شمسان بوست / متابعات:

في الوقت الذي أكد مصدر رفيع في الحكومة اليمنية لـ«الشرق الأوسط» عدم تلقيهم أي مقترحات أممية حتى الآن بشأن توحيد العملة والبنك المركزي اليمني، يعتقد مختصون أن جهود المبعوث الأممي في هذا الشأن قد تواجه تعقيدات كبيرة.

كان المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ، قد تحدث في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن حول أهمية توحيد العملة، وإنشاء بنك مركزي موحد وضمان استقلالية القطاع المصرفي عن التدخل السياسي.

مشيراً إلى أن مكتبه أعد خيارات وقدم مقترحاً ومساراً واضحين لتحقيق هذه الأهداف، مستنداً إلى مدخلات الأطراف أنفسهم.

وفي رده على سؤال «الشرق الأوسط» بشأن تسلم الحكومة اليمنية أي مقترحات أممية لتوحيد العملة والبنك المركزي اليمني، أكد مسؤول يمني رفيع عد تلقيهم أي شيء حتى الآن.

وقال المسؤول، الذي فضّل عدم الإفصاح عن هويته: «لم يسلَّم (مكتب المبعوث) شيء». فيما اعتذر المسؤول عن الخوض في أي تفاصيل إضافية في هذا الشأن في الوقت الراهن. وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، قد شدد بعد عودته إلى العاصمة المؤقتة عدن، أول من أمس، على ضرورة توحيد الصف لمواجهة التحديات التي تواجهها الشرعية، وفي مقدمها الاقتصاد والتنظيمات الإرهابية.

«الشرق الأوسط» أرسلت استفسارات لمكتب المبعوث الأممي لليمن بشأن الجهود لتوحيد العملية والبنك المركزي، إلا أننا لم نتلقَّ أي إجابات حتى كتابة هذا التقرير.

إلى ذلك، يعتقد مختصون أن الجهود التي يقودها المبعوث الأممي إلى اليمن في هذا الصدد لن تخلو من تعقيدات كثيرة، من أهمها أن توحيد البنك المركزي يعني الإشراف على كل الإيرادات الحكومية في اليمن، وهو ما لن تقبله جماعة الحوثي، حسب تعبيرهم.

كان البنك المركزي اليمني في عدن قد سحب تراخيص 6 مصارف في مناطق سيطرة الحوثيين في يونيو (حزيران) الماضي، بعد عجزها عن نقل عملياتها إلى عدن، وردَّت الجماعة الحوثية بتدابير مماثلة ضد البنوك في مناطق سيطرة الحكومة، واحتجزت 4 من طائرات «الخطوط الجوية اليمنية» في مطار صنعاء، نتيجة الخلاف على إيرادات الشركة.

وأوضح الخبير الاقتصادي اليمني رشيد الآنسي، أن «ما طرحه مبعوث الأمين العام بأن يجري توحيد البنك المركزي بصورة كاملة وتجنيب البنوك والقطاع المصرفي أي مهاترات سياسية أمر جميل من حيث الصياغة، لكنه يشمل تعقيدات كبيرة».

ولفت الآنسي في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «توحيد البنك المركزي يعني الإشراف على كل الإيرادات الحكومية في كل اليمن وهذا لن يقبله الحوثي الذي يرفض إلى الآن تطبيق اتفاق استوكهولم الذي ألزم الحوثي بأن يورد إيرادات ميناء الحديدة إلى حساب خاص في فرع البنك المركزي بالحديدة يُستخدم في صرف المرتبات».

وتابع: «إذا كان الحوثي يرفض تنفيذ ما يخص إيرادات ميناء الحديدة، هل تراه يقبل ويتنازل عن السيطرة على بقية إيراداته؟ هذا ضرب من الخيال».

وحسب رشيد الآنسي فإن «الأطروحات والمقترحات لإنهاء الانقسام النقدي في اليمن سبق وقدمها صندوق النقد والبنك الدوليين، وكلها تدور حول إدارة موحدة للسياسة النقدية ولو اختلفت الوسائل، منها تشكيل لجنة مشتركة من (الشرعية) والحوثيين وخبراء دوليين، ويكون مقرها خارج اليمن، تشرف على السياسة النقدية وعلى عمل فروع البنك المركزي في كل مناطق اليمن، لكن كل هذه المقترحات كانت تقابل بصلف حوثي ورفض كامل لهذه المقترحات».



مع ذلك، يرى الآنسي أنه «في حال نجحت مقترحات المبعوث الأممي _ جدلاً- فإن ذلك سيسهم إلى حد كبير في كبح تدهور سعر العملة وارتفاع الأسعار وحل مشكلة السيولة في مناطق الحوثي التي تعد معضلة كبيرة يواجهها المواطنون هناك خصوصاً العملة الأجنبية وبعد امتناع الصرافين والبنوك عن صرف التحويلات بالدولار بنفس العملة». وأضاف: «كما سيحل مشكلة العملة التالفة في مناطق الحوثي، وسيُسهم توحيد السياسة النقدية في كبح جماح تدهور العملة في مناطق سيطرة الشرعية وخفض نسبة التضخم وزيادة العرض النقدي من الريال اليمني الذي أغرق السوق بشكل كبير نتيجة سياسات خاطئة من البنك المركزي في الفترات الماضية وتمويله موازنة الحكومة من خلال طباعة نقدية جديدة».

وخَلص الخبير الاقتصادي رشد الآنسي إلى أن «توحيد السياسة النقدية وتوحيد البنك المركزي في قيادة مستقلة سيكون الحل الأفضل في ظل فشل كلا البنكين المركزيين في إدارة السياسة النقدية؛ فالبنك المركزي في عدن يملك القرار لكنه لا يمكنه تطبيقه على الأرض التي يسيطر عليها الحوثي».

وأبدى الآنسي عدم تفاؤله بنجاح المقترحات الأممية وأن ترى النور نظراً لغياب المساءلة والشفافية في كلتا السلطتين على حد تعبيره، وقال: «هذا سيحول دون تنفيذ القرار إلا إذا كان هناك بنك مركزي صوري –موحَّد– بينما كلا الطرفين يحوِّل إيراداته إلى أماكن أخرى، وبذلك نكون خلقنا بنكاً مركزياً ثالثاً».

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: توحید البنک المرکزی البنک المرکزی فی السیاسة النقدیة المبعوث الأممی والبنک المرکزی الشرق الأوسط توحید العملة فی مناطق

إقرأ أيضاً:

الحوثي لترامب: إن هجرتم أبناء غزة بالقوة فسترون ما لم تروه من بأس الشعب اليمني

وفي كلمة له خلال المسيرات الكبرى في صعدة التي خرجت نصرة لفلسطين وتأكيدا على الموقف الجاد في وجه التهديدات الأمريكية الصهيونية، خاطب الحوثي ترامب بقوله: إن صواريخك وطائراتك ودبابتك وكل الأسلحة التي جلبتها إلى الكيان الغاصب المؤقت المحتل لم تجدي نفعا في أن تهجر أبناء غزة، ولن تجدي تصريحاتك في تهجيرهم.

وأضاف: إن هجرتم أبناء غزة بالقوة فإن قواتنا المسلحة على أهبة الاستعداد وستتحرك وستكون اليوم أشد إيلاما للعدو، وسترى ما لم تراه في السنوات الماضية من بأس الشعب اليمني، ومن قوته وعزته وانطلاقته الإيمانية الصادقة.

وأشار إلى حادث اصطدام حاملة الطائرات "ترومان" بإحدى السفن التجارية، مضيفا أن ذلك الحادث لم يكن لولا القلق والتوتر الذي يعانيه البحارة الأمريكيين، منوها أنه لا قلق من البأس اليماني من الصواريخ الجوالة والباليستية والطيران المسير، ومن الزوارق البحرية.

وأوضح عضو المجلس السياسي الأعلى أن ترسانة الجيش اليمني العسكرية استعادت زخمها، وهي جاهزة ومذخرة تنتظر أوامر القيادة، مبينا أن كل الخيارات أمام وزارة الدفاع، وهي على أهبة الاستعداد وأتم الجهوزية بعد دعوة السيد القائد أمس.

ونوه إلى أن الشعب اليمني على مدى 15 شهرا وقف إلى جانب إخوانه في فلسطيني، ويؤكد أنه (الشعب اليمن) يؤيد العمل العسكري الذي تقوم به قواتنا المسلحة، مشددا على أن الشعب اليمني سيبقى على موقفه المساند للشعب الفلسطيني.

كما أكد أن موقف الشعب اليمني هو الموقف المشرف والموقف الإسلامي والجهادي البطولي تحت قيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، مؤكدا أن موقف السيد القائد هو تحرك إسلامي حقيقي من صميم القرآن، ولا وهن فيه ولا ضعف، لا يخاف المعتدين.

وخاطب السعودية والإمارات ومصر والأردن وغيرها من الدول العربية، بقوله: إن الأمن القومي العربي بحاجة إلى إسناد حقيقي فلتتجه صواريخكم وطيرانكم وجيوشكم بأن لا تقبل بالتهجير وأن يعاد استهداف إخواننا في غزة.

ودعا عضو المجلس السياسي الأعلى، السعودية والدول الأخرى إلى إيقاف العدوان على اليمن، وإيقاف المعارك الجانبية في السودان وغيرها، لتتجه المعركة الحقيقية ضد الكيان المؤقت الغاصب، مضيفا لن نأبه بما جلبتموه علينا في الماضي، ولكن ندعوكم اليوم إلى أن تساندوا إخوانكم العدو الحقيقي للأمة.

كما دعا السعودية والدول الأخرى العربية وضعت حماس على قائمة ما يسمى الإرهاب إلى تعديل مواقفها من الحركة وإزالتها من قوائم الإرهاب، مضياف أن الإرهابيون هم من يخونون القضية الفلسطينية الذين لم يتحركوا مع إخوانهم في غزة، والذين لم يواجهوا الإرهاب الإسرائيلي ولم يتحركوا لوقف الإرهاب الإسرائيلي والأمريكي.

وختم عضو المجلس السياسي الأعلى بقوله "هذا هو الإرهاب العربي إن لم تتحركوا لوقف الإرهاب بحق إخوانكم من أبناء فلسطين".

ويذكر أنه، تخرج صباح وعصر اليوم المظاهرات، إسناد لغزة في وجه التهديدات الأمريكي والصهيونية، في مئات الساحات بالعاصمة صنعاء ومحافظات حجة وعمران والحديدة والجوف وصعدة والمحويت وتعز وذمار والبيضاء ومأرب وريمة والحج والضالع، وهي المحافظات الحرة التي لا تقع تحت سيطرة الاحتلال الأمريكي السعودي الإمارات.

 

مقالات مشابهة

  • مخاطر تهدد الأوضاع الاقتصادية مع فقدان العملة اليمنية 700% من قيمتها
  • الحكومة اليمنية: ''العملة فقدت 700% من قيمتها والخطوة القادمة تحرير البريد وقطاع الإتصالات بشكل كامل''
  • حوالات خارجية تشكل 95% من مبيعات مزاد العملة في المركزي العراقي
  • كارثة اقتصادية في عدن: الريال اليمني يتدهور والدولار يصل إلى أعلى مستوياته
  • غروندبرغ يُعرب عن قلقه من تصاعد العمليات العسكرية في اليمن
  • المبعوث الأممي يكشف: السلام في اليمن “ممكن” رغم التصعيد الدولي!
  • هل يحدُّ بيانُ البنك المركزي من تدهور العملة المحلية؟ ( تقرير خاص )
  • الحوثي محذراً ترامب: إن هجرتم أبناء غزة فسترون ما لم تروه من بأس الشعب اليمني
  • أمام مجلس الأمن.. “هانس” يحذر من تدهور الأوضاع الاقتصادية في اليمن
  • الحوثي لترامب: إن هجرتم أبناء غزة بالقوة فسترون ما لم تروه من بأس الشعب اليمني