الإمارات تتربع على عرش الاستثمار الأجنبي المباشر
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
حلت دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز الأول عالمياً من حيث أداء جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة نسبة إلى حجم اقتصادها في عام 2023، تلتها مونتينيغرو، وكوستاريكا، وذلك بعد تسجيل أرقام قياسية في عدد الشركات التي تم تأسيسها في الدولة الخليجية.
وفي النسخة التاسعة من مؤشر أداء الاستثمار الأجنبي المباشر "غرينفيلد" الصادر عن "إف دي آي إنتليجنس" (fDi Intelligence’s)، اجتذبت الإمارات العربية المتحدة أكبر قدر من الاستثمارات الأجنبية المباشرة نسبة إلى إجمالي الناتج المحلي الإجمالي من بين 108 دولة تم تقييمها.
وسجلت حوالي 84 من هذه الدول درجة مؤشر أعلى من 1.0، مما يعني أن حصتهم من مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر العالمية الجديدة كانت أكبر من حصتهم في الناتج المحلي الإجمالي العالمي. بينما سجلت الدول الـ 24 المتبقية درجة أقل من 1.0، مما يعني أنها جذبت استثمارات أجنبية أقل مما يوحي به حجم اقتصادها.
وتقدمت الإمارات العربية المتحدة مركزين عن تصنيفها العام الماضي، مما يعكس كونها الدولة التي شهدت أكبر زيادة (+316) في مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في عام 2023 مقارنة بالعام السابق، وفقًا لـ "إف دي آي ماركتس". وكان هذا النمو في عدد المشاريع ملحوظًا بشكل خاص في قطاعات خدمات الأعمال والتكنولوجيا والعقارات والمعدات الصناعية.
وتجاوزت دولة الإمارات العربية المتحدة كوستاريكا، التي جاءت في المركز الثالث في مؤشر عام 2024 بعد احتلالها المركز الأول في السنوات الثلاث السابقة على التوالي.
ويعود انخفاض ترتيب الدولة الواقعة في أميركا الوسطى إلى النمو القوي للناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.1 بالمئة في عام 2023 وانخفاض طفيف على أساس سنوي في مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر من أعلى مستوى تاريخي تم تسجيله في عام 2022.
ودخلت دولة "مونتينيغرو" الصغيرة في البلقان مؤشر عام 2024 لأول مرة (بعد تجاوزها عتبة الإدراج المتمثلة في جذب ما لا يقل عن 10 مشاريع استثمار أجنبي مباشر في السنة)، واحتلت المركز الثاني بتسجيلها درجة 11.3.
وكانت دولة موناكو من الدول الجديدة المشاركة في المؤشر واحتلت المركز الرابع بعد جذبها 10 مشاريع استثمار أجنبي مباشر مع إجمالي ناتج محلي قدره 8.95 مليار دولار في عام 2023. وتم الحصول على جميع بيانات الناتج المحلي الإجمالي الاسمي لكل دولة من صندوق النقد الدولي، باستثناء أرقام موناكو التي جاءت من البنك الدولي.
وسجل نصف العشرة الأوائل في الترتيب - وهي "مونتينيغرو" وموناكو وكوسوفو ومقدونيا الشمالية ورواندا - ناتجًا محليًا إجماليًا أقل من 20 مليار دولار في عام 2023، مما يؤكد قدرة الأسواق الأصغر والناشئة على استهداف وجذب مشاريع الاستثمار المباشر الأجنبي لتنميتها.
تم تصنيف ثلاث دول فقط من بين أفضل 20 دولة من حيث أداء الاستثمار المباشر الأجنبي في عام 2023 - سنغافورة المدينة الآسيوية ولاتفيا في دول البلطيق ودولة البرتغال - على أنها اقتصادات متقدمة من قبل صندوق النقد الدولي.
وتم حساب التغييرات في الأداء النسبي للاستثمار المباشر الأجنبي للدول هذا العام من خلال مقارنة النتيجة الجديدة لعام 2023، مع النتائج المنقحة لعام 2022 بناءً على أحدث أرقام الناتج المحلي الإجمالي والاستثمار المباشر الأجنبي.
ومن الأمثلة البارزة مركز المقامرة الآسيوي ماكاو، الذي هبط أكثر من غيره في الترتيب هذا العام، من المرتبة 29 إلى المرتبة 78. ويرجع ذلك إلى انخفاض حصة المنطقة الإدارية الخاصة الصينية من الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي، في حين نما اقتصادها على أساس سنوي بنسبة 80.5 بالمئة في عام 2023 بعد عودة السياح الصينيين بعد وباء كورونا.
وشهد نحو 56 دولة من أصل 108 دول في التصنيف تحسنًا في أدائها النسبي للاستثمار الأجنبي المباشر. وتضاعفت درجة مؤشر أوزبكستان أربع مرات من 0.96 في عام 2022 إلى 4.68 في عام 2023، وبالتالي تحولت من دولة ذات أداء ضعيف في الاستثمار الأجنبي المباشر إلى دولة ذات أداء متفوق.
وارتفع عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في الدولة الواقعة في آسيا الوسطى من 14 إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 76 في عام 2023، ولا سيما في مجال الطاقة المتجددة والخدمات اللوجستية، وفقًا لـ fDi . وارتفعت أوزبكستان 69 مركزًا في التصنيف إلى المركز 13، مسجلة أكبر صعود في هذه النسخة.
وارتفع إجمالي ست دول في التصنيف بما لا يقل عن 30 مركزًا، بما في ذلك كمبوديا، التي اكتسبت 49 مركزًا لتحتل المرتبة العاشرة، تليها زامبيا والأردن وهندوراس (34 مركزًا لكل منها)، وموريشيوس (30 مركزًا).
ومن بين الدول الـ 27 التي تحسن ترتيبها بما لا يقل عن 10 مراكز، كانت تسع دول تقع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، في حين كانت أوروبا الناشئة موطنًا لسبع دول.
وكانت روسيا في قاع المؤشر للعام الثاني على التوالي بنتيجة 0.07. وكانت إعلانات مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة في البلاد معدومة تقريبًا منذ حربها ضد أوكرانيا في فبراير 2022.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الإمارات كوستاريكا مونتينيغرو صندوق النقد الدولي البنك الدولي روسيا الإمارات اقتصاد الإمارات الاقتصاد الإماراتي الاستثمار بالإمارات الإمارات كوستاريكا مونتينيغرو صندوق النقد الدولي البنك الدولي روسيا أخبار الإمارات
إقرأ أيضاً:
ما هي منظمة حاباد اليهودية التي اختفى أحد حاخاماتها في الإمارات؟
أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، أن حاخاما يهوديا من منظمة "حاباد" اختفى في الإمارات منذ أربعة أيام في ظروف غامضة.
وتشتبه السلطات الإسرائيلية بأن الحاخام زفي كوغان، والذي ذكرت وسائل إعلام أنه ضابط في الجيش أيضا، تعرض للاختطاف أو القتل من قبل "جهة معادية" خلال وجوده في الإمارات.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن كوغان كان يقيم في الإمارات بشكل رسمي بصفته مساعدا للحاخام اليهودي الأكبر في أبو ظبي.
وينتمي كوغان إلى منظمة "حاباد" أو "شاباد" اليهودية، والتي برزت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي تموز/ يوليو ظهر علم "حاباد" باللون الأصفر على إحدى دبابات الاحتلال، التي دمرها مقاتل من كتائب القسام، بواسطة عبوة ناسفة في تل السلطان برفح.
ويظهر على العلم الملون بالأصفر، تاج أزرق، وتحته بالعبرية عبارة "مشيح" أو مسيح، ويقصد بها المسيح المخلص وفقا للاعتقاد اليهودي الذي سيأتي في آخر الزمان ليقود اليهود.
وترفع هذا العلم منظمة حاباد أو "حاباد لوبافيتش"، وهي من أشهر المنظمات اليهودية الأرثوذكسية الحسيدية، حول العالم، والتي تمتلك علاقات واسعة على مستوى السياسيين، وتنفتح على العلمانيين لتحقيق أهدافها.
والحسيديون هم اليهود المتدينون الغربيون، القادمون من دول أوروبا الشرقية، ونسبة انفتاحهم أكبر من الحريديم، وهم اليهود الشرقيون والذين يبقون منغلقين على أنفسهم، وخاصة على الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، والتي حرموها مؤخرا.
تأسيس المنظمة
يعود تأسيس الحاباد إلى عام 1775 على يد الحاخام شنيور زلمان ليادي واشتق اسمها من اختصار الكلمات العبرية الثلاث "دآت، بيناه، حوكماه"، وتعني "الحكمة والفهم والمعرفة"، وفي الثلاثينيات نقل أحد حاخاماتها مركزها من مدينة لوبافيتش بروسيا إلى بولندا، ثم مع الحرب العالمية الثانية والعلاقة السيئة مع النازيين انتقلوا إلى الولايات المتحدة.
وخلال العقود التي تلت الخمسينيات، باتت منظمة حاباد، واحدة من أكثر المنظمات اليهودية انتشارا حول العالم، وتشعبت في العديد من القطاعات مستهدفة اليهود في العالم، وكان يتزعمها آنذاك، الحاخام، مناحيم مندل شنايرسون، والذي وصل تقديس أتباعه له إلى حد أن يطلقوا عليه لقب المسيح.
ويقدر عدد أتباع الحاباد، من الحسيديم بنحو 95 ألف شخص، أي ما يمثل قرابة 13 بالمئة من الحسيديم حول العالم، ولها نفوذ واسع في الولايات المتحدة.
التخلص من الفلسطينيين
تعد منظمة حاباد، من المنظمات المتطرفة، التي لا تؤمن بوجود الفلسطينيين، وتدعو للتخلص منهم وطردهم من فلسطين المحتلة، وتعارض أي اتفاق يمكن أن يمنحهم جزءا من أراضيهم.
ونشطت منذ بدء العدوان على غزة، عبر دعم جيش الاحتلال، بالتجهيزات اللوجستية للجنود، وجمع التبرعات لتوفير احتياجاته، والحضور بشكل واضح باسمها خلال العدوان.
ونظمت العديد من الفعاليات، ورفعت لافتات، تدعو فيها بصراحة إلى عودة الاستيطانية إلى قطاع غزة، فضلا عن توسيع التهام الأراضي في الضفة الغربية لصالح الاستيطان.
وقام عدد من جنود الاحتلال، في بداية العدوان، برفع لافتة على أحد منازل بيت حانون شمال غزة، وأطلقوا عليه اسم "أول بيت حاباد" في غزة، وأقاموا فيه احتفالا بعيد الحانوكاه اليهودي، قبل أن ينسحبوا على وقع ضربات المقاومة ويدمروا المنطقة.
وخلال المعارك في غزة، رفعت رايات ولافتات منظمة حاباد، وشعار المسيح كرايات وعلى الدبابات التي فجرتها المقاومة وظهر ذلك على الأقل في توثيقين مصورين لكتائب القسام.
كما قامت المنظمة بنصب شمعدان يهودي للاحتفال بعيد الحانوكاه في قطاع غزة، قبل أن ينسحبوا من المنطقة التي جرى فيها الاحتلال بدايات العدوان.
السيطرة على الجيش
كشفت تقارير عبرية، أن 80 بالمئة من الفعاليات التربوية الدينية، لجنود جيش الاحتلال، والتي يشارك فيها ضباط من قادة السرايا والرتب الأكبر، ويطلق عليها "أيام السبت التربوية"، تنفذها منظمات يمينية استيطانية، تخضع جميعها لحركة حاباد اليهودية.
وقالت صحيفة معاريف العبرية، إن الجيش تخلى عن المجال التربوي للجنود لصالح منظمات يهودية لها أجندة مثل حاباد، وهو ما يعتبره ضباط خطرا على خطاب الهوية الإسرائيلية.
وتمكنت حاباد من التسلل إلى القطاع التربوي في جيش الاحتلال، عبر بند التمويل، والذي يشترط فيه الجيش، أن تنظيم الفعاليات من أية جهة، يجب أن تموله المنظمة بنفسها عبر التبرعات، وحاباد من أقوى المنظمات التي يمكنها جمع التبرعات من اليهود المتطرفين، لإقامة فعاليات توراتية داخل الجيش.
مناطق التواجد
تسيطر منظمة حاباد على منطقة تدعى كفار حاباد، وهي الضاحية الملاصقة لمطار بن غوريون على أراضي يافا المحتلة، والتي يقدر عدد قاطنيها بأكثر من 7 آلاف نسمة، وهم من أتباعها، كما أن لهم وجودا في صفد، منذ تسلل اليهود من أوروبا الشرقية إلى فلسطين المحتلة، ما بين 1777- 1840، وقاموا بإنشاء مجتمع خاص بهم، ومعابد ومحاولات استيطانية مبكرة عبر الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.
كما أن لهم تواجدا بعشرات الآلاف في كل من فرنسا وكندا، إضافة إلى الإمارات، والتي أنشأوا فيها المركز المجتمعي اليهودي والذي يحوي كنيسا ولفائف من التوراة، ويوفر الدواجن الحلال وفقا للشريعة اليهودية "الطعام الكوشير"، لأتباع المنظمة في الإمارات، ويترأس مركز الحاباد الحاخام ليفي دوشمان.