في إطار سعي مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، نحو رفع الوعي المجتمعي ونشر المعرفة في مختلف الموضوعات ذات الصلة بقضايا التنمية، يقوم المركز دورياً باستكتاب نخبة من المسؤولين والخبراء والمتخصصين في مختلف المجالات والقضايا ذات الأهمية للشأن المصري سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي ونشر هذه المقالات والكلمات داخل إصداراته الدورية.

وفى هذا الصدد قام المركز بنشر مقال للدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، داخل العدد الرابع من إصدارته الدورية "آفاق الطاقة"، تحت عنوان "التكنولوجيا الحديثة لتدوير المخلفات الصلبة البلدية"، حيث أوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد خلال المقال أن مشكلة التخلص من المخلفات الصلبة البلدية تعد تحديًا بيئيًا عالميًا لكن التكنولوجيا الحديثة والمعتمدة على البحث والتطوير من قبل مصنعي هذه التكنولوجيا قدمت حلًا مبتكرًا لهذه المشكلة، مشيرة إلى أن الأساليب والتقنيات الحديثة المستخدمة في تدوير المخلفات الصلبة البلدية وفوائدها تتبدى فيما يلي:

-أولًا المعالجة الميكانيكية البيولوجية: وهي عملية متكاملة تستخدم معالجة وإدارة المخلفات الصلبة البلدية وتتضمن الجوانب الميكانيكية والبيولوجية لتدوير مكونات هذه المخلفات بمنتجات أخرى يمكن الاستفادة منها مع خفض كميات المرفوضات النهائية والمطلوب التخلص منها بطريقة آمنة وتحافظ على البيئة، والهدف الرئيس من هذه التكنولوجيا هو خفض كميات المخلفات النهائية الموجهة للمدافن الصحية للحد من ملوثات الهواء والتربة، وتشمل هذه التكنولوجيا العمليات التالية: (1- المرحلة الميكانيكية، 2- والمعالجة البيولوجية، 3- والتخزين المؤقت)، وتعد تكنولوجيا المعالجة الميكانيكية البيولوجية فعالة في تقليل حجم المخلفات المتجهة إلى المدافن الصحية وتحويلها إلى مواد قابلة للاستخدام أو الطاقة، كما أنها تساهم في حماية البيئة وتحسين إدارة المخلفات في المجتمعات المختلفة.

-ثانيًا التصنيف والفرز: وهي خطوة أساسية في عملية تدوير المخلفات الصلبة البلدية حيث يتم تحديد أنواع المواد المختلفة وفصلها بشكل فعال لزيادة كفاءة التدوير وتقليل المخلفات التي تتجه نحو المدافن الصحية، وتضم المراحل التالية: (1- التجميع الأولي، 2- النقل إلى مراكز الفرز، 3- الفرز اليدوي والآلي، 4- التصنيف الأوتوماتيكي، 5- التخزين المؤقت، 6- التوجيه لعمليات المعالجة اللاحقة)، وتتطلب عملية التصنيف والفرز تعاونًا بين الجهات المعنية بما في ذلك الحكومات وشركات إدارة المخلفات والمواطنين لضمان جودة وفعالية هذه العملية وتحقيق أقصى قدر من الاستفادة من المواد القابلة لإعادة التدوير.

-ثالثًا الهضم اللاهوائي: وهي تقنية تستخدم في تدوير المخلفات الصلبة البلدية حيث يتم تحليل المواد العضوية في المخلفات وتحويلها إلى غازات قابلة للاستخدام مثل الغاز اليومي والذي في معظمه هو غاز الميثان، وتحتوي على العمليات التالية: (1- جمع المخلفات العضوية، 2- التحضير والتجهيز، 3- الهضم البيولوجي، 4- جمع الغازات الناتجة، 5- معالجة الناتج النهائي)، ومن فوائد عملية الهضم اللاهوائي تقليل النفايات العضوية المتراكمة في المدافن الصحية وتوليد مصادر للطاقة المتجددة والبديلة وتقليل الانبعاثات الضارة للبيئة، وتعد هذه التقنية جزءًا مهمًا من جهود الاستدامة البيئية وتحسين إدارة المخلفات في العديد من المجتمعات حول العالم.

-رابعًا تقنيات التحليل الحراري: وهي تعد واحدة من الطرق الحديثة المستخدمة في تدوير المخلفات الصلبة البلدية وتهدف إلى تحويل المواد العضوية وغير العضوية في المخلفات إلى طاقة حرارية باستخدام الاحتراق المحكم وعمليات التفكك الحراري، ويمكن استخدام هذه الطاقة في توليد الكهرباء أو التدفئة حيث يتم تطبيق هذه التقنية عند درجات حرارة عالية في بيئة خالية من الأكسجين مما يؤدي إلى انبعاث الغازات القابلة للاحتراق (مثل الميثان) والفحم الناتج عن التحلل الحراري للمواد العضوية، وتستخدم الغازات الناتجة عن هذه العملية كوقود لتوليد الطاقة الحرارية سواء لتشغيل محطات توليد الكهرباء أو لتسخين المياه في المباني، وتعد تقنيات التحليل الحراري فعالة في تقليل حجم المخلفات وتحويلها إلى مصادر للطاقة الحرارية قابلة للاستخدام مما يساهم في تخفيف الضغط على المدافن الصحية وتحسين إدارة المخلفات بشكل عام، ويتطلب استخدام هذه التقنيات اتخاذ إجراءات احترازية للحد من انبعاثات الغازات الضارة والحفاظ على البيئة.

-خامسًا الحرق المباشر للمخلفات لإنتاج طاقة: وهو عملية تستخدم في بعض المحطات الحرارية حيث يتم حرق المخلفات الصلبة البلدية لتوليد الحرارة التي بدورها تستخدم لتسخين الماء وتحويله إلى بخار يدير توربينات لتوليد الكهرباء، وتتكون عملية الحرق المباشر للمخلفات لتوليد الطاقة الكهربائية من الآتي: (1- التجميع والتخزين، 2- عملية الحرق، 3- توليد البخار، 4- تشغيل التوربينات، 5- توليد الكهرباء، 6- معالجة الغازات الناتجة)، ويجري الآن تنفيذ المشروع الأول من نوعه باستخدام تكنولوجيا الحرق المباشر للمخلفات بـ "أبو رواش" بطاقة تصميمية 1200 طن/ يوم من المخلفات الصلبة البلدية بقدرة مركبة 30 ميجا وات والذي يعد حلًا مثاليًا لمحافظة الجيزة.

-سادسًا تكنولوجيا التغويز: وهي عملية تحويل المواد العضوية الصلبة إلى غازات قابلة للاحتراق بواسطة التفكك الحراري وهذه الغازات يمكن استخدامها لتوليد الطاقة الحرارية أو الكهربائية أو كوقود في الصناعة، وتضم هذه التكنولوجيا الخطوات الرئيسة التالية: (1- التحضير والتجهيز، 2- التغويز "تتم في فرن خاص معزول عن الهواء حيث يتم تسخين المواد العضوية في درجات حرارة عالية دون وجود أكسجين مما يؤدي إلى تحللها إلى غازات"، 3-جمع الغازات، 4- تنقية الغازات، 5- استخدام الغازات، 6- تصريف الرماد)، وتعد تكنولوجيا التغويز بديلًا مستدامًا لعملية الحرق التقليدية حيث توفر فرصة لتوليد الطاقة بكفاءة أعلى وتقليل الانبعاثات الضارة كما أنها تسمح بالاستفادة الكاملة من المواد العضوية وتحويلها إلى موارد ذات قيمة، ومع ذلك تتطلب عملية التغويز تقنيات متقدمة وإدارة جيدة للمخلفات لضمان سلامة العمليات والحفاظ على البيئة.

وأشارت الدكتورة ياسمين فؤاد في ختام مقالها إلى أنه باستخدام التكنولوجيا الحديثة يمكن تحويل التحديات البيئية إلى فرص للابتكار والاستدامة وتحسين عمليات تدوير المخلفات الصلبة البلدية بما يسهم في بناء مجتمعات أكثر نظافة وصحة واستدامة.

اقرأ أيضاًالأمم المتحدة تحذر من تدهور الوضع الإنساني الكارثي في غزة

وزير الزراعة: صادرات مصر من المنتجات الزراعية الطازجة تجاوزت 7.3 مليون طن

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: ياسمين فؤاد وزيرة البيئة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تدویر المخلفات الصلبة البلدیة التکنولوجیا الحدیثة هذه التکنولوجیا المدافن الصحیة المواد العضویة تولید الکهرباء إدارة المخلفات لتولید الطاقة وتحویلها إلى حیث یتم

إقرأ أيضاً:

«البيئة»: 10 مليارات جنيه تكلفة إنشاء البنية الجديدة للتخلص الآمن من المخلفات

استقبلت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، النائب حسام العمدة عضو مجلس النواب عن محافظة بني سويف؛ لمناقشة عدد من القضايا والمشكلات البيئية بالمحافظة، وبحث آليات مواجهة التحديات البيئية بها، وذلك في إطار حرصها الدائم على التواصل مع أعضاء البرلمان لمناقشة الموضوعات البيئية بدوائرهم، وذلك بحضور ياسر عبدالله، مساعد الوزيرة لشئون المخلفات والقائم بأعمال رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات، وعدد من قيادات الوزارة المعنية.

وخلال الاجتماع، ناقشت الدكتورة ياسمين فؤاد مع النائب عددا من الموضوعات البيئية منها موقف منظومة إدارة المخلفات بمحافظة بني سويف، والمقالب والنقاط الوسيطة والمدافن الصحية ومصانع تدوير المخلفات بالمحافظة، مؤكدة على الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة في منظومة إدارة المخلفات بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية، وذلك في ضوء تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بوضع منظومة للإدارة المتكاملة للمخلفات.

بناء منظومة جديدة للمخلفات منذ 5 سنوات

وأشارت إلى أنه جرى البدء في بناء منظومة جديدة للمخلفات منذ 5 سنوات بدءا من توعية المواطنين وبناء بنية تحتية جديدة، لافتة إلى التحديات التي واجهت بدء العمل في تلك المنظومة وخاصة التحديات المالية، مشيرة إلى أن المنظومة تقوم على عدة محاور وتشمل إنشاء البنية التحتية، وبرامج التشغيل، والدعم المؤسسي والمجتمعي.

وأوضحت أن تكلفة إنشاء البنية الجديدة للتخلص الآمن من المخلفات في مصر بلغت 10 مليارات جنيه تحملتها الدولة المصرية دون أية أعباء على المواطن، لافتة إلى جهود الوزارة في وضع عقود التشغيل ومراجعتها بالتعاون مع الجهات المعنية.

كما أشارت وزيرة البيئة إلى آلية تحصيل رسوم النظافة، مع مراعاة محدودي الدخل وتغطية جميع الشرائح والفئات؛ إذ جرى تخصيص صندوق لتلك المتحصلات واستخدامها في استكمال النهوض بمنظومة المخلفات على مستوى الجمهورية.

وحول مصانع تدوير المخلفات بالمحافظة، أكدت وزيرة البيئة حرص الوزارة على تشجيع الاستثمار في مصانع تدوير المخلفات، لافتة إلى إحدى شركات الأسمنت، التي تعمل بمجال تدوير المخلفات بمحافظة بني سويف، وذلك للاستفادة من المعالجة الكاملة للمخلفات، وإنتاج الوقود البديل منها، موضحة أن دخول شركات الأسمنت في هذا المجال، جاء بعد قرار ربط استخراج رخصة الفحم لمصانع الأسمنت باستخدام الوقود البديل في المصانع والذي نص عليه قانون تنظيم المخلفات.

وجرى الاتفاق على إعداد نموذج رائد بالمحافظة وذلك بتحديد أحد المخلفات الزراعية المهمة بالمحافظة، والكميات المولدة وأماكنها والمواقع المتوفرة بالمحافظة؛ بهدف تعظيم الاستفادة من مخلفات قطاع الزراعة بشكل اقتصادي متميز والمساهمة في حماية البيئة.

وضع خريطة استثمارية بالمخلفات الزراعية

كما أكدت حرص الوزارة على وضع خريطة استثمارية بالمخلفات الزراعية لكافة محافظات الجمهورية، والفرص الاستثمارية المتاحة، مشيرة إلى أنه يتم التنسيق مع شركاء التنمية لتنفيذ عدد من المشروعات الصغيرة لإعادة تدوير المخلفات الزراعية بمحافظة بني سويف.

وفى ختام الاجتماع شددت وزيرة البيئة على حرص الوزارة على تقديم جميع أوجه الدعم الفني لمنظومة إدارة المخلفات ومتابعة رفع مستوى المنظومة بالمحافظة، وأهمية تعظيم الاستفادة من الإمكانيات المتاحة بإعادة تطويرها وتنظيمها ورفع كفاءتها وتحقيق الاستفادة القصوى منها بما ينعكس على خلق جو بيئي وصحي للمواطنين.

مقالات مشابهة

  • تزامنًا مع اقتراب العام الدراسي الجديد.. حملات مكثفة لإزالة المخلفات الصلبة
  • «البيئة»: 10 مليارات جنيه تكلفة إنشاء البنية الجديدة للتخلص الآمن من المخلفات
  • وزيرة البيئة تناقش الفرص الاستثمارية في مجال تدوير المخلفات
  • منها استخدام طائرات الدرونز ..سفير الهند بالقاهرة يستعرض التكنولوجيا الحديثة في الزراعة
  • «التنمية المحلية» و«البيئة» تتعاونان لتنفيذ مشروعات تخدم البنية التحتية
  • وزيرتا البيئة والتنمية المحلية تتفقدان مراحل إنشاء البنية التحتية لـ أكبر مدينة مخلفات في مصر والشرق الأوسط (صور)
  • فؤاد: نسابق الزمن من أجل الإنتهاء من إنشاء وتشغيل البنية التحتية الداخلية لمدينة المخلفات
  • وزيرتا البيئة والتنمية تتفقدان مراحل انشاء البنية التحتية لمدينة المخلفات بالعاشر من رمضان
  • وزيرة البيئة: إنشاء أول مدينة متكاملة للمخلفات الصلبة في مصر حلم بدأ تنفيذه
  • وزيرتا التنمية المحلية والبيئة تتفقدان مراحل انشاء البنية التحتية لمدينة المخلفات بالعاشر