سودانايل:
2025-04-10@22:04:22 GMT

لماذا اسقط المبعوث الأمريكي عصاه؟

تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

إذا كانت هناك قناعة عند الكل أن الحرب ليست هي المشكلة، أنما هي نتييجة لمشكلة، فهل ركزوا البحث عن العوامل التي تسببت في الحرب؟ لا أعتقد أن طريقة التفكير السائدة تأخذ هذا المسار العقلاني، أنما طريقة التفكير كانت منصبة في كيفية القضاء على الأخر.. و القضية الأخرى؛ لماذا قبلت القوى السياسية بالتدخل الخارجي في الشأن السياسي الداخلي؟ بل كان الخارج هو الذي يدير المعركة وفقا للمصالح التي يريدها هو، و لذلك كان يقدم المبادرة تلو الأخرى، و يجعل من النخب السياسية السودانية أدوات منفذة فقط.

. لماذا قبل العقل السوداني إذا كان مدنيا أو عسكريا أن يتراجع لكي يفسح المجال للنفوذ الخارجي يفكر بديلا عنه؟ و لمصلحة من يفكر الخارج؟ و السؤال الذي يجب أن لا يغيب مطلقا من هي الجهات التي سمحت بتدخل الخارج في قضية الصراع السياسي الداخلي؟ ..
أن الحرب ليست هي كما تدعي بعض الأطراف أنها بين طرفين عسكريين، أنما المواطن الذي تم احتلال بيته و نهب ممتلكاته و تم اغتصاب حرائره أصبح جزءا في معادلة الحرب، و بالتالي أصبح موقفه و رأيه أحد محددات الصراع، و يجب أن يكون مشاركا في الرؤية الكلية لوضع الشروط التي بموجبها سوف تتوقف الحرب.. و الحرب الدائرة في السودان هي ليست صراعا داخليا تحكمه مصلح داخلية، بل هي مؤامرة خارجية على السودان تشارك فيها أطراف داخلية، و الأطراف الخارجية هي التي تعمل على توسيع دائرة الحرب حتى تتحكم في شروط وقفها؟
الغريب في الأمر: أن الصراع السياسي بين القوى السياسية دون التجارب السابقة، حيث عجزت القوى السياسية أن تجترح لها طريقا للحل، أو تقدم لها مبادرات تتضمن مشروعا سياسيا يطرح في الساحة السياسية، لكي تخلق منه حوارا يمنع بروز العنف بين المتصارعين، الأمر الذي يؤكد تراجع الوطن و حتى قضية التحول الديمقراطي في أجندة المتصارعين لصالح قضايا أخرى.. و العجز تبين بشكل واضح عندما تم إعلان محادثات جنيف من قبل ممثلي الإدارة الأمريكية، و توسيع قاعدة المشاركة في المفاوضات بإضافة كل من مصر و الأمارات، و الكل يعلم أن الأمارات هي الداعم المباشر للميليشيا، و لم يكشف المبعوث الأمريكي توم بيرييلو الهدف من دعوتها رغم أن السلطة في السودان مدنية و عسكرية رافضتا وجودها.. و هذه وحدها تبعث الشك في المسعى.. رغم أن توم بيرييلو قال أن المفاوضات الهدف منها هو خلق مسارات أمنة لتوصيل الإغاثة للمتضررين.. لكنه أيضا قال أن هناك مدنيين يطالبون بتدخل دولي و تحت البند السابع.. و قال بيرييلو أن البند السابع يجب أن يصدر من مجلس الأمن، و لكن الصراع الإستراتيجي داخل المجلس لا يسمح بذلك..
أصبحت القوى المدنية التي أشار إليها المبعوث الأمريكي توم بيرييلو، لا تريد وقف الحرب بالتفاوض، و لكنها ساعية بتوسيعها من خلال تدخل خارجي.. أي اتساع دائرة الحرب بقوات من الأمم المتحدة.. أن الحرب الدائرة في السودان ليست حرب سياسية محدودة الأجندة، أنما حرب وجود من خلال جلب مرتزقة يقاتلون مع الميليشيا بهدف توطينهم في منازل الذين نزحوا بسبب الحرب .. أن العقل الخارجي الذي كان وراء الحرب لتحقيق مصالحه سوف يظل يتأمر، يوقف الحرب لإعادة تأهيل الميليشيا مرة أخرى، و يعيد الكرة، مادام هناك قوى داخلية تقبل التدخل إذا كان في ذلك رضي لمصالح شخصية.. و سوف أظل اسأل سؤالا كررته عدة مرات، و سألته من قبل قضية الاتفاق الإطاري لقيادات في أغلبية الأحزاب المشاركة في " قوى الحرية و التغيير" من الذي كان وراء ترشيح عبد الله حمدوك لرئاسة الوزراء؟
أن القوي السياسية السودانية هي القوى الفريدة في العالم التي لا تستطيع حل مشاكلها لوحدها، دائما تقبل التدخل الخارجي في حل المشاكل الداخلية، إذا عجز العقل السوداني عن حل المشاكل التي تواجهه، و يهرول دائما للخارج، كيف يستطيع هذا العقل أن يقنع المواطن أنه سوف يستطيع أن ينهض بالبلاد و يفر لها الاستقرار الاجتماعي و السياسي و الأمني مستقبلا.. فهل توم بيرييلو يملك عقلا أفضل من عقول السودانيين، أما العصى التي يلوح بها هي التي أدخلت الفزع عند البعض و اعتقدوا أن ما تفعله العصى هو الأفضل..الغريب أن توم بيرييلو اسقط العصى التي كان يلوح بها عندما أصرت السلطة في السودان على موقفها الرافض الذهاب لجنيف حتى تقبل شروطها، و لم تدر بالا للتهديدات.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: توم بیرییلو فی السودان

إقرأ أيضاً:

هجينية الصراع

أبريل 8, 2025آخر تحديث: أبريل 8, 2025

د. محمد وليد صالح

كاتب عراقي

صالحة سواء أكانت في أوقات الحرب أم السلم ولكنها ترد دائماً في سياق النزاع وهي إن فكرة حرب المعلومات، لأن جميع وسائل الإعلام بما فيها الصحف والملصقات والمنشورات والتلفزيون والسينما والتصوير وأيضا الرقمية على شبكة الإنترنت من اتصالات وشبكات اجتماعية ومدونات وصحف إلكترونية ومنتديات، الجمهور المستهدف أولاً هم المقاتلين حلفاء أم أعداء، في الأمام أو الخلف في سياق الحرب الشاملة والرأي العام.

تحديات جديدة طرحتها العولمة الإعلامية حاملة معها أنواعاً جديدة من الأسلحة الناعمة التي أصبحت معروفة باسم “الأسلحة الإعلامية”، وأصبحت تستخدم في الحروب والصراعات، لتأخذ حيزاً هاماً من تفكير بعض الدول في العالمين المتقدم والأقل نمواً على حد سواء، وأنشأت له المؤسسات المتخصصة، ودفعت المشكلة ببعض الدول للعمل الجاد من أجل تأمين وسائلها الإعلامية لصون الحقوق والمحافظة عليها من التطاول والاعتداء والتخريب.

وهو ما يدعو للقيام بدراسة وتسليط الضوء على إشكالية تعريف مصطلح العولمة وعلاقتها بالدولة والسيادة الوطنية وموقف منظمة الأمم المتحدة من تلك القضايا، وتحديات التفوق في تكنولوجيا الاتصال، خاصة وأن البنى الإعلامية الدولية أصبحت اليوم فوق سيادة الدولة بمفهومها التقليدي، مما خلق تهديدات لـ(العولمة الإعلامية)، باتت بعض الدول شبه مسيطرة على الموارد الإعلامية للغير عن طريق قنوات الاتصال، إذ أتاحت الشبكات الاجتماعية والمنصات الرقمية الأخرى للأفراد الحصول على المعلومات المتنوعة والمتجددة بسهولة كما يمكن للناس متابعة الأحداث السياسية الجارية والتفاعل معها، والمشاركة في محتوى النقاشات العامة وتبادل الآراء والأفكار والمعلومات مما يسهم في إثراء الحوار وتوسيع آفاقه.

ولتوضيح الصورة بقدر أكبر لابد من تسليط الضوء على انتقال رسائل الإعلام ودورها في خدمة الدول الصناعية المتقدمة وإدارة الصراع بين القوى العالمية، وهو ما يتطلب التعرض لمشكلة تأمينها الوطني والدولي، والحرب الإعلامية ومجالات تأثير الصراع الدولي، من خلال تهديداته للأمن الإعلامي، والتعرض للخصائص الأساسية للأسلحة الإعلامية وأهدافها في: مجالات استخدامها ومجالات الرقابة أو الإشراف عليها؛ وسيناريوهات هذه الحرب، واصبحت سمة العصر الحالي هي بروز الحرب الرقمية واستعمال الشائعات فيها، لتهديد الأمن والسلم المجتمعي وظهور الحرب النفسية التي تستهدف الجانبين المعنوي والمادي لدى هذه المجتمعات وإثارة الانقسامات الداخلية، بهدف تفكيك الدول والقضاء على مؤسساتها وتمزيق وحدة نسيج المجتمع والأرض التي يعيش عليها.

ولهذا كان لا بد من تناول المشكلة سواء من وجهة نظر المعارضين للمشكلة أساساً وينفون وجودها، أم من وجهة نظر أولئك الذين تنبهوا لها وباتوا يطالبون بإيجاد الحلول لها ضمن الشرعية الدولية واحترام سيادة الدول، فالمشكلة من وجهة نظر البحث العلمي تعتمد على واقعية ظروف العولمة والتفاهم الدولي.

مقالات مشابهة

  • الصليب الأحمر يناشد أطراف الصراع السوداني التزام «إعلان جدة»
  • الإمارات تفند أمام «العدل الدولية» اتهامات السودان الزائفة
  • تحذير أممي من التداعيات الإنسانية في دارفور
  • الخارجية ترحب بالموقف الذي أعلنه الرئيس ماكرون بشأن الاعتراف بدولة فلسطين
  • لندن تستضيف مؤتمراً دولياً لبحث وقف الحرب في السودان بمشاركة وزراء خارجية 20 دولة واستبعاد طرفي الصراع
  • الأمم المتحدة: نصف سكان جنوب السودان يواجهون مستويات كارثية من الجوع
  • تعقيبا على مقال الأستاذ ياسر عرمان .. ورداً على سؤاله لماذا لا يفاوض الجيش ويقاتل في آن واحد ؟ (1-2)
  • الخارجية: الاتصال مع المبعوث الأمريكي تناول وقف النار وخطة إعادة إعمار غزة
  • القوى السياسية بالإسكندرية: الحشد الشعبي بالعريش دعم ملهم لغزة ورفض للتهجير
  • هجينية الصراع