دعوات دولية إلى أطراف النزاع بالسودان لحماية المدنيين والإغاثيين
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
في بيانين منفصلين بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، صادرين عن الشركاء الدوليين في مباحثات جنيف بشأن الأزمة السودانية، ومنسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة بالسودان..
السودان / عادل عبد الرحيم / الأناضول
دعا المشاركون الدوليون في مباحثات جنيف والأمم المتحدة، في إطار جهود إنهاء الأزمة في السودان، أطراف النزاع إلى حماية المدنيين وعمال الإغاثة واحترام القانون الدولي الإنساني.
وجاء في بيان مشترك صدر الاثنين، عن الولايات المتحدة وسويسرا والسعودية ومصر والإمارات والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة: "بدأنا المباحثات اليوم بالوقوف دقيقة صمت تقديرًا لليوم العالمي للعمل الإنساني (يصادف 19 أغسطس/آب)".
وبدون مشاركة الوفد الحكومي، بدأت في جنيف، الأربعاء، محادثات بشأن السودان، استجابة لدعوة أمريكية صدرت في 23 يوليو/ تموز الماضي.
وأدان البيان مقتل 22 عامل إغاثة وإصابة حوالي 34 آخرين منذ اندلاع الحرب في السودان، واصفًا إياه بالأمر "غير المقبول".
ودعا الموقعون عليه "بشكل عاجل، أطراف هذه الحرب المروّعة إلى حماية المدنيين وعمال الإغاثة واحترام التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، والتي أعادوا التأكيد عليها في إعلان جدة".
وقبل الجلوس في أي مفاوضات جديدة لإنهاء الحرب في البلاد، تتمسك الحكومة السودانية بتنفيذ "إعلان جدة"، الذي صدر في مايو/ أيار 2023، في ختام مباحثات استضافتها مدينة جدة السعودية بين الجيش و"الدعم السريع".
ونص هذا الإعلان على التزام طرفي الحرب بـ"الامتناع عن أي هجوم عسكري قد يسبب أضرارًا للمدنيين"، و"التأكيد على حماية المدنيين"، و"احترام القانون الإنساني والدولي لحقوق الإنسان".
من جانبها، دعت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، كليمنت نكويتا سلامي، الأحد، إلى حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني وإنهاء الإفلات من العقاب.
وقالت في بيان بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني: "ندعو جميع أطراف النزاع في السودان والمجتمع الدولي والجهات المانحة إلى ضمان حماية وسلامة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني ومحاسبة مرتكبي الجرائم ضدهم".
وأضافت سلامي: "ونحن نحتفل باليوم العالمي للعمل الإنساني في السودان، نناشد جميع أطراف النزاع، والدول الأعضاء، ولا سيما تلك التي لها نفوذ على أطراف النزاع، والمجتمع الدولي الأوسع نطاقًا، لوضع حد للهجمات على المدنيين واتخاذ خطوات فعالة لحمايتهم والبنية التحتية المدنية الحيوية التي يعتمدون عليها".
وأكدت على أن "عمال الإغاثة ليسوا هدفًا، ويجب أن تتوقف هذه الهجمات ضد المدنيين وعمال الإغاثة والبنية التحتية المدنية، والتي تشكل انتهاكات للقانون الإنساني الدولي، ولا يمكن أن يفلت مرتكبوها من العقاب، ويجب أن يخضعوا للمساءلة".
وذكرت سلامي أن "النزاع في السودان كان مدمرًا، حيث أصبحت أكثر من 75 بالمئة من المرافق الصحية لا تصلح للعمل في الولايات المتضررة من النزاع".
وأشارت إلى أنه "منذ أبريل/ نيسان 2023، جرى التحقق من 88 هجومًا على الرعاية الصحية، بما في ذلك المرافق الصحية وسيارات الإسعاف ووسائل النقل والأصول والمرضى والعاملين الصحيين، مما أدى إلى مقتل 55 شخصًا وإصابة 104 آخرين".
وفي منتصف أبريل 2023، اندلعت الحرب بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، وخلّفت نحو 18 ألفا و800 قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب المتواصلة في السودان منذ أبريل 2014، بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: العالمی للعمل الإنسانی حمایة المدنیین أطراف النزاع فی السودان
إقرأ أيضاً:
جلابية وبيضة.. عندما تهزم المهارة الكروية أحزان النزوح بالسودان
وفي خضم ظروف الحرب التي يمر بها السودان، استعرضت الحلقة بتاريخ 2025/3/9 من برنامج "عمران" لمحة عن الحياة اليومية التي تستمر رغم الصعاب.
وسلط الضوء على مظهر من مظاهر الحياة في ريف كسلا شرق السودان، حيث تجمع سكان المنطقة والنازحون حول مباراة كرة قدم أطلق عليها "كلاسيكو وادي شريفي" بين فريقي الشباب والمتوكل.
واستهل مقدم البرنامج الإعلامي سوار الذهب الحلقة بمقولة للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش "نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا" مؤكدا أن السودانيين يواصلون الحياة رغم ظروف الحرب، ويحاولون إيجاد لحظات من السعادة والإبداع.
وأشار البرنامج إلى عادة سودانية أصيلة تتمثل في "تمرين الصباح" وهي التمارين الرياضية التي تقام بعد صلاة الفجر.
وتمثل هذه العادة جزءاً من النسيج الاجتماعي السوداني، حيث يلتقي السكان للعب كرة القدم في الصباح الباكر، مما يعزز الترابط الاجتماعي ويحافظ على اللياقة البدنية.
وتتميز الكرة في السودان بالاحتفال بالمهارات الفردية أكثر من الأهداف نفسها، ويصف البرنامج مصطلحين رئيسيين في ثقافة كرة القدم السودانية: الجلابية" عندما يمرر اللاعب الكرة فوق خصمه، يهتف الجمهور "لبس الجلابية" ومصطلح "البيضة": عندما تمر الكرة بين قدمي اللاعب المنافس، وهي مهارة يحتفل بها الجمهور أكثر من الأهداف.
إعلانوتعكس هذه التقاليد الكروية قيم المجتمع السوداني الذي يثمن الجمال والمهارة والإبداع، وليس فقط النتيجة النهائية.
مبادرة نفسية
وأفرد البرنامج فقرة لمباراة بين فريقي الشباب والمتوكل جرت في إطار مبادرة نفسية لدعم النازحين في المنطقة، وتكاتف السكان المحليون لتنظيمها بهدف إدخال الفرحة على قلوب النازحين ومنحهم لحظات من النسيان وسط معاناتهم.
وتميزت المباراة بروح رياضية عالية وحضور جماهيري متحمس، كما ظهرت مواهب محلية في مجال التعليق الرياضي، حيث قام شاب محلي يدعى كرار بالمشاركة في تعليق المباراة، مما أضفى طابعاً محلياً على الحدث.
وانتهت المباراة بفوز المتوكل بركلات الترجيح بعد تعادل الفريقين في الوقت الأصلي، غير أن النتيجة تعتبر ثانوية مقارنة بالأثر الاجتماعي للمباراة التي جمعت أهالي المنطقة والنازحين في جو من الفرح والتضامن.
كما عبر المعلق عن ذلك في ختام المباراة "لا فريق فائزا في مباراة اليوم، الجميع فائز" مؤكداً أن الهدف الحقيقي كان إيجاد لحظات من الفرح والوحدة وسط الظروف الصعبة.
وأشاد البرنامج بمنطقة واد شريفي التي مثلت "السودان خير تمثيل" باستقبالها للنازحين، حيث كانت كما قال الشاعر "كل أجزائه لنا وطن".
وختم البرنامج برسالة مفادها أن الحياة تستمر رغم كل الصعاب، وأن السودانيين يجدون طرقاً للتعايش مع الواقع الصعب والاستمرار في ممارسة حياتهم بشكل طبيعي قدر الإمكان، وتعتبر أنشطة مثل الكرة القدم مجرد ترفيه بل وسيلة للحفاظ على التماسك الاجتماعي وبث الأمل في نفوس الناس خلال الأزمات.
9/3/2025