“جدد حياتك” مع الشيخ محمد الغزالي
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
تطرقت في منشور سابق لكتاب " جدد حياتك " للشيخ محمد الغزالي ،
وقد سألني بعض الأصدقاء عن المزيد عنه .
وعن سبب تأليفه لكتابه القيــِّـم ، يقول الشيخ الدكتور محمد الغزالي رحمه الله: " لقد قرأتُ كتاب (دع القلق وابدأ الحياة) للعلامة (ديل كارنيجي) الذي عرّبه الأستاذ عبدالمنعم الزيادي، فعزمتُ فور انتهائي منه أن أردّ الكتاب إلى أصوله الإسلامية!! لا لأن الكاتب الذكي نقل شيئًا عن ديننا، بل لأن الخلاصات التي أثبتها بعد استقراء جيد لأقوال الفلاسفة والمربين وأحوال الخاصة والعامة تتفق من وجوه لا حصر لها مع الآيات الثابتة في قرآننا والأحاديث المأثورة عن نبينا "
مقدمة كتاب جدد حياتك :
يقول الكاتب في مقدمة الكتاب: ” أحب أن ألفت الجاهلين بالإسلام والقاصرين في فقهه إلى الخاصة الأولى في هذا الدين وهى أنه دين الفطرة.
وقد شغفت من امد بعيد ببيان المشابه بين تراث الاسلام المطمور، وبين ما تنتهى الية جلةالمفكرين الاحرار فى اغلب النواحى النفسية والاجتماعية والسياسية ، واحصيت من وجوه الاتفاق ما دل على صدق التطابق بين وحى التجربة ووحى السماء. "
وفي خاتمة الكتاب يقول:
" لكي تصون الحقيقة وتضبط حدودها يجب أن تعرف هذه الحقيقة وأن تعرف غيرها معها. قد تقول: "وما شأن هذا الغير؟! ". ولماذا يخدش الجهل به حسن التصور للحق المجرد؟. والجواب أن الصورة الكاملة لا بد لها من حدود تنتهى إليها وعند النهاية المرسومة لهذه الحدود تبدأ حقائق مغايرة. ولن تتميز معرفة الشئ إلا إذا عُرفت الأغيار المجاورة له أو المشتبهة به ولذلك قال الأقدمون: "بضدها تتميز الأشياء"
يبين الشيخ الغزالي بقوله: " لو أقبل المرء على ربه يستلهمه ويستعينه وحده لوفقه إلى ما يريح أعصابه ويزيح آلامه " ، وأشار إلى أن الصلاة تحقق للعبد هذا المطمح النبيل فقال: " إن الركض في ميادين الحياة بقدر ما يجلل البدن بالغبار والعرق يجلل الروح بالغيوم والأكدار. والمرء - إثر كل شوط طويل - يحتاج إلى ساعة يلم فيها شعثه، ويعيد النظافة والنظام إلى ما تعكّر وانتكث من شأنه كله. وليست الصلاة إلا لحظات لاسترجاع هذا الكمال المفقود أو المنشود "
وفي باب " حياتك من صنع أفكارك " أكد الغزالي أن ما يعتري الإنسان ظاهرًا من فتور أو فتوة أو سرور أو حزن ما هو إلا انعكاس طبيعي لما يجول في خاطره وما يضطرب في فكره، وكثير من المشاكل مبدؤها الفكر الخاطئ الذي يجعل الإنسان يحيا في دوامة ما لها من قرار «النفس وحدها هي مصدر السلوك والتوجيه حسب ما يغمرها من أفكار ويصبغها من عواطف»
يقول رحمه الله: " فلندرس مواقفنا في الحياة بذكاء ولنرسم منهاجنا للمستقبل على بصيرة ثم لنرم بصدورنا إلى الأمام لا تثنينا عقبة ولا يلوينا توجس. ولنثق بأن الله يحب منا هذا المَضَاء، لأنه يكره الجبناء ويكفل المتوكلين "
الشيخ الغزالي وافاه الأجل المحتوم في محاضرة عامة اثناء مشاركته في مؤتمر الإسلام وتحديات العصر في الرياض يوم 20 شوال 1416 الموافق 9 مارس 1996 ووري الثرى في مقبرة البقيع في المدينة المنورة ، وشارك في جنازته جمع غفير من محبيه من داخل السعودية وخارجها. وقال اهل بيته انه كان يدعو ويقول " اللهم ارزقني الوفاة في بلد حبيبك المصطفى "
وفي الذكرى التاسعة لوفاته صدرت الطبعة التاسعة لكتابه عن دار القلم في دمشق .
" إن الركض في ميادين الحياة بقدر ما يجلل البدن بالغبار والعرق يجلل الروح بالغيوم والأكدار. والمرء - إثر كل شوط طويل - يحتاج إلى ساعة يلم فيها شعثه ويعيد النظافة والنظام إلى ما تعكّر وانتكث من شأنه كله "
الغزالي في كتابه "جدد حياتك " قد يعيد لنا الألق ويجلي عن أفئدتنا ما ران عليها من دنس الحياة ووعثائها .
بالعلم والعمل الراشد تطيب الحياة وتدوم الصلات الطيبة ، وبضدها تتميز الأشياء .
عباس ابوريدة
14 يوليو 2024
aburaida@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: جدد حیاتک
إقرأ أيضاً:
الرئيس الإماراتي يهنئ “المنفي” بذكرى استقلال ليبيا
الوطن | متابعات
تلقى رئيس المجلس الرئاسي، “محمد المنفي” برقية تهنئة من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ “محمد بن زايد آل نهيان”بمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين لاستقلال ليبيا.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد في البرقية عن أطيب التهاني لفخامة الرئيس والشعب الليبي بهذه المناسبة الوطنية، متمنياً مزيداً من التقدم والازدهار لليبيا وشعبها الشقيق.
تأتي هذه التهنئة في إطار العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين والحرص المشترك على تعزيز أواصر التعاون بينهما.
الوسوم#الإمارات #محمد المنفي #محمد بن زايد استقلال ليبيا ليبيا