لجريدة عمان:
2025-03-12@19:35:16 GMT

الملاذ

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

يبحث البشر في هذه الرحلة الصحراوية القاحلة عن بقعة الضوء والحياة، التي يمكن لها أن تسمى كذلك. وفي الرحلة الطويلة هذه -كأي رحلة أخرى- يشاهد المرء ويجرب صنوفا من الرؤى واللذات والآلام، المطر والجفاف، الجوع والشبع، والوَجْدِ والفقد. يجد بعضهم ملاذه في التجوال، وآخرون في التأمل والسكون والاعتزال، وآخرون في المحادثة واللقاء والاتصال؛ بينما تجد ثلة من البشر ملاذها في الكتب والقراءة وإجالة النظر في آثار المتقدمين والمتأخرين.

تنقسم هذه الفئة الأخيرة إلى فئتين؛ فئة تلازم الكتب السماوية التي تؤمن بها وتزهد ما سواها، وفئة تجمع بين الكتب السماوية والكتب البشرية وتأخذ من كل منهما حكمة وشعلة وضوءًا تعبر به قفار الوحشة الجارحة لهذه الرحلة الطويلة. تمنحنا الكتب السماوية الطمأنينة الإلهية والسكينة الروحية التي تحمينا من المطر الهاوي بشدة. وتمنحنا الكتب البشرية وصفات التعامل مع المرارة والألم أكثر مما تمنحنا إياه حال السعادة والرضا؛ فالبشر ميَّالون بطبعهم إلى اجتناب الآلام وعلاجها ومواجهتها، فيبحثون عن التجارب المشابهة لما يشعرون ويفكرون ويمرون به، أكان شعرا أم نثرا. وعلى النقيض؛ فلا تمثل السعادة شيئا ينبغي التعرف على كيفية التعامل معه أو محاولة فهمه، فنحن نريد أن نشعر بالسعادة فحسب وهذا ما يهمنا.

كان الشعر، القرآن البشري لأسلافنا العرب، أي ذلك المأثور الذي يلهجون به عند كل نازلة ومصيبة وحادث جلل. وقبل أن تظهر مدارس النقد ومناهج الطُّرق الشعرية والفنية والفكرية؛ كانت التجربة البشرية الصادقة هي ما تحفظ النص وتواريه عن لصوص الفناء «النسيان والاندثار». ولأن العرب أمة جعلت الشعر في مرتبة أعلى من النثر، وذلك لسهولة حفظه واستحضاره لاشتماله على النغمات الصوتية الموسيقية؛ كان للشعر النصيب الأوفر من الحفظ والبقاء والخلود.

ومع تقدم الزمان، وتطور النشر والترجمة والتحقيق؛ ظلت التجارب الصادقة تعرف طريقها وتحفره بتؤدة واستمرار نحو القلوب العطشى لتلك التجارب؛ أكانت بلغتنا الأصلية أم مترجمة. ولم تعد المكانة الزمنية للنص هي الحاكم في بقائه أو اندثاره؛ إنما الصدق والشعور المفعم الفيَّاض بالحياة والألم على السواء. ولأنني أميل إلى الكتب العربية الأصيلة أكثر من المترجمة؛ أجدني ومن هم على شاكلتي نردد مرثية مالك بن الريب ونشعر بها وقد نبكي على إثرها. وكأن تلك القصيدة كتبت لكل إنسان حي يستشعر دنو أجله واقتراب الرحلة من نهايتها. ونتذكر أبيات زهير بن أبي سلمى من معلقته:

سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش

ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ

ونقرأها إلى آخرها، فنجدها مليئة بالحكمة الصافية التي انتزعها صاحبها من مرارة الأيام ومكابدة الشقاء. ونجد الناس تتمثل بهذه الأبيات أكان تمثلا أدبيا صحيحا، أي باقتباسها اقتباسا، أم تمثلا معنويا باختلاف طفيف.

ظلت الكتب التي تعالج الجانب النفسي الشعوري للناس حاضرة. فكتاب ابن حزم الأندلسي «طوق الحمامة في الأُلفة والأُلَّاف» لا نظير له في معرفة الحب وفهم أحواله المبهجة والمؤلمة على السواء. ورسالة يعقوب بن إسحاق الكندي «في الحيلة لدفع الأحزان» المنسية مع شهرتها، وكتاب «تهذيب الأخلاق» لمسكويه؛ تعالج الجانب المظلم للنفس البشرية، وتقربنا من فهم أنفسنا وتفكيك مصادر الألم وردمها، وإحياء موارد البهجة والرضا وسقيها.

الكتب الملاذ، هي الكتب التي نجد فيها انعكاس أرواحنا، ومورد الرَّواءِ لظمئنا، والصديق الأقرب إلينا كما هو حال الجاحظ الذي وصف هذه الكتب بأعذب عبارة، وأصدق إشارة حين يقول في كتابه «المحاسن والأضداد»: «الكتابُ هو الجليس الذي لا يُطريك، والصديق الذي لا يُغْريك، والرفيق الذي لا يَمَلُّك، والمستميح الذي لا يَسْتِريثُك، والجار الذي لا يَستبْطِيك، والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالمَلَق، ولا يعاملك بالمَكْر، ولا يَخْدعك بالنّفاق، ولا يحتال لك بالكذب... والكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمْتاعك، وشحذ طِباعك، وبسط لسانك، وفخّم ألفاظك، وعمَّر صدرك، ومنحك تعظيم العوامِّ وصداقة الملوك، وعرفت به في شهر، ما لا تعرفه من أفواه الرجال في دهر، مع السلامة من الغُرْم، ومن كدّ الطلب، ومن الوقوف بباب المُكتَسِب بالتعليم، ومن الجلوس بين يدي من أنت أفضل منه خُلُقا، وأكرم منه عِرْقا، ومع السلامة من مُجالسة البُغَضاء ومُقارنة الأغبياء... والكتاب هو الذي يُطيعك بالليل كطاعته بالنهار، ويُطيعك في السفر كطاعته في الحضر، ولا يَعتلّ بنوم، ولا يَعتريه كَلال السهر... وهو المعلّم الذي إن افتقرت إليه لم يُخْفِرْك، وإن قطعت عنه المادّة لم يقطع عنك الفائدة، وإن عُزِلْتَ لم يَدَعْ طاعتك، وإن هبّت ريح أَعاديك لم يَنقلب عليك، ومتى كنتَ منه متعلّقا بسبب أو معتصما بأدنى حبل، كان لك فيه غِنىً من غيره، ولم تَضْطَرَّك معه وَحْشةُ الوَحْدةِ إلى جليس السُّوء... ولو لم يكن من فضله عليك، وإحسانه إليك، إلّا منعُه لك من الجلوس على بابك، والنظر إلى المارّة بك، مع ما في ذلك من التعرُّض للحقوق التي تلزم، ومن فضول النظر، ومن عادة الخَوْض فيما لا يعنيك، ومن ملابسة صِغار الناس، وحضور ألفاظهم الساقطة، ومعانيهم الفاسدة، وأخلاقهم الرّديّة، وجهالاتهم المذْمومة، لكان في ذلك السلامةُ، ثم الغنيمةُ، وإحرازُ الأصل، مع استفادة الفرع».

وأحسب أن وصفه هذا، للكتب الملاذ أولا قبل سائر الكتب. الكتب التي نجد فيها الهدوء لطمأنينتنا القلقة، والدفئ الوافر لبرودة الخارج القارسة، والبستان النَّضِر الخالي من هوامِّ الصيف ودوابِّه المؤذية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذی لا ی

إقرأ أيضاً:

كابوس الاعتقال والتعذيب للفلسطينيات.. وصمة عار على جبين البشرية

يمانيون../
في اليوم العالمي للمرأة، ينحرف الحديث قسراً عن مساره المعهود من التكريم والتقدير، ليُركّز على واقع مرير تعيشه النساء الفلسطينيات سواء في وسط الركام في غزة أو المعتقلات في سجون العدو الإسرائيلي. ففي هذا اليوم الذي يحتفي فيه العالم بالمرأة، يبرز هذا العام كفرصة دامغة لفضح الجرائم الإسرائيلية المروعة بحق المرأة الفلسطينية في الأراضي المحتلة. ففي ظل القصف الهمجي والمجازر اليومية، والتهجير والإبعاد القسري، والاعتقال والتعذيب الوحشي في السجون، والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية، تقف المرأة الفلسطينية في قلب المعاناة، شاهدة على أبشع صور الظلم والقهر، وأن النساء الفلسطينيات لسن مجرد أرقام في سجلات الاعتقال، بل هن أمهات، وزوجات، وبنات، يُنتزعن من دفء منازلهن ليواجهن قسوة السجون وظلم العدو. مأساتهن تبدأ لحظة الاعتقال، وتتفاقم مع الاقتحامات المتواصلة لمنازلهن، واستهداف عائلاتهن بالترهيب والاعتقال، وحتى القتل.

واقع المرأة الفلسطينية فصول هي الأكثر مأساة وإيلام
خلال الأشهر المروعة لحرب الإبادة في غزة، تحولت النساء إلى رهائن في يد العدو الغاشم. عشرات النساء سُجنّ كأدوات ضغط دنيئة لإجبار أفراد عائلاتهن على تسليم أنفسهم. لم ينجُ من هذه الجريمة زوجات الأسرى والشهداء، ولا حتى الأمهات المسنات اللاتي تجاوزن السبعين من العمر. إنها سياسة ممنهجة لا تستثني أحداً، بل تستهدف تدمير النسيج الاجتماعي الفلسطيني بأكمله.

تُركت هؤلاء النساء، الرهائن البريئات، تحت رحمة التنكيل والتهديدات الوحشية، حتى وصل الأمر إلى تهديدهن بقتل أبنائهن. بالإضافة إلى ذلك، يتعرضن للإهانة والضرب أثناء الاعتقال، وتُدمر منازلهن، ويُرعب أطفالهن، وتُصادر أموالهن ومصوغاتهن الذهبية.

وضمن سياق الانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة لحقوق الإنسان، يبرز واقع المرأة الفلسطينية كأكثر فصول المأساة قسوة وإيلاماً. ففي قطاع غزة، كشفت معطيات صادمة نشرها المكتب الإعلامي الحكومي عن حرب إبادة حقيقية تُشن ضد النساء، حيث أكد أن المرأة الفلسطينية “مازالت تدفع ثمناً باهظاً مقابل الحرية والكرامة، وتواجه الإذلال والقتل والتعذيب والإجبار على النزوح، فضلاً عن التجويع والتعطيش وانعدام الرعاية الصحية.”

وتفصيلاً، أشار المكتب الإعلامي في غزة إلى أن العدو الإسرائيلي قتل 12316 فلسطينية، وترملت 13901 امرأة فقدت زوجها ومعيل أسرتها. كما أنجبت 50 ألف امرأة حامل مواليدهن في ظروف غير إنسانية، وثكلت 17 ألف أم بفقدان أبنائهن. هذا بالإضافة إلى إصابة 162 ألف امرأة بأمراض معدية، و2000 امرأة وفتاة ستلازمهن الإعاقة جراء بتر أطرافهن.

ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن العدو اعتقل العشرات من النساء الفلسطينيات وتعرضهن للتعذيب الجسدي والنفسي داخل المعتقلات، في ظل صمت دولي فظيع. وفي الضفة الغربية، لا يقل الوضع مأساوية، حيث تتعرض النساء الفلسطينيات للهجمة الشرسة على المدن والمخيمات، والإجبار على النزوح القسري، والاعتقال والاعتداء والتنكيل.

وفي سياق متصل، أكدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بمسألة العنف ضد النساء والفتيات، ريم السالم، أن ” الاحتلال الإسرائيلي استخدم قتل النساء واستهداف الصحة الإنجابية، كأدوات للإبادة الجماعية في قطاع غزة.” وأشارت إلى أن “اعتداءات إسرائيل على النساء الفلسطينيات هي جزء من استراتيجية إبادة جماعية ممنهجة.” وكشفت بيانات صندوق الأمم المتحدة للسكان عن تهجير 800 ألف امرأة قسراً من منازلهن، ومعاناة حوالي مليون امرأة وفتاة من انعدام أمن غذائي حاد، وارتفاع معدلات الإجهاض بنسبة 300% بسبب الرعاية الطبية غير الكافية، والصدمات النفسية، والقصف.

حرب الإبادة والجرائم الممنهجة
من جانبها، سلطت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الضوء على الظروف الاعتقالية القاسية للأسيرات الفلسطينيات في سجون العدو، والتي تندرج تحت جرائم التعذيب والتجويع والجرائم الطبية الممنهجة والاعتداءات على (الكرامة الإنسانية). كما أشارت إلى عمليات القمع والاقتحامات المتكررة للزنازين، وعمليات السلب والحرمان الممنهجة، وأساليب التعذيب النفسي التي يتعرضن لها منذ لحظة اعتقالهن.

وأكدت الهيئة والنادي أن ما تشهده المرأة الفلسطينية من استهداف خلال حرب الإبادة، بما في ذلك عمليات الاعتقال، ليس مرحلة استثنائية، إلا أن مستوى الجرائم المرتكبة بحقها غير مسبوق. فمنذ 7 أكتوبر 2023، وثقت المؤسسات المختصة 490 حالة اعتقال بين صفوف النساء، بمن فيهن القاصرات، في الضفة الغربية والقدس وأراضي عام 1948، مع عدم وجود تقدير واضح لأعداد النساء المعتقلات من غزة.

ووفقاً للتقرير، يبلغ عدد الأسيرات حالياً 21 أسيرة، بينهن 17 موقوفة، بمن فيهن أسيرة من غزة (سهام أبو سالم)، وطفلتان (إحداهما تبلغ من العمر 12 عاماً)، و12 أمّاً، وأسيرة حبلى في شهرها الثالث، ومعتقلتان إداريتان. كما تشمل الأسيرات 6 معلمات، وصحفية وهي طالبة إعلام، وأسيرة مصابة بالسرطان، وأسيرتان معتقلتان منذ ما قبل 7 أكتوبر 2023 ويرفض الاحتلال الإفراج عنهما في صفقات التبادل.

وأشار التقرير إلى أن جزءاً من الأسيرات هن من عائلات واجهت عمليات اعتقال متكررة واقتحامات للمنازل واستهداف لأفراد آخرين من العائلة. وعلى مدار الشهور التي تلت حرب الإبادة، برزت قضية اعتقال النساء كرهائن للضغط على أفراد العائلة المستهدفين من قبل الاحتلال لتسليم أنفسهم، وشملت زوجات أسرى وشهداء وأمهات مسنّات.

كما أكد التقرير أن غالبية الأسيرات تعرضن لعمليات ضرب وتنكيل وتعذيب، وأن العديد من الشهادات عكست مستوى التوحش الذي مورس بحقهن. وخلص التقرير إلى أن كل هذه الإجراءات غير مسبوقة من حيث المستوى.

معتقل “هشارون” المحطة المؤقتة للاعتداءات
وفي خضم الأحداث، تتوالى شهادات الأسيرات الفلسطينيات لتكشف عن فظائع لا تُصدق ترتكبها قوات العدو في سجونها، بما في ذلك التحرش والتفتيش العاري، بالإضافة إلى الاعتداءات الجسدية واللفظية. وقد جمعت منظمات حقوقية فلسطينية شهادات لأسيرات أُفرج عنهن في دفعات الإصدار الأخيرة، بالإضافة إلى شهادات أخرى من داخل السجون، وشهادات لأقارب الأسيرات.

تشير الشهادات إلى أن سجن “هشارون” يستخدم كمحطة مؤقتة للأسيرات قبل نقلهن إلى سجن “الدامون”، حيث يتعرضن للتفتيش العاري المهين في ظل ظروف قاسية. كما وثقت المنظمات الفلسطينية اعتداءات جماعية على الأسيرات، وتعريضهن للضرب المبرح.

وفي شهادة مؤلمة، روت أسيرة اعتقلت بعد 7 أكتوبر 2023 كيف تعرضت للاعتداءات الجسدية واللفظية أثناء الاعتقال، حيث قام أحد جنود العدو بلمسها بطريقة غير لائقة وشتمها بكلمات بذيئة وهددها بالاغتصاب. كما حرمت من النوم وأجبرت على شرب مياه غير صالحة للاستخدام، وتعرضت للضرب المبرح الذي تسبب لها بآلام شديدة دون تقديم العلاج.

وفي شهادة أخرى، قالت أسيرة نقلت إلى سجن “هشارون”: “وصلنا أنا وأسيرات إلى زنزانة أرضها مبللة، وأجبرونا على شرب مياه غير صالحة للاستخدام. ثم نقلونا إلى زنزانة أخرى، حيث أجبرونا على التفتيش العاري على يد سجانات. وعندما رفضت، ضربوني على وجهي بعد أن اعتُدي عليّ بالضرب المبرح أثناء الاعتقال”.

تُظهر هذه الشهادات حجم الانتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها الأسيرات الفلسطينيات في سجون العدو، بما في ذلك أشكال من الاعتداءات على (الكرامة الإنسانية) .

وصمة عار على جبين البشرية
وفي بيان لها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أكدت حركة حماس أن “ارتقاء أكثر من 12 ألف امرأة فلسطينية، وجرح واعتقال الآلاف، وإجبار مئات الآلاف على النزوح مراراً خلال العدوان الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، يمثّل وصمة عار على جبين البشرية، وعلى كل المتواطئين والصامتين والمتخاذلين عن وقف هذه الجرائم وتجريمها.” وأشارت إلى أن هذه الجرائم تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية تاريخية وسياسية وإنسانية وأخلاقية لمنع استمرار هذه الانتهاكات الوحشية.

كما سلط البيان الضوء على ما تتعرض له الأسيرات الفلسطينيات في سجون العدو من تعذيب نفسي وجسدي، في انتهاك صارخ للأعراف والمواثيق الدولية، مؤكداً أن هذا يكشف ازدواجية المعايير التي تنتهجها الإدارة الأمريكية وبعض الدول الغربية في التعامل مع قضية الأسرى الفلسطينيين.

الحافظة للثغور والقيم
وفي سياق الإشادة بدور المرأة الفلسطينية، حيت حماس المرابطات الصابرات الصامدات في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، اللواتي ضربن أروع الأمثلة في الصمود الأسطوري والثبات والإرادة الصلبة، تربية وإعداداً للأجيال، وتمسكاً بالحقوق والثوابت والهوية والقيم. كما استذكرت دور المرأة الفلسطينية في قطاع غزة خلال معركة طوفان الأقصى، الأم والزوجة والأخت والابنة، الحاضنة للمقاومة، والحافظة للثغور والقيم، والمؤازرة والمشاركة، والمضحّية والمبدعة، الشهيدة والجريحة والأسيرة.

وعبّرت الحركة عن تقديرها لدور المرأة في العالم العربي والإسلامي، والحرائر حول العالم اللواتي وقفن مواقف مشرفة دعماً للقضية الفلسطينية العادلة وضد العدوان الصهيوني على غزة، ودعتهن إلى مواصلة الحراك والفعاليات في كل المدن والعواصم وساحات العالم، دعماً لصمود المرأة الفلسطينية، وانتصاراً لفلسطين والقدس وغزة، وصولاً إلى الحرية والاستقلال.

وفي الختام هو الابتداء
إن هذه الأرقام المروعة، والتي تتجاوز 9500 معتقل حتى بداية مارس، بمن فيهم أكثر من 350 طفلاً و21 امرأة و3405 معتقلين إداريين، بالإضافة إلى 1555 معتقلاً من غزة مصنفين كـ “مقاتلين غير شرعيين”، تعكس حجم المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، بمن فيهم الأطفال، جراء الاعتقالات التعسفية. هذه الأرقام تزداد فداحة إذا ما قورنت بما قبل حرب الإبادة، حيث كان عدد المعتقلين يتجاوز 5250، منهم 40 امرأة و170 طفلاً و1320 معتقلاً إدارياً.

ومع هذه الجرائم الوحشية للعدو الإسرائيلي ألم يحن الوقت ليقول العالم الإسلامي كلمته؟ أم أن السكوت والخنوع باتت سمة في أمة الملياري مسلم؟. لكن ما يجب أن يعرفه الجميع أن للسكوت والتخاذل ضريبة أكثر بكثير مما يمكن تقديمه في المواقف العملية التي يفترض بالأمة أن تكون سباقة فيها.

موقع أنصار الله – يحيى الربيعي

مقالات مشابهة

  • ازهاق النفس البشرية محرمة بكافة الشرائع السماوية،
  • الظروف الجوية تعطل حركة المسافرين بين موانئ الجزيرة الخضراء وطريفة وطنجة
  • الأمن العراقي يحرر طفلاً اختطفته عصابة تتاجر بـالأعضاء البشرية
  • دار الكتب والوثائق تحتفل بذكرى العاشر من رمضان.. صور
  • حتى لا تذهب البشرية إلى نهاية تاريخها
  • الذهب يرتفع بدفعة من تراجع الدولار وتزايد الطلب على الملاذ الآمن
  • قصة بائع مصري يجلب نكهة أسوان إلى موائد الإسكندرية برمضان
  • إيران: إنهاء الإعفاءات الأمريكية للعراق جريمة بحق البشرية
  • «أبناء بروميثيوس: تاريخ البشرية قبل اختراع الكتابة»
  • كابوس الاعتقال والتعذيب للفلسطينيات.. وصمة عار على جبين البشرية