شبكة اخبار العراق:
2024-12-26@05:45:30 GMT

شيخوخة دول طردت شبابها

تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT

شيخوخة دول طردت شبابها

آخر تحديث: 20 غشت 2024 - 10:53 صبقلم: فاروق يوسف كان تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد انتقالة كبيرة في تاريخ الحكم بالمملكة العربية السعودية. ولقد أثبتت الوقائع أن تلك الخطوة كانت في محلها. من خلالها جددت المملكة شبابها وصارت تراهن على مستقبل يعد بدولة حديثة من طراز متقدم. ربما فوجئ الكثيرون بالحيوية التي بثها الأمير الشاب في روح المملكة وقد لا يتخيلون ما الذي حدث هناك.

غير أن مَن تتح له فرصة زيارة الرياض كما حدث معي لا بد أن يدرك معنى أن يحتل شباب متنور موقع الصدارة في قيادة شعوبهم. مقارنة بما جرى في المملكة أذكر هنا أن جميع الانقلابيين العرب كانوا شبابا حين اعتلوا المراكز الأولى في السلطة ببلدانهم. جمال عبدالناصر في مصر لم يكن قد تجاوز 39 من عمره. معمر القذافي في ليبيا كان في السابعة والعشرين من عمره. صدام حسين كان الرجل القوي في العراق وهو في عمر 31 سنة. أما حافظ الأسد في سوريا فقد كان في الأربعين من عمره. كلهم شباب وكانت دولهم منفتحة على العالم وشعوبهم تتوق للخروج من مضيق العالم الثالث وتقف عند منعطف الانتقال إلى العالم الحديث لما تزخر به من طاقات بشرية خلاقة. غير أنهم بدلا من أن يتعاملوا مع ذلك الواقع بروح إيجابية أغلقوا حدود بلادهم وصادروا حريات شعوبهم وحاربوا روح التنوير والحداثة. وكم خابت آمال السوريين بطبيب العيون الشاب بشار الأسد. ولكن هل حكم المذكورون بروح الشباب كما فعل محمد بن سلمان؟ هنا تكمن المشكلة. مثلما سجنوا أنفسهم في أقفاص خوفا من العالم الخارجي جعلوا من الأوطان سجونا. كانت عيونهم على السلطة. لم يروا غيرها. ولأن السلطة تشيخ بسرعة وهو ما يدفع بالشعوب الحية إلى تقييد البقاء فيها بزمن محدد فلم ينظروا بعيون شبابهم، بل عبروا الزمن إلى خلودهم. وكان ذلك كفيلا بمحو إمكانية أن تجدد دولهم شبابها. لقد شاخت تلك الدول قبل أوانها حين وضعت شبابها على الرف واعتبرتهم مجرد حشود تُستعمل في المسيرات الموالية والتظاهرات المنددة بالعدو الوهمي. ولا ننسى هنا أهمية الضغوط التي مارستها فكرة المؤامرة. أذكر هنا واقعتين لهما الدلالة نفسها. في غير مدينة عربية ذهبت إليها سائحا أو لحضور مؤتمر كنت أخرج صباحا متجولا بين أزقتها وأسواقها وحين أتعب أبحث عن مقهى لأجلس فيه. لا أكثر من المقاهي هناك وبالأخص في مركز المدينة. غير أنني بالرغم من كثرة المقاهي لا أجد طاولة فارغة. وحين أنظر إلى زبائن تلك المقاهي أجدهم كلهم في سن الشباب. أمر غريب فعلا. الوقت صباح وهو وقت العمل ومع ذلك فإن المقاهي مليئة بالشباب الذين يُفترض بهم أن يقفوا وراء الآلات في المصانع وينهمكوا في الزراعة في المزارع ويجلسوا وراء مكاتبهم لإدارة شؤون الدولة. البطالة صارت مهنة أما الجلوس في المقهى فهو علاجها. وما من حديث في تلك المقاهي يعلو على حديث الهجرة. وهنا أنتقل إلى الواقعة الثانية. لقد فوجئت الشرطية السويدية المكلفة بالتحقيق معي حين قدمت طلب لجوئي هناك قبل أكثر من ربع قرن أنني أيضا قد أكملت الدراسة الجامعية. قالت “هل يكمل كل الشباب في بلادكم الدراسة الجامعية؟” قلت لها “نعم. لأنها مجانية”. وهنا أخبرتني أن مئات الأطباء والمهندسين والصيادلة والمدرسين والموسيقيين والشعراء والمحامين والاقتصاديين العراقيين قد مروا بمكتبها. وهو ما يعني أن الدولة التي أنفقت أموالا طائلة على تعليم شبابها وهبتهم في لحظة زيف سياسي إلى دول صارت تستفيد من خبراتهم ونشاطهم لأنها تعرف أن تضعهم في المكان الصحيح. وليس صحيحا ما يقوله اليمين المتطرف من أن المليون سوري الذين استقبلتهم ألمانيا قد سطوا على أموال دافعي الضرائب. لقد امتلأت المستشفيات الألمانية بالأطباء السوريين. وربما كان عدد الأطباء العراقيين العاملين في بريطانيا فاجعا. كلهم شباب تعلموا في أوطانهم التي طردتهم منها دولها بأنظمتها الخائفة من التغيير والمنغلقة على شيخوخة حكامها التي لا تتصف بأيّ نوع من الحكمة. صرخة الشاب التونسي لا تزال تسكن ذاكرتي “لقد هرمنا”. أما حين حرق الشاب محمد بوعزيزي نفسه فإن حكايته تتجاوز الشرطية المسكينة التي رمت الخضروات والفواكه التي يبيعها على الأرض بعد أن صادرت عربته. إنها حكاية الشباب العربي الذي يعيش مهمشا. إمّا أن يذهب إلى المقاهي أو يخضع لسلطة رجال الدين.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

أبرز الأقمشة التي تصدرت إطلالات الشتاء.. اعتمديها في خزانتكِ

عادة، تبرز الأقمشة الثقيلة والدافئة في أزياء موسم الشتاء كل عام. بينما شتاء 2025 قد يبدو مختلفاً تماماً، إذ يضم عدداً واسعاً من صيحات الموضة والأزياء، التي تعتمد على أقمشة متنوعة، وأنماط عدة، وألوان مختلفة أيضاً. لذا، إليكِ أبرز الأقمشة، التي استخدمها مصممو الأزياء في مجموعاتهم لهذا الموسم البارد، واختاري منها في خزانتكِ العصرية.

أقمشة برزت في مجموعات شتاء 2024 – 2025:

1. الصوف المستدام:

يعد الصوف عنصراً أساسياً في خزانات الملابس الشتوية، وهو معروف بدفئه ونفاذيته للهواء، وجاذبيته الخالدة. لكن في شتاء عام 2025، اختار مصممو أزياء العلامات التجارية الفاخرة اللجوء إلى أنواع مختلفة، وغير معتادة من الصوف، في ضوء اللجوء إلى الاستدامة وحماية الأرض. لهذا شاهدنا مواد، مثل الصوف العضوي والمعاد تدويره، لتقليل التأثير البيئي دون المساومة على الجودة، إذ يتم إنتاج الصوف العضوي دون مواد كيميائية ضارة أو مبيدات حشرية، بينما يساعد الصوف المعاد تدويره في تقليل نفايات المنسوجات.

2. الكشمير:

لا شك في أن الكشمير من الأقمشة الفاخرة التي توجد بشكل مستمر في قطع أزياء الشتاء الثقيلة والأنيقة. وفي هذا العام، عادت بلمسة عصرية، حيث اختار المصممون مزيجاً يتضمن مواد صديقة للبيئة، مثل: الكشمير المعاد تدويره أو الكشمير المخلوط بالقطن العضوي، والنتيجة كانت قطع ملابس أكثر نعومة وسهولة في الوصول إليها، لمن يبحثون عن جودة عالية بسعر أكثر معقولية.

أبرز الأقمشة التي تصدرت إطلالات الشتاء.. اعتمديها في خزانتكِ

3. الجلد:

إذا كنتِ متابعة جيدة لعروض الأزياء، فبالتأكيد لاحظتِ رواج الجلد بين الأقمشة المستخدمة في مجموعات خريف وشتاء 2024 – 2025، إذ ظهر في جميع أنماط الملابس، بداية من المعاطف الطويلة والجاكيتات والتنانير والسراويل وحتى الإكسسوارات، مثل: القفازات وغطاء الرأس والأقراط، وغيرها. وأدرج قماش الجلد بألوان محددة، أيضاً، هذا العام، حيث شاهدناه على مدارج عروض الأزياء بكثرة، بألوان: البني، والبرغندي، والأسود.

أبرز الأقمشة التي تصدرت إطلالات الشتاء.. اعتمديها في خزانتكِ

4. المخمل:

يعود القماش المخملي، المرتبط غالباً بالأنماط القديمة، بقوة في شتاء 2025، حيث يوفر هذا القماش المعروف بنسيجه المضلع، الراحة والدفء مع إضافة سحر عتيق إلى التصميمات الحديثة، فمن البناطيل والتنانير المخملية إلى السترات والإكسسوارات، تبنى المصممون هذه المادة بألوان جريئة، ودرجات ألوان ترابية كلاسيكية.

أبرز الأقمشة التي تصدرت إطلالات الشتاء.. اعتمديها في خزانتكِ

5. الصوف المنقوش:

يعتبر الصوف المنقوش من الأقمشة التي لا تخرج عن الموضة أبداً، إذ برز بشكل خاص في مجموعات شتاء 2025، حيث تثير أنماط التارتان، على وجه الخصوص، شعوراً بالتقاليد والحنين إلى الماضي، لكن تمت إعادة تصورها في الصور الظلية المعاصرة، ويعد الصوف المنقوش متعدد الاستخدامات، ويمكن استخدامه في كل شيء، من المعاطف المصممة حسب الطلب، إلى الأوشحة والتنانير المريحة.

أبرز الأقمشة التي تصدرت إطلالات الشتاء.. اعتمديها في خزانتكِ

6. الأقمشة المحبوكة:

تستمر الأقمشة المحبوكة في التطور، حيث تقدم أكثر من مجرد سترات وسترات كارديجان سميكة. وفي شتاء عام 2025، رأينا الفساتين والتنانير والإكسسوارات المحبوكة بكثرة على مدارج الموضة، إذ تتميز بأنماط معقدة وقوام ملموس، وتم تصميم هذه الأقمشة لتوفير الدفء والاهتمام البصري، ما يجعلها مثالية للارتداء على طبقات.

أبرز الأقمشة التي تصدرت إطلالات الشتاء.. اعتمديها في خزانتكِ

7. الدنيم:

من الأقمشة المميزة، أيضاً، في شتاء 2025: الدنيم في الإطلالة الكاملة، حيث يمكنكِ تنسيق إطلالتكِ من رأسكِ حتى أخمص القدمين بالدنيم، وتأكدي من أن مظهركِ سيكون عصرياً للغاية، كما انتشر هذا القماش بصيحة الـ«Over size»، خاصة في المعاطف الطويلة والجاكيتات، فاحرصي على اقتناء هذه الإطلالات العصرية في الموسم الأكثر برودة.

أبرز الأقمشة التي تصدرت إطلالات الشتاء.. اعتمديها في خزانتكِ

8. السويد:

واحد من أكثر أنواع الأقمشة رواجاً في موسم الشتاء، فإذا تابعتِ أحدث صيحات الموضة على وسائل التواصل الاجتماعي، فسوف تلاحظين تزيين قماش «Suede» لهذه الموديلات. ويعد قماش السويد نوعاً من الأقمشة المصنوعة من الجلد الحيواني، وعادةً من جلد الغنم، ويتميز بسطحه المخملي الناعم والمطاطي، كما يتميز بمرونته وسهولة تكيّفه مع الأشكال المختلفة، ويستخدم بشكل واسع في صناعة الأحذية والحقائب والملابس، مثل: السترات، والمعاطف.

مقالات مشابهة

  • أبرز الأقمشة التي تصدرت إطلالات الشتاء.. اعتمديها في خزانتكِ
  • وزير الخارجية يشيد بالعلاقات التي تربط بين مصر وتونس
  • السوداني: العراق تمكن من مواجهة التحديات التي حصلت في المنطقة
  • الآيباد الأكثر تضرراً.. قائمة الأجهزة التي ستخسر دعم آبل مع التحديث المقبل
  • دراسة: تباطؤ حاد في شيخوخة الدماغ خلال العقود القليلة الماضية
  • «دماغها قد ينفجر في أي لحظة».. مأساة سيدة بريطانية مع مرض نادر يسرق شبابها
  • "أحسن صاحب": منصة الإبداع التي تكسر حواجز الإعاقة
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
  • ما المادة التي تفرزها الغدة الدرقية؟
  • لاعبو كرة القدم: تعبنا من كثرة المباريات.. وبطولة الفيفا الجديدة هي القشة التي قصمت ظهر البعير