الأمل مشتعلا داخل النفوس.... أما في زمان ما بعد المحتلين الغرباء ،فإن المفجع حقا أن يتحول المصري من مواطن يحلم الى مجرد رقم في سجلات السلاطين الجدد من أبناء جلدته، ولا تظهر له قيمة الا اذا خطب السلطان واحتاج لمن يصفق له.

لقد رأيت المصريين المعاصرين طيلة ما يقرب من سبعة عقود من العمرعشتها واحدا منهم - معهم وبينهم وكأننا محشورون عند باب زويلة ننتظر الحساب والعقاب من مملوك على جرم لم نرتكبه.. جريمتنا أننا نحلم بالعيش والحرية والكرامة وهذا ما ضنت علينا به المقادير.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رقم قومي

إقرأ أيضاً:

البطولة: الدفاع الجديدي يقتنص فوزا مهما على اتحاد تواركة

اقتنص الدفاع الحسني الجديدي فوزا مهما على الاتحاد الرياضي التوركي بهدف نظيف، في المباراة التي جرت أطوارها اليوم الجمعة، على أرضية ملعب العبدي بالجديدة، لحساب الجولة 23 من البطولة الاحترافية في قسمها الأول.

وفشل الفريقان في ترجمة الفرص التي أتيحت لهما في الجولة الأولى، جراء التسرع وقلة التركيز في اللمسة الأخيرة، إلى جانب الوقوق الجيد للحارسين معا، لينتهي الشوط الأول كما بدأ على وقع البياض.

وحاول الطرفان الوصول إلى شباك بعضهما البعض في الشوط الثاني، إلا أن غياب النجاعة الهجومية، أدى إلى مواصلة تضييع كل الفرص التي أتيحت لهما، علما أن الأداء كان متوسطا من الجانبين، وبعد العديد من المحاولات الفاشلة، تمكن الدفاع الحسني الجديدي من افتتاح التهديف في الدقيقة 81 عن طريق اللاعب خالد باب، منهيا اللقاء بانتصار فريقه بهدف نظيف.

ورفع الدفاع الحسني الجديدي رصيده إلى 31 نقطة في المركز التاسع، بنفس عدد نقاط أولمبيك آسفي الثامن، فيما تجمد رصيد الاتحاد الرياضي التوركي عند النقطة 27 في الرتبة 12، علما أن الترتيب يبقى مؤقتا إلى حين إجراء جميع المباريات.

كلمات دلالية الاتحاد الرياضي التوركي البطولة الاحترافية الدفاع الحسني الجديدي

مقالات مشابهة

  • بشرى سارة لأصحاب “الكرش”: قد يحسّن صحة الدماغ!
  • حرائق الغابات في اليابان تلتهم أكبر مساحة منذ 30 عاماً
  • لا تزال مستمرة.. حرائق الغابات في اليابان تلتهم أكبر مساحة منذ 30 عاما
  • "قومي المرأة" يهنئ الرئيـس السيسي بمناسبة شهر رمضان الكريم
  • البطولة: الدفاع الجديدي يقتنص فوزا مهما على اتحاد تواركة
  • مصطفى بكري: الشعب المصري أجمع يقدم التقدير والاحترام لأهالي مطروح
  • مصطفى بكري: مصر صمام الأمان للمنطقة العربية.. وفلسطين بالنسبة لنا قضية أمن قومي
  • قومي حقوق الإنسان يعقد لقاءً تشاوريًا لتعزيز آليات التعامل مع شكاوى المواطنين
  • قومي البحوث يعرض حلولا مبتكرة لدعم الصناعة وريادة الأعمال في مجال النسيج
  • كولر: حققنا فوزا مهما على حرس الحدود